مرض ثنائي القطب Bipolar هو مرض نفسي يجمع بين الهوس والاكتئاب ويتصف بأعراض مميزة، لم يعرف سبب محدد للمرض ولكن توجد عوامل مؤهبة، تعرف على علاج هذا المرض في تركيا.
سابقاً كان يسمى بمرض الاكتئاب الهوسي وهو وصف دقيق لحالة المريض. حديثاً تمت تسميته اضطراب ثنائي القطب بسبب تناقض الحالة المزاجية وتقلبها بين ارتفاع وانخفاض. توجد أنواع خاصة وغير محددة تندرج أيضاً تحت الاضطراب المزاجي ثنائي القطب.
يمكن أن يؤثر مرض ثنائي القطب على حياة الأشخاص بشكل كبير، وقد يؤدي إلى صعوبات في العلاقات الشخصية والعمل والدراسة. تابع معنا في هذه المقالة كي تتعرف أكثر على هذا المرض؛ ما هي أسبابه؟ كيف يشخص؟ وما هي أحدث طرق علاج مرض ثنائي القطب في تركيا؟
معلومات عن مرض ثنائي القطب
تعريف مرض ثنائي القطب
مرض ثنائي القطب أو البايبولار هو مرض نفسي يصنف تحت اضطرابات المزاج يعاني المريض خلاله من نوبات اكتئابية ينخفض مزاجه خلالها ونوبات هوسية يكون فيها بمزاج مرتفع لذلك كان يُطلق عليه سابقاً اسم الهوس الاكتئابي، هذه الاضطرابات النفسية قد تعيق المريض عن أداء مهامه اليومية وربما تتطلب دخول المشفى في النوبات الشديدة. يقسم اضطراب ثنائي القطب لعدة أنواع حسب نوع الأعراض الظاهرة على المريض.
أنواع مرض ثنائي القطب
- مرض ثنائي القطب النوع الأول: يعتبر أشد أنواع ثنائي القطب، يبدأ عادة بعمر 20 سنة، يتصف ببداية مفاجئة وسير متسارع، ويتألف من:
- الهوس الذي يتميز بمزاج عال أو استثارة سريعة لأبسط الأحداث، تستمر نوبة الهوس من أسبوع وحتى شهر، وقد يتحول إلى هوس مزمن.
- نوبات الاكتئاب الجسيم أو اكتئاب ثنائي القطب الذي يتميز بحالة من العزلة والمزاج المنخفض التي تدوم أسبوعين.
- مرض ثنائي القطب النوع الثاني: هو نمط أخف من السابق، توجد نوبات الاكتئاب الجسيم في كلا النمطين، لكن الاختلاف هنا هو في شدة نوبة الهوس. يتميز مرض ثنائي القطب من النوع الثاني بوجود نوبات تحت هوسية (مزاج مرتفع أيضاً لكنه أخف من نوبات الهوس الموجودة في النوع الأول وتدوم مدة 4 أيام فقط). قد لا يؤثر هذا النوع على النشاطات اليومية للمريض بشكل كبير. تدوم أعراض النوع الثاني حتى أسابيع أو أشهر.
- المزاج الدوري: وهو تغير الحالة المزاجية خلال مدة قصيرة بين ارتفاع وانخفاض. أي أننا لا نلاحظ نوبات صريحة لكن الحالة المزاجية للمريض غير ثابتة وتتغير خلال فترة أقصر من الأنواع السابقة، يدوم المزاج الدوري عدة أيام أو بضع أسابيع.
أحياناً يعاني المريض من أعراض الهوس والاكتئاب في نفس النوبة، وهذا ما يسمى نوبة ذات السمات المختلطة. خلال النوبة ذات السمات المختلطة قد يشعر المرضى بالحزن الشديد أو الفراغ أو اليأس بينما يشعرون في نفس الوقت بالنشاط الشديد. وهناك أيضاً النوع ذو الدورة السريعة وفيه يتغير مزاج الشخص ارتفاعاً وانخفاضاً بشكل أسرع من المعتاد.
