يُعد كسر الأنف من أكثر إصابات الوجه شيوعًا، وذلك بسبب موقع الأنف البارز في منتصف الوجه، مما يجعله عرضة للصدمات المباشرة في حالات السقوط، وحوادث السير، والاعتداءات الجسدية، وكذلك أثناء ممارسة الرياضات العنيفة. ويحدث هذا الكسر نتيجة شرخ أو تهشم في العظام أو الغضاريف الأنفية، وقد يترافق أحيانًا مع انحراف الحاجز الأنفي، مما يسبب مشكلات تنفسية وتشوهًا في المظهر الخارجي. حيث قد يؤدي عدم العلاج إلى مضاعفات، ويتراوح العلاج من استخدام الثلج لعلاج التورم إلى الجراحة لإصلاح التشوهات إن وجدت.
تتفاوت شدة الإصابة بين كسور بسيطة تقتصر على التورم والنزيف، وكسور أكثر تعقيدًا قد تؤدي إلى انحراف الأنف أو انسداد إحدى فتحتيه. وغالبًا ما تشمل الأعراض ألمًا حادًا، تورمًا موضعيًا، نزيفًا أنفيًا، وكدمات حول العينين. ونظرًا لأن إهمال علاج كسر الأنف قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة سواء على الصعيدين الوظيفي أو الجمالي، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يُعدّان أمرين بالغَي الأهمية.
في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز أسباب كسر الأنف، العلامات والأعراض المرتبطة به، طرق التشخيص المتبعة، بالإضافة إلى استعراض مفصّل لخيارَت العلاج المتوفرة، بدءًا من التدابير المنزلية البسيطة وحتى الإجراءات الجراحية المتخصصة.
متى يتم علاج كسر الأنف؟
عند التعرّض لإصابة مباشرة في الأنف، فإن ظهور مجموعة من الأعراض قد يُشير إلى وجود كسر أنفي، وهي حالة تتطلّب التدخّل الطبي الفوري، خاصة إذا ترافقت مع علامات خطرة تنذر بمضاعفات جسيمة. من أبرز هذه الأعراض استمرار الألم في الأنف لأكثر من ثلاثة أيام، وهو ما يدل على إصابة واضحة في البنية العظمية أو الغضروفية للأنف. كذلك، سماع صوت فرقعة عند لمس الأنف يشير إلى وجود تحرّك في الأجزاء العظمية المكسورة، ما يستدعي الفحص الشعاعي العاجل.
يُعدّ تورم الأنف والمنطقة المحيطة به، وظهور كدمات حول الأنف أو تحت العينين (علامة الراكون)، من العلامات السريرية الشائعة لكسر الأنف. كما أن انسداد مجرى الهواء الأنفي وصعوبة التنفس من خلال الأنف قد ينتج عن انحراف الحاجز الأنفي أو تشكّل ورم دموي داخل التجويف الأنفي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل العدوى أو نخر الغضروف.

أما نزيف الأنف المستمر (الرعاف)، فيثير القلق عند استمراره لأكثر من 15 دقيقة، حيث قد يدل على تضرر الأوعية الدموية داخل التجويف الأنفي أو تكوّن ورم دموي في الحاجز الأنفي، والذي يظهر ككتلة شبيهة بحبة العنب داخل فتحة الأنف، ويجب تصريفه فوراً لتفادي تآكل الحاجز الأنفي أو حدوث خراجات.

من العلامات الأخطر التي توجب طلب العناية الطبية العاجلة خروج سائل مائي شفاف من الأنف، وهو ما قد يشير إلى تسرب السائل الدماغي الشوكي (CSF) نتيجة كسر في قاعدة الجمجمة. هذه الحالة تنطوي على خطر بالغ يتمثل في إمكانية انتقال البكتيريا إلى داخل الدماغ، مما قد يسبب التهاب السحايا، وهي حالة مهددة للحياة.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك مؤشرات تُنذر بوجود إصابة عميقة تتعدى الكسر البسيط في الأنف، مثل:
- إصابات الرأس أو الرقبة المصاحبة لألم شديد، تقيؤ، أو فقدان الوعي.
- تغير شكل الأنف بشكل واضح بدون وجود تورم كبير، مثل انحرافه عن خط الوسط أو التوائه.
