تسبب الحبسة الكلامية للكبار صعوبة الكلام وفهم اللغة بشكل سليم مما يترك أثر كبير على حياة المصاب الاجتماعية، تُتيح تركيا إمكانية علاج الحبسة الكلامية للكبار.
ما هي الحبسة الكلامية
تُعرف الحبسة الكلامية بعدم قدرة الشخص على التعبير بشكل سليم عما يريد قوله أو يجد صعوبة في فهم الكلام الذي يسمعهُ، بالإضافة إلى ضعف المقدرة على القراءة أو الكتابة.
يحصل اضطراب النطق نتيجة تأثر المراكز الدماغية المسؤولة عن الكلام والتواصل سواءً كان السبب عائد لإصابة رضية شديدة على الرأس أو لسكتة دماغية مفاجئة.
تم تصنيف الحبسة الكلامية إلى عدة انواع بحسب الأعراض المشاهدة، فقد يستطيع المريض فهم ما يقال له لكنه يجد صعوبة بالتعبير عما يريد (حبسة تعبيرية) أو قد يستطيع التعبير جيداً لكنهُ لا يفهم كلام الآخرين (حبسة استقبالية).
إن الإصابة بالحبسة الكلامية تعد من المضاعفات الشائعة عند كبار السن بعد التعرض لجلطة دماغية، وقد تشاهد عند الأطفال والشباب بعد التعرض لحادث رضي شديد بالرأس يؤثر على الدماغ.
يعتمد علاج الحبسة الكلامية للكبار على تدبير السبب المؤدي لها كخطوة أولى ومن ثم يخضع المصاب لجلسات علاجية مطولة تحت إشراف أخصائيين في هذا المجال لاستعادة القدرة على الكلام والنطق الصحيح.
أسباب الحبسة الكلامية للكبار
إن السبب الأشيع للحبسة الكلامية عند الكبار هو السكتة الدماغية التي تؤثر على تروية مراكز النطق واللغة بالدماغ مما يؤدي إلى تلف وتموت الخلايا الدماغية بتلك المنطقة، اقرأ أكثر عن جلطة المخ عند كبار السن.
إصابات الرأس الشديدة التي تصيب المناطق اللغوية في المخ تسبب أيضًا مشاكل بعملية التحدث والنطق وتعتمد درجة التضرر على طبيعة الحادث.
الأمراض الدماغية التنكسية عند كبار السن كـ مرض الزهايمر يعتبر من الأسباب المهمة لحدوث الحبسة الكلامية للكبار حيث تتطور الحبسة بشكل تدريجي عند المرضى المصابين.
يوجد اسباب أخرى أقل شيوعًا تؤدي للإصابة بالحبسة الكلامية كوجود ورم دماغي ضاغط على مناطق الكلام بالمخ أو إصابة الدماغ بسبب التهاب إنتاني.
أمهات الدم الدماغية قد تسبب حبسة كلامية إضافةً إلى العمليات الجراحية التي تُجرى على الدماغ، ويصنف ايضاً الصرع و الشقيقة ضمن مسببات الحبسة الكلامية والتي غالباً ما تكون مؤقتة في هذه الحالات (على شكل نوبات).
أنواع الحبسة الكلامية
يصنف الأطباء الحبسة الكلامية للكبار إلى عدة مجموعات وفقاً للأعراض وبحسب قدرة المريض على التواصل، حيث يتم تقييم طلاقة اللغة والقدرة على فهم الكلام المسموع.
يوجد ثلاث انواع رئيسية للحبسة الكلامية وهي:
الحبسة التعبيرية (حبسة بروكا)
يحدُث في هذا النوع من الحبسة فقدان لمقدرة المريض على التعبير عما يرغب بقوله لكنه قادر على فهم ما يقال له جيداً، أي يكون المُصاب قادراً على الفهم لكنه لا يستطيع التحدث بلغة سليمة مفهومة.
الحبسة الاستقبالية (حبسة فرينكا)
في هذا النوع من الحبسة يحصل عكس ما يحدث بحبسة بروكا حيثُ يواجه المريض صعوبة بفهم ما يسمع بِشكل أكثر من القدرة على التكلم بشكل مفهوم، أي لا يعاني المريض من صعوبات كبيرة بعملية الكلام إنما تكون الصعوبة في الفهم.
الحبسة الشاملة
يعد هذا النوع أشد انواع الحبسة تأثيراً على قدرة الشخص على الكلام مع الآخرين، حيثُ يحصل لدى المُصاب مشاكل بفهم الكلام المسموع إضافةً إلى ضعف المقدرة على التكلم بِشكل لغوي سليم، اي يتعرض المُصاب لأعراض حبسة بروكا وفرينكا معاً.
أعراض الحبسة الكلامية عند الكبار
تختلف أعراض الحبسة باختلاف شدة الإصابة ونوعية الحبسة التي يعاني منها المريض، نذكر أهم اعراض الحبسة الكلامية للكبار:
- التكلم بعبارات غير مفهومة أو جمل غير مترابطة
- الكلام ببطئ أو التأتأة واستخدام جُمل قصيرة
- استبدال كلمات بأخرى لا معنى لها في سياق الحديث
- عدم فهم الكلام الذي يسمعه المصاب
- كتابة جمل ناقصة غير مفهومة
تشخيص الحبسة الكلامية
لتشخيص الحبسة الكلامية للكبار يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل وتحري وظيفة الأعصاب بالإضافة إلى إمكانية طلب بعض الاختبارات التصويرية كصورة طبقي محوري للرأس لنفي الأسباب البنيوية للحبسة مثل أورام الدماغ.
