تُعد فتحة الشرج الضيقة من الحالات المرضية التي قد تسبب انزعاج وألم كبيرين للمصاب، وتؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية خاصة أثناء عملية الإخراج. قد تنجم هذه الحالة عن عدة أسباب، منها الجراحات السابقة أو الالتهابات المزمنة أو العيوب الخلقية.
في هذا المقال، نستعرض أبرز أسباب وطرق التشخيص إلى جانب الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج فتحة الشرج الضيقة، التي تتراوح بين العلاجات التحفظية والتدخلات الجراحية بهدف استعادة الوظيفة الطبيعية وتخفيف الأعراض بشكل فعّال.
ما هو تضيق فتحة الشرج (Anal Stenosis)؟
تضيق الشرج هو حالة طبية نادرة يحدث فيها تضيق في فتحة الشرج، وهي الفتحة التي يخرج منها البراز. ينتج هذا التضيق عن انكماش أو تليف في عضلات الشرج التي تتحكم في مرور البراز، مما يُعيق عملية الإخراج الطبيعية. غالباً ما يصيب تضيق الشرج البالغين كمضاعفات لعمليات جراحية سابقة أو لأمراض مزمنة، إلا أن بعض الأطفال قد يُولدون بهذه الحالة، وتُعرف حينها باسم التضيق الشرجي الخلقي (Congenital Anal Stenosis – CAS). ورغم ندرته سواء لدى البالغين أو الأطفال، فإن الباحثين لا يزالون يدرسون مدى شيوعه بدقة. من المهم علاج فتحة الشرج الضيقة مبكراً، إذ إن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

الفرق بين التضيق الخلقي والمكتسب
تضيق الشرج الخلقي هو تضيق في القناة الشرجية يظهر عند الولادة، وغالباً ما يكون بسبب تشوه خلقي أو عيب خلقي آخر. أما تضيق الشرج المكتسب، فيتطور لاحقاً في الحياة لأسباب مثل المضاعفات الجراحية، أو الحالات الالتهابية، أو العدوى.
- تضيق الشرج الخلقي: يُلاحظ هذا النوع من التضيق منذ الولادة، وغالباً ما يُشخَّص خلال مرحلة الطفولة المبكرة. يتمثل في ضيق غير طبيعي في فتحة الشرج، وقد يترافق مع تشوهات في شكل الفتحة أو موقعها. في بعض الحالات، تكون فتحة الشرج محاطة بالعضلات العاصرة بشكل سليم، لكنها تكون ضيقة جداً بسبب عيوب خلقية تؤثر على التكوين الطبيعي للمنطقة.
- تضيق الشرج المكتسب: يحدث هذا النوع بعد الولادة، ويكون نتيجة لعوامل متعددة، أبرزها تكوّن النسيج الندبي بعد العمليات الجراحية مثل استئصال البواسير أو الالتهابات المزمنة كما في مرض كرون. كما يمكن أن ينجم عن حالات مرضية مثل السل أو نتيجة للعلاج الإشعاعي. تؤدي هذه الأسباب إلى تليف أو التهابات مزمنة تسبب تضييق القناة الشرجية تدريجياً.
ما الأسباب الشائعة لحدوث ضيق فتحة الشرج؟
تضيق الشرج لدى البالغين يحدث عندما يتكوَّن نسيج ندبي داخل فتحة الشرج، مما يؤدي إلى تراكم ألياف صلبة غير قابلة للتمدد في جدران القناة الشرجية، فتضيق مساحتها. غالباً ما يظهر هذا النسيج بعد الخضوع لعلاجات طبية أو جراحية في منطقة الشرج أو قربها، وقد يكون ناتج أيضاً عن أمراض مزمنة تسبب التهابات مستمرة. تشير الدراسات إلى أن حوالي 90% من حالات تضيق الشرج ترتبط بتكوُّن نسيج ندبي بعد جراحة البواسير. هناك عدة حالات قد تؤدي إلى تراكم هذا النسيج، منها:
- الأسباب المعدية والبيئية: رغم أن تضيق الشرج لا يُعد من الأمراض المعدية، فإن بعض العدوى ولا سيما الأمراض المنقولة جنسياً أو الالتهابات المزمنة كداء الأمعاء الالتهابي قد تؤدي إلى التهاب القناة الشرجية وتندبها. كما يمكن أن تسهم العوامل البيئية كالتعرض للمهيجات أو مسببات الحساسية في تفاقم الحالة.
