تعد أمراض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض شيوعاً، وخاصةً لدى كبار السن، ومن هذه الأمراض أم الدم الأبهرية (تمدد شريان الأبهر)، التي تصيب حوالي 40 مليون شخص في العالم، ويؤكد أهمية معرفة علاج أم الدم الأبهرية، والتشخيص المبكر، أنّها تعد من الحالات الخطيرة التي تتطور بصمت دون ظهور أعراض واضحة في مراحلها المبكرة.
ما هي أم الدم الأبهرية؟
أم الدم الأبهرية هي انتفاخ أو تمدد يحدث في جدار الشريان الأبهري، وهو أكبر شريان في الجسم، الذي يقوم بنقل الدم من القلب إلى جميع أنحاء الجسم، حيث يوجد نوعان رئيسيان من أم الدم الأبهرية، وكل منهما يصيب جزء مختلف من الجسم:
- أم دم الأبهرية البطنية: يحدث هذا النوع من أم الدم الأبهرية في الجزء من الشريان الأبهري الذي يمر عبر منطقة البطن، وهو النوع الأكثر شيوعاً.
- أم دم الأبهرية الصدرية: يحدث هذا النوع في الجزء من شريان الأبهر الذي يمر عبر تجويف الصدر.

🔎 متى يكون علاج أم الدم الأبهرية ضرورياً؟
يجب علاج أم الدم الأبهرية في جميع الحالات، وخاصةً عند:
- زيادة حجم التمدد: عند وصول قطر أم الدم 5.5 سم لدى الرجال أو 5 سم لدى النساء، يتطلب تدخل جراحي فوري.
- زيادة معدل نموه: في حال النمو السريع (أكثر من 0.5 سم خلال 6 أشهر)، يعد علامة خطر ويستدعي علاج فوري.
- وجود أعراض مثل الألم أو شعور بالنبض في البطن: هذه الأعراض قد تشير إلى خطر قريب من التمزق.
📌 عادةً ما يتم مراقبة الحالات الصغيرة بالموجات فوق الصوتية وبالتصوير المقطعي المحوسب بشكل دوري.
💊 علاج أم الدم الأبهرية غير الجراحي
يستخدم في الحالات الصغيرة أو المستقرة، من أجل منع تمدد الدم حتى لا تصبح كبيرة بما يكفي لتمزق الشريان، وتشمل:
- مراقبة دورية كل 6–12 شهرًا: من خلال الفحوصات والتصوير.
- أدوية لضبط الضغط والكوليسترول: تساعد هذه الأدوية في تقليل الضغط الواقع على جدار الشريان، وإبطاء نمو أم الدم.
- التحقق من الأمراض المصاحبة: يتحقق مقدم الرعاية الصحية من عدة أمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم، لأنها قد تزيد من سوء حالة أم الدم.
- الإقلاع عن التدخين
🎯 الهدف: تقليل الضغط على جدار الشريان ومنع التمدد من النمو.
🔧 متى نلجأ إلى الجراحة في علاج أم الدم الأبهرية؟
إذا زاد حجم أم الدم عن 5.5 سم أو ظهرت الأعراض، يُوصى بالتدخل الجراحي، الخيارات تشمل:
- الجراحة المفتوحة (Open Surgery): يقوم الطبيب بإزالة أم الدم وخياطة رقعة (أنبوب طبي خاص) في مكانها لإصلاح الشريان، وتكون هذه الجراحة ضرورية أيضاً في حال تمزق أم الدم بشكل مفاجئ.
- القسطرة الوعائية (EVAR): وهي إجراء طفيف التوغل يستخدم لعلاج أم الدم الأبهرية، إذ يقوم الطبيب باستخدام قسطرة (أنبوب رفيع) لإدخال رقعة (دعامة) تقوم بتدعيم أو إصلاح جدار الشريان من الداخل.
📌 الجراحة الحديثة آمنة نسبياً ونسبة النجاح مرتفعة إذا تم إجراؤها في الوقت المناسب.
🤔 ما الفرق بين الأبهر الصدري والبطني؟
الأبهر الصدري | الأبهر البطني | |
الموقع | في الصدر | في البطن |
نوع الجراحة | أكثر تعقيداً | شائعة وأسهل نسبياً |
الأعراض | ألم في الصدر/الظهر | ألم بطني/نبض محسوس |
💡 نصائح لتقليل خطر تمدد شريان الأبهر
يمكن تقليل خطر الإصابة بأم الدم الأبهرية أو تقليل تمدد شريان الأبهر من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي، والابتعاد عن العوامل التي تزيد من ارتفاع ضغط الدم، من خلال:
- الالتزام بالأدوية
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة
- ممارسة رياضة خفيفة
- مراقبة الضغط والسكري
- المتابعة الدورية مع طبيب الأوعية الدموية
في الختام، يعد علاج أم الدم الأبهرية خطوة حاسمة في الوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد الحياة، مثل التسلخ أو التمزق، وإنّ التشخيص المبكر، والمتابعة المنتظمة، والالتزام بالعلاج من العوامل الأساسية للحفاظ على سلامة المريض، ومع التقدم الطبي المستمر أصبحت فرص النجاح في علاج أم الدم الأبهرية أكبر من أي وقت مضى بشرط اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
المصادر:
- .Centers for Disease Control and Prevention. (2023, July 19). Aortic aneurysm
- .National Heart, Lung, and Blood Institute. (2023, August 7). Aortic aneurysm