قد يأتي مرض الاكتئاب معزولاً بدون هوس (أحادي القطب) ولكن لا يوجد هوس أحادي القطب، أي أنه بمجرد تشخيص نوبة هوسية واحدة نشخص إصابة المريض بمرض ثنائي القطب، وبالتالي سيصاب بنوب اكتئابية لاحقاً.
أعراض مرض ثنائي القطب
يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من فترات تغيير المشاعر بشكل غير طبيعي وتغيرات في نمط النوم ومستوى النشاط لديهم؛ أي تتغير تصرفات مريض ثنائي القطب خلال النوبة، وتسمى هذه الفترات المميزة حلقات المزاج. تختلف النوبات المزاجية كثيراً عن الحالة المزاجية والسلوكيات المعتادة للشخص. قد لا يلاحظ المريض هذه الأعراض على نفسه لكن العائلة والأصدقاء يلاحظون التغيرات المفاجئة في المزاج لديه.
خلال النوبة تستمر الأعراض كل يوم لمعظم اليوم، وقد تستمر النوبة لعدة أيام أو أسابيع. تقسم أعراض مرض ثنائي القطب إلى أعراض النوبة الاكتئابية وأعراض نوبة الهوس.
أعراض اكتئاب ثنائي القطب |
أعراض نوبة الهوس |
الشعور بالحزن أو الاكتئاب الشديد | الشعور بالهياج أو العصبية الزائدة أو الشعور بالنشوة والابتهاج الشديد |
فقدان الاهتمام أو السعادة في الأنشطة اليومية | القدرة على العمل بشكل مفرط |
فقدان الشهية أو زيادة الشهية | لا يشعر بحاجة للأكل |
صعوبة في النوم أو النوم بشكل زائد | قلة الحاجة إلى النوم |
التعب أو فقدان الطاقة | زيادة النشاط |
صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات | سلوك متهور أو مخاطرة غير عادية |
الشعور بالذنب وقلة الأهمية للذات | زيادة في الثقة أو الغرور |
الأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار وأن العالم أفضل بدونه | يشعر بأن العالم متوقف على وجوده |
تفكير بطيء وقلة الكلام | تفكير سريع وسرعة في الكلام أو تشتت الانتباه |
تتطلب أعراض نوبة الهوس من مرض ثنائي القطب القبول في المستشفى للحفاظ على سلامة المريض وعلاجه من هذه النوبة.
بشكل عام فإن أعراض ثنائي القطب عند النساء تتميز عن أعراض ثنائي القطب عند الرجال بأنها تظهر بعمر أكبر، تكثر أيضاً إصابة النساء بالاكتئاب الموسمي والنوبة المختلطة (هوس واكتئاب في آن واحد) والنمط الدوري من ثنائي القطب.
إذا كنت تعتقد أن لديك أعراض مشابهة أو تشك بوجود اضطراب ثنائي القطب لديك، تواصل معنا لتقييم وتشخيص الحالة وتوجيهك إلى العلاج المناسب لمرض ثنائي القطب.
أسباب مرض ثنائي القطب
لا يوجد سبب محدد لمرض ثنائي القطب، ولكن هناك عوامل محتملة يمكن أن تسهم في تطور المرض. تشمل هذه العوامل:
- العوامل الوراثية: يعتقد أن هناك عامل وراثي يلعب دوراً كبيراً في ظهور مرض ثنائي القطب؛ حيث يرتفع خطر الإصابة بالمرض عندما يتواجد أفراد في العائلة يعانون منه.
- التغيرات الكيميائية في الدماغ: لوحظ اختلال في التوازن الكيميائي للمواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين لدى مرضى ثنائي القطب.
- التغيرات في هيكل الدماغ: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن هناك تغيرات في هيكل الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض ثنائي القطب، وخاصة في المناطق المسؤولة عن التحكم في المزاج والعواطف.
