الناسور الشرجي هو حالة صحية شائعة تسبب الكثير من الإزعاج للمرضى، حيث تتشكل قناة غير طبيعية بين فتحة الشرج والجلد المحيط بها. على الرغم من أن هذه الحالة قد تؤثر على أي شخص إلا أن أعراضها تتفاوت من خفيفة إلى شديدة وقد تتطلب علاجاً دقيقاً. يتطلب التعامل مع أسباب الناسور الشرجي فهماً جيداً لأنواعها المختلفة وكيفية علاجها بشكل مناسب لتجنب المضاعفات. يعتبر التشخيص المبكر والخطة العلاجية الفعّالة من أهم الخطوات لضمان عودة المريض لحياة طبيعية خالية من الألم.
ما هو الناسور الشرجي
الناسور الشرجي هو نفق غير طبيعي يتطور بين فتحة الشرج والجلد المحيط بها ويُعرف أحياناً باسم الناسور حول الشرج (Perianal Fistula). عادةً ما يتشكل في الجزء العلوي من فتحة الشرج حيث توجد الغدد الشرجية. عند إصابة هذه الغدد بالخراج فإن تسرب القيح الخارج من الخراج قد يسبب تشكل قناة صغيرة بين الشرج والجلد هي الناسور.
تتسبب هذه الحالة في أعراض غير مريحة مثل الشعور بالألم وتهيج الجلد. عادةً لا تتحسن من تلقاء نفسها ولا تندمل بدون تدخل طبي، يُوصى بالجراحة في معظم الحالات لعلاج الناسور الشرجي بشكل فعال.
أنواع الناسور الشرجي
- الناسور تحت المخاطي: هو مسار سطحي داخل القناة الشرجية لا يتضمن أي عضلة مصرة.
- الناسور بين العضلة العاصرة: يبدأ هذا النوع داخل القناة الشرجية ويخترق العضلة العاصرة الداخلية ويمر بين العضلات العاصرة الداخلية والخارجية ليصل إلى فتحة في الجلد بالقرب من فتحة الشرج.
- الناسور عبر العضلة العاصرة: يتكون من أنفاق تعبر كل من العضلات العاصرة الداخلية والخارجية وصولاً إلى الفتحة الخارجية في الجلد حول الشرج.
- الناسور فوق العضلة العاصرة: يتتبع هذا الناسور بين العضلة العاصرة الداخلية والخارجية ثم يهاجر فوق الجزء العلوي من العضلة المستقيمية العانية ليعود إلى فتحة في الجلد حول الشرج. قد يمتد هذا النوع ليأخذ شكل حرف U حول فتحة الشرج مع فتحات خارجية على جانبيها.
- الناسور خارج العضلة العاصرة: هو نادر الحدوث ويحدث عندما ينتقل من المستقيم أو القولون السيني عبر عضلات الرافعة للشرج ومحيطاً بعضلات العاصرة بالكامل ليصل إلى فتحة في الجلد حول الشرج. قد يحدث هذا النوع نتيجة عدوى داخل البطن مثل التهاب الرتج أو داء كرون.

ما هو الفرق بين الناسور الشرجي والباسور الشرجي
عندما يتعلق الأمر بالاضطرابات التي تؤثر على منطقة الشرج، قد يواجه بعض المرضى صعوبة في التفريق بين الحالات المختلفة مثل البواسير والناسور الشرجي.
تختلف أسباب الناسور الشرجي عن الباسور في أن النفق غير الطبيعي الذي يتشكل بين القناة الشرجية والجلد المحيط بالشرج غالباً ما يحدث هذا عندما تصاب الغدة الشرجية وتنسد، ما يؤدي إلى تكون خراج قد يتم تصريفه إما تلقائياً أو عن طريق تدخل جراحي. الأعراض المميزة للناسور الشرجي تشمل: الألم أثناء حركات الأمعاء والتورم حول فتحة الشرج والإفرازات ذات الرائحة الكريهة أو الدموية بالإضافة إلى تهيج الجلد حول المنطقة.
أما البواسير فهي أوردة منتفخة في منطقة الشرج أو المستقيم السفلي بسبب عوامل مثل السمنة أو الحمل أو الإجهاد أثناء التبرز. يمكن أن تكون البواسير داخلية أو خارجية وتختلف في شدتها. الأعراض الشائعة للبواسير تشمل نزيف غير مؤلم أثناء التبرز الألم أثناء التبرز الحكة أو التهيج وانتفاخ الأوردة حول فتحة الشرج.
من خلال فهم أسباب الناسور الشرجي وأعراضه، يمكن للمرضى أن يتعرفوا على الأعراض التي يعانون منها ويختاروا العلاج الأنسب لحالتهم.

