قُدر عدد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيدي (الروماتيزم) بحوالي 17.6 مليون مصاب في جميع أنحاء العالم، حيث يعتبر التهاب المفاصل الروماتيدي من أشيع الأمراض المناعية الذاتية وأكثرها انتشاراً حول العالم.
تبين أن حوالي 12 مليون تقريباً من المرضى المُشخصين هم من النساء، إذ يعد الروماتيزم أشيع بما يزيد عن الضعف عند النساء مقارنة بشيوع هذه الإصابة عند الرجال.
إن انتشار وشيوع التهاب المفاصل الروماتيدي حول العالم، يفسر ضرورة وأهمية العمل على تطوير أساليب تشخيص وعلاج الروماتيزم، حيث أنه يعتبر من الأمراض التي تؤثر بشكل سلبي على العديد من جوانب حياة الفرد، لكن في حال التشخيص المبكر وتطبيق علاج الروماتيزم بشكلٍ يناسب كل حالة على حدة، سوف تتناقص هذه الآثار السلبية وتتحسن الأعراض بشكل ملحوظ وبالتالي تحسين حياة الفرد بصفة عامة.
التهاب المفاصل الروماتيدي (الروماتيزم)
هو مرض مناعي ذاتي تنكسي مزمن ونوع من أنواع التهابات المفاصل، يؤثر هذا المرض في المقام الأول على المفاصل وعادة ماتظهر أعراض الروماتيزم المفصلية بشكل متناظر أي أن الإصابة تظهر على المفصل ونظيره في الجانب الأخر من الجسم، كما أنه يؤثر على العديد من أعضاء الجسم وأنسجته مثل القلب والرئة والجلد وبالتالي يؤثر على صحة الجسم بأكمله نتيجة الأعراض المختلفة والحالات المرضية العديدة التي قد يسببها.
يقوم جهاز المناعة في حالة التهاب المفاصل الروماتيدي بمهاجمة المفاصل (خاصة مفاصل اليدين والقدمين) وأنسجة وأعضاء الجسم السليمة، نتيجةً لخطأ ما في الجسم يتعرف الجهاز المناعي على خلاياه السليمة على أنها عوامل خطر ويهاجمها مسبباً هذه الحالة الالتهابية في الجسم.
تشخيص الروماتيزم
إن التشخيص المبكر لالتهاب المفاصل الروماتيدي يساعد في السيطرة على الأعراض والمضاعفات التي قد تنجم عن هذا المرض بنسبة كبيرة، كما يساعد في تحديد نمط العلاج الذي يجب اتباعه.
يعتمد تشخيص الروماتيزم بشكل أساسي على العلامات والأعراض السريرية للمريض، لكن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي تساعد في وضع التشخيص الدقيق، منها:
القصة السريرية
تتضمن الأسئلة المختلفة التي توجه الطبيب نحو التشخيص الصحيح، كما يتم ملاحظة معظم علامات المرض وأعراضه المختلفة التي قد يعاني منها المريض في هذه المرحلة، ومن هذه الأعراض نذكر:
- ألم مفصلي متناظر خاصة في مفاصل اليدين والقدمين
- تورم واحمرار في المفصل
- مضض عند تحريك المفصل
- تيبس صباحي في المفصل
- أعراض جهازية مختلفة
الفحص السريري
من المهم في الفحص السريري تقييم درجة شدة الأعراض الظاهرة على المريض مثل تقييم شدة الألم وتقدير مدى سوء الإصابة الحاصلة. يقسم الفحص السريري لمرضى التهاب المفاصل الروماتيدي إلى مراحل عدة تختلف من حالة لأخرى لكن عادة ما يتم التركيز على:
- فحص مفاصل الأطراف العلوية وخاصة مفاصل الأصابع والمعصمين والمرفقين وتقييم درجة الإصابة الحاصلة
- فحص مفاصل الأطراف السفلية وخاصة مفاصل الكاحل والقدم والركبة والورك
- فحص العمود الفقري وخاصة العمود الرقبي وملاحظة حدوث أي ضغط على الأعصاب نتيجة الإصابة الحاصلة
