الكيس المائي في الكبد هو مرض طفيلي يتشكل فيه كيس مائي أو مجموعة أكياس على الكبد تترافق ببعض الأعراض، علاج أكياس الكبد والرئة يكون بالاستئصال الجراحي في تركيا.
إن الإصابة بدودة المشوكة الحبيبية يؤدي لمرض، ألا وهو داء المشوكات أو ما يسمى بـ تكيس الكبد بالمشوكة الحبيبية، الذي يكون غالباً عبارة عن تجمع سائلي في الأكياس التي تكون موجودة على الرئتين والكبد أو أحدهما، هذه الأكياس تمتلئ بسوائل وبداخلها اكياس بنات والتي تؤدي لتشكل الرمل العداري داخل السائل عندما تنفك عن الكيس، يتميز الكيس المائي في الكبد بنموّه البطيء.
تعرف في هذا المقال على الأكياس المائية التي تصيب الكبد وأسباب ظهورها وكل التفاصيل المتعلقة بعلاجها وعملية استئصالها في تركيا.
ما هي الكيسات المائية؟
الأكياس المائية hydatid cysts هي مرض تسببه دودة المشوكة الحبيبية echinococcus granulosus التي تصيب الإنسان بسبب تناول الطعام الملوث بالبيوض، تفقس البيوض داخل جسم الانسان وتذهب لعدة اعضاء منها الكبد liver، وتشكل فيها أكياس الكبد المائية.
يعتبر أكثر عضو عرضة للإصابة هو الكبد 63%، يليه من حيث الشيوع الرئة 25%، ثم العضلات 5%، العظام 3%، الكلى 2%، الدماغ 1%، والطحال1%، ويعتبر الرحم من الحالات النادرة.
دورة حياة دودة المشوكة الحبيبية
- إن الدودة البالغة موجودة في أمعاء المضيف النهائي (الكلب).
- تخرج بيوض دودة المشوكة مع براز المضيف النهائي، تكون معدية فوراً عن طريق تناول الخضار الملوثة بهذه البيوض.
- تدخل الدودة لأمعاء المضيف المتوسط (الإنسان مثلاً) وتفقس لتعطي يرقة مسدسة الأشواك تخترق أمعاء الإنسان.
- تنتقل اليرقة عبر الدم وتشكل الأكياس المائية في أحد أعضاء الجسم فتشكل الكيس المائي في الكبد (يصيب غالباً الكبد والرئتين).
عند أكل كبد المضيف المتوسط المصاب بكيس مائي من قبل المضيف النهائي، تدخل الدودة الأولية إلى الأمعاء وتلتصق في الجهاز الهضمي، ثم تتطور إلى دودة ناضجة في الأمعاء، ولكن في المضيف النهائي لا تؤدي لحدوث الكيس المائي في الكبد.
أسباب ظهور الكيس المائي في الكبد
يؤدي تناول الطعام والمياه الملوثة ببيوض طفيلي المشوكة إلى الإصابة بالمرض وتشكل تكيسات على الكبد في أغلب الأحيان، وبسبب طريقة الانتقال هذه فإن مرض داء المشوكات هو مرض غير معدي بالتلامس بين البشر.
ولكن إذا حدث وتسرب الماء الموجود بداخل الكيس المائي في الكبد ومعه أكياس البنات، فيمكن أن تنزرع في أي مكان قد وصلت إليه وتؤدي لتشكل أكياس جديدة.
أعراض الإصابة بالكيس المائي في الكبد
غالبية الأكياس لا تؤدي لظهور أعراض، لأن أكياس المشوكة الحبيبية تنمو ببطء فلا تؤدي لظهور الأعراض بسرعة، لكن إذا أصبح الكيس كبير الحجم تظهر أعراض بسبب الضغط على الأعضاء المجاورة.
لذلك في البداية وعندما تكون صغيره الحجم تسبب أعراض غير واضحة مثل الحمى، قد يكون كيس الكبد المائي مؤلم وقد يؤدي إلى الشعور بانتفاخ في البطن. من الممكن أيضاً أن يؤدي إلى ارتفاع الضغط في وريد الباب إذا كان الكيس المائي قريب منه فأدى لانسداده.
ولكن عندما تصبح الكيسة بحجم أكبر تؤدي لظهور أعراض بسبب الضغط على البنى المجاورة، فمثلاً اعراض تكيس الكبد قد تؤدي لحدوث يرقان انسدادي وآلام في البطن، مع تمزق في مستوى الطرق الصفراوية المتواجدة بجانبها، وقد لوحِظ أيضاً وجود الثالوث الكلاسيكي لانسداد الطرق الصفراوية الذي يتكون من ألم ماغص صفراوي، يرقان، وحكة صفراوية.
ولكن من الممكن ان توجد الأكياس في الرئتين أيضاً مع الكبد أو لوحدها فتؤدي لأعراض إضافية مثل:
- السعال
- ضيق النفس
- الألم الجنبي
- النفث الدموي
يمكن أن تتواجد الكيسات أيضاً في الدماغ حيث تؤدي لظهور أعراض مثل:
- الصداع
- الدوخة
- وقد يسبب بعض الاعراض عصبية الأخرى حسب المنطقة المصابة
خطورة الكيس المائي في الكبد
إن خطورة كيس الكبد المائي تأتي في حالة تمزق الكيس أو انفجاره، ففي حال التسريب الخفيف لمحتويات الكيس قد تؤدي إلى رد فعل تحسسي خفيف يتكون من الاحمرار والشرى.
ولكن في حالة التمزق الكبير أو الانفجار يظهر تفاعل تحسسي كامل يشاهد فيه انخفاض ضغط شديد قد يودي بحياة المريض.
تشخيص أكياس الكبد المائية
لا يُظهر فحص الجسد أي علامات نوعية، ولكن يمكن أن نشاهد ضخامة كبدية أو أعراض زلة تنفسية. تعتبر الفحوص المخبرية وطرق التصوير الشعاعي أهم طريقتين في تشخيص أكياس الكبد في تركيا.
الفحوص المخبرية
الفحوص المخبرية الروتينية للدم غير حاسمة لتأكيد التشخيص فقد تُظهر ارتفاع في عدد الكريات البيض على حساب الحمضات غالباً، كما قد تعكس تورط الكبد عن طريق ارتفاع قيم البيلروبين والفوسفاتاز القلوية، وهي عبارة عن فحوص مساعدة.
إن اختبار التراص الدموي غير المباشر ومقايسة الممتز المناعي المرتبط بالأنزيم ELISA تملكان نسبة حساسية 80% للإصابة بداء المشوكات (حوالي 90% لإصابات الكبد)، لذلك هما الفحصان الأوليان لكشف المرض.
اختبار كاسوني
قديماً كان يتم حقن أجزاء من الطفيلي داخل أدمة الجلد، وهو عبارة عن اختبار تحسس للطفيلي، وكانت نسبة حساسية هذا الاختبار 70%، ولكن حالياً تم التخلي عن هذا الفحص بسبب حساسيته ودقته المنخفضتين، ولأنه قد يؤدي لحدوث رد فعل تحسسي موضعي شديد.
الفحوصات الشعاعية
من الإجراءات الشعاعية المستخدمة للكشف عن كيس الكبد المائي نذكر ما يلي:
الصور البسيطة
إن الصور البسيطة للصدر والبطن في أفضل الأحوال غير مشخصة ولا تكشف عن التكيسات، إن وجود تكلسات بسيطة محيطة بالورم قد تدل على كيس مائي لكنها غير حاسمة. في أكياس الرئة قد تكون صورة الصدر طبيعية أحياناً.
من معايير التشخيص بالأشعة:
- جدار الكيس المائي متعدد الطبقات
- أن يكون جدار الكيس المائي في الكبد سميك ويحوي بعض التكلسات
التصوير بالأمواج فوق الصوتية
قد تساعد في تشخيص الإصابة إذا شاهد الدكتور الكيسات البنات بداخل الكيس المائي في الكبد وإذا شاهد الرمل العداري. ولكن تظل فائدة التصوير بالأمواج فوق الصوتية محصورة بخبرة الدكتورالشعاعي المنفذ لها.
التصوير المقطعي المحوسب CT
الإجراء الأفضل لتشخيص الكيس المائي في الكبد، فدقته بحدود 98% ولديه القدرة لكشف أكياس البنات الموجودة في داخل الكيس، وهو الأفضل للتفريق بينها وبين أكياس الأميبيا والخراجات القيحية في الكبد وتليف الكبد.
الرنين المغناطيسي MRI
يظهر الرنين الأكياس البنات بطريقة جيدة، ولكنها لا تُقدم أي فائدة إضافية عن التصوير المقطعي المحوسب.
تصوير الطرق الصفراوية بالطريق الراجع ERCP
يقدم فائدة تشخيصية وعلاجية في آن واحد، حيث يدخل الدكتور المنظار لداخل الطرق الصفراوية ليشخص الأكياس الموجودة في الطرق الصفراوية ويساعد في علاجها في حال تمزقها. ولكن لا يستطيع رؤيتها في حال وجودها في الكبد أو على سطح الكبد الخارجي.
علاج الكيس المائي في الكبد
توجد العديد من طرق علاج تكيسات الكبد لكن أهم طريقة هي الجراحة لاستئصال الكيسة في تركيا، إذ تؤمن نسبة شفاء عالية، ومن هذه الطرق:
العلاج الدوائي
قد تستجيب الاكياس صغيرة الحجم الوحيدة السطحية للأدوية المضادة للطفيليات، خاصة الألبيندازول albendazole، حيث يؤدي لقتل الطفيلي وتقليص حجم الكيسات الكبدية.
