يُعد استئصال الخشاء من الإجراءات الجراحية الهامة في علاج مضاعفات التهاب الأذن المزمن، حيث يلعب دورًا حيويًا في الوقاية من المشكلات الصحية الخطيرة والحفاظ على السمع ووظائف الأذن. هذا الإجراء يحظى بأهمية خاصة في الدول التي تشهد انتشارًا نسبيًا لحالات التهاب الأذن الوسطى المزمن، ويُعتبر شائعًا بين المرضى الذين يعانون من العدوى المستمرة أو المضاعفات الناتجة عنها.
تركيا، بفضل خبرتها الطبية المتقدمة والمستشفيات المجهزة بأحدث التقنيات، أصبحت وجهة مميزة للمرضى المحليين والدوليين الباحثين عن علاج آمن وفعّال لاستئصال الخشاء، ما يعكس مدى الاهتمام الكبير بهذا الإجراء في تحسين جودة الحياة وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالأذن.
ما هو عظم الخشاء؟
عظمة الخشاء mastoid (النتوء الحلمي) هي جزء من عظم الصدغ الموجود في الجمجمة و تقع خلف الأذن مباشرةً. وهو متصل بالأذن من خلال الجزء الأوسط (الأذن الوسطى) الذي يحده الطبلة ويحتوي على عظيمات السمع (المطرقة والسندان و الركاب) . يوجد في عظم الخشاء خلايا هوائية التي نمت تدريجياً منذ الولادة ولهذه الخلايا دور في تهوية الأذن .

ما هي عملية استئصال الخشاء؟
تسمى عملية إزالة الخشاء أيضًا باسم قطع عظمة الخشاء أو رأب الطبلة بالطريقة المشتركة (CAT)، أو استئصال عظمة الخشاء الجذري المعدل، وهذه مجرد طرق مختلفة لها نفس الأهداف.
استئصال الخشاء أو استئصال النتوء الحلمي، هو عملية جراحية تُجرى لإزالة خلايا الخشاء. قد تصبح جراحة استئصال الخشاء ضرورية عندما يمتد التهاب الأذن الوسطى إلى عظم الخشاء.
من أكثر الحالات شيوعًا التي تستدعي هذه العملية هو الجيب الجلدي، الذي ينمو من الأذن الخارجية إلى الأذن الوسطى، والمعروف باسم الورم الصفراوي. يسبب هذا الجيب التهاب الأذن مع إفرازات وضعف القدرة السمعية، وينمو ببطء عادةً على مدى سنوات عديدة، ما يؤدي إلى تآكل تدريجي للبنى العظمية المحيطة به. هذا التآكل قد يؤدي في النهاية إلى فقدان السمع، ويُعد استئصال الخشاء أفضل علاج لهذه الحالة.
لمن تجرى عملية استئصال الخشاء؟
تُجرى عملية استئصال الخشاء في الحالات التي ينتشر فيها التهاب الأذن الوسطى المزمن أو العدوى إلى عظم الخشاء، مما قد يسبب ألم وتورم وإحمرار خلف الأذن. إذا لم يُعالج الوضع بسرعة، قد يؤدي ذلك إلى تدمير آليات السمع والتوازن، وقد يسبب مضاعفات خطيرة مثل شلل الوجه أو التهاب الدماغ. من أكثر الحالات شيوعاً التي تستدعي هذه العملية ما يلي:
- الورم الكوليسترولي (Cholesteatoma):
- مجموعة من خلايا الجلد الميتة التي تنمو مثل كيس من الطبلة إلى الأذن الوسطى وعظم الخشاء
- على مدى سنوات، يسبب التهابات متكررة في الأذن وقد يؤدي إلى تآكل الهياكل المحيطة
- تأثر العظام الصغيرة في الأذن الوسطى:
- مثل المطرقة والسندان والركاب، والتي تنقل الصوت
- تأثر العظام المحيطة بالأذن الداخلية والعصب الوجهي:
- تآكل الغطاء العظمي للأذن الداخلية والعظام التي تحمي العصب الوجهي وعظام صخرة الأذن التي تفصل بين الأذن والدماغ
- أعراض أولية:
- ضعف السمع المتدرج
- إفرازات أذن لا تتحسن بالمضادات الحيوية الموضعية أو الفموية
بسبب هذه المضاعفات، يُعد استئصال الخشاء العلاج الأمثل للورم الكوليسترولي والحالات المماثلة، حيث يهدف إلى إزالة الخلايا المصابة ومنع تدهور السمع والمضاعفات الخطيرة.