- العوامل البيئية: قد تلعب العوامل البيئية دورًا في تفاقم أعراض مرض ثنائي القطب، مثل التوتر النفسي، أو الصدمات العاطفية، أو التغيرات في نمط الحياة.
ومع ذلك، لا يزال البحث قائمًا لتحديد الأسباب الدقيقة لمرض ثنائي القطب.
تشخيص مرض ثنائي القطب
يتطلب تشخيص اضطراب ثنائي القطب تقييمًا شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي للشخص ويمكن أن يشمل العناصر التالية:
- مقابلة المريض: يتم خلالها استجواب المريض للحصول على معلومات حول أعراضه وتاريخه الطبي، بما في ذلك الأعراض المزاجية والعواطف والسلوك.
- تقييم الأعراض النفسية: يتم تقييم الأعراض المزاجية التي يعاني منها المريض، مثل الاكتئاب الشديد والهوس والمزاج المنخفض.
- تقييم الأعراض الجسدية: قد تكون هناك أعراض جسدية مصاحبة لمرض ثنائي القطب، مثل فقدان الشهية أو زيادة الشهية أو وتغيرات في نمط النوم.
- تقييم التاريخ الطبي لأقارب المريض: لتحديد وجود أي حالات مشابهة في العائلة.
- الفحوصات المخبرية: قد يتم طلب فحوصات مخبرية لاستبعاد أسباب أخرى للأعراض المشابهة، مثل فحص الغدة الدرقية أو فحص الكالسيوم في الدم.
من المهم أن يتم تشخيص مرض ثنائي القطب بواسطة طبيب نفسي محترف، حيث يتطلب ذلك خبرة في تقييم وتشخيص الاضطرابات العقلية. تواصل معنا لنرشدك لأفضل الأطباء النفسيين في تركيا.
علاج مرض ثنائي القطب في تركيا
علاج مرض ثنائي القطب في تركيا يشمل عادة مزيجاً من العلاج الدوائي والعلاج النفسي. يتم تحديد العلاج المناسب بناءً على شدة الأعراض واحتياجات الفرد. ما زالت الدراسات قائمة للوصول إلى الشفاء من مرض ثنائي القطب، ولكن حالياً يعتبر ثنائي القطب مرضاً نفسياً مزمناً ولذلك يتوجب أخذ أدوية ثنائي القطب مدى الحياة.
يعيش الفرد حياة طبيعية بدون تقلبات مزاجية في حال التزامه بجلسات العلاج النفسي والعلاج الدوائي الموصوف، ولا يجب عليه ترك العلاج عندما يشعر بتحسن؛ لأن الإيقاف المفاجئ للدواء قد يحمل نتائج عكسية فيؤدي إلى عودة أو تفاقم أعراض المرض. تحدث مع طبيبك حول رغبتك بإيقاف الدواء لتحري إمكانية ذلك.
علاج ثنائي القطب بدون أدوية
يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب بدون أدوية عبر الوسائل التالية:
- العلاج النفسي: يمكن استخدامه للمساعدة على تعلم مهارات التحكم في المزاج والتعامل مع التحديات النفسية والعاطفية. قد يتضمن ذلك العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج العائلي.
- التوعية والتثقيف: إن التوعية بالمرض وتثقيف المريض وأفراد عائلته حول كيفية التعامل مع مريض ثنائي القطب لها دور كبير في علاج ثنائي القطب.
- الدعم الاجتماعي: قد يحتاج مريض ثنائي القطب إلى دعم اجتماعي من أفراد العائلة والأصدقاء والمجتمع للتعامل مع التحديات النفسية والعاطفية.
- التغذية السليمة والنشاط البدني: إن الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام قد يساعدان على علاج ثنائي القطب إذا أراد المريض تجنب الأدوية.
