سرطان الجلد أحد أشيع السرطانات المنتشرة في العالم وهو مرض ناجم غالباً عن التعرض المفرط لأشعة الشمس مما يؤدي لحدوث طفرات في خلايا الجلد ونموها بشكل سريع وانتشارها إلى الأنسجة السليمة المحيطة بها وتدميرها. يوجد له عدة أنواع و تختلف أعراضه من شخص لآخر و غالباً ما يتم شفاءه بشكل كامل إذا تم تشخيصه بشكل باكر.
ما هو سرطان الجلد؟
هو مرض تنمو فيه خلايا الجلد غير الطبيعية خارج نطاق السيطرة وذلك يحدث بسبب تلف الحمض النووي غير المُصلح مما يُحفز تشكل الطفرات هذه الطفرات تُؤدي إلى تكاثر خلايا الجلد بسرعة وتكوين أورام خبيثة وغالبًا ما يكون ذلك بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس. قد تكون هذه الخلايا غير سرطانية “حميدة” أي لا تنتشر ولا تسبب ضررًا أو قد تكون سرطانية .غالبا ما يحدث في الأماكن المعرضة للشمس، لكن لا يقتصر حدوث السرطان على تلك المناطق فقط حيث قد يحدث في مناطق غير معرضة للشمس مثل الأعضاء التناسلية و راحة اليدين و الأخمصين.
يوجد أنواع عديدة لسرطان الجلد و ذلك حسب نوع الخلايا التي نشأ السرطان على حسابها ,كما وجد أنه أكثر شيوعا عند أصحاب البشرة البيضاء ولكن قد يصيب الأشخاص من مختلف الأعراق.يمكن أن ينتشر إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إذا لم يُكتشف مبكراً و لحسن الحظ إذا تم تشخيصه وعلاجه في مراحله المبكرة فإن معظم الحالات تُشفى.

أسباب سرطان الجلد
من أشيع اسبابه هو تعرض الجلد لقدر كبير من أشعة الشمس والضوء المنبعث من الشمس هو نوع من الأشعة فوق البنفسجية حيث يحتوي الضوء فوق البنفسجي على إشعاع يُغير الحمض النووي داخل خلايا الجلد مما يؤدي إلى سرطان الجلد. تعتبر أسرة التسمير مصدر آخر للأشعة فوق البنفسجية حيث وجدت الأبحاث أن خطر الإصابة بسرطان الجلد من أسرة التسمير أكثر مرتين من المكوث نفس المدة تحت الشمس , كما قد يحدث سرطان الجلد على جلد لا يتعرض بشكل مفرط لاشعة الشمس مما يعني تدخل عوامل أخرى كما أن أخصائيي الرعاية الصحية اكتشفوا بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بما في ذلك ضعف جهاز المناعة ووجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد.
عوامل الخطر للإصابة بسرطان الجلد
قبل سن الخمسين، يكون أكثر شيوعًا لدى النساء، أما بعد الخمسين فيصبح أكثر شيوعاً لدى الرجال كما أنه أكثر شيوعًا بنحو 30 مرة لدى البيض مقارنةً بالسود ,عادةً ما يتحمل الأشخاص ذوو البشرة السمراء والسوداء مستويات عالية نسبياً من التعرض لأشعة الشمس بأمان دون التعرض لحروق الشمس أو زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد لديهم بشكل كبير. مع أن أي شخص يُمكن أن يُصاب به، إلا أن هناك عوامل خطر تزيد نسبة حدوثه لدى شخص دون آخر:
- التعرض المفرط لأشعة الشمس
- نوعية البشرة حيث أن هناك أنواع من البشرة تتعرض بسهولة للحروق
- العيش في مناخ مشمس أو مرتفع
- استحدام أسرة التسمير
- أصحاب العيون الملونة والشعر الأشقر والبشرة الفاتحة و ذلك بسبب قلة وجود صباغ الميلانبن و سهولة التعرض للحروق الشمسية
- وجود العديد من الشامات أو وجود شامات غير منتظمة الشكل
- قصة عائلية للإصابة بسرطان الجلد
- قصة خضوع لعملية زرع أعضاء أو تناول أدوية تُثبط أو تُضعف جهاز المناعة
- قصة تعرض للعلاج بالأشعة فوق البنفسجية لعلاج أمراض جلدية مثل الأكزيما أو الصدفية
- التماس المتكرر مع مواد كيميائية مسرطنة مثل الفحم و القطران
أنواع سرطان الجلد
يشمل السرطان غير الميلانيني نوعين رئيسين:
- سرطان الخلايا القاعدية (BCC): يعتبر السرطان الأكثر شيوعا في الجلد , يتشكل في الخلايا القاعدية في الجزء السفلي من البشرة و هي الطبقة الخارجية للجلد و تكون وظيفتها إعطاء خلايا جديدة و تعويض الخلايا الميتة ويحدث هذا السرطان في مناطق الجلد المعرضة لأشعة الشمس، مثل الرأس والرقبة و يمكن أن يحدث كذلك في أماكن غير معرضة للشمس مثل الأعضاء التناسلية. على البشرة البيضاء يبدو بشكل نتوء بلون الجلد أو وردي اللون بينما على البشرة السمراء يظهر بشكل نتوء بني أو أسود مع حواف بيضاء قد يظهر على شكل جلد يتقرح و يلتهب و ينزف و يمكن أن يتعافى ثم يلتهب مرة أخرى.
