تأتي أهمية علاج خراج الرئة في تركيا من إمكانية تأثيره على القدرة التنفسية للمريض وخطورة إحداثه لضرر دائم في النسيج الرئوي بالإضافة إلى الألم والحرارة وغيرها.
خراج الرئة هو عبارة عن تكهف وتجمع للقيح في النسيج الرئوي. أشيع مكان للخراج الرئوي في الرئة اليمنى لسهولة وصول المواد إليها بسبب التوضع العمودي للقصبة الرئيسية اليمنى المتفرعة من الرغامى، وتحديداً في القطعة القمية للفص السفلي والقطعة الخلفية للفص العلوي نظراً لوصول المفرزات إليهم بالاستلقاء الظهري.
المسبب الرئيسي لتشكل خراج في الرئة هو الجراثيم اللاهوائية (85% من الحالات)، كما أن للجراثيم إيجابية وسلبية الغرام دوراً في حدوثها، أما المضعفون مناعياً فتظهر عندهم أخماج انتهازية كالكانديدا (المبيضات البيض) والليجونيلا، وسنتعرف في هذا المقال على طرق علاج خراج الرئة بمختلف مسبباته.
علاج خراج الرئة بدون جراحة
يجب إجراء تقييم أولي لحالة المريض قبل اتخاذ القرار العلاجي المناسب، وهذا يشمل تقييم التاريخ الطبي وإجراء فحص جسدي جيد وصورة شعاعية صدرية حديثة ودراسة جرثومية ونسيجية للقشع بالإضافة إلى التنظير القصبي.
سابقاً قبل وجود الصادات كان للعلاج الجراحي دور كبير في علاج الخراجات، أما حالياً في الدول المتقدمة -وفي مقدمتها تركيا- أصبح علاج خراج على الرئة محافظاً بشكل أساسي بوجود تقنيات الزرع الجرثومي واختبارات التحسس وتوافر الصادات الحيوية.
علاج خراج الرئة بالأدوية
تعتبر الصادات الحيوية بمثابة حجر الأساس في علاج الخراج الرئوي بنسبة تصل حتى 85% من الحالات، من أهم الصادات المستخدمة:
- البنسلين يومياً لعدة أشهر وهو العلاج المفضل
- الكليندامايسين (في حال التحسس على البنسلين)
- يفضل إشراك الميترونيدازول مع البنسلين لتغطية الجراثيم اللاهوائية
- أثبتت الدراسات أن المشاركة الثلاثية (بنسلين – ميترونيدازول – أمينوغليكوزيد كالجينتامايسين) تعد ناجحة وموثقة لتغطية معظم الجراثيم المقاومة
العلاج الفيزيائي التنفسي
في هذا النوع من العلاج يقوم المعالج الفيزيائي بإجراء ضربات خفيفة على صدر وظهر المريض لمدة لا تقل عن ربع ساعة يومياً ولعدة مرات. قبل ذلك يمكن إعطاء أدوية موسعة للقصبات أو جلسات إرذاذ وتبخير لترطيب المفرزات، وأحياناً يتم إعطاء أدوية حالة للقشع. بعد ذلك يوضع المريض بالوضعية المناسبة لمدة لا تقل عن ساعة كاملة مع الاستمرار بالضربات الخفيفة على الظهر لمساعدته في إخراج القيح.
أقرأ المزيد حول العلاج الفيزيائي في تركيا.
علاج خراج الرئة عبر تنظير القصبات
يُستخدم التنظير القصبي عادة لفحص الممرات الهوائية باستخدام كاميرا صغيرة موجودة في نهاية أنبوب مرن تعرض الفيديو على شاشة ليتمكن الأطباء من رؤية الطرق الهوائية والتقاط صور لها. يتم إدخال هذا الأنبوب عبر الأنف أو الفم حتى يصل إلى القصبات الهوائية.
يكون الأنبوب مزوداً بجهاز ماص ومضخة من أجل رشف القيح والمفرزات وغسل الطرق الهوائية وتنظيفها بشكل جيد. ومع ذلك، لا يمكن علاج جميع خراجات الرئة عبر منظار القصبات، وإنما يمكن علاج بعض الخراجات فقط في أماكن معينة من الرئة دون غيرها.
علاج خراج الرئة بالجراحة
كل خراجات الجسم علاجها الأساسي هو التفجير أو التصريف (فتح الخراج وسحب القيح الذي بداخله) عدا خراج الرئة؛ لأنه سوف ينفتح مع الوقت على القصبات من تلقاء نفسه، أما في حال عدم انفجار خراج الرئة وازدياد حجمه فعند ذلك نلجأ إلى تفجير الخراج أو استئصاله.
تفجير الخراج عبر الجلد
هي أفضل طريقة لعلاج خراج على الرئة عند فشل المضادات الحيوية، يتم فيها إجراء شق جلدي فوق مكان الخراج ليتم بعدها إدخال أنبوب (مفجر) لجوف الخراج، يتميز هذا الإجراء بسهولته واختلاطاته القليلة ودقته العالية لأنه يتم بمساعدة الإيكوغرافي أو الطبقي المحوري.
يتم اللجوء إلى هذه الطريقة فقط في الحالات التالية:
- خراجات متوترة (غير مفتوحة على القصبات وغير قادرة على الانفتاح)
- ظهور علامات زيادة حجم ومحتوى الخراج
- ظهور علامات إصابة الرئة المقابلة
- الخراجات المحيطية الكبيرة (أكبر من 4 سم)
- مريض على جهاز التهوية الصناعية؛ أي أنه لا يستطيع التقشع وإخراج البلغم
- عدم تراجع الإنتان بعد 3 أسابيع من المعالجة بالصادات الصحيحة
عملية استئصال خراج الرئة
يتم هنا استئصال الفص الرئوي الذي يحتوي على الخراج بالجراحة المفتوحة أو التنظيرية، لكن بالطبع لا نضطر إلى هذا الإجراء إلا في حالات خاصة نذكر منها ما يلي:
- خراج مزمن مضى عليه أكثر من 8 أسابيع ووجود جوف قيحي ذو جدار سميك وقطر أكبر من 2 سم
- تمزق جوف الجنب وتقيح الجنب مع حدوث الاسترواح الصدري
- ظهور اختلاطات الخراج كتقيح الجنب والناسور القصبي الجنبي
- الأورام الخبيثة مثل سرطان الرئة (التي خلفت وراءها خراجة) أو حتى الشك بوجودها
- الانسداد القصبي (اضطرابات القصبة الهوائية)
- نفث الدم الكتلي أي أن المريض يسعل دماً بكميات كبيرة (أكثر من 600 مل في اليوم)
في الحالة الأخيرة لا يمكن الاكتفاء بالصادات الحيوية خوفاً من حدوث اختناق فالقصبات الكبيرة لا تتسع لأكثر من 150 مل من الدم وبالتالي احتمال انغلاق القصبات وارد هنا.
أقرأ المزيد حول استئصال جزء من الرئة بالمنظار في تركيا.
علاج خراج الرئة عند مريض السكر
عندما يكون مريض السكر مصاباً بخراج في الرئة يتطلب العلاج اهتماماً خاصاً نظراً لتأثير مرض السكر على المناعة وعملية الشفاء. إليك بعض النقاط التي يجب مراعاتها:
- ضبط مستويات السكر باستخدام الأنسولين أو الأدوية السكرية الفموية
- استخدام الصادات الحيوية بجرعات محدودة تبعاً لتوجيهات الطبيب
- تحسين النظام الغذائي لتقوية المناعة وتسريع عملية الشفاء
دراسات حول علاج خراج الرئة
أثبتت الدراسات أنه يمكن علاج خراج الرئة القيحي عبر المضادات الحيوية في حوالي 80-90% من الحالات، كما أن علاجه عن طريق تفجيره عبر الجلد يترافق مع معدل شفاء يصل إلى 75-100% دون وفيات، في حين أن نسبة نجاح عملية خراج الرئة تصل إلى حوالي 90% مع وجود نسبة وفيات قليلة.
تزداد خطورة خراج الرئة وترتفع الوفيات في الحالات التالية:
- الخراجات المعندة على العلاج
- الخراجات المتعددة والكبيرة
- خراج الرئة المترافق مع انسداد قصبي
- المرضى ضعيفي المناعة
- الإصابة بجراثيم هوائية فتاكة كالعنقوديات المذهبة وسلبيات الغرام
على العموم، تكاد نسبة الوفيات تكون معدومة عند وجود الطبيب الحاذق الذي يستطيع التعامل مع مثل هذه الحالات بكفاءة عالية.
الوقاية من خراج الرئة
نظراً لخطورة خراج الرئة ولأن الوقاية خير من العلاج نقدم لك بعض النصائح والتعليمات التي قد تساعدك على تجنب مرض قد يكون مميتاً بالنسبة لك! تشمل هذه التوجيهات ما يلي:
- الابتعاد عن التدخين والحفاظ على نظافة الفم والأسنان للوقاية من الإصابة بالتهابات الرئة التي قد تؤدي إلى خراجات الرئة.
- تجنب التعرض للأمراض المعدية مثل الإنفلونزا؛ وذلك باتباع إجراءات النظافة الشخصية وتجنب التواجد في أماكن مزدحمة بالمرضى.
- تجنب التعرض المطول للغبار والمواد الكيميائية التي يمكن أن تسبب التهابات رئوية وبالتالي خراج الرئة.
- تقوية جهاز المناعة من خلال تناول غذاء صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
في الختام، يبرز علاج خراج الرئة في تركيا كنموذج للتقدم الطبي والرعاية الصحية المتقدمة، إذ يعتمد النجاح في علاج هذه الحالة على التشخيص السريع والدقيق والتدخل الطبي الفعال. وتجدر الإشارة إلى أن مراكز الرعاية الصحية في تركيا مجهزة بأحدث التقنيات والكوادر الطبية المتخصصة مما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية للمرضى. إضافة إلى ذلك، يتمتع المرضى بفرصة الحصول على العلاج في بيئة مريحة ومتقدمة مع توفير الرعاية الشاملة التي تشمل جوانب الرعاية الجسدية والنفسية بأسعار زهيدة مقارنة مع أوربا وأمريكا.
المصادر: