الصداع الشديد وتشوش الرؤية قد تكون من علامات حدوث نزيف داخل الرأس خاصةً بعد تعرضك لحادث رضي منذ فترة قريبة، تعرف أكثر على اعراض النزيف الداخلي في الرأس.
قد يسبب النزيف الداخلي في الرأس تجمع الدم وضغطه على الدماغ مما يتظاهر على شكل أعراض وعلامات عدة، قد تظهر هذه الأعراض مباشرةً بعد التعرض لإصابة رضية على الرأس وقد تستغرق في بعض الأحيان أيام أو حتى أسابيع بعد الإصابة، وليس بالضرورة أن يكون النزيف تالي لرض عنيف على الرأس فقد يتمزق وعاء دموي ويسبب نزيف شديد بدون التعرض لأية إصابة، فما هي أسباب حدوث ذلك؟
يخشى البعض من احتمال وجود نزيف خفي داخل الرأس بدون إدراكهم لذلك، وهذا الأمر يجب أن يولى أهمية خاصة لخطورة بعض حالات النزيف الداخلي على حياة الإنسان، تابع معنا لتتعرف على أعراض النزيف الداخلي في الرأس وأسبابه مع كيفية علاجه.
ما هو النزيف الداخلي
النزيف الداخلي هو فقدان الدم من الأوعية الدموية داخل الجسم. يمكن أن يحدث النزيف الداخلي في أي عضو أو نسيج داخلي ولا يكون مرئيًا على السطح الخارجي للجسم، مما يجعل تشخيصه أحيانًا أكثر صعوبة.
هل النزيف الداخلي في الرأس يسبب الموت؟
يُعد النزف داخل الدماغ، ، حالة طبية طارئة تهدد الحياة. حيث ينتج عن تمزق أو انفجار أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ، مما يؤدي إلى تراكم الدم في نسيج الدماغ.
وتعتمد خطورة النزف ومدى احتمالية حدوث الوفاة على عدة عوامل، منها:
- حجم النزف:
- موقع النزف
- الحالة الصحية العامة للشخص:
ما هي أعراض النزيف الداخلي في الرأس؟
عند الحديث عن اعراض نزيف المخ الداخلي يظن عامة الناس أن مصطلح “النزيف الداخلي في الرأس” يشير بالضرورة إلى نزيف يحدث داخل الأوعية الدموية للدماغ وهذا الأمر ليس صحيح تماماً، فقد يتشكل في بعض الحالات تجمع دموي في محيط الجمجمة حول الدماغ ويسبب أعراض عن طريق ضغطه لمناطق وظيفية في المخ.
يتم الحفاظ على ضغط مناسب داخل الرأس عند الأشخاص الأصحاء منعاً من انضغاط الدماغ الذي قد يشكل تهديداً على الحياة، ففي النزيف الداخلي يزداد الضغط الطبيعي في الرأس مما يتسبب بظهور أعراض وعلامات انضغاطية من بينها:
- صداع شديد يزداد سوءاً
- غثيان وإقياء متكرر
- الميل للنعاس
- تشوش الرؤية
- صعوبة المقدرة على التركيز
- الشعور بالدوخة والارتباك
- كلام غير واضح (حبسة كلامية)
- حدقتا العين مختلفتا القطر
- ضعف عضلي أو شلل في أحد أجزاء الجسم (غالبًا في أحد الطرفين الأيمن أو الأيسر)
- نوبات من فقدان الوعي
ما تم ذكره سابقاً هو من أبرز علامات النزيف الداخلي في الرأس، فقد يعاني مرضى نزيف الراس من أحد هذه الاعراض أو معظمها إذ يعتمد الأمر على منطقة حدوث النزيف وشدته وحجم التجمع الدموي حول الدماغ.
متى تظهر أعراض النزيف الداخلي في الرأس؟
يمكن أن تكون فورية بعد إصابة الرأس أو تظهر بشكل تدريجي بمرور الوقت، مما يعني أنها قد تظهر في غضون دقائق، ساعات، أو حتى أيام في بعض الحالات.
اقرأ عن: جراحة الدماغ أثناء اليقظة – عملية الدماغ المستيقظ في تركيا
اقرأ عن: أعراض نزيف الدماغ عند الكبار وأسبابه
أسباب النزيف الداخلي في الرأس
إن السبب الأكثر شيوعاً لـ أعراض نزيف الدماغ هو الحوادث والإصابات العنيفة التي تتعرض لها الجمجمة وخاصة عند الأطفال والشباب لكثرة ضلوعهم بالأنشطة الحركية.
يوجد عوامل خطورة قد تكون مسؤولة عن النزيف الداخلي بدون التعرض لرضوض أو إصابات وهي أكثر مشاهدة عند الكبار بالعمر ومن بينها:
- ارتفاع ضغط الدم وتمزق وعاء دموي
- جلطة دموية قد تؤدي لتجمع الدم وتسربه خارج الوعاء
- انفجار أم الدم (تمدد شاذ للأوعية)
- الداء النشواني (تراكم لويحات بروتينية في جدران الاوعية الدموية)
- تشكلات وعائية شاذة قد تسبب نزيف دم
- استخدام خاطئ للأدوية المميعة للدم ومضادات التخثر
- الأمراض المسببة لاضطرابات في تخثر الدم (مرض الناعور)
- أورام الدماغ أو الأورام السحائية
- التدخين والكحول
اقرأ المزيد حول: زراعة جذع الدماغ السمعي أفضل علاج للصم في تركيا
أنواع نزيف الدماغ
تم تصنيف نزيف الرأس الداخلي لعدة أنواع بحسب المكان الذي يحدث فيه التجمع الدموي، إذ نجد لدينا الأنواع التالية:
النزيف في الطبقات المحيطة بالدماغ (السحايا)
السحايا هي عبارة عن 3 طبقات تحيط بالدماغ لحمايته وتأمين وصول الدم والأوكسجين الكافي للدماغ، قد يحدث نزيف وتجمع للدم بأحد هذه الطبقات، إذ يعتبر هذا النمط من النزيف أكثر شيوعًا من النزف الدماغي ويقسم للأنواع الآتية:
النزيف تحت الجافية
الجافية هي الطبقة السطحية والأكثر متانة من طبقات السحايا، في حال إصابة وعاء دموي بهذه المنطقة يحدث نزيف ويتشكل ورم دموي في المساحة بين الجافية والطبقة التي تليها من طبقات السحايا.
عادة ما تتطور أعراض النزيف تحت الجافية بشكل تدريجي بازدياد حجم التجمع الدموي، فكلما أصبح نزيف الدم أكبر كلما انضغط الدماغ أكثر وظهرت الأعراض بسرعة، حيث يعاني المريض من علامات لضعف مترقي في الوعي وقد يدخل في غيبوبة.
يجب أن تعالج هذه الحالة في المستشفى بأسرع وقت ممكن خوفاً من تطور مضاعفات قد تكون مميتة، ولقد تم تصنيف هذا النزيف إلى نوع حاد وتحت الحاد ومزمن.
النزيف فوق الجافية
يتجمع الدم في المساحة ما بين طبقة الجافية والجمجمة، بعض المرضى المصابين بهذا النوع من النزيف يبقى وعيهم سليم بينما يلاحظ البعض الآخر ضعف بالوعي وقد تصل لمرحلة الغيبوبة.
أشيع مسبب لحدوث نزيف الدم فوق الجافية هو الرضوض الشديدة وقد يحدث غياب للوعي مباشرة بعد الحادث ويصل المريض للمستشفى فاقداً لوعيه.
النزيف تحت العنكبوتي
هذا النزيف مهدد للحياة ويحتاج لتداخل إسعافي سريع في المستشفى، بهذا النمط من النزوف السحائية يتوضع الورم الدموي بين الطبقة العنكبوتية والطبقة الأخيرة من السحايا (الأم الحنون) ويعتبر النمط الأشيع للنزف السحائي.
النزيف داخل الدماغ
كما ذكرنا سابقاً فإن النزيف في الدماغ هو أحد أشكال النزيف الداخلي بالرأس، يعد النزيف الدماغي أشد خطورة من نزيف السحايا ويتطلب علاج سريع بسبب أن نزيف الدم الداخلي قد يقلل من كمية الأوكسجين الواصلة للدماغ مما يؤدي لموت الخلايا العصبية وحدوث مضاعفات خطيرة غير قابلة للتراجع، اقرأ أكثر عن نزيف الدماغ.
تشخيص النزيف الداخلي في الرأس
دائماً ما يضع الأطباء في الحسبان احتمالية وجود نزيف داخلي في الرأس لدى كل شخص تعرض لرض على الجمجمة.
تراجع الوعي هو العلامة الأهم التي تدفع الطبيب للشك بوجود نزيف داخلي إلا أن هذه العلامة قد لا تشاهد لدى جميع مرضى النزيف، فالبعض لا يعانون من أية علامات وأعراض للنزف الداخلي على الرغم من أنه يوجد نزيف داخلي لديهم.
قد يلجأ الأطباء لإحدى الوسائل الآتية لكشف نزيف الراس الداخلي:
طبقي محوري للرأس
من الاختبارات الأولى التي يتم إجرائها لمرضى الرضوض في منطقة فروة الرأس، يسمح هذا الاختبار بكشف النزيف الداخلي في السحايا أو الدماغ وتحديد مكان وشدة النزيف إلا أنه قد يفشل في كشف التجمعات الدموية صغيرة الحجم.
يظهر نزيف الراس الداخلي على شكل كثافات بيضاء على صورة الطبقي المحوري.
صورة الرنين المغناطيسي
باستخدام حقل مغناطيسي وأمواج الراديو يستطيع هذا الجهاز إعطاء صورة أوضح لبنى الرأس وبالتالي تشخيص النزيف الداخلي في مراحله الأولى حتى لو كان بحجم صغير.
كيفية علاج نزيف الرأس الداخلي
النزيف الداخلي في الرأس Intracranial Hemorrhage هو حالة إسعافية يجب أن تولى اهتماماً خاصاً وتعالج في المستشفى لمنع المضاعفات المحتملة للنزيف والتي قد تهدد حياة المريض.
في حال تعرضت لرض على الجمجمة وبدأت تلاحظ أعراض مشابهة للأعراض التي قمنا بذكرها سابقاً فمن الأفضل مراجعة المستشفى للتأكد من عدم وجود نزيف داخلي في رأسك، وفي حال تم إثبات وجود نزيف قد يتم العلاج بواسطة:
جراحة تصريف الورم الدموي
عادة ما يتم تصريف نزف الدم (الورم الدموي) عبر عمل ثقب صغير في الجمجمة وإدخال أنبوب (منظار) يسمح للجراح بشفط التجمع الدموي بعد تحديد مكانه جيداً.
في حالات النزيف الشديد قد يلجأ جراح الأعصاب لإجراء عملية فتح الجمجمة حتى يتمكن من سحب التجمعات الدموية لتخفيف ضغط الجمجمة والسيطرة على نزيف الدم.
علاج عوامل الخطورة
بعد الانتهاء من التدبير الإسعافي وتجاوز المريض لمرحلة الخطر يمكن القيام بإجراء تقييم شامل لصحة المصاب والتخلص من اثار النزيف الداخلي في الراس التي تزيد خطر التعرض مجدداً للنزف كالقيام بضبط ضغط الدم المرتفع وتعديل الأدوية المميعة للدم في حال أخذها وغيرها من الأمور الأخرى التي تساهم في الوقاية.
وبالنهاية فإن معرفة أعراض النزيف الداخلي في الرأس يسمح بكشفه باكراً قبيل تطور الحالة لتصبح أكثر خطورة، لا تقتصر اسباب النزيف الداخلي على الرضوض فحسب إذ توجد مسببات أخرى لنزيف مفاجئ كتمزق شريان في المخ لارتفاع الضغط الدموي وغيره من الأسباب الأخرى، ولا يدل نزيف الرأس في جميع الحالات على نزيف دماغي إذ يمكن أن يصيب النزيف الداخلي الطبقات التي تحيط بالدماغ والتي تعرف باسم السحايا، أما بالنسبة للعلاج فهو يشمل إقامة في المستشفى لحين إكمال علاج النزيف وتجاوز مرحلة الخطر.
اقرأ عن: علاج مرض الزهايمر الأحدث عن طريق التحفيز النبضي عبر الجمجمة
المصادر:
- Wikipedia
- Healthline
- Medscape