تُعدّ الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة واحدة من أبرز الحلول التعويضية التي تُساعد المرضى على استعادة القدرة على الحركة بعد فقدان الطرف السفلي، ومع التقدّم في تقنيات التصميم والمواد المستخدمة أصبح بإمكان المصابين التكيّف مع نمط حياة أكثر استقلالاً ومرونة. تشمل الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة أنواعاً متعددة تختلف في تصميمها وخصائصها بحسب حالة المريض واحتياجاته، كما أنّ اختيار الطرف الأنسب يتطلب فهماً دقيقاً لمكوناته، وطريقة عمله والتحديات المحتملة بعد تركيبه.
ما هو البتر تحت الركبة ومتى يُستخدم الطرف الصناعي؟
يشير البتر تحت الركبة (Below-Knee Amputation) أو ما يُعرف بالبتر عبر الظنبوب (Transtibial Amputation) إلى إزالة الطرف السفلي ابتداءً من أسفل مفصل الركبة بما يشمل القدم ومفصل الكاحل وجزءاً من عظمتي الساق (الظنبوب والشظية) حيث لا تُزال العظام كاملة، بل تُقطع جزئياً بهدف الحفاظ على جزء كاف من العظم يُستخدم كأساس لتركيب الطرف الصناعي ودعمه، غالباً ما يُجرى هذا النوع من البتر لأسباب تتعلق بانسداد الشرايين الطرفية، أو داء السكري أو في حالات الإصابات الشديدة، ويُعدّ إجراءً منقذاً للحياة في كثير من الأحيان.
بالمقارنة مع البتر فوق الركبة، يوفّر البتر تحت الركبة نتائج وظيفية أفضل لأنه يسمح بالحفاظ على مفصل الركبة، مما يسهل على المريض التعلم على الطرف الصناعي لاحقاً ويمنحه قدرة أفضل على المشي، ويهدف هذا الإجراء إلى إزالة الأنسجة غير السليمة والتقليل من الألم وتحسين جودة الحياة للمريض كما هو الحال في العديد من جراحات العظام الترميمية.
من المهم أن يبدأ التواصل مع اختصاصي الأطراف الصناعية في وقت مبكر، ويفضّل قبل الجراحة إذا أمكن ذلك، حيث يعمل هذا الاختصاصي ضمن فريق يضم الطبيب والجراح وأخصائي التأهيل لتخطيط العلاج وتحديد أنواع الأطراف الصناعية السفلية الأنسب وفقاً لأهداف المريض ووضعه الصحي بعد عملية البتر.
الفرق بين الأطراف الصناعية التقليدية والذكية
يمكن تصنيف الأطراف الصناعية تحت الركبة إلى نوعين رئيسيين بناءً على آلية العمل: أطراف ميكانيكية تقليدية، وأطراف إلكترونية ذكية، ويوضح الجدول التالي الفروقات الجوهرية بين هذين النوعين من حيث الخصائص الوظيفية والتقنية:
وجه المقارنة | الأطراف التقليدية | الأطراف الذكية |
آلية العمل | ميكانيكية يدوية | إلكترونية تعتمد على مستشعرات ومعالجات |
التكيف مع الحركة | محدودة وثابتة | عالية التفاعل مع حركة المستخدم |
الوزن | أخف وزناً غالباً | أثقل قليلاً بسبب المكونات الإلكترونية |
الحاجة للطاقة | لا تحتاج إلى طاقة كهربائية | تحتاج إلى شحن أو بطاريات |
التكلفة | أقل تكلفة | أعلى تكلفة |
سهولة الصيانة | سهلة الصيانة | تتطلب صيانة أكثر تخصصاً |
الفئة المناسبة | كبار السن أو محدودي النشاط | الشباب أو المستخدمين النشطين |
مكونات الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة
تتكوّن الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة من عدة مكونات أساسية تعمل معاً لتأمين الثبات والراحة واستعادة القدرة على الحركة، ويُصمم كل طرف صناعي بشكل فردي ليتناسب مع شكل الطرف المتبقي واحتياجات المريض اليومية. تشمل المكونات:
- الحاضنة (Socket): هي الجزء الأساسي الذي يُصمَّم خصيصاً لاحتواء الطرف المتبقي، تصنع عادةً من البلاستيك الحراري أو المواد المركبة، وتوزّع الوزن والضغط بشكل مريح ومتوازن.