- تفاقم صعوبة التنفس مع مرور الوقت، ما يدل على احتمال تفاقم انحراف الحاجز الأنفي أو تطور انسداد ميكانيكي داخلي.
وفي الحالات الأقل شدة، قد يُخفي التورم الحاصل مباشرة بعد الإصابة وجود كسر خفيف أو انحراف طفيف في الحاجز الأنفي، لذلك يُنصح بانتظار عدة أيام حتى يخفّ التورم، ثم فحص الأنف بدقة أمام المرآة. إن ملاحظة أي انحراف في الشكل الخارجي أو في خط الأنف يستوجب التواصل مع الطبيب المختص لتأكيد التشخيص ووضع خطة العلاج المناسبة، والتي قد تتراوح بين التثبيت الخارجي إلى التدخل الجراحي التصحيحي كما سنرى.
مضاعفات كسور الأنف
يمكن أن تؤدي كسور الأنف إلى مضاعفات خطيرة إذا تُركت دون علاج، منها:
- انحراف الحاجز الأنفي: يحدث عندما يتحرك الجدار الغضروفي العظمي الفاصل بين فتحتي الأنف عن موضعه الطبيعي، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس وزيادة خطر التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.
- الورم الدموي في الحاجز الأنفي: هو تجمع دموي بين الغضروف والغشاء المخاطي للحاجز الأنفي، وقد يؤدي إلى نخر الغضروف (موت الأنسجة بسبب نقص التروية الدموية)، تشوه دائم في الأنف (مثل “أنف السرج” نتيجة انهيار جسر الأنف)، أو تكوين خراج أو ثقب في الحاجز الأنف.
- كسر غضروف الأنف: في الإصابات الشديدة (مثل حوادث السيارات أو الرياضات العنيفة)، حيث أن الغضروف قد يُصاب مع العظام، مما يزيد من صعوبة إعادة البناء الجراحي.
- إصابات العنق والرأس المرافقة: نظرًا لقرب الأنف من الجمجمة والعينين، قد تُصاحب ككسور في عظام الوجه (مثل الفك أو محجر العين)، إصابات العمود الفقري العنقي.
- مضاعفات أخرى نادرة كالتهاب الغضروف الناجم عن العدوى البكتيرية واضطراب حاسة الشم.
أعراض كسور الأنف
تظهر أعراض كسر الأنف عادةً فور التعرض لإصابة مباشرة، وتشمل:
- الألم والتورم: ألم شديد عند لمس الأنف أو تحريكه، مع تورم سريع في الأنف والمناطق المحيطة (مثل الجبهة أو الخدين)، ناتج عن التهاب الأنسجة وتمزق الأوعية الدموية.
- النزيف (الرعاف): نزيف أنفي غزير بسبب تمزق الشعيرات الدموية في الغشاء المخاطي، وقد يستمر حتى 10 دقائق. في بعض الحالات.
- التشوه الواضح: اعوجاج الأنف أو ظهوره “معوجًا” بسبب كسر عظام الأنف أو انزياح الغضروف، مع احتمال سماع صوت طقطقة عند اللمس نتيجة احتكاك الأجزاء المكسورة.
- الكدمات (الوذمة الدموية): كدمات زرقاء أو أرجوانية حول الأنف والعينين، تظهر بعد 24-48 ساعة بسبب نزف تحت الجلد.
- صعوبة التنفس: انسداد إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما، إما بسبب انحراف الحاجز الأنفي (انزياح الغضروف الفاصل)، أو بسبب الورم الدموي الناتج.
- إفرازات أنفية غير طبيعية، كما قد يُصاحب الكسر تنميل في الوجه (بسبب إصابة الأعصاب مثل العصب تحت الحجاج) أو ضعف في حاسة الشم.
تشخيص كسور الأنف: البروتوكولات الطبية والفحوصات التخصصية
يبدأ تشخيص كسور الأنف بفحص سريري شامل يبدأ بأخذ التاريخ المرضي المفصل، حيث يستفسر الطبيب عن ظروف الإصابة وطبيعتها، سواء كانت ناتجة عن صدمة مباشرة أو حادث مروري، كما يتضمن الاستجواب معلومات عن أي إصابات سابقة في الأنف أو عمليات جراحية قد تؤثر على الخيارات العلاجية الحالية. أثناء الفحص الخارجي، يركز الطبيب على تقييم أي تشوهات مرئية في هيكل الأنف مثل الاعوجاج أو التورم، مع إجراء جس لطيف للكشف عن الألم الموضعي أو أصوات الطقطقة التي تشير إلى احتكاك العظام المكسورة، بالإضافة إلى تقييم استقرار العظام.