أدوية علاج ثنائي القطب
يتم استخدام الأدوية المثبتة للمزاج للتحكم في الأعراض المزاجية. قد يتم استخدام أدوية مضادة للاكتئاب لعلاج الاكتئاب وأدوية مضادة للهوس لعلاج الهوس. قد نلجأ أيضاً إلى أدوية أخرى تعزز استقرار حالة المريض وتدعم تأثير الأدوية الأخرى. من أهم الأدوية لعلاج ثنائي القطب:
- الليثيوم: يمكن اعتباره أفضل دواء لثنائي القطب واضطرابات المزاج الأخرى. يعد الليثيوم أحد المعادن القلوية ويعمل عن طريق تحقيق التوازن بين مستويات المواد الكيميائية التي تؤثر على المزاج والسلوك في المخ. يستخدم الليثيوم لتقليل التقلبات المزاجية والهوس والاكتئاب في حالات الاضطراب ثنائي القطب وقد يقلل من خطر الانتحار. قد يستغرق الدواء بعض الوقت لتظهر فعاليته، ويجب أن يتم استخدامه تحت إشراف طبيب متخصص حصراً.
- فالبروات الصوديوم: يستخدم في علاج الصرع بشكل أساسي، لكنه يستخدم أيضاً كمثبت للمزاج لعلاج مرض ثنائي القطب.
- الكاربامازبين: مشابه للدواء السابق.
- الهالوبيريدول: دواء مضاد للذهان ولكنه يستخدم أيضاً في العلاج الإسعافي لنوبة الهوس الحادة في ثنائي القطب.
- الأدوية المضادة للاكتئاب: تستخدم لعلاج اكتئاب ثنائي القطب. يجب التنويه إلى أن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب وحدها دون مثبتات المزاج قد يؤدي لنوبات هوس شديدة أو لحدوث ما يدعى بثنائي القطب ذو الدورة السريعة (المزاج الدوري). لذا يجب اتباع تعليمات الطبيب النفسي المعالج بدقة لضمان تدبير أفضل للمرض.
الوقاية من مرض ثنائي القطب
مرض ثنائي القطب هو اضطراب نفسي يتميز بتغيرات مزاجية شديدة تتراوح بين الاكتئاب الشديد والانفعال الشديد كما ذكرنا سابقاً. للوقاية من مرض ثنائي القطب يمكن اتباع الإجراءات التالية:
- الحفاظ على نمط حياة صحي؛ وذلك عبر الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول وجبات صحية ومتوازنة.
- تجنب المواقف المؤدية للتوتر والضغط النفسي.
- الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب إذا كان لديك تشخيص مرض ثنائي القطب.
- مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة حالتك وضبط العلاج إذا لزم الأمر.
- يمكن أن يكون لدعم العائلة والأصدقاء دور هام في التعامل مع مرض ثنائي القطب عبر تقليل التوتر وتحسين جودة الحياة.
- يمكن أن تساهم تقنيات إدارة الضغوط مثل التخطيط المسبق وتحديد الأولويات وتنظيم الوقت في تقليل التوتر والحفاظ على استقرار المزاج.
- تجنب المخدرات والكحول: حيث يمكن أن يؤدي استخدامها إلى تفاقم الأعراض وزيادة حدوث النوبات.
مع ذلك، يجب ملاحظة أن الوقاية المذكورة أعلاه ليست ضماناً لعدم حدوث مرض ثنائي القطب. إذا كنت تشعر بأعراض مشابهة لهذا المرض فيجب عليك استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
وختاماً يمكننا القول أن مرض ثنائي القطب يؤثر على الحالة المزاجية للمريض فيمنعه من أداء مهامه اليومية وتكوين علاقات مع الآخرين، لذلك كان لابد من معالجة هذا الاضطراب بمشاركة دوائية وغير دوائية بهدف تحسين مزاج المريض وجعله يعيش حياة طبيعية.
المصادر:
- NIH
- NHS
- American Psychiatric Association