يعاني حوالي 10 ملايين شخص من الحروق سنوياً، يموت حوالي 180,000 منهم. تُعتبر الحروق من بين أنواع الإصابات التي يتعامل معها جراحو التجميل. معظم الحروق تكون طفيفة وتحتاج فقط إلى الإسعافات الأولية والتضميد، ومع ذلك فإن الحروق التي تغطي مساحات واسعة من الجسم تمثل خطراً كبيراً وقد تهدد الحياة ويجب التعامل معها بدقة وحذر شديد. حتى الحروق الصغيرة إذا كانت عميقة قد تتطلب اللجوء إلى عمليات جراحة الحروق.
من الضروري معرفة كيفية التعرف على الحروق وعلاجها بشكل صحيح، كما أن فهم متى ينبغي الحصول على الرعاية الطبية من الممكن أن يكون منقذاً للحياة.
ما هي الحروق؟
الحروق هي نوع من الإصابات التي تحدث نتيجة تعرض الجسم لشيء ما، وغالباً ما يكون شيئاً ساخناً، مما يؤدي إلى تلف أنسجته. يمكن أن تتراوح الحروق بين مشاكل طبية بسيطة وحالات طارئة تهدد الحياة، وهي شائعة جداً وغالباً ما تحدث بشكل غير مقصود. تزداد خطورة الحروق كلما كانت أعمق وغطت مساحة أكبر من سطح الجسم.
تعتمد معالجة الحروق على موقعها في الجسم ومدى شدتها. يمكن عادةً علاج حروق الشمس والحروق الصغيرة بالإسعافات الأولية، بينما تحتاج الحروق العميقة أو المنتشرة مثل الحروق الكيميائية أو الكهربائية إلى رعاية طبية فورية. بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى العلاج في مراكز متخصصة للحروق ورعاية ومتابعة تمتد لعدة أشهر.
أنواع الحروق
هناك خمسة أنواع من الحروق يتم تصنيفها بناءً على العامل المسبب، وتشمل:
- الحروق الحرارية (سواء كانت ساخنة أو باردة): تتضمن تلف الخلايا نتيجة درجات الحرارة الشديدة.
- الحروق الكهربائية: تحدث عندما تتجاوز الطاقة الكهربائية قدرة خلايا الجسم، كما أن الكهرباء تولد حرارة وتسبب ضرراً حرارياً.
- حروق الاحتكاك: تحدث عندما يحتك شيء ما بالجسم بالقوة الكافية لتوليد الحرارة، وغالباً ما تسبب هذه القوة أنواعاً أخرى من الضرر أيضاً.
- الحروق الإشعاعية: تحدث عندما تتسبب أنواع الإشعاع المختلفة في تلف الخلايا مما يؤدي إلى تحللها وموتها.
- الحروق الكيميائية: تحدث عندما تتفاعل المواد الكيميائية مثل الأحماض أو القواعد مع الخلايا وتؤدي إلى تدميرها.
شدة الحروق
تحديد شدة الحروق يعتمد جزئياً على عمقها. النظام القديم لتصنيف الحروق حسب الدرجات لم يعد مستخدماً بشكل كبير، بدلاً من ذلك يستخدم الخبراء النظام التالي:
- الحروق السطحية (تشبه الدرجة الأولى): تؤثر فقط على البشرة وهي الطبقة الخارجية من الجلد، تعتبر هذه الحروق بسيطة وقابلة للعلاج الذاتي دائماً.
- الحروق الجزئية السُمك (تشبه الدرجة الثانية): تخترق بشكل أعمق مما يؤدي إلى تلف الطبقتين الخارجيتين من الجلد. يمكن أن تتسبب في ظهور بثور وتغيير في اللون أو الملمس أكثر من مجرد الإحمرار البسيط وتكون مؤلمة.
- الحروق الكاملة السُمك (تشبه الدرجة الثالثة): تخترق جميع طبقات الجلد وقد تصل إلى الأنسجة الدهنية تحت الأدمة. تدمر هذه الحروق نهايات الأعصاب لذا لا تسبب الألم.
يمكن أن تمتد الحروق إلى عمق أكبر وتلحق الضرر بالعضلات والأعصاب والعظام وأنسجة عميقة أخرى، هذه الحروق ليست شائعة وأحياناً يُطلق عليها اسم الحروق من الدرجة الرابعة.

ما هي جراحة الحروق؟
تنقسم جراحة الحروق بشكل أساسي إلى فئتين رئيسيتين وهي: العناية الحادة والترميمية.
المرحلة الحادة من جراحة الحروق
تبدأ المرحلة الحادة من جراحة الحروق فور حدوث الحرق حيث تُقدم الإسعافات الأولية وتستمر حتى بعد وصول المريض إلى المستشفى. تتضمن هذه المرحلة تقيماً دقيقاً لمدى وعمق انتشار الحرق بالإضافة إلى فحص أي إصابات أخرى وتقييم صحة المريض العامة. قد يتم استشارة مختصين وفي حال استدعى الأمر دخول المستشفى يتم ترتيب نقل المريض إلى مركز متخصص في الحروق.
بعد تقييم مختص جراحة الحروق، يُمكن لبعض المرضى العودة إلى منازلهم لتلقي العلاج كمرضى خارجيين، بينما يُقبل آخرون في المستشفى وقد يحتاجون إلى رعاية مكثفة. إذا لم تكن الجراحة ضرورية يُعالج الجلد المحروق بضمادات خاصة تعزز الشفاء وتساعد في منع العدوى. في حالات الحروق الخطيرة يتم عادةً إجراء الجراحة لإزالة الجلد والأنسجة المحترقة خلال اليوم أو اليومين الأولين بعد القبول في المشفى لتفادي العدوى ومشكلات أخرى. أحياناً تتطلب الحالات الطارئة اللجوء لجراحة الحروق لتخفيف الضغط على الأنسجة أو للمساعدة في التنفس. تحتوي مراكز الحروق على غرف متخصصة تُتيح التحكم الدقيق في مخاطر العدوى وتقلبات درجة الحرارة.
تشمل جراحة الحروق إزالة الجلد المحروق واستبداله كجزء من العلاج. يتكون فريق جراحة الحروق من ممرضين ومعالجين وأطباء تخدير وأخصائيين في الرعاية المركزة حيث يلعب كل منهم دوراً حيوياً في رعاية المريض، بدءاً من التعامل مع الإصابة الحادة وصولاً إلى المساعدة في إعادة التأهيل.
لا يحتاج معظم المرضى إلى فترات طويلة من الإقامة في المستشفى، ولكن في الحالات الأكثر شدة قد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن يكون المريض في حالة تسمح له بالخروج إلى المنزل حتى مع وجود دعم من فرق المساعدة والأصدقاء والعائلة.
المرحلة الترميمية من جراحة الحروق
يمكن إجراء الجراحة الترميمية بعد مرور أشهر أو سنوات على الإصابة بالحروق من أجل استعادة الوظائف الحيوية للأعضاء المتأثرة وتخفيف التشوّه الناتج عن الندبات. يعتمد نجاح المرحلة الترميمية من جراحة الحروق على مدى وشدة الندوب. رغم أن جراحة ترميم الحروق لا تستطيع إزالة آثار الحروق بشكل كامل إلا أنها تُعد خطوة مهمة لتحسين جودة حياة المصاب. كثير من الندوب الناتجة عن الحروق قد تؤدي إلى تقلص الجلد وتقييد حركة المفاصل خاصة في مناطق مثل الرقبة والكتفين واليدين والساقين.
من خلال عميلات جراحة الحروق يمكن تحرير التقلصات في الجلد مما يساعد المريض على استعادة قدرته على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك تُستخدم هذه الجراحات لتحسين المشكلات الناتجة عن الحروق في الوجه مثل تشوهات الجفون أو الشفاه أو الأنف، وقد تشمل أيضاً ترميم المناطق التي فقدت الشعر نتيجة الإصابة. وبهذا تسهم جراحة الترميم في التخفيف من الأثر الجسدي والنفسي للحروق وتعزز من ثقة المريض بنفسه
عند تقييم المشكلات مع المريض يقوم جراح التجميل غالباً بإجراء تقييم يعرف باسم “الخمس نقاط”، والتي تشمل:
- المشكلات: تتضمن المشكلات التي يواجهها المرضى وما يراه كل مريض كمشكلة شخصية مثل الندوب غير الجمالية التي قد تؤثر على مظهرهم وثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى ذلك قد يعاني المرضى من الندوب الضيقة التي تحد من حركة الجلد مما يؤدي إلى تقلصات مؤلمة، كما أن الألم والحكة يعتبران من الأعراض الشائعة التي تؤثر سلباً على نوعية الحياة اليومية.
- الأولويات: تتفاوت أولويات العلاج من مريض لآخر حيث قد يركز بعض المرضى على تحسين مظهر الندوب بينما قد يعتبر آخرون تخفيف الألم أو تحسين الحركة أولوية أكبر. من المهم أن يتمكن الأطباء من فهم هذه الأولويات بشكل دقيق لضمان تقديم الرعاية المثلى.
- الاحتمالات: تتعدد خيارات العلاج المتاحة للمرضى وتشمل جراحة الحروق والتجبير والملابس الضاغطة والاستشارة النفسية والتجميلية، كل خيار له فوائده ومخاطره ويجب مناقشتها بشكل شامل مع المريض لمساعدته في اتخاذ القرار الأنسب لحالته.
- تصورات المريض: فهم تصورات المريض لما هو ممكن وإدراكه للنتائج المحتملة يعد جزءاً أساسياً من العملية العلاجية. يجب أن يكون المريض على دراية بالنتائج المحتملة لكل إجراء مما يساعده في تحديد توقعاته بشكل واقعي ويعزز من ثقته في الفريق الطبي.
- خطة العمل: تتطلب خطة العمل وجود خطة شاملة متفق عليها بين فريق الترميم وإعادة التأهيل والمريض. هذه الخطة يجب أن تأخذ في الاعتبار جميع جوانب العلاج، بدءاً من الإجراءات الجراحية إلى الرعاية المستمرة بعد العملية.
من خلال تقييم كل مريض وفقاً لهذه المعايير، يمكن للجراحين تحديد احتياجات العلاج الفورية والخيارات المتاحة وكيفية إدارتها وفقاً لتوقعات المريض، هذا النهج الشامل يضمن تقديم رعاية شخصية تلبي احتياجات كل مريض بشكل فعال.
فوائد جراحة ترميم الحروق
رغم أن جراحة ترميم الحروق لا تستطيع إزالة آثار الحروق بشكل كامل إلا أنها تُعد خطوة مهمة لتحسين جودة حياة المصاب. تهدف هذه العمليات إلى استعادة الوظائف الحيوية للأعضاء المتأثرة وتخفيف التشوّه الناتج عن الندبات، فالكثير من الندوب الناتجة عن الحروق قد تؤدي إلى تقلص الجلد وتقييد حركة المفاصل خاصة في مناطق مثل الرقبة والكتفين واليدين والساقين.
من خلال عميلات جراحة الحروق يمكن تحرير التقلصات في الجلد مما يساعد المريض على استعادة قدرته على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك تُستخدم هذه الجراحات لتحسين المشكلات الناتجة عن الحروق في الوجه مثل تشوهات الجفون أو الشفاه أو الأنف، وقد تشمل أيضاً ترميم المناطق التي فقدت الشعر نتيجة الإصابة. وبهذا تسهم جراحة الترميم في التخفيف من الأثر الجسدي والنفسي للحروق وتعزز من ثقة المريض بنفسه
تقنيات جراحة الحروق
تتضمن جراحة الحروق مجموعة من التقنيات المتخصصة، كما هو موضح في الأقسام التالية:
جراحة الحروق عن طريق زراعة الجلد
تُعد زراعة الجلد إجراءً جراحياً يُستخدم لاستبدال الجلد التالف أو المفقود بجلد سليم مأخوذ من منطقة أخرى، يُفضل استخدام جلد المريض نفسه (autograft) لتقليل مخاطر الرفض. في حال عدم توفر جلد كافٍ، يمكن استخدام جلد من متبرع بشري (allograft). تُستخدم هذه التقنية لعلاج حالات مثل الحروق والجروح العميقة،
أنواع جراحة الحروق عن طريق زراعة الجلد
زراعة الجلد الجزئية السماكة (STSG):
- يتم فيها أخذ الطبقة العليا من الجلد (البشرة) وجزء من الطبقة الثانية (الأدمة).
- تُستخدم لتغطية مساحات واسعة من الجلد المتضرر
- عادةً ما تُؤخذ من الفخذ أو الأرداف أو البطن أو الظهر
- تُشفى منطقة المتبرع خلال 1-2 أسبوع
زراعة الجلد الكاملة السماكة (FTSG):
- يتم فيها أخذ كل من البشرة والأدمة بالكامل.
- تُستخدم في المناطق التي تتطلب نتائج تجميلية أفضل مثل الوجه
- تُؤخذ عادةً من الفخذ الداخلي أو الذراع أو منطقة الترقوة
- تُغلق منطقة المتبرع مباشرة بعد الإزالة
الطعوم المركبة:
- تتضمن نقل الجلد مع أنسجة أخرى مثل الغضاريف
- تُستخدم لإصلاح الأضرار في الأنف أو أطراف الأصابع أو الأذنين
إجراءات عملية جراحة الحروق عن طريق زراعة الجلد
تُجرى العملية في المستشفى تحت التخدير العام أو الموضعي وذلك بحسب حجم المنطقة المتضررة. يُزال الجلد الصحي من منطقة المتبرع باستخدام أدوات خاصة، وقد يُستخدم تقنيات مثل “التشبيك” لتمديد الجلد وتغطية مساحة أكبر حيث يتم عمل فتحات صغيرة في الجلد لتسهيل التمدد والتصريف، ثم يُثبت الجلد المزروع في مكانه باستخدام الغرز أو الدبابيس ويُغطى بضمادات مناسبة.

جراحة الحروق عن طريق السديلة
في جراحة السديلة أو جراحة الفلات، يقوم الطبيب بأخذ جزء من الأنسجة السليمة من مكان معين في الجسم مثل الجلد أو العضلات أو الدهون مع الحفاظ على اتصال هذا الجزء بالأوعية الدموية التي تغذيه (سديلة محلية)، ثم يقوم الطبيب بنقل هذا الجزء بعناية إلى المنطقة المتضررة التي تحتاج إلى تغطية أو ترميم. في بعض الأحيان إذا كان لا يمكن إبقاء الأوعية متصلة بمكانها الأصلي، يتم قص السديلة مع أوعيتها الدموية ثم نقلها إلى الموقع الجديد ويُعاد توصيل الأوعية الدموية هناك بدقة تحت المجهر (سديلة حرة).
بعد تثبيت السديلة في مكانها الجديد تُخاط الأنسجة وتُثبت جيداً لتبقى في مكانها بشكل مناسب مع الحفاظ على تدفق الدم داخلها لضمان بقائها حية وسليمة. تُستخدم جراحة الحروق عن طريق السديلة عادةً لتغطية:
- جروح عميقة أو معقدة
- أماكن فقدت الأنسجة بسبب الحوادث أو الحروق
- بعد استئصال الأورام الكبيرة
- ترميم مناطق صعبة مثل الوجه، اليدين، أو الأطراف
جراحة الحروق عن طريق توسيع الأنسجة
تقنية توسيع الأنسجة هي إجراء جراحي يُستخدم لتوليد جلد إضافي من نفس الجسم، وذلك عندما يحتاج الشخص إلى تغطية منطقة متضررة بسبب جرح أو حروق أو عمليات جراحية سابقة. في هذا الإجراء يقوم الجراح بزرع بالون صغير تحت الجلد السليم في منطقة قريبة من المنطقة التي تحتاج إلى ترميم. يُملأ هذا البالون تدريجياً بمحلول ملحي على مدار أسابيع أو شهور.
كلما زاد حجم البالون يبدأ الجلد الموجود فوقه في التمدد والنمو وهذا يسمح للجسم بإنشاء جلد جديد يطابق الجلد المحيط به في اللون والملمس. بعد فترة من التمدد يصبح الجلد الجديد جاهزاً للاستخدام ويتم إزالة البالون.
في المرحلة التالية يُستخدم الجلد المتوسع لتغطية المنطقة المتضررة أو المفقودة، تعتبر هذه التقنية مفيدة لأن الجلد الجديد يكون من نفس الشخص مما يقلل من مخاطر الرفض أو المضاعفات. كما أن مظهر الجلد المتجدد يكون طبيعياً جداً ويشبه بشكل كبير الجلد الأصلي.

تقنيات أخرى في علاج الحروق
بالإضافة إلى جراحة الحروق هناك عدد من التقنيات الإضافية التي تُستخدم في علاج الحروق خاصة في الحالات الشديدة والمعقدة، وتشمل ما يلي:
- الجلد الصناعي: بفضل تقنيات هندسة الأنسجة أصبح بالإمكان تصنيع مواد تحاكي الطبقات العميقة من الجلد وتُستخدم كجزء من عملية التئام الجروح وتحفيز نمو الجلد الطبيعي.
- الجبائر: تُستخدم للحد من انكماش الجلد بعد الحروق وللمساعدة في الحفاظ على الحركة الوظيفية للأطراف والمفاصل المصابة.
- حقن الستيرويدات: تُعطى مباشرة في أماكن الندبات السميكة أو المتورمة للمساعدة في تسطيحها والتقليل من الحكة المصاحبة لها.
- الملابس والضمادات الضاغطة: تستخدم لتطبيق ضغط مستمر على مناطق الجروح أو الزرعات الجلدية بهدف الحد من تكوّن الندبات والانكماشات الجلدية.
- جل السيليكون: يُطبّق موضعياً على الندبات ويساعد على تقليل سمكها وتخفيف الشعور بالحكة.
- المكياج التجميلي (الإخفاء التجميلي): يُستخدم لتوحيد لون الجلد في المناطق المزروعة أو المتندبة وتحسين المظهر العام للمريض.
تُعد هذه الأساليب مكملة لعمليات جراحة الحروق وتُسهم بشكل فعّال في تحسين النتائج الوظيفية والجمالية لدى مرضى الحروق.
التعافي من عمليات جراحة الحروق
تختلف خطة العلاج وفترة التعافي بشكل كبير بحسب درجة الحروق التي تعرض لها المريض وعمره وحالته الصحية العامة. ففي حالات الحروق الكبيرة قد يحتاج المريض إلى البقاء في وحدة العناية المركزة لعدة أسابيع مع الخضوع لسلسلة من العمليات الجراحية المتعاقبة لعلاج الجروح وترميم الأنسجة المتضررة، أما في حالات الحروق البسيطة فقد تلتئم الجروح خلال أسبوعين تقريباً دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي.
في الحالات التي تتطلب زراعة جلد قد يحتاج الجرح إلى تبديل الضمادات والعناية المستمرة لمدة تصل إلى ستة أسابيع بعد العملية. وفي بعض الحالات وخصوصاً عند الأطفال الذين لا يزالون في طور النمو قد تستدعي الحالة إجراء عمليات أو علاجات إضافية لتحسين الشكل الخارجي أو الوظيفة الحركية للمكان المصاب وذلك بعد أشهر أو حتى سنوات من التعافي الأولي.
بعد التئام الحروق يتم تحويل رعاية المريض إلى فرق طبية مختصة بالحروق بالقرب من محل إقامته مع تحديد مواعيد متابعة منتظمة لتقييم حالة الجروح والتأكد من تحسنها بالشكل المطلوب وضمان أفضل نتيجة وظيفية وجمالية ممكنة.
تُعتبر جراحة الحروق مجالاً حيوياً يتطلب دقة وعناية خاصة، حيث تلعب دوراً أساسياً في تحسين جودة حياة المرضى واستعادة وظائفهم الطبيعية. من خلال التقنيات المتقدمة والرعاية المتخصصة يمكن تحقيق نتائج إيجابية تساهم في التخفيف من آثار الحروق الجسدية والنفسية. إن فهم آلية هذه الجراحات يسهم في تعزيز الوعي حول كيفية التعامل مع الحروق والتوجه للحصول على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
المصادر: