تعتبر عملية أطفال الأنابيب واحدة من تقنيات الإخصاب الحديثة التي أثبتت فعاليتها في علاج العقم؛ فمن خلالها أصبح كثير من الأزواج العقيمين قادرين على إنجاب الأطفال.
أُجريت العديد من عمليات أطفال الأنابيب في المستشفيات والمخابر الطبية التركية بحيث اكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال جعلتها تتفوق على الكثير من الدول الأجنبية الأخرى. تعتبر تركيا اليوم وجهة لكثير من الأزواج الذين لم يتمكنو من الإنجاب حول العالم بتقنياتها الحديثة وأسعارها الزهيدة ونسب النجاح المرتفعة التي حققتها.
ما هي عملية أطفال الأنابيب؟
من الشائع حدوث ما يعرف بالعقم غير المبرر؛ وهو ما يحدث مع الأزواج الجدد على الرغم من عدم تطبيق الزوجين لأي نوع من وسائل منع الحمل. يعود السبب في ذلك عادة إلى اضطرابات في الإباضة لدى النساء وبعض العوامل التي تظهر لدى الرجال.
تم التغلب على هذه المشاكل لدى بعض العائلات في تركيا عبر التلقيح داخل الأنبوب In Vitro Fertilization (IVF)؛ والذي يعني الحصول على جنين خارج الرحم بدون القيام بالعملية الجنسية، ومن ثم إعادته للرحم لكي يستكمل الجنين نموه بشكل طبيعي حتى نهاية الحمل.
تختلف عملية أطفال الأنابيب (التلقيح خارج الرحم) عن التلقيح الصناعي داخل الرحم والذي يسمى (Intra uterine Insemination (IUI.
في التلقيح خارج الرحم يتم تنشيط الإباضة وسحب البويضات من مبيض المرأة وتلقيحها بالحيوانات المنوية الذكرية خارج جسم المرأة ليحصل الإخصاب داخل الأنبوب، تُعرف هذه البويضة المخصبة بالعلقة. تعاد العلقة بعد ذلك إلى الرحم لكي يتم الحمل داخل الرحم.
أُجريت أول عملية طفل الأنابيب في العالم والحصول على أول طفل أنبوب في عام 1978، وقد كان هذا الأمر من أهم الإنجازات الطبية في العالم، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وعدد مراكز التلقيح الصناعي والمخبري في تركيا في ازدياد كبير.
شروط نجاح عملية أطفال الأنابيب
يمكننا أن نلجأ إلى الإخصاب داخل الأنبوب لمساعدة الزوجين على الإنجاب بعد قيامهم بمحاولات عديدة للحصول على طفل عبر الممارسة الجنسية دون نجاح، وخصوصاً إذا لم يكن لديهم مشاكل تتعلق بالخصوبة.
أيضاً يمكن لعملية أطفال الأنابيب أن تنجح عند بعض الأزواج العقيمين الذين يرغبون بإنجاب الأطفال؛ إذ يعد التلقيح خارج الرحم خياراً مناسباً للأزواج الذين يعانون من العقم للأسباب التالية:
- انخفاض الخصوبة عند النساء فوق 40 سنة
- العقم غير المفسر
- داء الانتباذ الرحمي
- انسداد قناة نفير فالوب
- الأورام الليفية في الرحم
- العقم بدون أسباب طبية واضحة
- ربط الأسهرين أو البوقين
- قلة عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتهم
- مشاكل الأجسام المضادة في المهبل (مشاكل مناعية)
- أو سماكة المخاط في المهبل وعدم قدرة النطاف على عبوره
- أمراض وراثية عائلية؛ إذ يمكن فحص جينات البويضات واختيار البويضة التي لا تحمل هذا المرض الوراثي
بشكل عام لا تعتبر عملية طفل الأنبوب هي الخيار الأول في حال عدم المقدرة على الحصول على طفل بالطريقة الطبيعية لأنها مكلفة إلى حد ما، لذلك غالباً ما يجرب الأزواج في البداية علاجات أخرى لزيادة الخصوبة؛ قد يشمل ذلك تناول الأدوية أو التلقيح داخل الرحم (IUI).
التحضير قبل عملية أطفال الأنابيب
قبل بدء إجراء عملية أطفال الأنابيب ستخضع النساء أولاً لاختبار يفحص احتياطي المبايض من البويضات، يتضمن ذلك أخذ عينة دم واختبارها لمعرفة مستوى الهرمون المنبه للجريب (FSH). ستعطي نتائج هذا الاختبار معلومات حول حجم وجودة المبايض.