- الأسباب الوراثية والمناعة الذاتية: قد يكون هناك استعداد وراثي لدى بعض الأفراد، خاصة من لديهم تاريخ عائلي لأمراض الجهاز الهضمي. كذلك، يمكن أن تساهم أمراض المناعة الذاتية مثل داء كرون في إحداث التهابات مزمنة تؤدي إلى تضيق الشرج.
- نمط الحياة والعوامل الغذائية: النظام الغذائي الفقير بالألياف قد يؤدي إلى الإمساك، مما يزيد من الضغط على فتحة الشرج ويساهم في تضيّقها. كما أن قلة النشاط البدني واستخدام أدوية مهيجة على المدى الطويل قد تفاقم المشكلة.
- فقدان الدم أو الإنتان الذي يؤدي إلى تلف في أنسجة الشرج
- العدوى البكتيرية أو الطفيلية مثل الأميبا
- العلاج الإشعاعي لسرطان الشرج
- الاستخدام المفرط للملينات
عوامل الخطر
- العمر: تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في السن بسبب تغيرات الجهاز الهضمي.
- الجنس: تشير بعض الدراسات إلى أن الذكور أكثر عرضة من الإناث.
- الموقع الجغرافي: معدلات الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية أعلى في بعض المناطق.
- التاريخ الصحي: تشمل عوامل الخطر وجود اضطرابات سابقة في الجهاز الهضمي وجراحات شرجية أو معاناة من إمساك مزمن.
أعراض ضيق فتحة الشرج و متى يجب زيارة الطبيب
تختلف الأعراض من شخص لآخر، وتعتمد شدتها على درجة التضيق. ومع ذلك، توجد مجموعة من الأعراض الشائعة التي تظهر لدى معظم المصابين و التي تستوجب علاج فتحة الشرج الضيقة، وتشمل:
- الإسهال وسلس البراز: في بعض الحالات، قد يؤدي الانسداد الجزئي إلى تراكم البراز السائل خلف التضيق، ما يسبب تسربه غير الإرادي.
- الإحساس بعدم الإفراغ الكامل: يشعر المريض بأن المستقيم لا يزال ممتلئ رغم التبرز، وهي علامة شائعة في تضيق القناة الشرجية.
- صعوبة أو ألم أثناء التبرز: نتيجة لزيادة الضغط على منطقة الشرج، وقد يشعر المصاب بحاجة مفرطة للجهد عند الإخراج.
- نزيف شرجي: قد يظهر الدم على سطح البراز أو عند المسح، نتيجة لاحتكاك البراز الصلب بالأنسجة الملتهبة أو المتندبة.
- تغير شكل البراز: يكون البراز غالباً رفيعاً أو شريطي الشكل (يشبه القلم الرصاص)، مما يعكس ضيق القناة الشرجية.
- الإمساك المزمن: يُعد من أبرز الأعراض وينتج عن صعوبة مرور البراز عبر القناة الشرجية المتضيقة.
- ألم وانزعاج في منطقة الشرج: قد يكون الألم مصاحباً للتبرز أو مستمراً حتى بعده.
- الحكة أو التهيج: بسبب الالتهاب المزمن في الجلد المحيط بالشرج.

