من المعروف في الوسط الطبي أنه لا يمكن علاج سرطان البنكرياس بالأدوية المناعية عموما لكن هل يمكن للأبحاث أن تكشف عن مزيج مناعي يستطيع القضاء على هذا السرطان الفتاك؟
يحتل سرطان البنكرياس المركز الرابع من بين السرطانات المسببة للوفاة حول العالم، يعود ذلك غالباً إلى عدم القدرة على الكشف عنه وتشخيصه بشكل مبكر، وأيضاً بسبب التثبيط المناعي الذي يحدث في البيئة المكروية المناعية للورم مما يمنع الجسم من التخلص منه بالآليات المناعية الذاتية.
نشرت مجلة Nature Cancer بحثاً جديداً في مركز أندرسون للسرطان في جامعة تكساس على سرطان البنكرياس الغدي القنوي PDAC (الذي يعتبر أشيع أنواع سرطان البنكرياس) في فئران التجارب، يهدف هذا البحث إلى تحديد الآليات الدقيقة لمقاومة العلاج المناعي وفهمها من أجل تحديد العلاج المناعي الفعال للقضاء على PDAC.
وجد الباحثون أن بعض العلاجات المناعية المثبطة للخلايا اللمفاوية التائية والخلايا الكابحة النقوية أدى إلى إعادة نمذجة البيئة المكروية المناعية للورم ومن ثم تحسين الاستجابة المضادة للورم في سرطان البنكرياس وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة في النماذج المختبرية، مما يشير إلى علاج محتمل لسرطان البنكرياس البشري.
تم تحديد بروتينان مناعيان هما 41BB – LAG يتم التعبير عنهما بشكل كبير في الخلايا التائية الموجهة نحو الورم، وقد وجد الباحثون أن العلاج المزدوج بمماثلات 41BB ومضادات LAG3 معاً ترافق مع تطور بطيء للمرض وتحسن معدلات البقاء على قيد الحياة في حيوانات التجربة بشكل أكبر من العلاجات المفردة. ولأن العلاج المزدوج لم يقضِ على الورم بشكل كامل فقد قام الباحثون بإعادة نمذجة البيئة المكروية المناعية للورم لزيادة حساسية الورم للعلاج المناعي عبر تثبيط CXCR2 في الخلايا الكابحة النقوية.
إن هذا المزيج الثلاثي من المركبات المناعية أدى إلى تراجع الورم بشكل كامل وتحسين البقاء على قيد الحياة في 90% من النماذج ما قبل السريرية، وهو يخضع حالياً لتجارب سريرية بشرية من أجل ترجمة هذه الأبحاث إلى دراسات سريرية.
تعد مثل هذه الدراسات مبشرة نظراً للاعتقاد السائد بكون سرطان البنكرياس غير مستجيب على العلاج المناعي، على أمل أن تصبح السرطانات الأخرى غير المناعية قابلة للعلاج المناعي المركب بعد إجراء التجارب المناسبة.