يقوم الطبيب أو الطبيبة بفحص الرحم والمهبل أيضاً، قد يتضمن ذلك إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) أو إدخال منظار عبر المهبل إلى داخل الرحم (تنظير الرحم). تكشف هذه الاختبارات عن صحة الرحم كما تساعد الطبيب في تحديد أفضل طريقة لزرع الأجنة.
للرجال يجب إجراء فحص للسائل المنوي للتأكد من وجود النطاف ومن حركتها. إذا كانت الحيوانات المنوية ضعيفة أو تالفة فقد يكون من الضروري إجراء ما يسمى بحقن الحيوانات المنوية داخل البويضة (الحقن المجهري).
أيضاً يجري فحص الأمراض المنقولة بالجنس عند كلا الطرفين، بالإضافة إلى بعض الأمراض الأخرى التي تهدد سلامة الجنين داخل رحم الحامل.
طريقة عمل أطفال الأنابيب
عندما تقرر القيام بعملية أطفال الأنابيب فقد يصف الطبيب بعض الأدوية المانعة للحمل من أجل تنظيم الدورة الطمثية والسيطرة عليها، وهذا يساعد الطبيب على التحكم في العلاج وزيادة عدد البويضات المأخوذة من المبيض في المراحل اللاحقة.
بعد ذلك تجري عملية الإخصاب داخل الأنبوب IVF على عدة خطوات كما يلي:
أولاً: تنشيط المبايض
في الحالة الطبيعية أثناء الدورة الطمثية تنمو بضع جريبات في كلا المبيضين ولكن فقط أحدها سيتحول لجريب ناضج ويتطور ليعطي بويضة.
أما عند استخدام إبر التنشيط قبل أطفال الأنابيب فإن الجريبات تنضج جميعها ونحصل على عدد جيد من البويضات، وبالتالي بدلاً من امتلاك بويضة واحدة كما في الحالة الطبيعية سيُصبح لدينا العديد من البويضات الناضجة مما يزيد من من فرص نجاح العملية وتطوير جنين قابل للحياة.
من الأدوية الهرمونية المستخدمة في هذه المرحلة الهرمون المنبه للجريب FSH؛ يعمل هذا الهرمون على تنشيط المبيض لإنتاج البويضات، وعند الوصول إلى جرعة التنشيط يُعطى الهرمون اللوتئيني LH أو موجهة النمو البشرية HCG قبل استخراج البويضات بـ 36 ساعة كحقنة أخيرة لإتمام نضج البويضات وتحفيز الإباضة.
في هذه المرحلة تجري مراقبة المبيض عبر الإيكو ومعايرة المستويات الهرمونية في الدم للتأكد من الوصول إلى الجرعة المطلوبة.
ثانياً: استرجاع البويضات
في هذه المرحلة تُسحب البويضات من مبيض المرأة إلى خارج الرحم عن طريق إبرة رفيعة يُدخلها الطبيب من المهبل بتوجيه من الأشعة فوق الصوتية حتى يصل إلى المبيض ويستخرج البويضات، وهو إجراء جراحي يتطلب التخدير. بعد ذلك يجمع الطبيب هذه البويضات ويضعها في محلول خاص داخل حاضنة.
قد تحدث بعض المضاعفات أثناء استخراج البويضات مثل النزيف والعدوى وانثقاب المثانة والأمعاء، لذلك فإن عملية أطفال الأنابيب تحتاج إلى طبيب مختص يمتلك أيدي خبيرة لإتمام هذه المرحلة بدون أي مضاعفات.
ثالثاً: الإخصاب خارج الرحم
يتم هنا تلقيح البويضة خارج الرحم بنطاف الزوج، حيث يقوم الطبيب بوضع البويضات المُستخرجة مع النطاف على شريحة زجاجية لكي تقوم الحيوانات المنوية بتلقيح البويضات في أطفال الأنابيب، أو يقوم الطبيب بإجراء الحقن المجهري للنطفة داخل البويضة عن طريق إبرة رفيعة وذلك في حال فشل الطريقة الأولى سابقاً أو في أول عملية لضمان نجاح العملية أكثر.
رابعاً: تطور الجنين
تجري مراقبة نمو الجنين خارج الرحم خلال الأيام الخمسة أو الستة المقبلة قبل إعادة الجنين لداخل الرحم. تتطور نصف البويضات الملقحة فقط إلى مرحلة الكيسة الأرومية عادة، وهي المرحلة المناسبة لكي يُعاد الجنين إلى داخل الرحم.
يستطيع الطبيب في هذه المرحلة إجراء بعض الفحوصات الجينية لاستبعاد الأجنة الحاوية على أمراض وراثية.
كما يمكن أيضاً تجميد الأجنة وحفظها في حال عدم رغبة الزوجة بالحمل في الوقت الحالي، بحيث تستطيع المرأة أن تنقل هذه الأجنة إلى داخل رحمها وأن تنجب الأطفال في أي وقت شاءت.
خامساً: نقل الأجنة
يجري نقل الأجنة إلى الرحم عادة بين اليومين الخامس والسابع بعد استخراج البويضات. في البداية تُعطى المرأة هرمونات تساعد على تجهيز الرحم للحمل، ومن ثم تُنقل الكيسة الأرومية إلى الرحم.
تعتبر عملية إرجاع الأجنة في أطفال الأنابيب إجراءً بسيطاً وغير مؤلم ولا يحتاج تخدير يتم ببساطة عبر إدخال قسطرة إلى الرحم عن طريق المهبل وحقن الأجنة داخل الرحم. تستغرق هذه العملية عادة 10 دقائق.
عندما ينغرس الجنين في الرحم سيقوم الطبيب بإجراء فحوصات الحمل بعد حوالي 9-14 يوم من نقل الجنين لكي يتأكد من تمام الحمل.
أعراض الحمل بعد عملية أطفال الأنابيب
قد تظهر على المرأة أعراض خفيفة وعلامات تدل على نجاح اطفال الانابيب منها:
- إعياء أو تعب عام
- تغيرات في المزاج
- غثيان وأحياناً إقياء
- انتفاخ وتقلصات خفيفة
- كثرة التبول
- إمساك
- تأخر الدورة الشهرية
- احتقان الثديين بسبب مستويات الاستروجين المرتفعة
- قد تظهر بعض البقع الجلدية غير الخطيرة
نسبة نجاح طفل الأنابيب لزوجين سليمين
قد تختلف نسبة نجاح عملية طفل الأنبوب في تركيا من عائلة لأخرى حسب عمر الوالدين ووضعهم الصحي ونمط حياتهم، حيث تصل فرص نجاح عملية طفل الأنبوب إلى:
- 32% للنساء تحت سن 35
- 25% للنساء بين 35-37
- 19% للنساء بين السن 38-39
- 11% للنساء بين 40-42
- 5% للنساء بين 43-44
- 4% للنساء فوق سن 44
أفادت بعض الدراسات أن هذه النسب تتحسن مع الوقت، حيث تتحسن تقنيات الإخصاب وتزداد خبرة الأطباء في هذا المجال.
مخاطر أطفال الأنابيب
إن التلقيح داخل الأنبوب لا يؤدي دوماً لحدوث حمل، وبالتالي يمكن أن يكون مؤذي نفسياً وجسدياً. هناك بعض المخاطر الأخرى والتي تتضمن:
- بعض الآثار الجانبية للأدوية الهرمونية مثل الهبات الساخنة والصداع.
- الحمل المتعدد (التوائم الثنائية والثلاثية)؛ والتي من الممكن أن تكون خطيرة على الأم والأطفال على حد سواء.
- الحمل الهاجر خارج الرحم (على نفير فالوب أو في أماكن أخرى)؛ والذي قد يكون حالة مميتة إذا لم يُعالج باكراً.
- متلازمة فرط تنبيه المبيض؛ حيث قد يبالغ المبيض برد الفعل تجاه الأدوية المستخدمة لتنشيطه أو قد يُساء استخدامها.
تكلفة أطفال الأنابيب في تركيا
في عملية أطفال الأنابيب ستحتاج الزوجة إلى متابعة متكررة مع طبيبها من أجل تنظيم الدورة الشهرية إلى حين موعد نضج البويضات. تعتبر عملية سحب البويضات من المبيض إجراءً بسيطاً لا يحتاج إلى البقاء في المشفى، بل يمكن إجراؤه في العيادة والعودة إلى المنزل بعدها مباشرة.
بعد الحصول على البويضات من الزوجة والنطاف من الزوج يبدأ دور المخبر الخاص بأطفال الأنابيب، حيث سيقوم أطباء مختصون بتلقيح البويضات بالسائل المنوي ويراقبون نمو الجنين عن كثب. عند الوصول إلى مرحلة الكيسة الأرومية سيتواصل الطبيب مع الزوجة والزوج للاستعداد إلى الحمل بطفلهم المستقبلي.
تبدأ أسعار طفل الأنابيب في تركيا من 2,500 دولار أمريكي، وهذه التكلفة تعتبر قليلة جداً مقارنة مع أوربا وأمريكا. قد يختلف سعر هذه العملية حسب التقنيات المستخدمة والفحوصات المُجراة قبل البدء بالعملية والأدوية المُستخدمة في هذه العملية. سيبقى مركز بيمارستان على تواصل معكم للتأكد من نجاح العملية وحصول الحمل بطفل طبيعي سوي بدنياً.
المصادر