أسباب الناسور الشرجي
تتعدد أسباب الناسور الشرجي وهي تتراوح بين الإصابة المباشرة في المنطقة الشرجية إلى التسبب بأمراض مزمنة. يعد انسداد الغدد الشرجية أحد أهم أسباب الناسور الشرجي، حيث يؤدي إلى تكون خراج في هذه المنطقة والذي يمكن أن يتطور لاحقاً إلى ناسور. من أهم أسباب الناسور الشرجي ما يلي:
- انسداد الغدد الشرجية: يؤدي إلى تكوّن خراج يمكن أن يتطور إلى ناسور.
- داء كرون والداء المعوي الالتهابي: تساهم هذه الأمراض في التهاب الأنسجة في الجهاز الهضمي مما يزيد من احتمالية حدوث الناسور.
- الإشعاع: عند معالجة سرطان الشرج باستخدام الإشعة.
- الرضوض والإصابات: الإصابات المباشرة في منطقة الشرج أو الجراحة السابقة يمكن أن تكون سبباً في تكوّن الناسور.
- الأمراض المنقولة جنسياً: قد تتسبب العدوى المنقولة جنسياً في حدوث الناسور الشرجي.
- مرض السل: قد يؤدي مرض السل إلى تكوّن ناسور في منطقة الشرج.
- التهاب الرتوج: بسبب أكياس صغيرة تتشكل في الأمعاء تؤدي إلى التهاب مما قد يسبب الناسور.
- التهاب الغدد العرقية القيحي: حالة جلدية تؤدي إلى الخراجات والندبات ويمكن أن تحدث في منطقة الشرج أيضاً.

أعراض الناسور الشرجي
الناسور الشرجي هو حالة مرضية تسبب تكوّن فتحة غير طبيعية بين فتحة الشرج والمستقيم نتيجة لالتهاب غدد الشرج، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة تؤثر على حياة المريض اليومية. يعتبر التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع أمراً حيوياً لتخفيف الأعراض والوقاية من المضاعفات. تشمل أعراض الناسور الشرجي ما يلي:
- الألم المستمر: يشعر المريض بألم نابض في منطقة الشرج ويزداد هذا الألم عند الجلوس أو التبرز أو السعال.
- التورم والاحمرار: يحدث تورم واحمرار حول فتحة الشرج نتيجة للالتهاب أو الخراج.
- الإفرازات الكريهة: إفرازات ذات رائحة كريهة من فتحة الشرج قد تكون قيحاً أو دماً.
- الخراجات المتكررة: قد تتكون خراجات مؤلمة في منطقة الشرج مما يزيد من التورم والألم.
- التهيج والحكة: تهيج الجلد حول الشرج مع حكة مزعجة نتيجة لإفرازات الناسور.
- الحمى: في حال حدوث عدوى قد يصاب المريض بحمى وقشعريرة.
- صعوبة في التحكم بحركات الأمعاء: في بعض الحالات قد يواجه المريض صعوبة في التحكم في البراز (سلس الأمعاء).
- التغيرات في عادات الخروج: قد يعاني المريض من إمساك أو إسهال نتيجة تأثير الناسور على الأمعاء.
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض فمن المهم استشارة الطبيب المختص، حيث يمكن أن تساعد الفحوصات السريرية مثل الفحص البدني والموجات فوق الصوتية في تأكيد التشخيص.
الوقاية من الناسور الشرجي
الوقاية من الناسور الشرجي تتطلب بعض التغييرات في نمط الحياة التي تساعد في تقليل المخاطر وتعزيز الصحة العامة. على الرغم من أنه لا يمكن منع جميع حالات الناسور الشرجي، إلا أن اتباع هذه التوصيات قد يكون له دور كبير في الوقاية.
من أهم الإجراءات المتبعة تناول نظام غذائي صحي غني بالألياف، مما يساعد في الحفاظ على عمل الجهاز الهضمي بشكل جيد ويسهل حركات الأمعاء، كما أنه من الضروري الحفاظ على منطقة الشرج نظيفة وجافة والاهتمام بالنظافة بعد حركات الأمعاء لتجنب الالتهابات والتهيج.
تعتبر عادات الأمعاء الصحية جزءًا أساسياً في الوقاية مثل تجنب الإجهاد والجلوس لفترات طويلة على المرحاض أثناء التبرز، بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام لها دور أيضاً في تعزيز الصحة العامة وتحفيز الدورة الدموية مما يدعم الشفاء والوقاية من الإنتان والناسور.
من المهم أيضاً شرب كميات كبيرة من الماء طوال اليوم، حيث يساعد ذلك في الحفاظ على تبرّز منتظم ويقلل من احتمالية الإمساك الذي قد يساهم في تفاقم الحالة.
يمكن أن يكون الألم الشديد في منطقة الشرج مرهق جسدياً ونفسياً، لذلك فإن أمراض الشرج والمستقيم تستحق نفس الاهتمام مثل أي مرض آخر. يحتاج الناسور الشرجي إلى العلاج وكلما أسرعت في علاج الناسور الشرجي، كلما كان العلاج أسهل.
إذا كنت تعاني من أي أعراض قد تدل على الإصابة بالناسور الشرجي، أو كنت ترغب في معرفة أسباب الناسور الشرجي وطرق علاجه، فننصحك بالتواصل مع أخصائيي مركز بيمارستان الطبي في تركيا. سيقوم فريقنا من الأطباء المتخصصين بتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب لك باستخدام أحدث الطرق الطبية. لا تتردد في حجز استشارتك معنا الآن للحصول على العناية التي تستحقها.
المصادر: