دراسة أمريكية قادتها جامعة ميشيغان للصحة العامة كشفت أن التعرض المطول لتلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن، فما الرابط بين تلوث الهواء والخرف؟
يعاني نحو 10% من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 70 في الولايات المتحدة الأمريكية من الخرف Dementia، وبحسب دراسة جديدة أجرتها جامعة ميشيغان الأمريكية فإن الاستنشاق المطول للهواء الحاوي على جزيئات دقيقة تعرف باسم PM2.5 يعد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بالخرف مع التقدم بالعمر، إذ تنتشر هذه الجسيمات الدقيقة بعد استنشاقها إلى الرئتين ومن ثم تصل إلى الدم الذي يحمل هذه الجزيئات السامة للدماغ.
لقد تم إثبات العلاقة بين تلوث الهواء والخرف عن طريق إجراء دراسة شملت بيانات 27000 أمريكي ممن تتجاوز أعمارهم 50 سنة، حيث أجري لهذه المجموعة اختبار وظائف معرفية Cognitive test على مرتين، الاختبار الأول أجري خلال وقت الدراسة والاختبار الثاني تم إجرائه في الفترة التالية للدراسة (بعد عدة سنوات)، وتوصلت النتائج إلى أن 15% من الأشخاص (عينة الدراسة) ظهرت عليهم علامات الإصابة بالخرف، ومعظم الذين أصيبوا بالخرف كانوا عرضة لتلوث الهواء خلال هذه المدة.
تنتج جزيئات PM2.5 من مصادر عدة وأهمها دخان المصانع وازدحام السيارات والحرائق والمخلفات الكيميائية للمنشآت الصناعية، فأكثر ما يشاهد تلوث الهواء في المدن الصناعية المزدحمة وأقل ما يشاهد في الأرياف التي تتميز بهوائها النقي الخالي من السموم، وهذا قد يفسر زيادة نسبة الإصابة بالخرف عند المسنين في وقتنا الحاضر مقارنة مع الماضي حيث لم تكن المصانع والسيارات منتشرة بكثرة كما في أيامنا هذه.
الخرف هو ضعف الوظائف العقلية بشكل عام وخاصة الذاكرة والحساب والمحاكمة العقلية، ولا شك بأن الخرف له تأثير كبير على حياة المصابين وعائلاتهم ومحبيهم، ولذلك فإن هذه الدراسات قد يكون لها دور كبير في تحديد عوامل الخطر حتى نتمكن في المستقبل القريب من تخفيف نسبة انتشار هذا المرض.