أحياناً يتم إجراؤها لتكون جزء من عمليات أخرى مثل عملية زراعة القوقعة.
كيف يتم تحضير المريض لإجراء العملية؟
في المقام الأول، سيقوم الدكتور بفحص شامل للجسم خصوصاً الأنف والأذن والحنجرة سيتم فحص الجيوب الأنفية و اللوزتين.ثم سيفحص الطبيب الأذن باستخدام المنظار. يمكن استخدام المجهر لفحص لأذن بشكل أكثر شمولاً ويمكن أن يصاحب ذلك شفط شمع الأذن للحصول على رؤية أفضل. ويعتبر ذلك إجراء آمن جدًا ولكنه قد يسبب أحيانًا انزعاجًا خفيفًا ودوار. بالإضافة إلى أنه سيتم إجراء تخطيط سمعي للتحقق من مستويات السمع لديك. وقد يطلب الاستشاري الخاص بك إجراء فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
سيوفر شفط الأذن والعلاج بأدوية الإلتهاب راحة مؤقتة من المرض. ولكن الطريقة الوحيدة الآمنة والفعالة للعلاج و لإزالة الورم الكوليسترولي هي إزالته بعملية جراحية.
ماهي أنواع استئصال الخشاء؟
تُعرف جراحات إزالة الخشاء أيضًا باسم رأب الطبلة بالطريقة المشتركة (CAT). هناك أشكال مختلفة للعملية غالبًا ما تكون مصممة وفقًا لحجم الكوليستاتوما. يوجد عدة طرق ومناهج مختلفة لإجراء جراحة استئصال الخشاء:
- الاستئصال البسيط: يقوم الطبيب بهذا الإجراء باستئصال الخلايا الهوائية المصابة.
- الاستئصال جذري: يقوم الطبيب في إزالة خلايا الخشاء الهوائية وطبلة الأذن ومعظم هياكل الأذن الوسطى .
- جراحة الاستئصال جذري معدل: استئصال الخلايا المصابة في الخشاء مع أجزاء قليلة من بنى الاذن المتوسطى.
- استئصال الخشاء أسفل جدار القناة: يتم استئصال الجدار السفلي والعلوي للقناة و رأب الصماخ وتبقى طبلة الأذن مكانها.
- استئصال الخشاء أعلى جدار القناة: يتم ترك الجدار العلوي والسفلي.
- عملية استئصال الخشاء القشري: استئصال خلايا الخشاء فقط دون التأثير على الأذن الوسطى.
لذا يجب أن تناقش مع جراحك منهجه المفضل في إجراء جراحة استئصال الخشاء وماذا تتطلب حالتك.
ماهي خطوات جراحة استئصال الخشاء؟
بعد الفحص السريري والشامل، سيطلب جراح الأنف والأذن والحنجرة إجراء اختبار سمعي (تخطيط سمعي) وفحص بالأشعة المقطعية للعظم الصدغي والخشاء قبل الشروع في جراحة استئصال الخشاء. غالبا يتم إجراء عملية استئصال الخشاء (إزالة النتوء الحلمي) تحت تأثير التخدير العام وتستغرق ما بين 1 و4 ساعات.
تتضمن جراحة استئصال عظمة الخشاء إجراء شق فوق أو خلف الأذن. قد يقوم بعض الجراحين باستئصال الخشاء من خلال مجرى السمع بمساعدة منظار يسمى المنظار الداخلي (عالي الدقة ) ومجهر جراحي تحت التكبير العالي خاصة إذا كان الورم محدودًا . أو يتم فتح عظم الخشاء بمثقاب عالي السرعة لإزالة العظم الصدغي للوصول إلى الورم. وقد يتم استخدام تقنيات أخرى مدموجة مع المنظار والليزر في جراحة استئصال الخشاء.
في نهاية العملية، سيتم وضع عبوة في الأذن لتتجمع فيها المفرزات أثناء فترة التعافي، يمكن ترك العبوة لمدة تصل إلى 3 أسابيع قبل إزالتها في العيادة. وقد يستخدم بعض الجراحين حشوة قابلة للامتصاص التي لا تحتاج للإزالة. أما بالنسبة للغرز فيمكن إزالتها بعد 7 إلى 10 أيام في العيادة من قبل الطبيب. بعد استئصال الخشاء (إزالة النتوء الحلمي) أيضا قد يكون هناك ضمادة على الرأس لمدة تصل إلى 24 ساعة.

ما هي بدائل جراحة استئصال الخشاء؟
قد لا تكون جراحة استئصال الخشاء الخيار الأمثل لبعض المرضى، ويُحدد ذلك بالتشاور مع الجراح المتخصص. في بعض الحالات، يمكن التحكم في الالتهاب بشكل مؤقت من خلال:
- تنظيف الأذن بانتظام باستخدام الشفط في العيادة
- استخدام قطرات مضادة للالتهاب بشكل متقطع
هذه الإجراءات قد تساعد في الحد من أعراض الالتهاب، لكنها لا تعالج الورم الصفراوي نهائيًا. ويستمر خطر حدوث مضاعفات خطيرة، وإن كانت نادرة، مثل:
- التهاب السحايا أو خراج المخ
- ضعف أعصاب الوجه أو شلل جزئي
- الدوار وفقدان السمع التام
كما أن بعض الأشخاص الذين تعتمد أعمالهم على سلامة الطبلية أو حاسة السمع (مثل العسكريين أو الطيارين أو الطهاة المحترفين) قد تواجههم صعوبات بعد الجراحة، لذا من المهم مناقشة كل هذه الأمور مع الجراح قبل اتخاذ القرار بشأن إجراء العملية.
ما هي مضاعفات جراحة الخشاء mastoidectomy ؟
هنالك العديد من مضاعفات جراحة الخشاء وهذه قائمة بأهمها:
- اضطراب التذوق: من الشائع جدًا الشعور باضطراب في التذوق بعد استئصال الخشاء. وذلك لأن عصب التذوق تقع بالقرب من الطبلة وقد يصابفي حالات نادرة أثناء عملية استئصال الخشاء. يحدث هذا الطعم في نفس الجانب الذي خضع للعملية الجراحية .عادة يكون مؤقتًا ولكن يمكن أن يكون دائمًا في بعض الأحيان.
- ضعف في أعصاب الوجه: في بعض الأحيان يتورم العصب بعد عملية استئصال الخشاء ولكن هذا مؤقت وستتعافى حركة الوجه بعد ذلك. ولكن في حالة تلف العصب، قد يكون هناك ضعف دائم في الوجه.
- رد فعل تحسسي: رد فعل تحسسي اتجاه الأدوية الموجود في ضمادات الأذن. إذا شعرالمريض بالحكة أو التورم بالأذن فعليه طلب المشورة من الجراح. تحتوي ضمادات الأذن على أدوية تمنع العدوى.
- النكس بعد استئصال الخشاء: النكس شائع جدا. حيث يكون الخطر أكبر مع وجود ورم كوليستري منتشر وقد يكون مرتبطًا بالتقنية الجراحية التي يستخدمها الجراح.