قد يلجأ الطبيب إلى اجراء مجموعة من الفحوصات الأخرى كتخطيط الاعصاب وإصغاء نبض الشريان السباتي بالعنق لنفي تضيق الشريان الذي يؤهب لحدوث جلطة دماغية.
إضافة لما سبق يقوم أخصائي أمراض النطق واللغة بعمل تقييم لُغوي شامل لتحري وجود الحبسة ونوعها ومدى قدرة الشخص على فهم الكلام ونطقه.
يتضمن هذا التقييم إجراء محادثة مع الشخص المُصاب وسؤاله عدة أسئلة لتقييم قدرته على الفهم والكلام وإجراء تمارين لغوية عدة كأن يطلب الأخصائي تكرار بعض الكلمات أو قراءة جمل وكتابتها.
علاج الحبسة الكلامية للكبار في تركيا
يعتمد علاج الحبسة الكلامية على طبيعة الأذية الحاصلة ودرجة تضرر المنطقة الدماغية المصابة، فمن الممكن في بعض حالات الحبسة الكلامية الناتجة عن مسببات مؤقتة كالصرع أو الشقيقة من أن تتحسن الحبسة تلقائياً مع مرور الوقت.
يحتاج معظم الأشخاص الذين يعانون من الحبسة الكلامية الناتجة عن جلطة دماغية إلى جلسات إعادة تأهيل تُجرى من قبل خبراء متخصصين بالمجال وقد يفيد العلاج الدوائي بتدبير الحبسة الكلامية للكبار أيضاً.
فإن طرق العلاج تكون على الشكل الآتي:
اعادة تأهيل مشاكل اللغة والنطق Speech Therapy
إن التعافي من مشاكل النُطق واستعادة القدرة مجدداً على الكلام والتواصل الطبيعي يحتاج بعضاً من الوقت، حيثُ تتصف عملية اعادة التأهيل بأنها طويلة بعض الشيء وتتم على فترة جلسات عديدة.
يهدف التأهيل اللغوي إلى تحسين قدرة الأشخاص على الكلام واستعادة أكبر قدر ممكن من اللغة الضائعة عندهم عبر جعلهم يتحدثون ضمن جلسات علاج جماعية مع بعضهم تحت إشراف خبراء متخصصين أو عبر جلسات علاج فردية مع الخُبراء تتضمن تمارين لغوية.
قد تتضمن جلسات اعادة التأهيل استخدام حواسيب خاصة وذلك للمساعدة بالعلاج اللغوي وتعلم الأفعال وأصوات الكلمات.
كلما كان البدء بعلاج النُطق باكراً كلما كانت فرص التحسن أفضل عند المريض، لذا فإنه يفضل أن يتم البِدء بإعادة التأهيل بشكل مباشر بعد حصول الأذية.
يوجد في تركيا مراكز متخصصة لإعادة تأهيل مرضى الحبسة الكلامية وعلاج مشاكل النطق، وتتميز هذه المراكز بتوفير أحدث المعدات اللازمة وكادر طبي من ذوي الخبرة بالتعامل مع مرضى الحبسة.
العلاج الدوائي للحبسة الكلامية
يتم إجراء بعض الدراسات عن مدى فائدة استخدام بعض الأدوية في علاج الحبسة الكلامية للكبار فمثلاً قد يكون من المفيد استخدام العقاقير التي تُحسن من جريان الدم إلى الدماغ أو تلك التي تعزز من قدرة الدماغ على التعافي بشكل أسرع والتخلص من النواقل الكيميائية المؤذية.
ما تزال فعالية هذه الأدوية تحت الدراسة ولم يتم إثبات فائدتها.
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
من تقنيات العلاج الحديثة التي من الممكن أن تفيد في علاج الحبسة الكلامية، يتم بهذه الطريقة تحفيز مناطق الدماغ المتضررة عبر تسليط موجات كهرومغناطيسية بشكل دقيق على باحات المخ المسؤولة عن الكلام واللغة.
تعتبر هذا الطريقة طفيفة التوغل لكن لم يتم بعد إجراء دراسة على تأثيراتها طويلة الأمد لكونها من آخر ما توصل إليه الطب في علاج الحبسة.
مضاعفات الحبسة الكلامية
تترك الحبسة الكلامية تأثير على نوعية الحياة وتعتبر سبباً للعديد من المشاكل على الجانب الاجتماعي كالميل إلى العزلة والقلق إضافةً إلى الاكتئاب والتوتر وعدم الرغبة بالتحدث ومخالطة الآخرين.
الوقاية من الحبسة الكلامية
تحدث الحبسة الكلامية للكبار بشكل غير متوقع لذا فإنه من غير الممكن الوقاية من الحبسة كونها تحدث بشكل مفاجئ، لكن يمكن الوقاية من الأسباب التي تؤهب للحبسة كالسكتة الدِماغية.
يمكن تقليل خطر الإصابة بالحبسة الكلامية والوقاية منها عبر ما يلي:
- اتباع نظام غذائي جيد والمحافظة على وزن طبيعي
- إذا كنت ممن يقود دراجة فاحرص دائماً على ارتداء خوذة واقية لمنع حدوث اصابات الرأس
- لا تتجاهل الأمراض الإنتانية التي تصيب منطقة العين أو الأذن، حيثُ يمكن أن تنتشر للدماغ وتسبب ضرر دماغي
- ممارسة التمارين الرياضية بِشكل منتظم
- توقف عن التدخين وتجنب شرب الكحول