تقنية PAIR
وهي إحدى التقنيات الحديثة في تركيا وتعني: ثقب وشفط وحقن مواد قاتلة ومن ثم شفط مرة أخرى puncture, aspiration, insertion and reaspiration.
تتم هذه التقنية باستخدام إبرة أو قثطرة لثقب الكيس المائي وسحب السائل بداخله، ثم حقن مادة كيميائية مقاومة للطفيليات وتركها قليلاً ثم إعادة سحبها، يكرر الدكتور هذه العملية حتى يتم التأكد من إفراغ الكيس تماماً، ثم يتم استئصاله وإخراجه.
العلاج الجراحي في تركيا
استئصال الكيس المائي في تركيا هو الخيار الأمثل من أجل علاج الكيس الكبير الوحيد أو الكيس المختلط (المتمزق أو الذي يحوي ناسور مع الشجرة الصفراوية)، أو ذلك الذي يكون قطره أكبر من 10 سم.
يجب إعطاء الألبيندازول قبل أسبوع من استئصال كيس مائي في الكبد في تركيا لتخفيض حجم أكياس الكبد، لتقليل مخاطر حدوث عدوى ثانوية أو فرط حساسية في حال انسكاب السائل في التجويف البطني ويستمر لأربع أسابيع بعد العمل الجراحي، أيضاً يجب أن تتم حماية ساحة العمل الجراحي (تغطية الكبد) بشاشات مبللة بمحلول ملحي مرتفع التواتر 20% مثلا.
يجب أن يتم استئصال الكيس دفعة واحدة وتسمى تلك العملية بالتوليد الجراحي للكيس المائي، يتم ذلك بدقة كبيرة خوفاً من انثقاب كيس الكبد المائي – يقدم مركز بيمارستان في تركيا أفضل الأطباء في هذا المجال. أما في حال كان من الصعب أن يتم توليد الكيس جراحياً فيتم العمل بتقنية PAIR لإزالتها.
أسباب إجراء العمل الجراحي
إذا كان الكيس الكبدي كبير ووحيد وسطحي التوضع على الكبد، ويحوي العديد من الكيسات البنات، أو يحمل خطر التمزق، أو كان بداخل الطرق الصفراوية، أو كان يضغط على الأعضاء الحيوية الهامة فإنه يتطلب عملاً جراحياً لإزالته.
أيضاً الكيسات على الأعضاء الأخرى مثل الدماغ والكلية وغيرها تتطلب عملاً جراحياً لإزالتها. يتم العمل الجراحي بواسطة فريق طبي يقوده طبيب الجراحة العامة، قد يفضل الدكتور أن يدمج بين تلك الطرق للتخلص من كيس الكبد المائي.
المتابعة بعد العمل الجراحي
إن داء المشوكات هو مرض ناكس؛ حيث يعاود الظهور بعد عدة سنوات من العلاج، لذلك يفضل أن تتم المتابعة من خلال الإجراءات التصويرية مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية للكبد أو التصوير المقطعي المحوسب، وذلك لمدة قد تصل إلى ثلاث أو خمس سنوات للتأكد من سلامة الجسد.
علاج الأكياس المائية بالأعشاب
يتم معالجة العديد من الأمراض الطفيلية والبكتيرية بالأعشاب، وبعضها أظهر تأثير جيد على الطفيليات، لكن لاتزال تُجرى بعض الأبحاث داخل المختبرات من أجل دودة المشوكة الحبيبية، لكن لايزال للأدوية آثار جانبية سيئة. حالياً يتم البحث من أجل علاج كيس ماء على الكبد بالاعشاب .
الوقاية من المرض
نظراً لأن الإصابة بالمرض تنجم عن تناول الطعام الملوث بالبيوض فإن الوقاية تتم بإتباع هذه الخطوات:
- التثقيف حول النظافة الشخصية
- تنظيم الطعام للحيوانات الأليفة (مثلاً التوقف عن إطعام أحشاء الخروف للكلاب)
- علاج الكلاب الأليفة من داء المشوكات المعوي في المناطق الموبوءة
- عدم استخدام ماء الصرف الصحي في الزراعة
وأخيراً، فإن مرض المشوكات الذي ينشأ من طفيلي المشوكة الحبيبية يؤدي لتشكل الكيس المائي في الكبد أو الرئة أو بأماكن أُخرى، ينتج عن هذه التكيسات أعراض بسبب الضغط على البنى المجاورة أو بسبب انثقاب الأكياس فيؤدي لصدمة تحسسية قد تقتل المريض، لذلك هو مرض يحتاج للعلاج، وتحتوي تركيا على أفضل المراكز المتخصصة بذلك. يفضل دائماً محاولة الوقاية من المرض في جميع أنحاء المجتمع.
المصادر:
- Centers for Disease Control and Prevention
- Medscape
- UpToDate