- فحص وملاحظة بعض علامات المرض المختلفة الي قد تظهر على الجلد مثلاً على شكل عقيدات جلدية روماتيدية
فحوصات استقصائية (مخبرية وشعاعية)
تحاليل الروماتيزم
ليس هناك فحص محدد وخاص لكشف مرض الروماتيزم بل تعد الفحوصات المخبرية عامل مساعد في التشخيص إلى جانب الأعراض والعلامات السريرية، تقسم الدراسات المخبرية التي قد تساعد في تشخيص التهاب المفاصل الروماتيدي إلى ثلاثة أنواع وهي كالأتي: اختبارات مناعية والتهابية واختبارات خاصة في الدم، تشمل هذه الاختبارات مايلي:
- قياس عامل الروماتويد (RF): يقيس هذا الاختبار مجموعة من البروتينات التي قد يصنعها الجسم عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا وأنسجة الجسم السليمة، تعتبر القيمة الطبيعية لعامل الروماتويد مابين 0-20 وحدة/مل من الدم وأي قيمة أعلى من 20 تعتبر ارتفاع في نسبة هذا العامل ف الدم، حيث تبين أن 70% إلى 90% من المرضى الذين ظهر لديهم ارتفاع في هذا العامل هم مصابون بالتهاب المفاصل الروماتيدي لكنه من الممكن أن يظهر لدى 5% من الأشخاص الأصحاء، كما أنه في حال كان هناك إصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي من دون ارتفاع في قيمة هذا العامل فسيكون المرض أقل شدة بصفة عامة.
- تحليل الأجسام المضادة المقاومة للبتييد السيتروليني الحلقي (Anti CPP) : يقيس البروتينات التي يصنعها الجسم عند وجود الالتهاب، يجرى هذا الاختبار جنباً إلى جنب مع اختبار عامل الروماتويد حيث أن إيجابية الاختبارين مع وجود علامات وأعراض الروماتيزم المميزة هي مشخصة بنسبة عالية لهذا المرض كما تشير تلك الإيجابية إلى شدة الإصابة الحاصلة، حيث ترتفع مستويات Anti CPP بشكل مميز عند الإصابة بالاتهاب المفاصل الروماتيدي، يعد هذا الاختبار نوعي بنسبة 94%-96% إلا أنه من الممكن أن يرتفع في بعض الحالات المناعية الالتهابية الأخرى مثل الذئبة الحمامية الجهازية SLE. القيم الطبيعية لهذا التحليل هي ما دون 20 وحدة/مل.
- قياس معدل ترسب الكريات الحمراء: يقيس هذا الاختبار سرعة تجمع الكريات الحمراء في الأنبوب خلال ساعة من الزمن، يكون معدل الترسب منخفض لدى الأشخاص الأصحاء، حيث أنه قد يرتفع في حال حدوث التهاب ما في الجسم، يعد هذا الاختبار علامة عامة على وجود الحالة الالتهابية في الجسم وهو ليس مشخصاً لالتهاب المفاصل الروماتيدي بشكل محدد. تكون القيم الطبيعية لهذا التحليل ما بين 0-20 ملم/ساعة عند الرجال الأكبر من 50 عام و 0-15 ملم/ساعة عند الرجال الأصغر من 50 عام أما عند النساء الأكبر من 50 عام تكون قيمته مابين 0-30 ملم/ساعة و 0-20 ملم/ساعة عند النساء الأصغر من 50 عام.
- قياس بروتين سي التفاعلي (CRP): يقيس مستوى البروتين الذي يصنعه الكبد عند وجود حالة التهابية في الجسم، وغالباً ما ترتفع مستويات هذا البروتين قبل ظهور الأعراض مما يجعله مفيداً في التشخيص المبكر للمرض، تشير المستويات المرتفعة منه إلى وجود التهاب أو إصابة كبيرة في الجسم، كما يفيد في مراقبة تطور المرض ومدى الاستفادة من علاج الروماتيزم المقدم للمريض. تكون القيم الطبيعية أقل من 10 مللغرام/لتر بشكل عام ولكن تختلف هذه القيمة من شحص لأخر ومن مختبر لأخر.
- تعداد الدم الكامل (CBC): يقيس هذا الاختبار عدد خلايا الدم الحمراء، خلايا الدم البيضاء، الهيماتوكريت، الهيموجلوبين، الصفائح الدموية. يساعد هذا الاختبار في الكشف عن بعض الحالات المرضية مثل فقر الدم التي تكون ناجمة عن الروماتيزم أو عن الأثار الجانبية للأدوية المستخدمة في علاج الروماتيزم.
- الأجسام المضادة للنواة (ANA): تكشف هذه الاختبارات وجود بعض الأجسام المضادة غير الطبيعية في الدم، في حال كانت نتيجة الاختبار إيجابية فقد يكون الفرد مصاباً باضطراب في المناعة الذاتية، تكون هذه الاختبارات إيجابية في 40% من حالات التهاب المفاصل الروماتيدي ولكنها غير كافية للتشخيص بصفة عامة.
فحوصات شعاعية
تساعد الصور الشعاعية على كشف العديد من الأمراض ومنها التهاب المفاصل الروماتيدي، كما تسمح بالتشخيص المبكر لهذا المرض ومراقبة تطوره ومدى الاستفادة على علاج الروماتيزم المقدم.
- الصور الشعاعية البسيطة: يسمح التصوير بالأشعة البسيطة بتقييم سير وتطور المرض كما أنه يظهر التآكلات الموجودة في المفاصل حتى في حال عدم الشعور بالألم. وهو الخيار الأول للتصوير الشعاعي في التهاب المفاصل الروماتيدي نظراً لأنه متوفر بسهولة وغير مكلف وقابل للاستخدام بشكل متكرر.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يعطي تقييم أكثر دقة للآفات والتآكلات الناجمة عن التهاب المفاصل الروماتيدي مقارنةً بالتصوير بالأشعة البسيطة، كما أنه يفيد في التشخيص المبكر ويستخدم بشكل أساسي عند المرضى الذين يعانون بإصابة في العمود الفقري الرقبي، ومن الجدير بالذكر أن صغر حجم المفاصل يحد من استخدام الرنين المغناطيسي على نطاق واسع.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكوغرافي): يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية في توقع الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي عند المرضى الذين يعانون من آلام في العضلات والعظام ولكن دون ظهور التهاب الغشاء المفصلي لديهم، أي أنه من الممكن أن يكشف عن الالتهاب تحت السريري (لم تظهر أعراضه بعد) كما يفرق بين التهاب المفاصل الروماتيدي والأنواع الأخرى من الالتهابات مثل التهاب المفاصل الصدفي ولتقييم الاستجابة لعلاج الروماتيزم والأعراض الجديدة التي قد تظهر نتيجة لهذا المرض المناعي.
التشاخيص التفريقية
- متلازمة خلل التنسج النقوي (MDS)
- هشاشة العظام
- التهاب الغضاريف التنكسي
- ألم العضلات الروماتيزمي (PMR)
- التهاب المفاصل الصدفية
- الذئبة الحمامية الجهازية (SLE)
علاج التهاب المفاصل الروماتيدي
التشخيص المبكر والبدء المبكر في علاج الروماتيزم هو الهدف الأهم لدى التعامل مع المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتيدي وذلك يكون لمنع تلف المفاصل الذي لا رجعة فيه والحد من ظهور الأعراض والمضاعفات المختلفة المرتبطة بالنشاط الالتهابي لهذا المرض ومن ثم العمل على تحقيق فترة سكون سريرية طويلة الأمد للمرض وتحسين نوعية الحياة لدى المرضى. إذا لم يكن من الممكن تحقيق فترة السكون السريرية، فإن نشاط المنخفض للمرض يكون بديلاً مقبولاً. كما أنه يجب تقييم نشاط المرض كل شهر لدى المرضى الذين يعانون من نشاط مرضي متوسط إلى شديد، أما المرضى الذين لديهم انخفاض في نشاط المرض أو هم في فترة السكون السريرية، يجب عند إذ تقييم نشاط المرض كل 3 إلى 6 أشهر.
تم تطوير أدوات تقييم سريرية متعددة لمساعدة الأطباء في تحديد نشاط المرض لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتيدي. من الضروري أن نتذكر أن جميع المرضى الذين سوف يبدؤون علاج التهاب المفاصل الروماتيدي يجب أن يتم فحصهم بحثًا عن التهاب الكبد B وC والسل، حيث يجب تجنب استخدام الميثوتركسات من قبل المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد. يشمل علاج الروماتيزم عدة أمور فهو يتضمن العلاجات الدوائية وغير الدوائية مثل التمارين الرياضية، الحمية الغذائية، العلاج الطبيعي وحتى الجراحة في بعض الحالات.
أدوية الروماتيزم
هناك العديد من الأدوية الي قد تستخدم في سياق علاج الروماتيزم وتخفيف الأعراض الناجمة عنه بصفة عامة، تشمل هذه الأدوية ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs): لا تملك مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أي أثر يعدل من المرض ولكنها شائعة الاستخدام لغرض تخفيف الألم والحد من الأعراض المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتيدي، لهذه الأدوية آثار جانبية عدة منها سمية الجهاز الهضمي والكلى والدم. هناك أنواع عديدة من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل (الإندوميتاسين indomethacin، بيروكسيكام piroxicam، سيليكوكسيب celecoxib) ويعتمد اختيار المضاد الأنسب تبعاً لحالة المريض، والأمراض التي يعاني منها.
- أدوية DMARDS غير البيولوجية: تشمل هذه الفئة الميثوتركسات، هيدروكسي كلوروكين ، الآزاثيوبرين، سلفاسالازين ، لفلونوميد والسيكلوسبورين. الميثوتركسات هو الدواء المفضل الأول المستخدم في علاج الروماتيزم للمرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتيدي، حيث تعد هذه الفئة من الأدوية الي تعدل المرض وتأخر من تطوره بكفاءة. يعطى الميثوتركسات بجرعات مختلفة فموياً كما يمكن التفكير بإعطائه تحت الجلد عند المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج الفموي.
- الستيروئيدات القشرية: تستخدم الستيرويدات القشرية عادة عند المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتيدي، خاصة عند المرضى الذين لديهم إصابة قوية حديثة بالروماتيزم، حيث أفادت الدراسات أن استخدام الستيروئيدات القشرية في علاج الروماتيزم في المراحل الباكرة يحسن من النتائج ويعدل من سير وتطور المرض نحو الأفضل. لم تظهر الدراسات فوائد لاستخدام الستيروئيدات القشرية لفترات طويلة، كما أن الاستخدام الطويل لهذه الأدوية يعرض المرضى إلى خطر الإصابة بهشاشة العظام والعديد من المضاعفات الأخرى. لكن تبين أن حوالي 50% من المرضى يحتاجون لاستخدام الستيروئيدات القشرية بجرعة يومية منخفضة (بريدنيزون 2.5-7.5) لعلاج الروماتيزم والسيطرة على أعراضه.
- مثبطات TNF: لا يوصى باستخدام مثبطات TNF قبل تجربة أدوية DMARD غير البيولوجية. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن إضافة أحد مثبطات TNF عند المرضى الذين لم يبدوا استجابة في علاج الروماتيزم بالميثوتركسات هو أفضل من إضافة DMARD غير بيولوجي آخر. هناك دراسات حول هذه الأدوية تبين أن الجسم قد يولد الأجسام المضادة لهذه العوامل، مما قد يقلل من فعاليتها مع مرور الوقت. تشمل هذه الفئة من الأدوية المستخدمة في علاج الروماتيزم مايلي: إيتانيرسيبت (etanercept)، إينفليكسيماب (infliximab)، أداليموماب (adalimumab)، سيرتوليزوماب (certolizumab) ووغوليموماب (golimumab).
- ريتوكسيماب (Rituximab): ينتمي لفئة DMARD البيولوجية، يمكن إضافته لعلاج الروماتيزم إذا كان المرضى يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي غير المنضبط والذين لم يستجيبوا لمثبطات TNF. يتم إعطاء الريتوكسيماب بالتسريب الوريدي، تكون الاستجابة للريتوكسيماب أفضل إذا كان المرضى إيجابيي المصل وإذا كانوا يتناولون الميثوتراكسات أيضًا.
- أباتاسيبت (Abatacept): يمنع تنشيط الخلايا التائية عن طريق الارتباط بـ CD80 وCD86. يتم إعطاؤه كحقنة شهرية في الوريد أو كحقنة أسبوعية تحت الجلد. المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي غير المنضبط، والذين لم يبدوا تحسناً ملحوظاً لعلاج الروماتيزم بالميثوتركسات ومثبطات TNF، يستفيدون من علاج أباتاسيبت مع فعالية مثبتة من 6 أشهر إلى 5 سنوات من العلاج.
- مثبطات الإنترلوكين 6: تستخدم مثبطات الإنترولكين 6 مثل Tocilizumab، في حالات التهاب المفاصل الروماتيدي النشط المتوسط إلى الشديد لدى البالغين الذين لديهم استجابة ضعيفة لعلاج الروماتيزم بمثبطات TNF. يلاحظ هؤلاء المرضى تحسنًا سريريًا جيداً عند استخدام التوسيليزوماب في الخطة العلاجية.
- مثبطات يانوس كيناز (JAK): JAK عبارة عن مجموعة من كيناز التيروزين التي تشارك في نقل الإشارات داخل الخلايا من أجل تكوين الدم ودعم وظيفة الخلايا المناعية، مثبطات JAK (مثل توفاسيتينيب) هي عوامل تعطى عن طريق الفم وتقلل من إنتاج السيتوكينات المناعية، كما أنه قد تمت الموافقة عليها كأدوية الخط الثاني لعلاج الروماتيزم
التمارين الرياضية في علاج الروماتيزم
غالباً ما يصاحب ضمور العضلات التهاب المفاصل الروماتويدي ويتفاقم بسبب عدم النشاط والراحة في الفراش والجبائر والأدوية، تهدف الرياضة عند المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيدي إلى تخفيف الآلام وتعزيز الطاقة وزيادة قوة العضلات والتخفيف من تيبس المفاصل والحد من الإعاقة التي قد يسببها هذا المرض وبالتالي زيادة القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية وتحسين من نوعية حياة المرضى. ومن أنواع الأنشطة الرياضية ما يلي:
- المشي
- ركوب الدراجات
- السباحة
- تمارين المقاومة
- تمارين الاستطالة
- تمارين التوازن
علاج الروماتيزم بالحرارة
يعد تطبيق الحرارة سواء السطحية أو العميقة، طريقة فعالة لتخفيف آلام المفاصل وتيبسها الناجم عن التهاب المفاصل الروماتيدي، تستخدم الحرارة في علاج المفاصل استعداداً لتمارين الروماتيزم ولتمارين الاستطالة وتمارين تقوية العضلات. ثبت أن طرق التسخين السطحية والعميقة ترفع درجة الحرارة داخل المفصل لدى المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي وبالتالي التخفيف من الأعراض والآلام المفصلية. يمكن تطبيق الحرارة على المفصل بطرق عديدة منها الكمادات الساخنة والحمام الساخن.
كما يفيد تبريد المفصل في علاج التهاب المفصل الحاد حيث يؤدي ذلك إلى تقليل الألم والتخفيف من تشنج العضلات، وذلك يكون إما عن طريق أكياس الثلج أو البخاخات الموضعية.
أجهزة تقويم العظام والجبائر في علاج الروماتيزم
تلعب أجهزة تقويم العظام دوراً مهماً في إعادة تأهيل مرضى التهاب المفاصل الروماتيدي. تُستخدم هذه الأجهزة لتقليل الألم والالتهاب، وتحسين الوظيفة المفصلية، وتقليل التشوه وتصحيح سوء التوافق الحركي.
ما يقرب من 80٪ من المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيدي لديهم مشاكل عديدة في القدم. يمكن التغلب على هذه المشاكل بسهولة من خلال ارتداء حذاء جلدي عميق وواسع، كما يتم عادةً استخدام وسادة لمشط القدم لتخفيف الحمل عن مفاصل مشط القدم السلامية المؤلمة.
التدخل الجراحي في علاج الروماتيزم
يمكن أن يخفف العمل الجراحي من الألم ويصحح التشوه ويحسن من الأعراض عند مرضى التهاب المفاصل الروماتيدي. هناك العديد من الإجراءات الجراحية التي قد تستخدم لمثل هذه الحالات، حيث يقرر الطبيب نوع العمل الجراحي تبعاً لحالة المريض الخاصة مثل مراعاة عمر المريض ومرحلة المرض ومستوى التشوه الحاصل، ومن هذه العمليات نذكر:
- العمليات الليفية العضلية
- إعادة بناء المفصل
- دمج المفاصل
- استبدال المفاصل
كما أن تشوهات اليد أو الرسغ تؤدي إلى فقدان القدرة على القيام بالعديد من أنشطة الحياة اليومية، تشمل العلاجات الجراحية لالتهاب المفاصل الروماتويدي في اليد والمعصم خصوصاً ما يلي:
- استئصال الغشاء الزليلي
- استئصال غمد الوتر
- إعادة تنظيم الأوتار
- الجراحة الترميمية أو تقويم المفاصل
الحمية الغذائية في علاج الروماتيزم
أفادت الدراسات التي أجريت على المرضى المسلمين عن انخفاض ملحوظ في أعراض مرض التهاب المفاصل الروماتويدي عند الصيام خلال شهر رمضان (أي من شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر)، حيث تمت مقارنة درجات نشاط المرض التي تم تقييمها قبل 6 أشهر من بدء صيام رمضان والثانية بعد 7 أيام على الأقل من الصيام في 36 مريضًا مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وسجلوا انخفاضًا من 4.3 إلى 3.5 في درجة نشاط المرض، كما أظهرت دراسة لاحقة على 35 مريضًا أن الآثار الإيجابية للصيام يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 3 أشهر.
اتباع حمية غذائية تحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية يمكن أن تساعد في السيطرة على الالتهاب الذي يدمر الجسم، كما توفر العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك وتساعد في الحفاظ على وزن جسم صحي، وهذا أمر مهم لأن الوزن الزائد يزيد من الضغط على المفاصل وبالتالي المحافظة على الوزن الصحي تعني آلام أقل شدة، كما أن الوزن الزائد يمكن ان يجعل بعض أدوية التهاب المفاصل الروماتيدي أقل فعالية. ينصح بتناول الأطعمة التالية:
- سمك السلمون والتونة والسردين والرنجة وغيرها من الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي قد تساعد في السيطرة على الالتهاب.
- المكسرات مليئة بالدهون الصحية الأحادية غير المشبعة، وهي معروفة بخصائصها الوقائية للقلب وبعناصرها الغذائية المفيدة للجسم بصفة عامة.
- الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة، التي تساعد على استقرار الجزيئات التي تسمى الجذور الحرة والتي يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب وتلف الخلايا.
- الشوفان والقمح الكامل والأرز البني والحبوب الكاملة الأخرى قد تخفض من مستويات بروتين سي التفاعلي وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والتي ترتفع نسبة الإصابة بها لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
أحرز تشخيص وعلاج الروماتيزم تقدماً كبيراً في السنوات الماضية، مما حسّن من جودة الحياة عند الأشخاص المصابين بهذا المرض المزمن. يُعد التشخيص المبكر والدقيق أمراً بالغ الأهمية، الذي عادةً ما يتم تحقيقه من خلال مجموعة من الفحوصات السريرية والتحاليل المخبرية والدراسات التصويرية، مما يتيح ذلك بدء العلاج في الوقت المناسب، وهو أمر أساسي في الحد من تلف المفاصل والسيطرة على الأعراض مثل السيطرة على الالتهاب، وتخفيف الألم، والحفاظ على وظيفة المفاصل، وتعزيز رفاهية المريض بشكل عام.
كما أن الأبحاث المستمرة والمتقدمة والتي تدعم فهم الفيزيولوجيا المرضية لالتهاب المفاصل الروماتيدي سوف تقدم المزيد من العلاجات الخاصة بعلاج الروماتيزم في المستقبل. من خلال آليات وطرق متعددة، يمكن للمرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتيدي تحقيق فترات سكون أطول من المرض وممارسة حياتهم الطبيعية.
المصادر:
- Medscape
- Arthritis Foundation