- البطانة (Liner): طبقة مرنة تُرتدى مباشرةً على الجلد قبل إدخال الطرف المتبقي في الحاضنة وتُعد من العناصر المهمة لتوفير الراحة والثبات، تُصنع غالباً من الجل السيليكوني، وهي مادة مرنة وناعمة تساعد على امتصاص الصدمات وتقليل الاحتكاك بين الجلد والحاضنة مما يُقلّل من خطر التهيّج أو التقرّحات كما تُساعد في التثبيت الجزئي للطرف الصناعي.
- نظام التعليق (Suspension System): يُبقي الطرف الصناعي في مكانه ويمنع تحرّكه أثناء المشي. من أشهر أنواعه:
- نظام القفل الدبوسي (Pin-lock): يحتوي على دبوس يثبت البطانة داخل الحاضنة بقفل ميكانيكي.
- نظام الشفط (Suction): يعتمد على تفريغ الهواء لخلق تماسك محكم بين الطرف والحاضنة.
- الحلقات المطاطية (Sleeves) أو الأحزمة: تُستخدم أحياناً كمساعدة إضافية أو بديلة للأنظمة الأخرى.
- العمود الداعم (Shank أو Pylon): يربط الحاضنة بالقدم الاصطناعية، ويُصنع من مواد خفيفة ومتينة مثل الألمنيوم أو التيتانيوم أو الألياف الكربونية، يتوفّر بتصميم داخلي (Endoskeletal) يُفضَّل لسهولة التعديل، أو خارجي (Exoskeletal) لمزيد من الصلابة.
- القدم الاصطناعية (Prosthetic Foot): أحد أهم مكونات الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة، وتختلف أنواعها حسب نشاط المستخدم:
- أقدام بسيطة غير متحركة: مناسبة لذوي النشاط المحدود، وتوفّر استقراراً جيداً.
- أقدام ديناميكية عالية الاستجابة: تمتص الصدمات وتُخزن الطاقة لتُعيدها أثناء المشي، وتناسب المستخدمين النشطين.
- أقدام متعددة المحاور أو إلكترونية: تُحاكي حركة الكاحل الطبيعي وتتكيف مع تضاريس الأرض، وتُستخدم في الأطراف الذكية.
- التغطية التجميلية (Cosmetic Cover): تُستخدم حسب رغبة المريض لإضفاء مظهر أقرب للطرف الطبيعي دون التأثير على الأداء الوظيفي.
في بداية مرحلة التأهيل، يُستخدم نوع أولي من الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة، يكون قابلاً للتعديل حسب تغيّر شكل الطرف المتبقي، ثم يُستبدل لاحقاً بطرف نهائي أكثر دقة وثباتاً بعد استقرار الحجم والنشاط الحركي.

أنواع الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة
تتعدد أنواع الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة حسب تصميم الحاضنة وطريقة تثبيتها على الطرف المتبقي، تختلف هذه الأنواع في مستوى الراحة وتوزيع الوزن والثبات أثناء الحركة، وأشهر الأنواع المستخدمة:
- الحاضنة الإسفنجية (Soft Insert Socket): تُستخدم هذه الحاضنة عادةً في الأطراف التحضيرية المؤقتة أو لدى المرضى في المراحل الأولى بعد البت،. تتكون من مادة إسفنجية مرنة تُوضع داخل هيكل خارجي صلب مما يُوفر راحة أكبر وامتصاصاً للضغط على مناطق الطرف الحساس، قد يُستخدم معها حزام أو مشد لتثبيتها على الساق وتُعدّ خياراً مناسباً عندما لا يكون الطرف المتبقي قد استقر على شكل محدد بعد، أو في حال وجود حساسية في الجلد.
