مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تقدمي يؤثر بشكل تدريجي على الجهاز الحركي والتوازن لدى الإنسان حيث تقدّر نسبة الإصابة به في أوروبا بحوالي 1% بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين
وفي بعض دول آسيا تصل النسبة إلى نحو 0.5%، يعود ذلك إلى اختلاف العوامل الوراثية والبيئية بين المجتمعات.
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من هذا المرض وتزداد معدلات الإصابة به مع التقدم في العمر وارتفاع متوسط العمر المتوقع عالمياً ومع هذا الازدياد المستمر أصبح يمثل مشكلة صحية عامة، هذا يؤكد أهمية إعادة التأهيل لمرضى باركنسون لأنها تؤثر على الأفراد والعائلات والأنظمة الصحية على حد سواء.
ما هو دور إعادة التأهيل لمرضى باركنسون في العلاج؟
يعد مرض باركنسون اضطراب عصبي تقدمي حيث تزداد الأعراض سوءاً بمرور الوقت وتتراجع قدرة المريض على أداء أنشطة الحياة اليومية وما يهدف إليه برنامج إعادة التأهيل لمرضى باركنسون هو إبطاء ذلك التقدم قدر الإمكان والتحكم في الأعراض المتعددة للحفاظ على جودة الحياة، مما يمنح المريض فرصاً أفضل للعيش باستقلالية وراحة. حيث تتنوع برامج إعادة التأهيل بحسب مرحلة المرض واحتياجات كل مريض، إذ تخطط بصورة فردية لتلائم قدراته الحالية وتساعده على تحقيق أهداف محددة مع مراعاة تطور حالته الصحية.
تشابه إعادة التأهيل في مرض باركنسون إعادة التأهيل في حالات السكتة الدماغية حيث كلاهما يتضمن تحفيز الأعصاب الحركية وتحسين التوازن والقدرة على المشي، كذلك الأمر بالنسبة لمرض ألزهايمر الذي يتطلب برامج تأهيلية مشابهة لباركنسون تضمن تدريب الذاكرة وتحفيز القدرات المعرفية وأيضاً التصلب اللويحي الذي يتطلب تحسين الأداء الحركي والتوازن والقدرة على الحركة المستقلة.
يبدأ برنامج إعادة التأهيل لمرضى باركنسون عادةً بتمارين لتحسين القدرة على الحركة وتقليل تصلب العضلات وبطء الحركات وهذا ما يمنح المريض شعوراً أكبر بالراحة والاستقلالية عند النهوض والمشي ويقلل من الإحباط الناتج عن محدودية الحركة، في الوقت نفسه يركّز على تحسين التوازن والتنسيق الحركي من خلال تمارين موجهة تقلل مخاطر السقوط وتتيح له أداء الأنشطة اليومية كالانحناء للالتقاط أو صعود السلالم بأمان أكبر، مما يساعده على الشعور بالثقة ويعزز سلامته.
كما يتم تخصيص جلسات لتسهيل العناية بالذات، حيث يتعلَّم المريض تقنيات مبسطة ومفصَّلة خطوة بخطوة تساعده على ارتداء الملابس بسهولة أكبر من خلال استخدام طرائق تثبيت الملابس وتعديل أوضاع الجسم، كما يكتسب مهارات تنظيم أدوات المائدة وتحريك الأطباق والملاعق بطريقة تقلل الجهد عند تناول الطعام مما يعزز استقلاله الذاتي، بالإضافة لذلك يتم تدريبه على أساليب التنقل داخل المنزل مثل استخدام مقابض الجدران أو المنازل للتثبيت وتوزيع الوزن بشكل يحفظ توازنه ويقلل من مخاطرة السقوط ويساهم في منعه من الاعتماد الكلي على الآخرين.

التأهيل المبكر مقابل المتأخر: الفرق في النتائج
إنّ أهمية إعادة التأهيل لمرضى باركنسون بشكل مبكر تظهر في كونها تدخلاً استباقياً يهدف إلى إبطاء تدهور القدرات الحركية والمعرفية قبل أن تتفاقم الأعراض وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية لمريض باركنسون، عند البدء بالتأهيل منذ المراحل الأولى للتشخيص يستطيع المريض الحفاظ على قوته العضلية وتحسين توازنه وزيادة مرونته مما يقلل من خطر السقوط والإصابات.
يعزز التأهيل المبكر قدرة الدماغ على التكيف مع التغيرات العصبية من خلال ما يُعرف بالمرونة العصبية وهو ما يساعد على تأخير ظهور المضاعفات ويمنح المريض استقلالية أطول، كما يعزز الجانب النفسي والاجتماعي والجسدي لمريض باركنسون حيث يُشعر المريض بالتحكم في مسار المرض ويقلل من القلق المرتبط بتطوره، كما يسمح بتثقيف المريض وعائلته مبكراً فيما يخص مرض باركنسون وهذا يُحسّن من جودة الرعاية المنزلية ويخفف العبء عن مقدمي الرعاية مستقبلاً.
أما إعادة التأهيل لمرضى باركنسون بشكل متأخر فهو يأتي عادةً بعد أن يكون المرض قد أنهك وأضعف قدرات المريض بشكل واضح مما يجعل استعادة بعض الوظائف أصعب أو حتى غير ممكنة، في هذه المرحلة يواجه المريض مشكلات أكثر تعقيداً مثل فقدان التوازن بشكل حاد ومؤثر واضطرابات المشي وصعوبة في التواصل أو تناول الطعام ويصبح الهدف من التأهيل هو التخفيف من الأعراض فقط بدلاً من علاجها، غالباً ما تكون الاستجابة للعلاج أضعف ويزداد الاعتماد على الآخرين مما يقلل من جودة حياة المريض ويزيد من الضغط النفسي والاجتماعي عليه وعلى عائلته.
أهم أنواع برامج التأهيل الحركي لمرضى باركنسون
إنّ برامج التأهيل الحركي تضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لأنها تعد ذات أهمية كبيرة في رحلة إعادة التأهيل لمرضى باركنسون، فهي تساهم في الحفاظ على الحركة وإبطاء تقدم المرض حيث لا تضمن التمارين التعافي البدني فحسب بل تزيد أيضاً من ثقة المريض بنفسه وتعزز مشاركته الاجتماعية، يقوم خبراء العلاج الطبيعي بوضع برنامج رياضي وفقاً لاحتياجات كل مريض ويتضمن عادةً العناصر التالية:
- تمارين التقوية: تساعد على زيادة قوة العضلات وتمكين المرضى من الحركة بثبات وأمان.
- تمارين المرونة: تقلل من تيبس العضلات وصلابتها مما يتيح حركة أكثر راحة.
- تمارين التوازن والتنسيق: تقلل من خطر السقوط وتحسّن من تحكم المريض في وضعية جسمه، وهي ضرورية خاصة في المراحل المتقدمة من المرض.
- تمارين لتصحيح المشي: يعاني الكثير من مرضى باركنسون من صعوبات في المشي حيث يتحركون ببطء ويتخذون خطوات صغيرة، يُستخدم علاج المشي لزيادة حجم الخطوات وتحسين إيقاع المشي وتصحيح الوضعية.
- تمارين تصحيح الوضعية: تهدف إلى تقوية عضلات الظهر وتمكين المريض من الوقوف في وضع مستقيم مما يُحسن التوازن والتنفس من خلال الحفاظ على استقامة العمود الفقري.
- التمارين التي تعزز المرونة العصبية: ينتج مرض باركنسون عن فقدان الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ لكن يمكن للدماغ أن يُعيد تنظيم نفسه عبر المرونة العصبية، تساعد التمارين المحفزة لهذه الآلية في تكوين وصلات عصبية جديدة وتحسين الوظائف الحركية فهي من أهم الخطوات في إعادة التأهيل لمرضى باركنسون.
- العلاج بالرقص: يُعد الرقص وسيلة فعالة لتحسين حركة مرضى باركنسون إذ يُعزز المهارات الحركية مثل التوازن والتنسيق وطول الخطوة ويوفر فرصة لممارسة النشاط البدني من خلال تكرار الحركات وتقوية الذاكرة العضلية وتحسين الحالة النفسية وتقليل القلق والاكتئاب.
- تمارين منزلية: التمارين المنتظمة جزء أساسي من إعادة التأهيل لمرضى باركنسون ويمكن تأديتها في المنزل للحفاظ على اللياقة مثل المشي البطيء الذي يقوي عضلات الساقين ويزيد من المرونة الحركية وتمارين الإطالة التي تُنفذ صباحاً لإرخاء العضلات وزيادة المرونة وتمارين للتوازن تُجرى بالقرب من الحائط أو باستخدام كرسي للمساعدة على الثبات وكذلك الجلوس لأعلى وأسفل حيث يساعد على تقوية عضلات الساقين ويسهّل أداء المهام اليومية.

