يؤثر طول النظر على حوالي ربع السكان في العالم تقريباً، حيث يعتبر مشكلة بصرية واسعة الانتشار تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، وهو لا يسبب الانزعاج فقط، بل هو في الأساس خطأ في القوة الكاسرة للعين له آثار محتملة على الأداء اليومي ونوعية الحياة. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 4-14% من الأطفال يعانون من طول النظر وقد تصل هذه النسبة إلى 20-25% في البالغين فوق سن الأربعين.
يمكن أن يؤثر مد البصر على الأفراد من جميع الأعمار حيث من الممكن أن تكتشف في الطفولة، ولكنها تزداد مع زيادة التقدم السن بسبب تضاؤل قدرة العين على ضبط تركيزها مع مرور الوقت.
ما هو طول النظر؟
هو خطأ انكساري شائع يؤثر على الرؤية، إذ يتمكن المصاب من رؤية الأشياء البعيدة بوضوح بينما الأشياء القريبة قد يراها ضبابية.
تحدث هذه الحالة عندما يتركز الضوء الذي يدخل العين خلف الشبكية (وهي طبقة حساسة للضوء تقع في الجزء الخلفي لكرة العين) بدلاً من أن يتركز عليها.
عادةً ما يكون موجوداً منذ الولادة ولكن لا تتم ملاحظته، حيث من الممكن أن تتكيف العين لتعويض المشكلة عند الشباب ولكن مع التقدم في العمر لا تستطيع التكيف.
الفرق بين طول النظر وقصر النظر
يؤثر طول النظر وقصر النظر على القدرة على الرؤية بوضوح. إن الفرق بينهما هو ما إذا كنت تواجه صعوبة في الرؤية عن قرب أو عن بعد.
طول النظر يجعل من الصعب رؤية الأشياء القريبة لكن يتمكن المريض من رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، وعلى العكس من ذلك في قصر النظر إذ يكزن من الصعب رؤية الأشياء البعيدة ولكن يتمكن المريض من رؤية الأشياء القريبة بوضوح.
طول النظر عند الأطفال
يعد طول النظر الخفيف عند الأطفال أمراً شائعاً، حيث يعاني غالبية الأطفال منه لأن العين لم تتطور بشكل كامل، ومع ذلك فإن عيون معظم الأطفال قادرة على تصحيح الحالة الخفيفة منه حيث تمتلك عين الطفل قدرة على كسر الضوء الذي يدخل العين بطريقة تمكن من التركيز على شبكية العين، وبالتالي زيادة التركيز والقضاء على الرؤية الضبابية، ومع تقدم الأطفال في العمر، تطول أعينهم، وبالتالي يمكن أن يتحسن طول النظر من تلقاء نفسه.
طول النظر الشيخوخي
يعد طول النظر الشيخوخي جزءاً من الشيخوخة الطبيعية لذلك لا يعتبره الأطباء مرضاً. يحدث عندما تصبح عدسة العين أقل مرونة مع التقدم في السن، حيث يبدأ عموماً بالتطور في سن الأربعين ويزداد سوءاً حتى منتصف الستين.
يلاحظ المصاب أن القراءة أصبحت أصعب مما كانت عليه في السابق ويحتاج إلى إبقاء الكتاب أو الهاتف بعيد عنه مسافة ذراع ،وقد يشعر بالصداع عند القراءة أو بألم وإجهاد في العين.
قياسات طول النظر
يتم قياس درجة الاضطراب الانكساري، أو مقدار التصحيح المطلوب بما يسمى “الديوبتر”، كلما زادت درجة التصحيح المطلوبة زاد عدد الديوبتر. يشير رقم الديوبتر السلبي إلى قصر النظر، أما رقم الديوبتر الإيجابي فيشير إلى طول النظر. تُستخدم الديوبتر أيضاً كمقياس للابؤرية أيضاً.
يمكن اكتشاف طول النظر أثناء فحص العين، حيث يُعطى المقياس بزيادة تتراوح من الخفيف (أقل من +2.00 ديوبتر) إلى الشديد (أكثر من +6.00 ديوبتر)، بشكل عام فإن الحالة الأكثر شيوعاً هي من +2 إلى +6 ديوبتر، ولكنه يمتد أحياناً إلى +20,0 ديوبتر ولا تعتبر هذه الحالة شائعة ولكنها تكون خطيرة ومترافقة مع ضعف في الرؤية وحول.
أسباب طول النظر
تحدث الاضطرابات الانكسارية نتيجة التغير في شكل أو طول العين عن الطبيعي أو خلل في انحناء العدسة أو القرنية، في حالة طول النظر تكون كرة العين قصيرة جداً أو لا يوجد انحناء كافٍ في العدسة لتتمكن من التركيز على الأشياء بشكل صحيح، لذلك يتركز الضوء عند نقطة خلف الشبكية بدلاً من التركيز مباشرة على سطحها.