- فقدان السمع بعد استئصال الخشاء: يعاني معظم المرضى من درجة من فقدان السمع قبل العملية. في حال تسبب الالتهاب في تآكل الأذن الداخلية (القوقعة) أو تآكل نظام التوازن لديك، فهناك خطر أكبر للإصابة بفقدان السمع الكلي والدائم.
- الدوار: ببعض الحالات يكون مؤقتًا ولكن يمكن أن يستمر لفترة أطول إذا كان المرض قد أضر بعضو التوازن.
- طنين الاذن: قد تسمع بالفعل ضجيج قبل عملية استئصال الخشاء، بحالات نادرة قد يسوء بعد عملية استئصال الخشاء. وقد تستمر بشكل دائم.
ماذا بعد جراحة استئصال الخشاء؟
الألم بعد جراحة استئصال (قطع) الخشاء شائع لذلك يتم وصف مسكنات ألم سواءً بالمشفى أو عند العودة للمنزل. غالبًا ما يستمر هذا الانزعاج لمدة تصل إلى أسبوعين. سيكون لديك ضمادات في أذنك وعادة ما تترك في الأذن لمدة تصل إلى 3 أسابيع بعد عملية استئصال الخُـشَّاء . يمكنك أن تتوقع القليل من بقع الدم الناتج عن الجرح.
تزال الغرز بعد 7 إلى 14 أيام من الجراحة. ومن المهم أن تحافظ على جفاف الأذن خلال هذه الفترة، سيعطيك طبيبك بعد جراحة استئصال الخشاء قائمة ممنوعات عليك الالتزام بها.
إذا كانت لديك أي مخاوف من جراحه استئصال الخُـشَّاء ، اتصل بنا وسنحولك لأفضل أطباء الأنف والأذن والحنجرة .
كم من الوقت سأبقى في المستشفى بعد إجراء استئصال الخشاء ؟
أحيانًا يمكن العودة إلى المنزل في نفس اليوم ولكن كن مستعداً لاحتمالية المبيت في المشفى. فإذا كان هناك مخاطر بعد جراحة استئصال (قطع) الخشاء، فقد تحتاج إلى البقاء في المستشفى لفترة أطول.
مدى سرعة التعافي يعتمد على نوع عملية استئصال الخشاء الخاصة بك. قد تتمكن من العودة إلى حياتك الطبيعية بعد أسبوعين، ولكن سيتعين عليك إبعاد الماء عن مكان شق الجرَاح والأذن. يتعافى معظم الناس تمامًا بعد 6 إلى 8 أسابيع.
عادةً ما يتم تحديد موعد للمرضى بعد عملية استئصال الخشاء ببضعة أسابيع. قد تحتاج رعاية طويلة الأمد للأذن بعد استئصال الخشاء.
أخيراً، يُعد استئصال الخشاء إجراءً جراحيًا مهمًا لعلاج مضاعفات التهاب الأذن المزمن والورم الكوليسترولي، حيث يهدف إلى إزالة الأنسجة المصابة والحفاظ على وظيفة السمع وتقليل المخاطر الصحية المحتملة. وعلى الرغم من وجود بدائل غير جراحية في بعض الحالات، فإن الجراحة تبقى الحل الأمثل للوقاية من المضاعفات الخطيرة مثل تآكل العظام أو ضعف أعصاب الوجه. يمكن للمرضى الاستفادة من الخبرة الطبية عبر التواصل مع مركز بيمارستان الطبي، الذي يقدم خدمات متكاملة تشمل التشخيص الدقيق، التخطيط للعلاج المناسب، والمتابعة بعد العملية لضمان أفضل النتائج وتحسين جودة الحياة.
المصادر:
- Phillips, N. (2017, June 7). Mastoidectomy: Procedure, complications, and outlook. Healthline
- MedlinePlus. (2024, September 30). Mastoidectomy. U.S. National Library of Medicine
- Kennedy, K. L., & Lin, J. W. (2023, May 29). Mastoidectomy