- سرطان الخلايا الحرشفية (ٍSCC): ينشأ في الخلايا الحرشفية التي تشكل الطبقتين الوسطى و الخارجية من الجلد و تكون وظيفتها تشكيل حاجز له دور بالحماية، يعتبر ثاني اشع سرطان في الجلد ويظهر في الأماكن المعرضة للشمس لكنه عند ذوي البشرة السوداء يميل للظهور في الأماكن غير المعرضة للشمس. يكون هذا النوع من سرطان الجلد على شكل عقيدة أو قرحة.
أما الورم الميلانيني يعتبر النوع الأكثر خطورة و لحسن الحظ أن نسبة حدوثه هي الأقل. ينشأ من الخلايا الميلانينة في الجلد و هي الخلايا التي تعطي الجلد لونه و يعد من أخطر أنواع سرطانات الجلد نظرا لخباثته و قدرته على الانتشار و كما في غيرها من سرطان الجلد ينشأ الميلانوما بسبب التعرض المفرط للاشعة فوق البنفسجية و يظهر في الاماكن المعرضة للشمس و غالبا ما تكون أولى أعراض الميلانوما هي تغير في شامة أو ظهور نمو جديد مصطبغ.

أعراض سرطان الجلد وكيفية التعرف عليه
يمكن أن تبدو مختلفة تمامًا من شخص لآخر بسبب لون البشرة وحجم ونوع السرطان وموقعه في الجسم. يوجد علامات تحذيرية يجب الانتباه لها و مراجعة الطبيب للتشخيص الباكر ,منها:
- نمو جديد على الجلد مثل شامة أو نتوء
- شامة تتغير في الحجم أو الشكل أو اللون، أو شامة تنزف
- مناطق على الجلد تشبه الندوب أو بقعة خشنة في الجلد
- قرحات جلدية لا تستجيب للعلاج
- ألم أو حكة أو حواف مرتفعة حول الآفة
- كتلة صغيرة وبطيئة النمو ولامعة ووردية اللون أو حمراء

تشخيص سرطان الجلد
يبدأ تشخيص سرطان الجلد من خلال القصة السريرية و التي يتم فيها السؤال عن الأعراض ثم الفحص السريري الذي يتم فيه الكشف عن أي تغيرات في أي شامة أو نمش أو بقع جلدية أخرى أو ملاحظة أي نمو جلدي جديد إذ يقوم الطبيب بفحص فروة الرأس و خلف الأذن و الأصابع و الأرداف و الأعضاء التناسلية . يجب علآ المريض عدم وضع أي مستحضر تجميل أو طلاء أظافر قبل الفحص.
في حال الاشتباه بوجود إصابة يتم إجراء خزعة والتي تعتبر الوسيلة التشخيصية الرئيسية حيث تؤخذ عينة من الجلد المصاب و يتم إرسالها إلى مختبر التشريح المرضي و الذي يظهر ما إذا كانت العينة تحتوي على خلايا سرطانية.قد تشمل الإختبارات الإضافية التصوير لفحص العقد اللمفاوية أو إزالتها بحثاًعن علامات السرطان. يستخدم الأطباْ الأرقام الرومانية من الأول (I) إلى الرابع (IV) للإشارة إالى مرحلة السرطان حيث يكون سرطان الرحلة الأولى صغير و يقتصر على المنطقة المصابة بينما في المرحلة الرابعة يكون متقدم و منتشر إلى مناطق متعددة في الجسم.
طرق علاج سرطان الجلد
يوجد خيارات علاجية متعددة حيث يعتمد العلاج على نوع السرطان ومدى نموه أو انتشاره ومكان السرطان ومرحلة السرطان وتشمل العلاجات ما يلي:
- الجراحة: حيث تعتبر الجراحة العلاج الرئيسي لسرطان الجلد و تتضمن إزالة السرطان و الأنسجة السليمة المحيطة به يخضع معظم الأشخاص للجراحة فقط ولا يحتاجون إلى علاج إضافي، لكن قد لا يتمكن بعض الأشخاص من الخضوع للجراحة أو قد يحتاجون إلى علاج آخر بعد الجراحة. جراحة الموس : ما يميز هذا النوع من الجراحة استئصال السرطان دون إزالة الكثير من الجلد السليم المحيط به و يستخدم في المناطق التي نرغب بالحفاظ على الجلد قدر الامكان مثل الأنف. يقوم فيها الطبيب بإزالة طبقات الورم بشكل تدريجي و يقوم بفحص كل طبقة مستأصلة حتى التأكد من خلو طبقة الجلد المزالة من السرطان حيث يسمح هذا الإجراء استئصال الورم مع الحد قدر الإمكان من أذية طبقات الجلد.
- العلاج بالتجميد: تستخدم هذه الطريقة في علاج الآفات الصغيرة أو الآفات قيل السرطانية حيث يتم دهن الآفة بمحلول النتروجين الذي يقوم بتجميدها لتسقط بشكل تلقائي.
- العلاج الشعاعي: يستخدم فيه طاقة إشعاعية عالية و من استطباباته صعوبة إجراء الجراحة على المنطقة التي يوجد فيها السرطان وإنتشار السرطان بشكل واسع وتقليل خطر عودة السطان بعد الجراحة.
- العلاج المناعي: قد يكون على شكل مستحضر كريمي أو مستحضر يحقن في الدم و هو علاج قائم على استخدام دفاعات الجسم الطبيعية (جهاز المناعة) للمساعدة في القضاء على خلايا سرطان الجلد.
- العلاج الضوئي الديناميكي: من أحدث الطرق السمتخدمة في العلاج وهو مكون من مرحلتين يستخدم فيه دواء يجعل البشرة حساسة للضوء ثم يتم تسليط ضوء من نوع خاص على منطقة السرطان يؤدي إلى تدميرها.
- العلاج الكيميائي: أدوية سامة للخلايا السرطانية و غالبا ما يكون علاج موضعي على شكل كريم و نادرا عن طريق الوريد.
- العلاج الموجه: يستخدم فيه أدوية تستهدف مواد كيميائية موجودة في الخلايا السرطانية مما يسهل القضاء عليها.
- الكحت و التجفيف الكهربائي: يكون بقشط الجزء العلوي من سرطان الجلد ثم حرق قاعدة السرطان بإبرة كهربائية.
الوقاية من سرطان الجلد
الحجر الأساس في الوقاية هو تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس و بالتالي تجنب التعرض للأشعة البنفسجية و تجنب المصادر الصناعية لها مثل أسرة التسمير,كما يمكن تقليل خطر الإصابة عن طريق:
- الابتعاد عن الشمس قدر الإمكان خلال فترة الظهيرة حيث تكون قوية و حارقة
- استخدام واقيًا من الشمس على مدار السنة بعامل حماية spf=30 أو أعلى مع تجديده كل ساعتين
- ارتداء ملابس واقية مثل الملابس الداكنة والمنسوجة بإحكام مع تغطية الذراعين و القدمين و ارتداء قبعة تمنع وصول أشعة الشمس للوجه و الأذنين
- عدم استخدام أسرّة التسمير
- فحص البشرة بانتظام والمتابعة المستمرة لكشف أي تغيرات جديدة أو أي نمو جلدي جديد
- الحماية من الأشعة فوق البنفسجية مهمة في جميع الفصول وليس فقط في الصيف
هل سرطان الجلد مميت؟
يمكن أن يؤدي سرطان الجلد للوفاة، و ذلك يعتمد على عدة عوامل مثل نوع سرطان الجلد ومدى اكتشافه مبكرًا والصحة العامة للشخص.غالبية سرطانات الجلد يمكن أن تعالج و تشفى و يساعد في ذلك الكشف البكر عنها كما أن معظم وفيات سرطان الجلد ناتجة عن الورم الميلانيني في حين أن سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية لا يشكلان تهديدًا للحياة عادةً، فإن الورم الميلانيني هو أخطر أنواع سرطان الجلدإذ يمتلك الورم الميلانيني قدرة عالية على الإنتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم.
المصادر:
- World Health Organization. (n.d.). Radiation: Ultraviolet (UV) radiation and skin cancer
- PDQ® Adult Treatment Editorial Board. (n.d.). Skin cancer treatment (PDQ®)–patient version. National Cancer Institute