أعراض طول النظر
قد لا يلاحظ المصاب أي مشاكل في الرؤية، ولكن إذا عملت عضلات العين بجهد أكبر فقد تظهر بعض الأعراض مثل:
- رؤية ضبابية، خاصة عند النظر إلى الأشياء القريبة من العين
- الإحساس بإجهاد عند القراءة في الظلام
- رؤية مزدوجة أو صعوبة في القراءة
- التحديق عند القراءة
- ألم خفيف في العين
قد يعاني الأطفال من هذه الأعراض ولكنهم يفركون أعينهم كثيراً أو يبدون غير مهتمين بالقراءة.
الحول الناتج عن طول النظر
يعتبر الحول حالة لا تصطف فيها العينان مع بعضها البعض. بمعنى آخر، يتم توجيه عين واحدة في اتجاه مختلف عن العين الأخرى.
في الظروف العادية، تعمل العضلات الست التي تتحكم في حركة العين معاً وتوجه كلتا العينين في نفس الاتجاه. في حالة الحول، فإن هذه العضلات تعاني من مشاكل في التحكم في حركة العين ولا يمكنها الحفاظ على وضعية العين الطبيعية.
يمكن أن ينجم الحول في بعض الأحيان عن طول النظر غير المعالج في محاولة للتعويض عن التشويش الناجم عنه، قد يقوم الأفراد (خاصةً الأطفال) بتقريب أعينهم بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى الحول.
عندما يركز الشخص المصاب بطول النظر بشكل كبير على الأشياء القريبة، تعمل عيونه بجهد أكبر للحفاظ على رؤية واضحة، يمكن أن يؤدي هذا الجهد الإضافي إلى تحول العينين إلى الداخل (حول داخلي)، أو إلى الخارج (حول خارجي)، أو إلى الأعلى (حول علوي)، أو إلى الأسفل (حول تحتي)، اعتماداً على حالة الفرد والعضلات المعنية.
علاج طول النظر في تركيا
الهدف من العلاج هو المساعدة في تركيز الضوء على شبكية العين من خلال استخدام العدسات التصحيحية أو الجراحة الانكسارية.
العدسات التصحيحة
عند الشباب لا يكون العلاج ضرورياً دائماً لأن العدسات البلورية الموجودة داخل العين مرنة بدرجة كافية لتعويض الحالة. قد يحتاج المريض إلى عدسات طبية لتحسين الرؤية القريبة وذلك اعتماداً على الدرجة، ويحدث هذا بشكل خاص مع التقدم في العمر عندما تصبح عدسة العين أقل مرونة.
يعالج ارتداء العدسات الطبية عن طريق مقاومة قلة انحناء القرنية أو صغر حجم أو طول العين. تشمل أنواع العدسات الطبية ما يلي:
- النظارة الطبية
- العدسات اللاصقة
الجراحة الانكسارية
على الرغم من أن معظم العمليات الجراحية الانكسارية تستخدم لعلاج قصر النظر، إلا أنه يمكن استخدامها أيضاً لعلاج طول النظر الخفيف إلى المتوسط. تعمل هذه العلاجات الجراحية على تصحيح المشكلة عن طريق إعادة تشكيل انحناء القرنية وذلك من خلال تصحيح النظر بالليزر. تشمل طرق الجراحة الانكسارية ما يلي:
تصحيح تحدب القرنية الموضعي بمساعدة الليزر (LASIK)
من خلال هذا الإجراء، يقوم جراح العيون بعمل شريحة مفصلية رفيعة في القرنية ثم يستخدم الليزر لضبط منحنيات القرنية التي تصحح طول النظر. عادةً ما يكون التعافي من عملية الليزك أسرع ويسبب إزعاجاً أقل من جراحات القرنية الأخرى.
عادة ما تتم جراحة الليزك خلال 30 دقيقة أو أقل. يستلقي المريض أثناء الإجراء على ظهره على كرسي مخصص، وقد يتم إعطاء دواء للمساعدة على الاسترخاء.
بعد وضع قطرات من مادة مخدرة في العين، يستخدم الطبيب أداة لإبقاء الجفون مفتوحة. يتم وضع حلقة شفط على العين مباشرة قبل قطع سديلة من القرنية. قد يسبب ذلك شعوراً بالضغط على العين ومن الممكن أن تضعف الرؤية.
يستخدم جراح العيون شفرة صغيرة أو الليزر لقطع سديلة صغيرة من مقدمة العين. يتيح طي السديلة للخلف الوصول إلى جزء القرنية لإعادة تشكيله بالليزر.
يقوم جراح العيون بإعادة تشكيل أجزاء من القرنية باستخدام الليزر المبرمج، حيث مع كل نبضة من شعاع الليزر تتم إزالة كمية صغيرة من أنسجة القرنية، وبعد إعادة تشكيل القرنية يعيد الجراح السديلة إلى مكانها، وعادة ما تشفى السديلة بدون غرز.
أثناء الجراحة، سيُطلب من المريض التركيز على نقطة ضوء. يساعد التحديق في هذا الضوء على إبقاء العين ثابتة بينما يعيد الليزر تشكيل القرنية، وإذا كان المريض بحاجة إلى إجراء عملية الليزك في كلتا العينين فسيقوم الأطباء عموماً بإجراء العملية في نفس اليوم.
استئصال القرنية تحت الظهارة بمساعدة الليزر (LASEK)
هو إجراء يتم فيه تصحيح القرنية تحت الظهارة بالليزر، والذي يسلط الضوء على مكان تقديم العلاج مباشرة تحت ظهارة القرنية.
يتم استخدام ليزرين في عملية الليزك، أحدهما لإنشاء السديلة والآخر لإعادة تشكيل القرنية، بينما في هذه العملية فلا نحتاج إلا إلى ليزر واحد.
أثناء هذه العملية لا يتم إنشاء أي سديلة، وبدلاً من ذلك تتم إزالة الظهارة (الطبقة الخارجية من القرنية) مؤقتاً باستخدام الكحول وشريحة رقيقة جداً، حيث يساعد الكحول على إذابة الخلايا الظهارية.
يتم بعد ذلك وضع الشريحة وتنزلق فوق القرنية لتحريك الخلايا إلى الجانب، وهذا يتيح للجراح الوصول إلى أنسجة القرنية العميقة لإعادة تشكيل القرنية بشكل دائم. بعد ذلك يتم تطبيق ليزر الإكسيمر على القرنية لاستئصال الأنسجة وفقاً للحسابات الدقيقة التي تم تحديدها لتكون مناسبة لتصحيح الخطأ الانكساري للمريض.
تنزلق الظهارة مرة أخرى فوق القرنية لحمايتها أثناء عملية الشفاء. نظراً لأن هذه الطبقة عبارة عن طبقة واحدة فقط سميكة، يتم أيضاً استخدام عدسة لاصقة كضمادة للمساعدة في حماية القرنية وشفاؤها.
قد يكون هذا الإجراء مفيداً لأولئك الذين يمارسون الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي نظراً لأنهم أكثر عرضة لخطر خلع السديلة.
كشط القرنية بالليزر (PRK)
يشبه هذا الإجراء عملية (LASEK)، باستثناء أن الجراح يزيل الظهارة بالكامل، ثم يستخدم الليزر لإعادة تشكيل القرنية. لا يتم استبدال الظهارة، ولكنها ستنمو مرة أخرى بشكل طبيعي، لتتوافق مع الشكل الجديد للقرنية.
علاج طول النظر عند الأطفال
قد لا يحتاج طول النظر في الحالات الخفيفة إلى علاج عند الأطفال، حيث يمكن لأعينهم في كثير من الأحيان التكيف للتعويض عن المشكلة. لكن النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة يمكن أن تساعد إذا كانت حالة الطفل ليست خفيفة، ومن النادر أن تكون الجراحة خياراً في بعض الحالات.
علاج طول النظر بعد الأربعين
إن أغلب أعراض طول النظر تظهر بعد سن الأربعين ،حيث تصبح عدسة العين أقل مرونةً بعد التقدم في العمر وهذا يستدعي العلاج، ويتضمن العلاج نفس العلاجات السابقة سواءاً كان بالعدسات التصحيحة أو بعمليات الجراحة الانكسارية مثل (LASIK, LASEK, PRK)
تكلفة علاج طول النظر في تركيا
تختلف تكلفة العلاج حسب عدة عوامل منها حالة المريض والقدرة المادية له ،حيث يمكن العلاج بالعدسات التصحيحة سواءاً بالعدسات اللاصقة أو بالنظارات الطبية ويعتبر هذا العلاج رخيص نسبياً، ولكن لا يعتبر علاج نهائي لطول النظر.
بالنسبة للعلاج الجراحي فيوجد عدة خيارات منها LASIK وLASEK وPRK حيث تتراوح تكلفة هذه الإجراءات الجراحية من 500 – 1500 دولار أمريكي، ويقدم مركز بيمارستان الطبي أحدث الطرق العلاجية بأيدي أمهر الجراحين في تركيا، كما نقدم استشارة مجانية عبر موقعنا لذلك لا تتردد في السؤال عن حالتك.
من الضروري لأي شخص يعاني من أعراض طول النظر أن يطلب فحصاً شاملاً للعين، ومن خلال التشخيص الصحيح والتدخل في الوقت المناسب، يمكن تقليل تأثير طول النظر إلى حد كبير مما يعزز وضوح الرؤية ونوعية الحياة بشكل عام، ويقدم مركز بيمارستان الطبي استشارة مجانية لذلك لا تترد في التواصل معنا لاختيار العلاج الأنسب لك.
المصادر: