النزيف الدماغي هو أحد أنواع السكتة الدماغية عند كبار السن، قد يحدث نزيف الدماغ عند الكبار نتيجة تمزق أحد الأوعية الدموية في المخ مسببة حدوث تجمع الدم داخل الرأس.
يؤدي النزيف الداخلي في الدماغ إلى ارتفاع ضغط الرأس مما يسبب نقص إمداد المخ بالدم والأوكسجين الكافي، قد ينجم عن هذا الأمر فقدان الخلايا العصبية للدماغ وبالتالي تظهر أعراض خطيرة بعضها يكون غير قابل للتراجع، لذا يجب أن يولى نزيف الدماغ عند الكبار أهمية خاصة ويعالج بأسرع وقت ممكن.
قد يتعرض المريض لحدوث نزيف دماغي لأسباب عدة، فقد يكون السبب عائد لحادث أو ضربة شديدة على الجمجمة أدت إلى انفجار وعاء دموي في المخ، وقد تكون أسباب نزيف الدماغ عند الكبار بالعمر عائدة لوجود أمراض وعوامل خطورة ساهمت بتمزق شريان مخي دون تعرض الشخص لأية إصابة رضية، تابع معنا لتتعرف أكثر على أسباب وأعراض نزيف الدماغ عند الكبار وكيفية علاج النزيف بالشكل المناسب.
ما هي أعراض نزيف الدماغ عند الكبار؟
يخشى البعض من احتمال وجود نزيف داخلي في الدماغ دون إدراكهم بذلك، وهنا تكمن فائدة معرفة الأعراض التي قد يتظاهر بها النزيف الدماغي لكشفه باكراً قبيل تطور الحالة لتسبب مضاعفات خطيرة مهددة لحياة المريض.
كثيرة هي علامات نزيف الدماغ وأعراضه إذ تختلف العلامات من مريض لآخر بحسب مكان النزيف وشدته وطبيعة الإصابة التي تعرض لها الشخص، ففي حال تضرر المركز العصبي المسؤول عن الرؤية سوف تظهر أعراض بصرية عند المريض (تشوش رؤية) بينما إذا أصيبت المنطقة المسؤولة عن الكلام سيعاني عندها المصاب من صعوبة التكلم (حبسة كلامية).
على الرغم من كثرة أعراض النزيف الدماغي عند الكبار وتنوعها إلا أنه في معظم الحالات سوف تظهر على الأقل واحدة من هذه الاعراض:
- صداع شديد ومفاجئ
- ضعف عضلي وشعور بوخزة أو خدر وقد تصل إلى شلل جزئي أو كامل في حركة أحد نصفي الجسم (الأيمن أو الأيسر)
- التقيؤ والغثيان
- تغيرات بالرؤية (تشويش أو نقص رؤية وقد يحدث عمى)
- الدوخة والارتباك
- صعوبة بلع الطعام ومضغه
- ضعف المقدرة على التوازن (نزيف مخيخي)
- حبسة كلامية أو التكلم بكلمات غير مفهومة
- صعوبة القراءة أو الكتابة
- ضعف حاسة التذوق
- دقات قلب غير منتظمة ومشاكل في عملية التنفس (نزيف في جذع الدماغ)
- تغيرات في الوعي (ميل للنعاس وقد تحدث غيبوبة)
- نوبات صرعية
ما تم ذكره سابقًا هو من أشيع الاعراض التي قد يعاني منها مرضى النزيف الدماغي، ليس بالضرورة أن يعاني المصاب من جميع هذه العلامات بل مجرد عرض واحد ظهر مؤخراً بشكل مفاجئ كافي لأن يدل على احتمالية حدوث نزيف داخل الدماغ.
أسباب نزيف الدماغ عند الكبار
يوجد الكثير من الأسباب وعوامل الخطورة التي قد تؤدي لنزيف في المخ، وهذه المسببات تتمثل بما يلي:
الإصابات والرضوض على الجمجمة
قد ينتج عن ضربة عنيفة تعرض لها الرأس أو سقوط من ارتفاع شاهق على الجمجمة انفجار في أحد الأوعيه الدموية بالرأس وحدوث نزيف دماغي مهدد للحياة.