تقنيات العلاج الطبيعي لتحسين المشي والتوازن
يركز العلاج الطبيعي في رحلة إعادة التأهيل لمرضى باركنسون على تحسين التوازن والمشي من خلال مجموعة من التقنيات الفعالة مثل تمارين التوازن الثابت والديناميكي التي تساعد على تقوية العضلات المسؤولة عن الاستقرار وتقنيات التدريب الحسي التي تعزز استجابة الجسم للمثيرات البيئية. كما يشمل البرنامج إعادة تدريب نمط المشي لتعديل طول الخطوة ووضعية الجسم، كما يتم استخدام التلميحات البصرية واللفظية مثل الشرائط الأرضية أو الإيقاع الصوتي لتحفيز المشي المنتظم وتُعد تمارين تقوية العضلات المحورية ضرورية لدعم الجذع، بينما توفر الأجهزة المساعدة مثل العصي والمشايات دعماً إضافياً للمرضى حسب الحاجة.
التمارين الهوائية والمقاومة: هل هي فعالة؟
تعد التمارين الهوائية والمقاومة فعالة جداً في إعادة التأهيل لمرضى باركنسون لأنها تساعد في تحسين اللياقة القلبية والقدرة الحركية والتوازن، تعد التمارين الهوائية مثل المشي بشكل سريع وركوب الدراجة والسباحة من أهم التمارين التي تساعد في تحسين مرونة الجسم والتنسيق وتقلل من تباطؤ الحركة، كما تعد تمارين المقاومة مهم جداً لأنها تساعد على زيادة الثبات العضلي وهذا ما يمنح المريض قدرة أكبر على أداء الأنشطة اليومية بثقة واستقلالية.
تمارين النطق وتحسين وظائف البلع والكلام
يمكن أن يؤدي مرض باركنسون إلى مشاكل ليست فقط في الحركات ولكن أيضاً في مهارات الكلام والبلع، هذا يمكن أن يخلق صعوبات خطيرة في الحياة اليومية للمرضى فمع مرور الوقت يفقد المصابون بمرض باركنسون القدرة على التحكم في صوتهم والتعبير عن كلامهم بوضوح وهذا يجعل من الصعب على المرضى التفاعل الاجتماعي ويجعلهم يشعرون بالعزلة.
جلسات علاج النطق: الأهداف والخطوات
إن مشاكل الصوت تُعد من أبرز التحديات التي يواجهها المرضى خلال إعادة التأهيل لمرضى باركنسون، إذ يؤثر المرض على العضلات المسؤولة عن إنتاج الصوت والتحكم في النطق ومع مرور الوقت تظهر تغيرات في نبرة الصوت ووضوح الكلام مما قد يعيق تواصل المريض مع من حوله ويؤثر على تفاعله الاجتماعي، إنّ أبرز مشاكل الصوت هي:
- نقص الصوت (بحة الصوت): غالباً ما يضعف صوت مرضى باركنسون وقد يكون صوتهم أجش بحيث لا يمكن سماعه.
- عسر التلفّظ (ضعف النطق): يؤدي ضعف التحكم في العضلات إلى عدم قدرة المرضى على نطق الكلمات بشكل صحيح مما يجعل من الصعب فهم الكلام.
يساعد علاج النطق خلال إعادة التأهيل لمرضى باركنسون على تقوية صوتهم وجعل كلامهم أكثر وضوحاً من خلال:
- تمارين لزيادة ارتفاع الصوت: تعمل هذه التمارين على تقوية عضلات الحنجرة وجعل الصوت أكثر وضوحاً ليستطيع المحيطون فهم المريض بسهولة.
- التحكم في التنفس أثناء الكلام: تهدف هذه التقنية إلى تحسين تنسيق التنفس مع النطق، مما يتيح للمريض القدرة على التحدث بجمل كاملة وبصوت مستقر دون انقطاع.
- تدريبات معدل الكلام ونطق الكلمات بوضوح: من خلال تمارين مخصصة، يتم تعليم المرضى كيفية إبطاء وتيرة حديثهم وتحسين وضوح النطق مما يسهل عملية التواصل.
علاج عسر البلع: الأهدف والخطوات
كذلك يعد عسر البلع من أبرز المشكلات التي يواجهها المرضى خلال رحلة إعادة التأهيل لمرضى باركنسون حيث يعاني المرضى من صعوبة في الأكل والشرب ويزداد خطر الشفط (دخول الطعام أو السوائل إلى الرئتين) خصوصاً في المراحل المتقدمة مما قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي ومضاعفات خطيرة، يساعد علاج البلع الأشخاص المصابين بالشلل الرعاش على تناول الطعام والشراب بأمان حيث يتضمن ذلك تعليم تقنيات تقلل من خطر الشفط وتحسن تجربة الأكل مثل:
- الأكل البطيء والمضبوط: يُنصح المرضى بتناول الطعام ببطء وفي قضمات صغيرة لتقليل صعوبات البلع وزيادة الأمان.
- وضعية الجلوس في وضع مستقيم: تضمن الجلسة الصحيحة دخول الطعام إلى المريء بشكل آمن، وتقلل من خطر دخوله إلى مجرى التنفس.
- تعديل الأطعمة الصلبة والسائلة: يتم تغيير قوام الطعام والسوائل لتتناسب مع قدرة المريض على البلع مثل جعل الأطعمة أكثر ليونة والسوائل أكثر لزوجة.
تساعد هذه العلاجات المنتظمة خلال رحلة إعادة التأهيل لمرضى باركنسون مثل جلسات علاج النطق وتمارين البلع بالحفاظ على قدرة المريض على التواصل بشكل واضح وفعّال مع محيطه وتُمكّنه من تناول الطعام والشراب بثقة وأمان. هذا لا يساهم فقط في تحسين صحته الجسدية بل ينعكس أيضاً بشكل إيجابي على حالته النفسية من خلال تقليل شعوره بالعزلة وزيادة انخراطه في الحياة الاجتماعية وتعزيز إحساسه بالاستقلالية.
كيف يساعد العلاج الوظيفي مرضى باركنسون في حياتهم اليومية؟
العلاج الوظيفي هو جزء مهم خلال إعادة التأهيل لمرضى باركنسون، حيث يُطبق لتحسين مهارات الحياة اليومية للمرضى وزيادة استقلاليتهم، في مرض باركنسون تصبح الوظائف اليومية صعبة بسبب الأعراض الجسدية مثل تباطؤ الحركات وتيبس العضلات ومشاكل التوازن، يقوم المعالجون المهنيون بتعليم تقنيات خاصة لتمكين المرضى من التعامل مع هذه الصعوبات وإيجاد حلول وفقاً لاحتياجاتهم الفردية حيث يهدف العلاج المهني إلى:
- تطوير مهارات اليد والأصابع: يساعد المرضى في الحفاظ على المهارات الحركية الدقيقة مثل الكتابة أو غلق الأزرار أو التقطيع بالسكين.
- سهيل الأنشطة اليومية: تطوير استراتيجيات لتسهيل إنجاز أنشطة الحياة اليومية الأساسية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام والاستحمام.
- إدارة الطاقة: نظراً لأن نقص الطاقة والإرهاق شائعان لدى مرضى باركنسون يقوم المعالجون بتعليم المرضى كيفية أداء الأنشطة اليومية بطاقة أقل.
الأجهزة المساعدة واللوائح البيئية
يشمل العلاج الوظيفي أيضاً استخدام الأجهزة المساعدة التي تسهل الحياة اليومية للمرضى حيث تعمل هذه الأجهزة على زيادة الاستقلالية وتمكين المرضى من التنقل بمفردهم على سبيل المثال:
- المقابض وأجهزة الإمساك: تُستخدم أجهزة الإمساك المصممة خصيصاً للمرضى الذين يجدون صعوبة في الإمساك بالأشياء بسبب الرعاش أو ضعف العضلات في أيديهم.
- أدوات المساعدة على المشي: يتم توفير مساعدات المشي مثل العصي والمشايات للمرضى الذين يعانون من صعوبات في المشي.
- أغطية وأزرار ذاتية الفتح: يوصى باستخدام الأجهزة العملية مثل أغطية الزجاجات سهلة الفتح والأزرار الكبيرة للمرضى الذين يجدون صعوبة في القيام بحركات دقيقة بأصابعهم.
تعد التعديلات البيئية أيضاً جزءاً مهماً من رحلة إعادة التأهيل لمرضى باركنسون حيث يمكن أن تساعد التغييرات البسيطة في المنزل المرضى على أداء مهامهم اليومية بأمان وسهولة أكبر، على سبيل المثال يمكن أن يساعد وضع حصائر مانعة للانزلاق في الحمام أو إضافة قضبان تثبيت على السلالم المرضى على التحرك بشكل مستقل في المنزل.
دعم العائلة خلال مراحل إعادة التأهيل
تلعب الأسرة دوراً أساسياً في رحلة إعادة التأهيل لمرضى باركنسون خصوصاً في التوجه نحو إعادة التأهيل بشكل مبكر حيث يكون دعمهم عاملاً مهماً في ملاحظة الأعراض الأولية وتوجيه المريض نحو الرعاية المناسبة في الوقت المناسب. يساعد أفراد الأسرة في متابعة الجلسات العلاجية وتطبيق التمارين في المنزل، كما يشجعون المريض على الالتزام بالخطة العلاجية وتحافظ مشاركتهم المستمرة على الروح المعنوية لديه. تبرز أهمية الدعم الأسري خصوصاً في الدعم النفسي الذي يساعد في الوقاية من الاكتئاب الذي يُعد من الأعراض النفسية الشائعة المصاحبة لمرض باركنسون، كما تساهم الأسرة أيضاً في تهيئة البيئة المنزلية لتكون أكثر أماناً وسهولة للحركة وهذا يقدم دعماً كبيراً لمريض باركنسون.
فوائد التأهيل العصبي لمرضى باركنسون
يساهم التأهيل العصبي عموماً في تحسين حياة مرضى باركنسون بشكل فعّال، إذ تعد رحلة لإعادة التأهيل لمرضى باركنسون خطوة مهمة ومفصلية في حياة المريض لأنها تعمل على تعزيز القدرات الجسدية والإدراكية المتأثرة بفعل هذا المرض، من أبرز فوائد التأهيل العصبي تحسين القدرة على الحركة والتوازن وتقليل التيبّس والبطء في الحركات مما يُمكّن المريض من أداء أنشطته اليومية باستقلالية أكبر.
كما يساعد في إعادة تدريب الدماغ على استخدام مسارات عصبية بديلة من خلال ما يُعرف بالمرونة العصبية وهذا يساهم في الحد من تدهور المهارات الحركية، إلى جانب ذلك تسهم إعادة التأهيل لمرضى باركنسون في التخفيف من مشاكل النطق والبلع وتعزيز الوظائف الإدراكية كالتركيز والذاكرة ويُعد التأهيل العصبي أيضاً أداة نفسية داعمة إذ يمنح المرضى شعوراً بالتحسن والسيطرة على حالتهم ويقلل من الإحباط والعزلة المصاحبة للمرض.
كذلك يوجد التحفيز العميق للدماغ (DBS) الذي يعد إجراء جراحي يُستخدم لتحسين الأعراض الحركية مثل الرجفان وبُطء الحركة حيث يعمل من خلال إرسال نبضات كهربائية إلى مناطق معينة في الدماغ لتنظيم الإشارات العصبية غير الطبيعية، من أبرز فوائده تقليل الاعتماد على الأدوية وتحسين جودة الحياة لمريض باركنسون وتقليل التقلبات الحركية، كما يساهم في زيادة الاستقلالية لدى المريض وتحسين القدرة على أداء الأنشطة اليومية.

متى يجب البدء ببرنامج إعادة التأهيل؟
يُفضّل البدء ببرنامج إعادة التأهيل لمرضى باركنسون فور تشخيص مرض باركنسون، حيث يجب البدء حتى وإن كانت الأعراض لا تزال خفيفة حيث التدخل المبكر يساعد على إبطاء تقدم الأعراض والحفاظ على القدرة البدنية والوظيفية قبل التدهور وتعزيز جودة الحياة على المدى الطويل، كلما بدأ العلاج في وقت أبكر زادت فعاليته في دعم استقلالية المريض وتأخير ظهور المضاعفات المرتبطة بالمرض.
نرى أن إعادة التأهيل لمرضى باركنسون ليس مجرد مرحلة علاجية بل هو مسار مستمر يهدف إلى الحفاظ على جودة حياة المريض وتعزيز استقلاليته لأطول فترة ممكنة كيث يشمل التأهيل مجموعة واسعة من التدخلات مثل العلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن وعلاج النطق لتحسين التواصل والبلع والدعم النفسي والاجتماعي، كما أن مشاركة الأسرة والتدخل المبكر لهما دور أساسي في نجاح هذه العملية، إن إعادة التأهيل لمرضى باركنسون مصممة وفقاً لاحتياجات كل مريض ومرحلته لتساعده على مواجهة التحديات اليومية والتكيف مع تطورات المرض بشكل أفضل.
المصادر:
- Patel, R., & McKeon, A. (2020). Parkinson disease. In StatPearls. StatPearls Publishing. Retrieved May 14, 2025,
- National Health Service. (2023). Learning disabilities. NHS. Retrieved May 14, 2025