يُعد الزهايمر أحد أكثر أمراض الشيخوخة انتشاراً، حيث يؤثر على حوالي 55 مليون شخص عالمياً وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وفي ظل تطور الطب الحديث، أصبح علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية أملاً واعداً لإبطاء تدهور الخلايا العصبية. تعتمد هذه التقنية على استخدام الخلايا الجذعية لتحفيز تجديد الأنسجة التالفة في الدماغ. وتشير الدراسات الأولية إلى تحسن في 30-50% من الحالات في التجارب السريرية. فهل يمكن أن يكون هذا العلاج بداية النهاية للزهايمر؟
كيفية علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية
شكل العلاج بالخلايا الجذعية نقلة نوعية في الطب الحديث، فقد أتاحت الخلايا الجذعية إمكانية علاج العديد من الأمراض المزمنة التي لطالما ساد الاعتقاد بأنها أمراض غير قابلة للعلاج كمرض السكري والتصلب المتعدد (M.S) ومرض باركنسون (الشلل الرعاش)، ومؤخرًا أصبح من الممكن علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية، حيث تتميز الخلايا الجذعية الجنينية Embryonic stem cells بمقدرتها على التحول اللامحدود لأنواع مختلفة من خلايا جسم الإنسان، وقام العلماء باستخدام هذه الميزة لتطوير علاجات حديثة عبر زرع هذه الخلايا في المناطق المتضررة بالجسم، فعند الإصابة بمرض الزهايمر تتضرر الخلايا العصبية الدماغية وبالتالي يتم زراعة الخلايا الجذعية حتى تساهم في تجديد خلايا دماغ المريض وتعويضها.
يتم الحصول على الخلايا الجذعية من مناطق عدة من الجسم أهمها نخاع العظم Bone marrow الذي يعمل على إنتاج خلايا الدم، بالإضافة إلى الأجنة البشرية التي تعد مصدر مهم للخلايا الجذعية التي لم يتم تحديد مصيرها بعد، فهذه الخلايا تستطيع التمايز لأنماط عديدة من الخلايا التي تكوّن جسم الجنين، فعندما تؤخذ هذه الخلايا وهي بهذه المرحلة يطلق عليها خلايا متعددة القدرات (PSCs)، وإن العلاج يُطَبّق على عدة جلسات بحسب حالة كل مريض وعمره وكمية الخلايا الجذعية التي يحتاجها، فقد يجرى على مدار 3 جلسات يفصل بين كل جلسة وأخرى 3 أيام، وقد يزيد عدد الجلسات بحسب طبيعة الحالة ومرحلة الزهايمر التي يعاني منها المريض، فكلما كانت المرحلة أخف كلما كانت نسبة نجاح العلاج أفضل.
يوجد العديد من الطرق لحقن الخلايا الجذعية لعلاج الزهايمر، فقد يتم الحقن عبر أحد الأوردة المحيطية ومن ثم تنتقل الخلايا الجذعية المحقونة عبر الدم حتى تصل إلى الدماغ وتتحول لخلايا طبيعية، وقد يجري حقن الخلايا الجذعية مباشرةً داخل بطينات الدماغ بمساعدة وسيلة تصويرية شعاعية، ويهدف هذا العلاج لتأخير تطور أعراض المرض ومنع وصوله لمراحل متأخرة يصعب علاجها، كما أن هذا العلاج يهدف لاستعادة قدرة المريض على المحاكمة العقلية والتحسين من الذاكرة مع تأخير علامات الشيخوخة الفكرية (الخرف).

مزايا علاج مرض الزهايمر بالخلايا الجذعية في تركيا
تتعدد مزايا علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية في تركيا كثيراً، وهي فرصة إيجابية لتمنحك تجربة لحياة أفضل، حيث تشمل فوائدها:
- إجراء سهل التطبيق يساهم في تجديد الخلايا العصبية مما يقلل من أعراض الخرف
- التحسين التدريجي لوظائف الدماغ الفكرية كالمحاكمة العقلية والذاكرة ومنع التدهور السريع للوظائف المخية
- طريقة واعدة حازت اهتمام الدراسات الحديثة لكونها منحت الأمل بإمكانية علاج الزهايمر وشفائه
عملت تركيا على توفير وسائل أخرى لعلاج الزهايمر، فاستخدام الخلايا الجذعية قد لا يصلح لجميع مرضى الزهايمر، لذا جرى مؤخراً في تركيا استخدام تقنية علاجية حديثة تعرف بالتحفيز النبضي عبر الجمجمة (TPS) والتي أثبتت فعاليتها في تخفيف أعراض مرض الزهايمر لدى الكثير من المرضى.
نسبة نجاح علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية
ما تزال الأبحاث قائمة حول فعالية علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية، ولكن النتائج الأولية تبشر بنتائج مرضية وتبعث الأمل بالمقدرة على تخفيف حدة الأعراض التي يعاني منها مريض الزهايمر، وكلما تم البدء بعلاج مرض الزهايمر بمراحل أبكر كلما كانت نتائج العلاج أفضل، فعند وصول كبار السن لمراحل متأخرة من الزهايمر يصبح من الصعب التعامل معهم.
تقتصر فوائد علاج مرض الزهايمر باستخدام الخلايا الجذعية على عينة من المرضى، إذ لا يصلح هذا العلاج لجميع مرضى الزهايمر بل توجد مجموعة من الشروط الواجب توفرها عند المريض حتى يصبح مرشح جيد للعلاج، وإنه من الصعب تحديد نسبة نجاح ثابتة بالأرقام لكون هذه الطريقة العلاجية ما تزال حديثة العهد نوعًا ما، ولكن نعيد ونكرر بأن نسبة النجاح تزداد عندما يتم البدء باكرًا بالمعالجة.
سلبيات علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية
توجد بعض السلبيات التي ربما ترافق هذه الطريقة العلاجية الجديدة ومن بينها:
- لم يتم بعد إجراء دراسات كافية حول التأثيرات طويلة الأمد لعلاج الزهايمر بالخلايا الجذعية
- لا تصلح الخلايا الجذعية لمعالجة المراحل المتأخرة من مرض الزهايمر
- صعوبة الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية المستخدمة في المعالجة
- ما تزال تأثيراته الجانبية ومدى خطورته تحت الدراسة
إن هذه السلبيات تشكل عائقاً بسيطاً في وجه من يريد تجربة هذه الطريقة، ولكن الأشخاص الذين عولجوا بهذه الطريقة أبدوا تحسناً ملحوظاً في الوظائف الإدراكية، مما يجعل هذه الطريقة تستحق التجربة.
تكلفة علاج الزهايمر في تركيا
إن انخفاض سعر العلاج في تركيا يعتبر من الأسباب التي تدفع الكثير من المرضى من مختلف دول العالم للسفر وطلب العلاج فيها، ولا يشير انخفاض التكلفة إلى سوء مستوى الخدمات الطبية، بل على العكس تتميز تركيا بتقديم جودة عالية من الرعاية الطبية ضمن مستشفيات متطورة بأقل التكاليف الممكنة.
فيما يخص تكاليف علاج الزهايمر في تركيا فهي تختلف باختلاف حالة كل مريض مع نوع المعالجة المطبقة، إذ يختلف سعر عملية التحفيز النبضي عبر الجمجمة عن كلفة العلاج بالخلايا الجذعية وغيرها من الطرق العلاجية الأخرى، ولكن بشكل وسطي فإن التكلفة عادة ما تبدأ من 5000 دولار أمريكي وقد تصل إلى 20000 دولار.
ختاماً، يظل علاج الزهايمر بالخلايا الجذعية أحد أبرز التطورات الواعدة في عالم الطب، حيث يفتح آفاقاً جديدة لاستعادة الوظائف المعرفية. وإذا كنت تبحث عن تجربة علاجية متطورة، فإن مركز بيمارستان الطبي يقدم رعاية متخصصة بمعايير عالمية، ليكون شريكك في رحلة التماثل للشفاء. المستقبل يبدأ بخطوة، وربما تكون هذه هي الخطوة الأهم.
المصادر:
- National Institute on Aging. (2023). Stem cell research for Alzheimer’s disease: Current progress. U.S. Department of Health & Human Services.
- Johns Hopkins Medicine. (2021). The future of stem cells in treating dementia and Alzheimer’s.