علامات تحذيرية تستدعي التدخل الطبي العاجل لعلاج فتحة الشرج الضيقة
- نزيف شرجي غزير
- ألم حاد ومستمر لا يزول
- علامات عدوى مثل الحمى والتورم أو الاحمرار حول الشرج
- انسداد كامل في الإخراج يترافق مع عدم خروج غازات أو براز
أعراض تضيق الشرج عند الرضع
أخطر مؤشر هو عدم خروج العقي (أول براز للرضيع) خلال أول 48 ساعة من الولادة، وهي علامة تدل غالبا على وجود مشكلة في الجهاز الهضمي السفلي، مثل داء هيرشسبرونغ. وأعراض إضافية لدى الرضع توحي بالإصابة و ضرورة علاج فتحة الشرج الضيقة:
- بكاء مستمر مع صعوبة في تهدئته
- براز رفيع الشكل أو غيابه لفترات طويلة
- علامات الجفاف مثل انخفاض عدد الحفاضات المبللة (أقل من 6 حفاضات يوميا) أو وجود بقعة غائرة في رأس الطفل (اليافوخ)
طرق تشخيص ضيق فتحة الشرج
تختلف منهجية التشخيص بين الرضع والبالغين نظراً لاختلاف الأعراض والظروف السريرية المصاحبة لكل فئة عمرية.
تشخيص تضيق الشرج الخلقي عند الرضع (Congenital Anal Stenosis – CAS)
عادة ما يُكتشف تضيق الشرج الخلقي خلال الأيام الأولى من حياة الرضيع، أثناء الفحص السريري الروتيني لحديثي الولادة. يشمل ذلك الفحص الشرجي الرقمي، وهو إدخال إصبع مغطى بالقفاز بلطف في فتحة الشرج لتقييم حجم القناة الشرجية ومقاومتها، ومن المؤشرات المبكرة لتضيق الشرج الخلقي التي ذكرت سابقاً ولتأكيد التشخيص، قد يُطلب إجراء فحوصات تصويرية متقدمة مثل:
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لتقييم التشريح الداخلي للبطن والمستقيم.
- حقنة الباريوم الشرجية (Barium Enema)، والتي توضح شكل الأمعاء وتكشف عن أي تضيق أو انسداد.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) في بعض الحالات المعقدة لتقديم عرض دقيق للبنى التشريحية.
تشخيص تضيق الشرج عند البالغين
عند البالغين، يبدأ التشخيص بجمع التاريخ المرضي المفصل، بما في ذلك الأعراض الحالية وتاريخ الإمساك والعمليات الجراحية السابقة في منطقة الشرج أو الحوض وأي أمراض مزمنة كداء الأمعاء الالتهابي. وتشمل خطوات التقييم الطبي:
- الفحص الشرجي الرقمي: لفحص مرونة القناة الشرجية وكشف وجود أي تضيّق أو تصلب في الجدار.
- تنظير الشرج (Anoscopy): يسمح برؤية القناة الشرجية باستخدام أنبوب مضاء صغير.
- تنظير المستقيم (Proctoscopy): فحص أكثر عمقًا يُستخدم لتقييم المستقيم والجزء السفلي من القولون.
في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI pelvis) أو تنظير القولون إذا اشتُبه بوجود أسباب مرضية مصاحبة. هذه الوسائل ضرورية للتشخيص و البدء في علاج فتحة الشرج الضيقة.
علاج فتحة الشرج الضيقة بدون جراحة
رغم محدودية الخيارات غير الجراحية، فإنها تُستخدم غالباً كخطوة أولى في علاج فتحة الشرج الضيقة، وتشمل:
- مكملات الألياف: تساعد على زيادة حجم البراز وتحسين حركته في الأمعاء.
- مُليّنات البراز والملينات المرطبة: تسهل مرور البراز عبر القناة الشرجية الضيقة عن طريق تليينه وتقليل الاحتكاك.
- نظام غذائي غني السوائل: يُشجّع على تحسين حركة الأمعاء ويقلل من الإمساك، مما يخفف من الضغط على فتحة الشرج.
- إذا لم تُحقّق التغييرات الغذائية أو استخدام الملينات نتائج فعالة، قد يُوصي الطبيب بالتوسيع الشرجي اليدوي أو باستخدام موسّعات، يمكن إجراؤه في العيادة أو تعلّم تنفيذه في المنزل باستخدام أدوات خاصة.
هل تكفي الكريمات والملينات الموضعية لعلاج فتحة الشرج الضيقة؟
رغم أن الملينات تُستخدم غالباً في علاج فتحة الشرج الضيقة لتخفيف أعراض تضيق الشرج، إلا أنها لا تُعد علاجاً شاملاً للحالة، فهي تعمل على تليين البراز وتسهيل مروره، مما يُقلل من الإجهاد والانزعاج أثناء التبرز، لكنها لا تعالج السبب الجذري للتضيق، حيث أن تضيق الشرج هو حالة تتمثل في ضيق غير طبيعي في القناة الشرجية، وقد ينجم عن تندب الأنسجة الناتج عن جراحة أو التهابات وتشنج العضلات المحيطة بالشرج وتلف الأنسجة بسبب أمراض مزمنة أو التهابات متكررة، لذا ففي الحالات الخفيفة، قد تكون الملينات جزء من العلاج المحافظ إلى جانب تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة. ومع ذلك، عندما يكون التضيق متوسطاً إلى شديد، فإن العلاج غالباً ما يتطلب إجراءات إضافية مثل:
- التوسيع الشرجي التدريجي
- العلاج الفيزيائي للعضلات العاصرة
- التدخل الجراحي، مثل رأب الشرج أو بضع العضلة العاصرة
متى يستخدم التوسيع اليدوي أو عبر البالون في علاج فتحة الشرج الضيقة؟
من بين الخيارات العلاجية غير الجراحية، يبرز التوسيع اليدوي أو عبر البالون كأحد التدخلات الفعّالة، خاصة عند عدم الاستجابة للعلاجات المحافظة أو في المراحل المبكرة من التضيق.
التوسيع اليدوي (Manual Dilation) لعلاج فتحة الشرج الضيقة
تُستخدم هذه الطريقة غالباً في حالات التضيق البسيطة إلى المتوسطة، سواء كانت ناجمة عن جراحة سابقة أو مضاعفات بعد الجراحة.
- يتم التوسيع بلطف باستخدام الإصبع أو موسعات طبية خاصة، لتوسيع فتحة الشرج تدريجياً.
- يمكن إجراؤه في المنزل بعد تدريب المريض، أو تحت إشراف الطبيب في العيادة.
- يُستخدم أحياناً كجزء من خطة علاج طويلة المدى للحفاظ على اتساع الفتحة الشرجية.
التوسيع البالوني (Balloon Dilation) لعلاج فتحة الشرج الضيقة
يُستخدم هذا الأسلوب في الحالات التي يكون فيها التضيق أشد أو غير مستجيب للعلاجات اليدوية.
- يتم إدخال قسطرة مزودة ببالون في القناة الشرجية، ثم يُنفخ البالون تدريجياً لتوسيع المنطقة المصابة.
- يُجرى هذا النوع عادةً في بيئة طبية تحت إشراف متخصصين، ويُستخدم أيضاً عندما يمتد التضيق إلى المستقيم العلوي.
- يُعتبر التوسيع البالوني أكثر دقة وقد يُخفف الأعراض بشكل أكثر فعالية في بعض الحالات المعقدة.
العلاجات الجراحية المتاحة لعلاج فتحة الشرج الضيقة
يُعد العلاج الجراحي خيار فعال في علاج فتحة الشرج الضيقة في حالات التضيق الشديد أو المتكرر وعندما تفشل الوسائل المحافظة مثل التوسيع أو تغيير نمط الحياة. من أبرز العمليات الجراحية المستخدمة رأب الشرج (Anoplasty)، وهي إجراء يُهدف إلى إعادة بناء أو توسيع فتحة الشرج لتحسين مرور البراز واستعادة الوظيفة الطبيعية للعضلات الشرجية.
- رأب الشرج (Anoplasty): تُجرى هذه الجراحة عندما يتسبب النسيج الندبي أو التشوهات الناتجة عن جراحات سابقة أو التهابات مزمنة في تضيق فتحة الشرج وتهدف العملية إلى تحسين مرونة الفتحة الشرجية وتمكينها من التمدد الطبيعي أثناء التبرز.
- بضع العضلة العاصرة (Internal Sphincterotomy): يُستخدم هذا الإجراء عادة في حالات التضيق الوظيفي (أي الناتج عن تشنج العضلة العاصرة الداخلية).يتضمن عمل شق صغير في العضلة العاصرة الداخلية لتقليل التوتر العضلي، مما يُخفف الألم ويسمح للشرج بالاسترخاء.يُعد هذا الإجراء بسيط نسبياً وغالباً ما يُستخدم بالتزامن مع عمليات رأب الشرج في الحالات المناسبة.
- رأب الشرج باستخدام السديلة الجلدية المستقيمية (Advancement Flap Anoplasty): يُستخدم هذا النوع في حالات التضيق الناتجة عن تلف أو نقص في بطانة القناة الشرجية حيث يتم فيه أخذ نسيج سليم من المنطقة المحيطة (مثل جلد الشرج أو المستقيم) ونقله لتغطية المنطقة المتندبة.من أبرز أنواعه:السديلة الجلدية المستقيمية V–Y إذ يُقص الجلد على شكل حرف V ويُسحب للأمام، ثم يُخاط على شكل Y.رفرف التقدم Y–V: يستخدم في الاتجاه العكسي حسب موقع التضيق ومرونة الجلد.
تختلف مدة التعافي بعد علاج فتحة الشرج الضيقة وإجراء عملية التوسيع من مريض إلى آخر حسب الحالة الصحية للمريض والطريقة التي يتم بها إجراء العملية، ولكن يجب الحصول على راحة تامة ما لا يقل عن 24 ساعة بعد إجراء العملية، ويعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية في غضون من ثلاث إلى ست أسابيع وهناك بعض الحالات التي تستغرق شهور حتى تمام الشفاء.

الجراحة بالليزر أو الاستئصال الجزئي في علاج فتحة الشرج الضيقة
تُعد جراحة الليزر من الخيارات الحديثة والفعالة لعلاج فتحة الشرج الضيقة، خاصةً عندما تفشل العلاجات التقليدية أو تكون غير مناسبة لحالة المريض. تعتمد هذه التقنية على استخدام طاقة الليزر الدقيقة لإزالة التضيقات، وغالباً ما تُستخدم مع إجراءات أخرى مثل بضع العضلة العاصرة لتحسين النتائج.
آلية عمل الليزر في علاج فتحة الشرج الضيقة
- إزالة النسيج المتندب بدقة عالية: يسمح الليزر بإزالة النسيج الليفي المتسبب في تضيق القناة الشرجية دون التسبب في تلف كبير للأنسجة السليمة المحيطة.
- إرخاء العضلات المشدودة: يُمكن استخدام الليزر لإجراء شق دقيق في العضلة العاصرة الداخلية (بضع العضلة العاصرة)، مما يقلل من التوتر العضلي ويحسّن مرور البراز.
- تحسين شكل ووظيفة القناة الشرجية: يساعد الليزر في إعادة بناء المنطقة المتضررة من القناة الشرجية بما يدعم العودة إلى الوظيفة الطبيعية.
مميزات جراحة الليزر
- تدخل طفيف ومضاعفات أقل: بفضل الدقة العالية، تقلل جراحة الليزر من خطر الإصابة بالعدوى أو النزيف أو تلف الأنسجة.
- ألم أقل وتعافٍ أسرع: المرضى الذين يخضعون لهذا النوع من الجراحة عادةً ما يعانون من انزعاج أقل بعد العملية، ويعودون إلى حياتهم الطبيعية خلال فترة قصيرة نسبياً.
- نتائج طويلة الأمد: تشير الأدلة إلى أن الليزر قد يحقق معدلات تكرار أقل مقارنة ببعض العمليات التقليدية، خاصةً عند استخدامه في حالات التندب المزمن.
متى يُوصى بجراحة الليزر؟
- في حالات التضيق البسيط إلى المتوسط: تُعتبر مناسبة للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كافٍ للعلاج المحافظ مثل الملينات أو التوسيع اليدوي.
- عند وجود مضاعفات تمنع إجراء الجراحة التقليدية: الليزر خيار مثالي للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع لتقنيات جراحية أكثر توغلًا بسبب مشاكل صحية أخرى.
- كجزء من الجراحة الترميمية: في الحالات الشديدة، قد تُستخدم الجراحة بالليزر جنباً إلى جنب مع رأب الشرج لإعادة بناء المنطقة المتضررة وتحسين الأداء الوظيفي.
نتائج العلاج و التعافي بعد الجراحة في علاج فتحة الشرج الضيقة
في معظم الحالات، تُسهم الجراحة في تخفيف الأعراض بشكل ملحوظ، حيث يُلاحظ المرضى تحسن في القدرة على التبرز، وانخفاض في الألم، وتراجع في الأعراض المصاحبة مثل النزيف أو الشعور بعدم الإفراغ الكامل. كما تُساعد هذه الجراحة في استعادة مرونة القناة الشرجية، مما ينعكس إيجاباً على التحكم في حركة الأمعاء ويقلل من تكرار الانسدادات أو التهيج.
بعد جراحة تضيق الشرج، يمر المريض بمرحلة تعافٍ تتضمن عدة جوانب مهمة لضمان الشفاء التام وتحقيق أفضل النتائج. عادةً ما يشعر المرضى بألم أو انزعاج خفيف في الأيام الأولى، ويعتمد طول فترة التعافي على طبيعة الجراحة واستجابة الجسم، إذ قد تمتد من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، وتُعد إدارة الألم جزءاً أساسياً من مرحلة التعافي، ويمكن استخدام المسكنات التي يصفها الطبيب للتخفيف من الانزعاج، في الوقت ذاته، يُنصح باتباع نظام غذائي غني بالألياف إلى جانب استخدام ملينات البراز لتجنب الإمساك، الذي قد يؤدي إلى زيادة الألم أو تأخير التئام الجرح.
دور العلاج الفيزيائي والتمارين المساعدة في علاج فتحة الشرج الضيقة
تمارين العضلة العاصرة الشرجية، مثل تمارين كيجل، تُعد وسيلة فعالة لتقوية العضلات المحيطة بالشرج وتحسين السيطرة على حركة الأمعاء، مما يساهم في التخفيف من الأعراض، تُركز تمارين كيجل على شد العضلات التي تُستخدم عادةً لمنع إخراج الغازات أو إيقاف تدفق البول، وهي نفس العضلات التي يجب تفعيلها أثناء التمرين. يُنصح بشد العضلات ورفعها قدر الإمكان، ثم تثبيت الشد لبضع ثوانٍ قبل الاسترخاء. يتم تكرار هذا التمرين عدة مرات، مع التأكيد على عزل عضلات الشرج وتجنب شد عضلات الأرداف أو الفخذين. يمكن أيضاً تنويع التمرين من خلال إطالة مدة الشد أو أداء انقباضات قصيرة وسريعة.
إلى جانب تمارين كيجل، هناك تمارين أخرى يمكن أن تكون مفيدة، مثل القرفصاء التي تُقوي عضلات الحوض وتحسّن الدورة الدموية وتمارين تمديد عضلات الأرداف التي تساعد في تقليل التوتر في منطقة قاع الحوض، وكذلك تمديدات قاع الحوض التي تهدف إلى إرخاء العضلات المشدودة في تلك المنطقة.
التوصيات الغذائية لتقليل الضغط أثناء الإخراج
تُعد التوصيات الغذائية جزءاً مهماً من إدارة تضيق الشرج، ويُنصح بزيادة تناول الألياف تدريجيا ًلتجنب الانتفاخ أو الغازات. يجب أن يحتوي النظام الغذائي اليومي على كميات وفيرة من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه (كالتوت، التفاح، والبرتقال) والخضراوات (مثل البروكلي، الخضراوات الورقية، والجزر) بالإضافة إلى الحبوب الكاملة مثل الشوفان والكينوا والأرز البني وخبز القمح الكامل والحبوب والمعكرونة. كما تُعد البقوليات مثل الفاصوليا والعدس والبازلاء من المصادر الممتازة للألياف.
إلى جانب ذلك، من الضروري الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء يومياً، مما يساعد على تليين البراز وتقليل خطر الإصابة بالإمساك. وفي حال لم تكن التغييرات الغذائية كافية، قد يُوصي الطبيب باستخدام مكملات الألياف مثل ميتاموسيل أو بينيفايبر لتعزيز الكمية اليومية من الألياف. من المهم أيضاً تجنّب أو تقليل بعض الأطعمة التي قد تُفاقم الحالة، مثل الأطعمة الحارة التي قد تزيد من الألم والشعور بالحرقان، والأطعمة التي تُسبب الإمساك كمنتجات الألبان أو بعض أنواع البقوليات. كما يُنصح بالحد من استهلاك الكحول والكافيين، إذ يمكن أن يسببا الجفاف ويزيدا من صعوبة الإخراج. يُفضل الابتعاد عن الأطعمة المصنعة أو قليلة القيمة الغذائية، لأنها تفتقر إلى الألياف وقد تُسبب اضطرابات في الهضم.
نصائح للوقاية من تكرار التضيق
لمنع تكرار تضيق الشرج والاستفادة التامة من علاج فتحة الشرج الضيقة، من المهم التركيز على الحفاظ على براز ليّن ومنتظم وتوسيع فتحة الشرج برفق إضافة إلى معالجة الأسباب الكامنة التي قد تُساهم في التضيق. يُمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي غني بالألياف يتضمن الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة وإلى جانب شرب كميات كافية من السوائل للحفاظ على رطوبة البراز. كما أن استخدام ملينات أو مسهلات البراز تحت إشراف طبي يساعد على الوقاية من الإمساك والإجهاد أثناء التبرز.
ينصح أيضاً بتجنب الضغط الزائد أثناء عملية الإخراج، حيث إن الإجهاد قد يزيد من فرص عودة التضيق. تساعد حمامات المقعدة الدافئة على استرخاء عضلات الشرج وتخفيف الانزعاج، مما يدعم عملية الشفاء ويقلل من التوتر العضلي. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء توسعة منتظمة لفتحة الشرج باستخدام الإصبع أو موسعات مخصصة ومن الضروري في هذه الحالات اتباع التقنية الموصى بها بدقة مع استخدام مزلق مناسب لتجنب التهيج أو الصدمات.
معالجة الأسباب الكامنة تمثل جزءاً أساسياً من الوقاية طويلة الأمد. فإذا كانت العدوى أو الالتهابات مثل داء كرون سبباًً في التضيق فيجب علاجها بالأدوية المناسبة مثل المضادات الحيوية أو مضادات الالتهاب. أما في حال كان التضيق نتيجة لجراحة سابقة، فيُنصح بالتواصل مع الطبيب لمناقشة خيارات الوقاية ومتابعة ما بعد الجراحة.
في الختام، يُعد علاج فتحة الشرج الضيقة خطوة ضرورية لتحسين جودة الحياة والوظائف الحيوية المرتبطة بالتغوط. وتختلف الخيارات العلاجية بحسب شدة التضيق، بدءاً من التوسيع التدريجي وصولاً إلى التدخل الجراحي في الحالات المزمنة. لذا فإن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة يمثلان أساساً في تحقيق نتائج فعالة ومستدامة.
المصادر:
- Hudson, J. I., Hiripi, E., Pope, H. G., Jr., & Kessler, R. C. (2007). The prevalence and correlates of eating disorders in the National Comorbidity Survey Replication. Biological Psychiatry, 61(3), 348–358
- Tsikitis, V. L., & Marecik, S. (2021). Anal fissure and anal stenosis. In S. R. Steele, T. L. Hull, N. Hyman, J. A. Maykel, T. E. Read, & C. B. Whitlow (Eds.), The ASCRS Textbook of Colon and Rectal Surgery (4th ed., pp. 231–248). Springer International Publishing