- الحاضنة ببطانة سيليكون (Silicone Liner Socket): في هذا النوع يُستخدم غلاف داخلي مرن مصنوع من الجل السيليكوني لتوفير راحة إضافية وعزل الجلد عن الضغط المباشر من الحاضنة، تساعد هذه البطانة على تقليل التهيّج والاحتكاك كما تُوفر ثباتاً أفضل عند استخدامها مع أنظمة تثبيت مثل القفل الدبوسي (pin-lock). تُعدّ هذه الحاضنة شائعة في الاستخدام اليومي، وتناسب فئات واسعة من المستخدمين خصوصاً ذوي النشاط المتوسط.
- الحاضنة السيليكونية مع الشفط الهوائي (Vacuum-Assisted Silicone Suspension): تمثّل هذه الحاضنة أحد أكثر الأنظمة تطوراً، حيث تُستخدم بطانة سيليكونية مع نظام تفريغ هوائي (vacuum) يُحدث فرق ضغط بين الحاضنة والطرف المتبقي، يؤدي هذا إلى ثبات عالٍ جداً ويقلّل من حركة الطرف داخل الحاضنة، مما يُساعد على تحسين التوازن، وزيادة الإحساس بالأرض وتقليل التهيّج الجلدي. يُفضَّل هذا النوع لدى المستخدمين النشطين أو من لديهم جلد حساس ويحتاجون إلى تثبيت إضافي.
كيفية اختيار الطرف الصناعي المناسب
يعد الاختيار المناسب للطرف الصناعي تحت الركبة خطوة بالغة الأهمية تؤثر على الراحة والوظيفة وجودة الحياة اليومية، ويعتمد هذا الاختيار على عوامل متعددة أبرزها شكل الطرف المتبقي وحالة الجلد والأنسجة ومستوى نشاط المريض وأهدافه الحركية، ويلعب أخصائي الأطراف الصناعية دوراً أساسياً في هذه العملية من خلال أخذ قياسات دقيقة وتصميم حاضنة مناسبة تضمن تثبيت الطرف بشكل جيد وتوزيع الضغط بشكل متوازن، فالحاضنة غير الملائمة قد تسبب تهيّجاً أو ألماً مزمناً وتعيق استخدام الطرف.
تشمل عوامل الاختيار الأخرى: نوع التعليق المناسب (مثل القفل أو الشفط)، وتوازن الطرف الصناعي مع الجسم بالإضافة إلى الصحة العامة للمريض، بعض المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في الطرف المقابل قد لا يكونون مرشحين مثاليين للطرف الصناعي، وهو ما يستدعي نقاشاً مشتركاً مع الطبيب، وبشكل عام يتم البدء بطرف صناعي تحضيري خلال فترة التأهيل يليه طرف دائم بعد استقرار الطرف المتبقي، وكلما كان التصميم أكثر ملاءمة وراحة زادت فرص المريض في الحركة بثقة وقلت المضاعفات المرتبطة بالاستخدام.
الطرف الصناعي الكربوني: المزايا والعيوب
تُعد الأطراف الصناعية المصنوعة من ألياف الكربون (Carbon Fiber Prosthetics) من أبرز الابتكارات في مجال الأطراف الصناعية، لما تتميّز به من قوة ومتانة مقارنة بوزنها الخفيف، تُستخدم ألياف الكربون على نطاق واسع في الصناعات المتقدّمة مثل الطيران والصناعات العسكرية، كما أثبتت جدارتها أيضاً في تصميم الأطراف التي يحتاجها المستخدمون النشطون والرياضيون.
المزايا
- خفة الوزن مع قوة عالية جداً: يقلّل من الجهد المبذول عند المشي ويحسّن التوازن.
- مرونة التصميم: يمكن تشكيل المادة بما يتناسب مع تشريح الطرف المتبقي، مما يوفر حركة أكثر طبيعية.
- مقاومة التآكل والإجهاد: لا تتأثر بسهولة بالرطوبة أو التمدد الحراري، وتتحمّل الاستخدام المتكرر.
- راحة أكبر للمستخدم: لا تسبب احتكاكاً حاداً مع الجلد وتُسهّل التكيف على الطرف.
- مظهر جمالي معاصر: تأتي بتصاميم وألوان حديثة تُرضي تفضيلات جميع المستخدمين.
العيوب
- التكلفة المرتفعة: تُعد الأطراف الكربونية أغلى من الأطراف التقليدية بسبب المواد والتقنيات المستخدمة.
- قابلية الكسر تحت ضغط شديد: رغم قوتها، إلا أن ألياف الكربون قد تكون هشة أمام الصدمات المباشرة أو الضغط الحاد، مقارنة بالتيتانيوم لمستخدم في الأطراف التقليدية.
- لا تٌناسب جميع المستخدمين: بعض المرضى قد يحتاجون مواداً أكثر ليونةً أو امتصاصاً للصدمات لأسباب طبية.

كيف تؤثر حالة الجلد والعظام على اختيار الطرف؟
تلعب حالة الجلد والعظام في الطرف المتبقي دوراً أساسياً في تحديد نوع الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة الأنسب لكل مريض، فليست جميع الحاضنات أو أنظمة التعليق مناسبة لجميع الحالات، ويعتمد القرار على تقييم دقيق للحالة الطبية والبدنية للطرف، ومن أهم العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار:
- حالة الجلد: الجلد الضعيف أو الحساس أو الذي يعاني من تقرّحات أو التهابات مزمنة قد لا يتحمل ضغط الحاضنة التقليدية، في هذه الحالات يُفضّل استخدام بطانة مرنة مثل الجل السيليكوني، أو أنظمة تعليق لا تعتمد على الاحتكاك المباشر مثل نظام الشفط الهوائي.
- كمية الأنسجة الرخوة: إذا لم يكن هناك ما يكفي من الأنسجة لتغطية العظام البارزة، قد يحتاج المريض إلى تصميم خاص للحاضنة لتوزيع الضغط بشكل متوازن وتجنّب التقرّحات.
- مرونة المفصل والمدى الحركي: يجب التأكد من أن المفصل المتبقي قادر على الحركة بشكل كافٍ، خاصةً في حالات وجود تيبّس أو تقييد في حركة الركبة أو الكاحل، في هذه الحالات قد يتطلّب التصميم تعديلاً لتقليل الضغط أو تحسين التوازن أثناء المشي.
- السبب الطبي للبتر: من فقدوا الطرف بسبب مرض مزمن (مثل السكري أو أمراض الشرايين الطرفية) تكون لديهم أحياناً جودة أنسجة أقل مقارنة بمن فقده بسبب إصابة أو حادث، وهذا يؤثر في مدى تحمّل الجلد والعظام للضغط وبالتالي في نوع الطرف المناسب.
فوائد استخدام الطرف الصناعي في إعادة التأهيل
تلعب الأطراف الصناعية تحت الركبة دوراً محورياً في إعادة تأهيل المريض واستعادة استقلاليته بعد البتر، فهي لا تُعتبر مجرد وسيلة لتعويض الطرف المفقود، بل تُعد أداة وظيفية تسهم في تحسين التوازن وتخفيف الضغط على الجانب السليم واستعادة القدرة على المشي والحركة. يسمح استخدام الأطراف الصناعية تحت الركبة للمريض بالانخراط تدريجياً في التمارين الحركية وتقوية عضلات الساق والذراع والجذع، وهو ما يُعدّ ضرورياً لتحقيق توازن جسدي عام كما يُسهّل التدرّب على الأنشطة اليومية كالصعود والجلوس والمشي على الأسطح غير المستوية، مما يعزز الثقة بالنفس ويُسرّع العودة إلى نمط الحياة المعتاد.
من الفوائد المهمة أيضاً أن الطرف الصناعي يُقلل من المضاعفات الناتجة عن عدم الحركة، مثل ضعف العضلات أو اضطراب التوازن أو الآلام الناتجة عن التحميل الزائد على الساق الأخرى، وبمرور الوقت ومع المتابعة المنتظمة مع فريق التأهيل، يتمكن كثير من المرضى من العودة إلى أنشطة رياضية أو مهنية كانوا يمارسونها قبل البتر.
خطوات تأهيل المريض قبل وبعد تركيب الأطراف الصناعية تحت الركبة
تُعد مرحلة التأهيل جزءاً أساسياً من نجاح استخدام الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة وهي لا تقل أهمية عن التصميم الجيد للطرف نفسه، تمر عملية التأهيل بمراحل متعددة تبدأ قبل تركيب الطرف وتستمر حتى التكيّف الكامل عليه.
قبل التركيب، يركز الفريق الطبي على تجهيز الطرف المتبقي من حيث تقوية العضلات وتقليل التورم والحفاظ على المدى الحركي للمفصل، في هذه المرحلة يتم تدريب المريض على العناية بالجلد واستخدام الجوارب أو الكمادات المناسبة، كما يبدأ التواصل المبكر مع اختصاصي الأطراف الصناعية لتحديد نوع الطرف المناسب.
بعد التركيب الأولي للطرف، يبدأ تدريب المشي باستخدام الطرف الصناعي، وهو ما يُعرف بتأهيل الحركة حيث يشمل ذلك العمل مع أخصائيي العلاج الطبيعي لتقوية الساقين والذراعين، وتحسين التوازن وزيادة اللياقة القلبية التنفسية، وتُعد الأطراف الصناعية تحت الركبة أكثر قابلية للتأهيل مقارنة بالأطراف فوق الركبة، وذلك لأن المحافظة على مفصل الركبة يُسهل الحركة بشكل كبير.
مع مرور الوقت، يتم تعديل الطرف الصناعي حسب تغير شكل الطرف المتبقي وتُجرى مراجعات دورية لضبط الطرف الصناعي من حيث التوازن والتموضع، بهدف تحسين طريقة المشي وتقليل الضغط غير المتوازن على الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوات تُطبق ضمن خطة شاملة تشمل أنواع الأطراف الصناعية السفلية كافة، لكنها تُركّز بشكل خاص على احتياجات مرضى البتر تحت الركبة لما لهم من قدرة أكبر على التكيف.

التحديات والمضاعفات المحتملة بعد تركيب الطرف الصناعي
رغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة في استعادة الحركة، إلا أن مرحلة ما بعد التركيب لا تخلو من بعض التحديات التي تؤثر على الراحة أو الأداء الوظيفي للمريض، وتختلف هذه التحديات من شخص إلى آخر وقد تكون جسدية أو وظيفية أو نفسية. من أبرز المشكلات التي قد تظهر بعد التركيب آلام في الطرف المتبقي أو ما يُعرف بألم الطرف الشبحي (Phantom Limb Pain)، إضافة إلى مشاكل الجلد الناتجة عن التعرّق أو الاحتكاك داخل الحاضنة، كما أن تغيّر شكل الطرف مع الوقت أو ضعف العضلات قد يؤدي إلى ضعف الثبات أو صعوبة في المشي.
على المستوى الوظيفي، فإن المشي باستخدام الأطراف الصناعية تحت الركبة يتطلب مجهوداً أكبر، وقد يصاحبه اختلال في التوازن أو اضطرابات في نمط الحركة، خاصة في المراحل الأولى من التأقلم، ولا تقل التحديات النفسية أهمية، إذ قد يُواجه بعض المرضى صعوبة في التكيّف مع التغير الجسدي أو يشعرون بالعزلة أو الإحراج الاجتماعي، خصوصاً إذا لم يتلقوا الدعم المناسب.
يعد فهم هذه التحديات مبكراً ومواجهتها بطرق فعالة بالتعاون مع الفريق التأهيلي، الخطوة الأساسية في تحقيق أقصى فائدة ممكنة من استخدام الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة، وتجنّب المضاعفات طويلة الأمد.
التعامل مع الألم أو مشاكل التكيف بعد التركيب
قد يُواجه مرضى البتر تحت الركبة آلاماً أو صعوبات في التكيّف مع الطرف الصناعي خاصة في المرحلة الأولى، ومن أبرز هذه التحديات ألم الطرف الشبحي والذي يمكن التخفيف منه باستخدام الأدوية المناسبة، أو من خلال تقنيات غير دوائية مثل العلاج بالمرآة وتمارين التحفيز العصبي، كما قد تظهر مشاكل جلدية نتيجة التعرّق الزائد أو الاحتكاك داخل الحاضنة، وهنا تُنصح العناية اليومية بالبشرة واستخدام كريمات مهدئة أو تغيير البطانة عند الحاجة.
من المهم معرفة أن المشي باستخدام الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة يستهلك طاقة أكبر، ما قد يؤدي إلى التعب السريع، لذلك يُوصى بالمتابعة المستمرة مع فريق التأهيل لضبط الطرف وتقديم الدعم اللازم لضمان التكيّف السليم وتقليل المضاعفات.
أنواع الآلام الخاصة بالأطراف الصناعية
يُواجه العديد من مستخدمي الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة أنواعاً مختلفة من الألم خلال مراحل التأقلم والاستخدام، بعضها يُعد طبيعياً ومؤقتاً بينما يشير بعضها الآخر إلى وجود خلل في التصميم أو طريقة الاستخدام. من المهم فهم هذه الأنواع للتمييز بين ما يمكن اعتباره جزءاً من عملية التكيف وما يتطلب مراجعة فنية عاجلة، ويبين هذا الجدول الانواع مع اسبابها وطرق التعامل معها:
نوع الألم | السبب المحتمل | طريقة التعامل |
ألم الاحتكاك | احتكاك الجلد بالبطانة أو الحاضنة بسبب التعرّق أو طول الاستخدام دون تهوية أو تنظيف | تحسين النظافة وتعديل البطانة وتقليل وقت الاستخدام المستمر |
ألم التحميل الخاطئ | سوء توزيع الوزن داخل الطرف الصناعي بسبب خطأ في المحاذاة أو التصميم | إعادة ضبط المحاذاة وتعديل الحاضنة |
ألم الضغط | وجود مناطق عظمية بارزة دون تغطية كافية | تصميم حاضنة خاصة تُوزّع الضغط واستخدام بطانات إضافية |
الألم الوهمي | إشارات عصبية من الدماغ تشعر بالألم في الطرف المفقود | أدوية وعلاج بالمرآة وتحفيز عصبي |
ألم تعب العضلات | جهد إضافي على العضلات المتبقية نتيجة تعويض الطرف المفقود | تمارين تقوية العضلات وتوزيع الجهد وراحة مناسبة |
ألم ناتج عن خطأ في تصميم الحاضنة الهوائية | ضغط زائد أو غير متوازن بسبب خلل في نظام الشفط أو الحاضنة نفسها | مراجعة فنية للحاضنة وإعادة ضبط نظام الشفط |
أهم الإرشادات بعد البتر لتجنّب المضاعفات أو الحالات التي قد تؤثر على استخدام الطرف
لتحقيق أفضل نتائج عند استخدام الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة، من المهم الالتزام ببعض التمارين والإرشادات اليومية:
- تمارين الإطالة: تُساعد على منع تيبّس المفاصل، وخاصة مفصل الركبة وتحافظ على استقامة الطرف المتبقي.
- الحفاظ على المدى الحركي: تمارين بسيطة لثني ومدّ المفاصل تحافظ على ليونة الحركة، وتُسهّل استخدام الطرف الصناعي لاحقاً.
- تقوية العضلات: بعد البتر تُصبح العضلات أضعف بسبب قلة الاستخدام، لذلك تعدّ تمارين التقوية ضرورية لدعم الطرف الصناعي وتحسين التوازن.
في الختام، تمثّل الأطراف الصناعية للبتر تحت الركبة حلاً فعالاً لاستعادة الحركة والاستقلالية بعد فقدان الطرف، لكنها تتطلب فهماً دقيقاً لأنواع الأطراف الصناعية السفلية ومكوناتها وآلية اختيارها، كما أن الالتزام بالإرشادات اليومية والتمارين التأهيلية يلعب دوراً محورياً في تحقيق أفضل أداء وظيفي وتجنّب المضاعفات، وبمعرفة الفرق بين أنواع الأطراف الصناعية السفلية، والتعامل المبكر مع أي ألم أو تحدٍ وظيفي، يمكن للمريض أن يتكيّف بشكل أفضل مع الطرف الصناعي ويستعيد جودة حياته بثقة وأمان.
المصادر:
- Beshyah, S. A., & Nicolaides, A. N. (2019). Lower Limb Amputation. In StatPearls. StatPearls Publishing.
- Ottobock. (n.d.). Prosthetic legs. Ottobock Global.