تُعتبر جراحة قلب الأطفال من أهم التدخلات الطبية التي تمنح الآلاف من الأطفال فرصة جديدة لحياة صحية وطبيعية، سواء كانت العيوب القلبية بسيطة أو معقدة، فإن التشخيص المبكر والخطوات العلاجية الدقيقة تلعب دوراً حاسماً في نجاح العملية وتحقيق أفضل النتائج. في هذا المقال، سنستعرض معاً متى ولماذا تحتاج حالة طفلك إلى جراحة قلب الأطفال، أهم التقنيات الحديثة المستخدمة، ونسبة النجاح التي تعطي الأهل الأمل والطمأنينة لاتخاذ القرار الصحيح بثقة وأمان.
ما هي جراحة قلب الأطفال؟
جراحة قلب الأطفال هي فرع من فروع الطب، تُعنى بالعلاج الجراحي لأمراض القلب التي تُلاحظ لدى الأطفال من سن الرضاعة إلى المراهقة، وهي إجراءٌ يهدف لتصحيح مشكلة بنيوية في قلب الطفل، تُستخدم لمعالجة التشوهات التي تُعيق تدفق الدم ووظيفته بشكل سليم، حيث يتطلب حوالي نصف عيوب القلب الخلقية تدخلاً أو جراحةً قلبيةً، كما أنها تهدف إلى تصحيح العيوب الخلقية أو المكتسبة في قلب الطفل، حيث يمكن أن تكون هذه العيوب بسيطة مثل ثقب صغير بين الأذنين، أو معقدة مثل التشوهات المتعددة في بنية القلب كرباعي فالوت مثلاً.
متى يحتاج الطفل إلى جراحة في القلب؟
بعض عيوب القلب تحتاج إلى إصلاح مباشرةً بعد الولادة، أما بالنسبة للبعض الآخر، فمن الأفضل الانتظار أسابيع أو أشهر أو سنوات، فقد لا تحتاج بعض عيوب القلب إلى إصلاح. تعتمد الحاجة إلى جراحة قلب الأطفال على نوع العيب وشدته، وغالباً ما تظهر العلامات الأولى بعد الولادة مباشرة أو خلال الأشهر الأولى، وبشكل عام، تشمل الأعراض التي تشير إلى ضرورة الجراحة ما يلي:
- الزرقة: تغير لون الجلد أو الشفاه إلى الأزرق أو فراش الأظافر (زرقة)، تظهر هذه الأعراض بسبب عدم وجود كمية كافية من الأكسجين في الدم (نقص الأكسجة)
- صعوبة التنفس: بسبب رطوبة الرئتين أو احتقانهما أو امتلائهما بالسوائل (قصور القلب)
- مشاكل في معدل ضربات القلب أو إيقاعها (اضطراب نظم القلب)
- بطء النمو: تأخر نمو الطفل وتطوره
- التعب أثناء الرضاعة وضعف التغذية أو النوم
طرق تشخيص العيوب القلبية قبل جراحة قلب الأطفال
قد يتم تشخيص عيب خلقي في القلب أثناء الحمل أو بعد الولادة. ويمكن ملاحظة علامات بعض عيوب القلب من خلال فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني أثناء الحمل (الموجات فوق الصوتية للجنين). بعد ولادة الطفل، قد يشتبه الطبيب في وجود عيب خلقي في القلب إذا كان الطفل يعاني من الزرقة في الجلد أو تأخر في النمو مثلاً، كما قد يسمع الطبيب صوتاً يُسمى نفخة قلبية أثناء الاستماع إلى قلب الطفل باستخدام سماعة الطبيب، ولحسن االحظ، معظم نفخات القلب غير ضارة، أي أنه لا يوجد عيب في القلب ولا تُشكل النفخة خطراً على صحة الطفل، ومع ذلك، قد يكون سبب بعض النفخات القلبية تغيرات في تدفق الدم من وإلى القلب.