ليس بالضرورة أن يسبب الرض على الجمجمة نزيف يحدث في الدماغ فمن الممكن أن تنفجر أوعية دموية حول الدماغ (السحايا) محدثة نزيف شديد حول المخ، اقرأ المزيد عن النزيف الداخلي في الرأس.
يعد الرض مسؤول عن معظم حالات النزيف الدماغي عند الأطفال والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة، أما نزيف الدماغ عند الكبار فغالبًا ما يعزى لأمراض أخرى بسبب قلة ضلوع كبار السن بالنشاطات الحركية التي قد تسبب إصابات أو رضوض.
ارتفاع ضغط الدم
عندما يرتفع الضغط الدموي بدون ضبطه جيداً بالأدوية اللازمة قد يتعرض وعاء دموي في المخ للانفجار من تلقاء نفسه نتيجة الزيادة المفرطة بالضغط المطبق على جدران أوعية الدم.
أصبح إرتفاع ضغط الدم من أشيع الأمراض في عصرنا الحالي، من الضروري الالتزام بالأدوية الخافضة للضغط المحددة من قبل الطبيب حتى يتم الوقاية من خطر حدوث نزيف الدماغ المفاجئ عند الكبار، يمكنك القراءة أكثر عن أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء.
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
التمدد الوعائي أو كما يعرف باسم “أم الدم” هو عبارة عن انتفاخ يشبه البالون في جدار الشريان، هذا الانتفاخ قد ينفجر في أية لحظة مسببًا نزيف شديد في الدماغ.
كثير من عامة الناس يوجد لديهم تمددات وعائية (أمهات دم) دون علمهم بذلك، فهي عادة لا تترافق مع أية علامات لحين انفجارها وتسببها بنزيف داخلي وهي غالبًا ما تتشكل بسبب ضغط الدم المرتفع، يمكنك الاطلاع على جراحة اللف داخل الأوعية الدموية المستخدمة في علاج أم الدم.
الجلطة الدماغية
قد تتسبب خثرة دموية تشكلت في أحد أوعية الدماغ أو انتقلت من مكان آخر لوعاء دموي في المخ بتضرر جدار هذا الوعاء مما يؤدي إلى تسريب الدم وحدوث نزيف دماغي عند الكبار.
عادةً ما تصنف السكتة الدماغية إلى سكتة إقفارية (جلطة) وسكتة نزفية (نزيف في الدماغ) إلا أن الجلطة قد تتسبب في بعض الأحيان بحدوث نزيف في الدماغ عند الكبار، اقرأ أكثر عن جلطة المخ.
أمراض واضطرابات تخثر الدم
من البديهي أن تكون اضطرابات التخثر (تجلط الدم) متهمة في إحداث بعض حالات نزيف الدماغ وكذلك الأمر فيما يخص استعمال الأدوية المضادة للتخثر إذ تزيد هذه الادوية من احتمال حدوث نزيف في الدماغ عند كبار السن.
بعض الأشخاص يعانون من أمراض تجعل توقف النزيف وتجلطه أصعب مما هو عليه عند الآخرين، فعند حدوث نزيف بسيط عند الأشخاص الأصحاء يقوم جسم الإنسان بإيقاف هذا النزف عبر تخثير الدم، بينما عند المرضى المصابين بأمراض التخثر لا تنجح عملية التخثير وبالتالي هذا النزف البسيط لا يتوقف ويتحول لنزيف شديد.
هذا النوع من الامراض يزيد خطر نزيف الدماغ عند الكبار ومن بينها: مرض الناعور، فقر الدم المنجلي، الهيموفيليا.
أورام الدماغ
قد تضغط الأورام السليمة أو الخبيثة في المخ أو الدماغ على الأنسجة والبنى الدماغية المحيطة بما فيها الشرايين الدموية مما يؤدي لتمزق وانفجار بأحد هذه الاوعية وحدوث نزيف دماغي عند كبار السن أو عند الأطفال، اقرأ أكثر عن أورام الدماغ.
تشخيص النزيف الدماغي عند الكبار
وضع التشخيص بسرعة أمر مهم للغاية لتجنب المضاعفات الخطيرة للنزيف الدماغي، بعد قيام الطبيب بالسؤال عن الأعراض بالتفصيل وكيفية ظهور العلامات (تدريجياً أو بشكل مفاجئ) يلجأ إلى إجراء فحص جسدي وعصبي ومن ثم يطلب أحد هذه الاختبارات:
الصور الشعاعية للرأس
تعد صورة الطبقي المحوري للرأس (CT scan) من أهم الوسائل المستخدمة في كشف وتشخيص نزيف المخ عند الكبار، إذ يمكن من خلال هذه الطريقة تحديد تواجد نزيف دماغي مع مكانه بدقة ولكنه قد يفشل بكشف النزيف الدماغي في مراحله الأولى إذ يستطيع الرنين المغناطيسي (MRI) كشف النزيف بسرعة أكبر.
تصوير الأوعية الدماغية الظليل
يسمح هذا الاختبار بتحديد مكان الاوعية والشرايين المتمزقة في المخ عبر حقن مادة ظليلة وأخذ صورة بالأشعة السينية لأوعية المخ حيت تظهر هذه الصورة الشذوذات الوعائية الدماغية.
كيفية علاج نزيف الدماغ للكبار
بعد تشخيص النزيف الدماغي وتحديد مكانه باستخدام وسائل التصوير أو عبر مقاربة أعراض المريض، يبدأ الفريق الطبي بتحديد خطوات العلاج المناسبة للحالة، إذ يعد كل نزيف دماغي حالة إسعافية يجب نقلها للمستشفى بالسرعة القصوى.
في حال تشكل ورم دموي ضاغط في محيط المخ قد يقوم الأطباء بإجراء عملية إسعافية لتخفيف ضغط الرأس، تتم هذه العملية من خلال عمل ثقب صغير في الجمجمة وسحب الورم الدموي من خلال الثقب وفي حالات النزيف الشديد قد تكون جراحة فتح الرأس والجمجمة هي الخيار الأفضل.
من الممكن اللجوء لعلاجات حديثة بهدف تخفيف التوتر داخل الرأس في بعض حالات نزيف الدماغ عند كبار السن كاستخدام تقنية فغر البطين الثالث بالمنظار Endoscopic Third Ventriculostomy والتي تجرى عبر عمل ثقبة صغيرة في البطين الثالث للدماغ للسماح بتصريف السائل الدماغي الشوكي وتخفيف توتر القحف.
بعد تجاوز مرحلة الخطر والسيطرة على نزيف الدماغ عند كبار السن يمكن عندها معالجة عوامل الخطورة لدى المريض للوقاية ما أمكن من حدوث نزيف آخر في المخ، ومن بين هذه الإجراءات ما يلي:
- ضبط ضغط الدم في حال ارتفاعه
- الخضوع لعملية جراحية لاستئصال الشذوذات الوعائية في أوعية المخ (AVM)
- تدبير أم دم دماغية غير متمزقة عبر جراحة لف الأوعية الدموية التي تهدف لمنع ازياد حجمها وتقليل فرص انفجارها
- تغذية الشخص الغير قادر على المضغ أو البلع عبر تركيب أنبوب تغذية أنفي فموي أو من خلال خط وريدي (سيروم)
- وصف أدوية مسكنة للألم لتخفيف شدة الاعراض
وفي الختام فإن نزيف الدماغ عند الكبار قد يشكل خطراً محدقاً على حياة المصاب عند إهمال تقديم العلاج بأسرع وقت ممكن، يتظاهر النزيف الدماغي عند كبار السن بالعديد من الاعراض والعلامات التي تظهر فجأة كالصداع الشديد وتشوش الرؤية وصعوبة الكلام وكذلك الضعف أو الشلل العضلي في واحد من نصفي جسم المصاب الأيمن أو الأيسر أو كلاهما، معالجة نزيف المخ إسعافية بكل حالات النزيف ويجب عدم التأخر باستشارة طبيبك عند ملاحظتك لأية أعراض أو علامات للإصابة.
المصادر:
- Webmd
- Medical News Today
- NIH