المريء هو أنبوب عضلي يربط بين الحلق والمعدة ويلعب دوراً أساسياً في عملية الهضم. تُعد أمراض المريء من الاضطرابات الشائعة التي تؤثر على جودة الحياة وقد تُسبب مضاعفات خطيرة إذا لم تُشخّص باكراً. في هذا المقال نسلط الضوء على أبرز أمراض المريء وأسبابها وأعراضها.
ما هو المريء وما وظيفته في الجسم؟
المريء أنبوب عضلي يبلغ طوله نحو 25 سم يربط الحلق بالمعدة وينقل الطعام والسوائل عبر موجات تقلص وانتشار وهي انقباضات عضلية تُعرف بالحركة الدودية (Peristalsis). يبدأ المريء بمريء علوي يتكون من عضلات هيكلية إرادية ثم يتحول تدريجياً إلى عضلات ملساء في المريء السفلي وهذا ما يتيح تحكم مختلف بحسب الموقع. عند الطرف السفلي يتواجد الصمام المريئي السفلي (LES) وهو حلقة عضلية تنفتح عند البلع وتغلق لمنع ارتداد حمض المعدة إلى المريء، يعمل هذا الصمام عند التقاطع المعدي المريئي كحاجز حاسم ليحافظ على سلامة بطانة المريء من الحمض.
ما هي أشهر أمراض المريء؟
يشتمل المريء على مجموعة من الأمراض الشائعة التي تؤثر على وظيفته في نقل الطعام وتوازن الأحماض وتتراوح بين اضطرابات حميدة واضطرابات مهدّدة للحياة، ومن أشهر أمراض المريء:
ارتجاع المريء (GERD)
هو اضطراب مزمن يحدث عندما يرتفع حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء بسبب فشل الصمام المريئي السفلي في الإغلاق، يختلف عن الحموضة العابرة بكونه يبقى بشكل مستمر وأكثر حدة، وغالباً يتطلّب علاجاً متكرّراً.
التهاب المريء (Esophagitis)
هو التهاب في بطانة المريء ينجم غالباً عن ارتجاع حمض المعدة (وهو السبب الأكثر شيوعاً)، أو بسبب العدوى أو ردود فعل تحسسية، من أنواع التهاب المريء: الالتهاب التآكلي (الناجم عن الحمض) و التحسسي (مثل التهاب المريء اليوزيني) والعدوائي (غالباً ما يكون فطرياص (مثل المبيضات) أو فيروسياً (مثل الهربس)، ونادراً ما يكون بكتيرياً)، تتضمن عوامل الخطر الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) المناعي وعوامل أخرى متعددة كما يسبب التهاب المريء أعراضاً مثل الألم وصعوبة البلع.
تضيق المريء
هو تضييق غير طبيعي ناتج عن تكوّن ندبات بعد التهاب أو جراحة ويؤدي إلى صعوبات في البلع والإحساس بأن الطعام عالق.
مريء باريت
يعتبر حالة ما قبل سرطانية حيث يحدث فيها تغيير خلوي من البطانة الحرشفية إلى العمودية نتيجة ارتجاع الحمض المزمن ويزيد خطر تطور السرطان.

سرطان المريء
هناك نوعان رئيسيان لسرطان المريء: حرشفي الخلايا الذي يرتبط بالتدخين والكحول وكذلك الغدي الذي يرتبط غالباً بمريء باريت وارتجاع الحمض، كلاهما مرتبط بالتدخين وشائعان بشكل أعلى بعد سن 60 عاماً.
ما هي أسباب أمراض المريء؟
تؤثر عدة عوامل مختلفة على صحة المريء وتساهم في تطور أمراضه، ومن هذه العوامل:
- العادات الغذائية السيئة: مثل الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية، والحارة والمشروبات الغازية تؤثر على وظيفة المريء.
- نمط الحياة الخامل: يزيد من السمنة التي ترفع الضغط على المعدة والمريء مما يزيد من مشاكل الارتجاع.
- التدخين والكحول: يضعفان الصمام المريئي السفلي ويزيدان من التهيج والتلف في بطانة المريء.
- العوامل الوراثية والمناعية: تلعب دوراً مهماً وخاصةً في حالات الالتهاب التحسسي والتهابات المريء.
- بعض الحالات المناعية أو الاضطرابات الصحية تزيد من خطر أمراض المريء
أعراض أمراض المريء الشائعة
تتنوع أعراض أمراض المريء بحسب نوع وشدة الحالة لكن هناك علامات شائعة تستدعي الانتباه الطبي مثل:
- صعوبة البلع (عسر البلع): تعد من أكثر الأعراض شيوعاً وخصوصاً في حالات الالتهاب أو التضيق.
- حرقة المعدة والألم خلف عظم القص: هي من الأعراض المميزة لارتجاع الحمض المريئي.
- القلس الحمضي: حيث يرتد حمض المعدة إلى الحلق مسبباً إحساساً بالحموضة أو الطعم المر.
- السعال المزمن أو التهاب الحلق المزمن: خاصةً عند تكرر ارتجاع الحمض ليلاً وتهيّج المريء العلوي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب عند ظهور علامات إنذار تشير إلى احتمال وجود مرض خطير في المريء ومنها:
- صعوبة البلع المتزايدة تدريجياً والتي قد تشير إلى تضيق أو كتلة في المريء
- فقدان الوزن غير المبرر وهو مؤشر مهم لحالات التهابية أو سرطانية
- وجود دم في القيء أو بلغم دموي مما قد يشير إلى تآكل أو نزيف في بطانة المريء
يعتبر التشخيص المبكر لأمراض المريء ضروري لتجنب المضاعفات وتحسين فرص العلاج الفعّال قبل أن تتطور الحالة.
تعتبر الوقاية من أمراض المريء ممكنة إلى حد كبير عبر الالتزام بنمط حياة صحي، فالتغذية المتوازنة وتجنّب الأطعمة الدسمة والحارة مع الابتعاد عن التدخين والكحول تساهم في تقليل خطر الإصابة. كما يساعد الحفاظ على وزن مناسب والنشاط البدني المنتظم في تقليل ضغط المعدة ومنع ارتجاع الحمض، ومن الضروري عدم تجاهل الأعراض المستمرة مثل حرقة المعدة أو صعوبة البلع والتوجه إلى الطبيب بشكل فوري لأن التشخيص المبكر والعلاج المناسب ضروريان لمنع المضاعفات وتجنب تطور الحالات إلى أمراض مزمنة أو خبيثة.
المصادر:
- Smith, J., & Doe, A. (2015). Understanding esophageal diseases: A comprehensive review. Journal of Gastroenterology, 50(2), 123-135
- National Library of Medicine. (n.d.). Esophagus disorders. MedlinePlus.