تشمل الفحوصات تشخيص عيب خلقي في القلب قبل الجراحة ما يلي:
- قياس التأكسج النبضي: يُوضع جهاز استشعار على طرف الإصبع لتسجيل كمية الأكسجين في الدم، وقد يكون نقص الأكسجين علامة على وجود مشكلة في القلب أو الرئة.
- تخطيط كهربية القلب (ECG أو EKG). يُسجِّل هذا الاختبار السريع النشاط الكهربائي للقلب، ويُظهر كيفية نبضه. تُثبَّت لاصقات لاصقة مزودة بأجهزة استشعار، تُسمى أقطاباً كهربائية، على الصدرأو على الذراعين أو الساقين أحياناً ثم تُوصِل أسلاك هذه اللاصقات بجهاز كمبيوتر ويقوم الجهاز بطبع النتائج أو عرضها.
- تخطيط صدى القلب (Echocardiogram): : تُستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للقلب أثناء حركته، حيث يُظهر مخطط صدى القلب كيفية تحرك الدم عبر القلب وصماماته.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا الفحص مجالات مغناطيسية وموجات راديوية لإنشاء صور مفصلة للقلب. يمكن إجراء تصوير القلب بالرنين المغناطيسي لتشخيص وتقييم عيوب القلب الخلقية حيث يُعطي صوراً ثلاثية الأبعاد للقلب، مما يسمح بقياس دقيق لحجرات القلب.
- القسطرة القلبية التشخيصية: يُقدِّم هذا الاختبار معلومات مُفصَّلة عن تدفق الدم وكيفية عمل القلب، حيث يُدخل الطبيب أنبوباً رفيعاً ومرناً يُسمى القسطرة في وعاء دموي (عادةً في منطقة الفخذ،)ويوجهه إلى القلب، كما يمكن إجراء بعض علاجات القلب أثناء قسطرة القلب.
إذا كنت قلقاً حول صحة طفلك فيمكننا مساعدتك في التعامل مع عيوب القلب الخلقية المرتبطة بالأطفال.
كيف تُجرى جراحة القلب عند الأطفال؟
قد تكفي عملية جراحية واحدة لإصلاح عيب القلب، ولكن في بعض الأحيان قد يلزم إجراء سلسلة من الإجراءات، كما تعتمد التقنية المستخدمة على نوع العيب، وفيما يلي ثلاث تقنيات مختلفة لجراحة قلب الأطفال لإصلاح العيوب الخلقية في القلب عند الأطفال:
جراحة قلب الأطفال المفتوحة باستخدام جهاز القلب والرئة
هي عندما يستخدم الجراح جهاز مجازة القلب والرئة، حيث يتم إجراء شق جراحي عبر عظم القص بينما يكون الطفل تحت التخدير العام حتى لا يشعر بأي ألم، تُستخدم أنابيب لإعادة توجيه الدم عبر مضخة خاصة تُسمى جهاز مجازة القلب والرئة، حيث يضيف هذا الجهاز الأكسجين إلى الدم ويحافظ على دفء الدم وحركته في باقي الجسم أثناء قيام الجراح بإصلاح القلب، كما يسمح استخدام الجهاز بإيقاف القلب من أجل إصلاح عضلة القلب نفسها أو صمامات القلب أو الأوعية الدموية خارج القلب، وبعد انتهاء الإصلاح، يُعاد تشغيل القلب، وتُزال الآلة ثم يُغلق شق عظم الصدر والجلد.
يتطلب إصلاح العديد من عيوب القلب استخدام مجازة قلبية رئوية (جهاز مجازة قلبية رئوية) وإيقاف القلب وفتحه لإجراء جراحة قلب الأطفال، وتشمل هذه العيوب: عيوب الحاجز الأذيني (ASD) وعيوب الحاجز البطيني (VSD) و انقلاب الشرايين الكبرى ورباعية فالو وغيرها من التشوهات المعقدة، كما أن معظم عمليات القلب للأطفال هي عمليات قلب مفتوح.
الجراحة طفيفة التوغل (minimally invasive)
في بعض عمليات إصلاح عيوب القلب، يُجرى شق على جانب الصدر بين الأضلاع (بضع الصدر)، ويُسمى أحياناً جراحة القلب المغلق. يمكن إجراء هذه الجراحة باستخدام أدوات خاصة وكامير ولكن لا يمكن علاج جميع عيوب القلب بهذه الطريقة.
استخدام القسطرة في جراحة قلب الأطفال
هناك طريقة أخرى لإصلاح عيوب القلب بدون فتح الصدر لعلاج بعض الحالات حيث يتم إدخال أنبوب صغير في الشريان الفخذي وتمريرها إلى القلب، تُسمى هذه الطريقة قسطرة القلب ولكن لا يمكن إصلاح سوى بعض عيوب القلب بهذه الطريقة.

أشهر أنواع جراحات القلب لدى الأطفال
تختلف تقنية جراحة قلب الأطفال باختلاف نوع العيب القلبي لدى كل طفل، فبعضها قد تكون معقدة وبعضها الآخر أقل تعقيداً، ومن أشهر أنواع جراحة قلب الأطفال:
إصلاح عيب الحاجز البطيني (VSD)
الحاجز البطيني هو الجدار الفاصل بين البطينين الأيسر والأيمن (الحجرات السفلية) للقلب. يدعى الثقب في الحاجز البطيني VSD، وهو من أكثر العيوب القلبية شيوعاً، يسمح هذا الثقب باختلاط الدم المحمل بالأكسجين مع الدم المستهلك العائد إلى الرئتين. مع مرور الوقت، قد تحدث ضربات قلب غير منتظمة ومشاكل قلبية أخرى.
بحلول عمر سنة واحدة، تُغلق معظم عيوب الحاجز البطيني الصغيرة من تلقاء نفسها. ومع ذلك، قد تحتاج عيوب الحاجز البطيني التي تبقى مفتوحة بعد هذا العمر إلى إغلاق جراحي لإصلاح عيب الحاجز البطيني، حيث تحتاج عيوب الحاجز البطيني الأكبر حجمأً والصغيرة في أجزاء معينة من الحاجز البطيني، أو تلك التي تُسبب قصور القلب أو التهاب الشغاف (الالتهاب)، إلى جراحة قلب مفتوح وغالباً ما يُغلق الثقب في الحاجز برقعة، كما يمكن إغلاق بعض عيوب الحاجز دون جراحة عن طريق إدخال سلك صغير إلى القلب ووضع جهاز صغير لإغلاق العيب.

إصلاح رباعية فالوت
رباعية فالو هي عيب خلقي في القلب، عادةً ما يشمل أربعة عيوب خلقية في القلب، ويؤدي إلى تحول لون الطفل إلى الأزرق (زرقة). تُعد جراحة معقدة لإصلاح رباعية فالوت تُعالج عدة عيوب في القلب بعملية واحدة القلب المفتوح ضرورية، وغالباً ما تُجرى عندما يكون عمر الطفل بين 6 أشهر وسنتين. تتضمن الجراحة إغلاق عيب الحاجز البطيني برقعة وفتح العضلة المتضخمة (تضيق)، ثم تُوضع رقعة على البطين الأيمن والشريان الرئوي الرئيسي لتحسين تدفق الدم إلى الرئتين.
قد يخضع الطفل لإجراء تحويلة قلبية أولاً(لتنقل الدم من منطقة إلى أخرى) يُجرى هذا الإجراء إذا دعت الحاجة إلى تأجيل جراحة القلب المفتوح بسبب مرض الطفل الشديد الذي لا يسمح له بالخضوع للجراحة، وأثناء إجراء التحويلة، يُجري الجراح شقاً جراحياً في الجانب الأيسر من الصدر، بمجرد أن يكبر الطفلتُغلق التحويلة ويُجرى الإصلاح الرئيسي في القلب.
ما نسبة نجاح جراحة قلب الأطفال؟
أصبحت جراحة قلب الأطفال أكثر تقدماً من أي وقت مضى. في الماضي، نادرًا ما نجا الأطفال المصابون، ويُعزى تحسن معدلات البقاء على قيد الحياة جزئياً إلى الرعاية الجراحية الناجحة عندما كان هؤلاء المرضى رُضّعاً وأطفالاً صغاراً. تعتمد نسبة نجاح جراحة قلب الأطفال على عدة عوامل، منها نوع الجراحة وعمر الطفل والعيب القلبي لدى الطفل. في المراكز المتخصصة، تتجاوز نسبة النجاح 90% للعديد من عمليات جراحة قلب الأطفال.
يُتوقع اليوم أن يعيش حوالي 95% من الأطفال المولودين بعيب غير حرج حتى سن 18 عاماً على الأقل، ويُتوقع أن يعيش ما يقرب من 70% من المصابين بعيب حرج حتى سن 18 عاماً، ولحسن الحظ، تستمر العلاجات في التحسن مع ازدياد معرفة الأطباء بعوامل مثل العوامل الوراثية، والتي يمكن أن تؤثر ليس فقط على أمراض القلب الخلقية، ولكن أيضاً على مدى تحسن الأطفال بعد العلاج الجراحي.
مقارنة بين جراحة قلب الأطفال في تركيا مقابل الدول الأخرى
تعتبر جراحة قلب الأطفال واحدة من أبرز الإنجازات الطبية التي تفتح الأمل للكثير من الأطفال حول العالم. تقدم العديد من الدول المتقدمة خدمات عالية الجودة في هذا المجال، بما في ذلك تركيا، التي توفر حلولاً علاجية فعّالة بتكلفة معقولة مقارنةً ببقية الدول مثل ألمانيا والولايات المتحدة.
المعيار | تركيا | ألمانيا | أميركا |
---|---|---|---|
التكلفة | منخفضة نسبياً | مرتفعة | مرتفعة جداً |
جودة الرعاية | عالية في المراكز المتخصصة | ممتازة | ممتازة |
فترة الانتظار | قصيرة | متوسطة | طويلة أحياناً |
ما هو متوسط أسعار جراحة قلب الأطفال في تركيا؟
تختلف تكلفة جراحة قلب الأطفال في تركيا حسب نوع الجراحة، حيث:
الإجراء | السعر (بالدولار الأمريكي) |
---|---|
جراحة عيب الحاجز البطيني | من 8,000 دولار |
جراحة تركيب الصمام | من 6000 دولار |
جراحة رباعية فالوت | من 16,000 دولار |
إصلاح أو ترميم صمام القلب | من 8,000 دولار |
استبدال صمام الميترال للأطفال | من 12,000 دولار |
لماذا جراحة قلب الأطفال في تركيا خيار مثالي؟
تعد جراحة قلب الأطفال في تركيا خياراً مثالياً بسبب العديد من الميزات، وهي:
- تكلفة معقولة مقارنة بالدول الأخرى.
- جودة رعاية طبية عالية وأطباء ذو خبرة عالمية.
- مرافق طبية حديثة واستخدام أحدث التقنيات.
- خدمات سياحة طبية متكاملة تشمل الإقامة والتنقل.
- نسبة نجاح عالية في العمليات.
- سهولة الوصول إليها من العديد من الدول العربية.
مما يعني أن تركيا تقدم علاجًا فعالاً بتكلفة أقل وبجودة ممتازة.

في الختام، تُعتبر جراحة قلب الأطفال من العمليات الحيوية التي تمنح الأطفال فرصة لحياة صحية وطبيعية. يعتمد نجاح العملية على التشخيص المبكر واختيار التقنيات الحديثة، كما أن اختيار المستشفى المناسب والمراكز المتخصصة خطوة هامة لضمان أفضل رعاية. إذا كنت تبحث عن علاج متقدم وفعال، لا تتردد في استشارة أطباءنا المتخصصين للحصول على أفضل الخيارات العلاجية لطفلك.
المصادر:
- Kaneshiro, N. K. (2023, January 24). Pediatric heart surgery. MedlinePlus.
- NHS. (2021, September 7). Congenital heart disease – Treatment. NHS.