يتم استخدام المنظار الأنفي لفحص التجويف الأنفي الداخلي بدقة، حيث يتم تقييم وضعية الحاجز الأنفي والبحث عن أي علامات تدل على انحرافه، كما يتم الكشف عن وجود ورم دموي في الحاجز الذي يظهر ككتلة متورمة ذات لون أرجواني. كما يتضمن الفحص تقييم مدى انسداد الممرات الأنفية ووجود أي إفرازات دموية.
في الحالات التي تتطلب مزيداً من التقييم، قد يلجأ الطبيب إلى الفحوصات التصويرية. ورغم أن الأشعة السينية التقليدية ليست ذات فائدة كبيرة في التشخيص الروتيني لكسور الأنف بسبب محدودية قدرتها على تصوير الغضاريف، إلا أنها قد تكون مفيدة عند الاشتباه بوجود إصابات مصاحبة في عظام الوجه. أما التصوير المقطعي المحوسب فيعتبر الخيار الأمثل للحالات المعقدة، حيث يوفر صوراً مفصلة بدقة عالية تصل إلى الميليمتر الواحد، مما يجعله أداة لا غنى عنها في تقييم الكسور المفتتة أو الإصابات المشتركة مع عظام الفك والجيوب الأنفية.
في بعض الحالات الخاصة، يتم تحويل المريض إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة أو جراح تجميل، خاصة عند وجود تشوه واضح في شكل الأنف، أو انسداد شديد في المجاري التنفسية، أو عند الاشتباه بوجود ورم دموي في الحاجز الأنفي الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً لمنع حدوث مضاعفات خطيرة مثل تنخر الغضروف. قد يوصي الأخصائيون بإجراء فحوصات إضافية في حالات نادرة، مثل التنظير الأنفي لتقييم الإصابات العميقة في الأنسجة، أو التصوير بالرنين المغناطيسي عند الاشتباه بإصابات في الأنسجة الرخوة أو الأوعية الدموية الكبيرة.
يعتمد نجاح العلاج بشكل كبير على التشخيص المبكر والدقيق، حيث يسمح التدخل في المرحلة الحادة (خلال أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة) بتحقيق أفضل النتائج من الناحيتين الوظيفية والتجميلية. ويبقى الكشف المبكر عن الورم الدموي للحاجز الأنفي من الأولويات القصوى، إذ أن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة مثل تشوه شكل الأنف أو انثقاب الحاجز.
علاج كسر الأنف في الأذيات الخفيفة
تُعتبر الأذيات الخفيفة تلك الإصابات التي لا تؤدي إلى تشوهات أو تغييرات ملحوظة في شكل الأنف. في هذه الحالات، يُعتبر العلاج المحافظ هو الخيار العلاجي الأمثل، حيث يتم تجنب التدخل الجراحي بشكل عام.
يتضمن العلاج المحافظ التركيز على تخفيف الأعراض المصاحبة للإصابة، مثل التورم والألم. يمكن استخدام كمادات باردة على الأنف لتقليل التورم الناتج عن الكسر، إلى جانب الراحة التامة وتناول مسكنات الألم التي يصفها الطبيب. من الأمور المساعدة أيضًا رفع الرأس أثناء النوم لتقليل تجمع السوائل في منطقة الأنف وبالتالي تقليل التورم.
في حالات نزيف الأنف، يُنصح أن ينحني المريض إلى الأمام لتجنب ابتلاع الدم، وفي حال حدوث نزيف شديد، قد يتطلب الأمر إجراء “الدك” (أي الضغط الخفيف على الأنف لوقف النزيف). إذا تراكم الدم في الأنف وتسبب في تكوّن ورم دموي، قد يتطلب العلاج إجراء بزل لإزالة الدم المتجمع باستخدام إبرة، وفي بعض الحالات، قد يستدعي الأمر إجراء شق جراحي صغير لتصريف الورم وخياطته لمنع تجدد تكوّن الورم الدموي.
وفي حال خروج سائل نقي شفاف من الأنف، وهو ما قد يشير إلى تسرب السائل الدماغي الشوكي، يجب تجنب إجراء الدك لأنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا. في هذه الحالات، يجب على المريض الراحة في السرير مع رفع رأسه بمقدار 30 درجة للحد من تسرب السائل.
علاج كسر الأنف في الأذيات الشديدة
تعتبر الأذيات الشديدة تلك الإصابات التي تؤدي إلى تشوهات واضحة في بنية الأنف، وتستدعي التدخل الطبي الفوري. يعتمد نوع التدخل العلاجي سواء كان مغلقًا (يدويًا) أو مفتوحًا (جراحيًا) على تقييم الطبيب للحالة، حيث يختار الأنسب استنادًا إلى طبيعة الأذية ومدى تعقيدها.
علاج كسر الأنف عبر الرد اليدوي (المغلق)
يُعتبر الرد اليدوي أحد الخيارات العلاجية التي تهدف إلى إعادة العظام المكسورة إلى مواضعها الطبيعية دون الحاجة للتدخل الجراحي. يُفضل اللجوء إلى الرد المغلق حتى في الحالات التي قد تستدعي التدخل الجراحي لاحقًا، حيث يسهم في تسهيل العملية الجراحية في المستقبل.
تعد الفترة الزمنية المثلى لإجراء الرد المغلق بعد 7 إلى 10 أيام من حدوث الكسر، وذلك لتقليص التورم الناتج عن الإصابة. ومع ذلك، لا يجب تأجيل الرد أكثر من أسبوعين، حيث قد تبدأ العظام المكسورة في الالتئام بشكل غير طبيعي، مما يجعل إعادة العظام إلى مواضعها الصحيحة أكثر صعوبة.
يمكن تنفيذ الرد المغلق في حالات الكسر الجانبي للأنف سواء كان أحاديًا أو ثنائي الجانب، وكذلك في حالات كسر حاجز الأنف التي تتسبب في انحراف بسيط للأنف يقل عن نصف عرضه. يتم هذا الإجراء باستخدام التخدير الموضعي أو العام وفقًا لتقييم الطبيب للمريض وحجم الإصابة. يستغرق الرد المغلق عادة ما بين 15 إلى 20 دقيقة.
آلية الرد المغلق
إن المبدأ الأساسي للرد المغلق هو تطبيق قوة معاكسة لاتجاه الكَسر وذلك للحد منه، ففي حالة الكسر الجانبي يتم وضع الأداة الرافعة في تجويف الأنف في الجانب المصاب ووضع إصبع على طول الجانب المقابل السليم، ويتم تقويم الكَسر عبر الأداة.
يمكن إجراء رد الكسر المغلق عبر إدخال ملقط والشام (Walsham forceps) في تجويف الأنف وتدويره جانبياً وذلك للضغط على العظم المكسور باتجاه الخارج.

في حالات الكسور المركزية، قد يكون من الضروري تحريك النواتئ الأمامية للفك العلوي بسبب الكسر، ويتم في هذه الحالة رفع عظم الأنف باستخدام رافعة لإعادة النواتئ إلى وضعها الطبيعي. يتم بعدها تطبيق ضغط بواسطة الإبهام والسبابة لإعادة تنظيم العظام. بعد الانتهاء من الإجراء، توضع جبيرة على الأنف لمدة أسبوع لضمان استقرار العظام المجمعة.

علاج كسر الأنف عبر الرد الجراحي (المفتوح)
الرد الجراحي هو الخيار المعتمد في الحالات التي تعجز الإجراءات غير الجراحية عن تقديم الحل، مثل الكسور المفتتة أو تلك التي تسبب انسدادًا في مجرى التنفس بعد تطبيق الرد المغلق. كما يلجأ الأطباء إلى الرد الجراحي في حالات التشخيص المتأخرة التي تتجاوز فيها مدة الإصابة الأسبوعين، حيث يصعب في هذه الحالة إصلاح الكسر عبر الرد المغلق.
يمكن إجراء العملية الجراحية في أي وقت، إلا أنه يُفضل تأجيلها لمدة 1 إلى 3 أسابيع للسماح بتقليص التورم والكدمات حول الأنف.
التحضير للعمل الجراحي
يتم تحضير المريض للعملية من خلال مجموعة من الفحوصات المخبرية، مثل تعداد الدم الكامل وفحص زمن التخثر، كما يجب إيقاف تناول مميعات الدم مثل الأسبرين لمدة أسبوعين قبل وبعد العملية لتقليل مخاطر النزيف. يُنصح أيضًا بوقف التدخين وتجنب تناول الطعام لمدة 8 ساعات قبل الجراحة.
عملية كسر الأنف الجراحية
تتم عملية كسر الأنف الجراحية عبر إجراءات مختلفة بحسب نوع الإصابة:
- رأب الحاجز الأنفي (Septoplasty): تُجرى هذه الجراحة عندما يتعرض الحاجز الأنفي للكسر، حيث يتم إجراء شق داخل فتحة الأنف لرفع البطانة المغطية للحاجز. يتم بعد ذلك إعادة تنظيم العظام والغضاريف وإزاحة الحاجز المنحرف إلى الوضع الطبيعي. تُجرى العملية تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام، وتستغرق عادة من 1 إلى 1.5 ساعة، وفقًا لدرجة الانسداد الأنفي.
- عملية تجميل الأنف (Rhinoplasty):في حالات الكسور التي تؤثر على شكل الأنف الخارجي، قد يتم إجراء عملية تجميل الأنف لإعادة تشكيل العظام والغضاريف. يمكن أن تتم العملية عبر شق داخلي أو من خلال شق صغير في القاعدة بين فتحتي الأنف. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر زراعة عظام أو غضاريف من مناطق أخرى في الجسم لتعويض النقص. تتم العملية تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام، وتستغرق من 1.5 إلى 3 ساعات تقريبًا.
الوقاية من مضاعفات العمل الجراحي
بعد إجراء عملية جراحية في الأنف، قد يعاني المريض من بعض الأعراض مثل الألم والنزيف والاحتقان الأنفي. يمكن الوقاية من بعض هذه المضاعفات من خلال الراحة في السرير مع رفع الرأس بمقدار 30 درجة أثناء النوم أو الاستلقاء، وذلك لتقليل التورم وتحسين عملية الشفاء.
ينصح أيضًا بتناول المسكنات التي يصفها الطبيب لتخفيف الألم، بالإضافة إلى وضع كمادات باردة على الأنف لتقليل الاحتقان. في معظم الحالات، تختفي هذه الأعراض خلال أسبوعين من إجراء العملية.
يجب على المريض تجنب الضغط المباشر على الأنف، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة. كما يمكن استئناف الأنشطة اليومية بعد يومين من الجراحة، لكن يُنصح بتجنب الرياضات التي تنطوي على احتكاك جسدي أو تعرض للأنف لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أسابيع لضمان الشفاء التام وتجنب أي إصابات أخرى.
في الختام، يختلف علاج كسور الأنف باختلاف شدة الإصابة، حيث يمكن أن يقتصر العلاج في الحالات البسيطة على الراحة واستخدام مسكنات الألم وتطبيق الكمادات الباردة، بينما تتطلب الحالات الأكثر شدة تدخلات طبية أكثر تخصصًا مثل الرد المغلق أو الجراحة (الرد المفتوح) وفقًا لتقييم الطبيب. إن العلاج المبكر في جميع الحالات يعد خطوة حاسمة للحفاظ على وظيفة الأنف التنفسية وتجنب المضاعفات المحتملة.
في هذا السياق، يُعتبر مستشفى بيماريستان الطبي في تركيا من بين المؤسسات الطبية الرائدة التي تتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع حالات كسور الأنف بمختلف أنواعها. بفضل كفاءة فريق الأطباء المختصين واستخدام أحدث التقنيات الطبية، يستطيع بيماريستان تقديم العلاجات الأكثر فعالية وبأعلى مستوى من الرعاية، مما يضمن للمرضى شفاءً سريعًا وآمنًا. سواء كان الكسر بسيطًا أو معقدًا، فإن مستشفى بيماريستان يبقى الخيار المثالي للحصول على رعاية طبية متكاملة واحترافية.
المصادر التي استُعين بها في كتابة المقال:
- OPEN ACCESS ATLAS OF OTOLARYNGOLOGY, HEAD & NECK OPERATIVE SURGERY
- Nasal fractures (broken nose).Royal Berkshire NHS Foundation Trust
- Nasal Fracture POST-OP INSTRUCTIONS. Ear, Nose & Throat Consultants
- Broken Nose (Nasal fracture) Advice for patients. NHS Trust
- Emergency Department Advice Sheet – Nasal Fracture