شهد العالم في العقود الأخيرة تطوراً كبيراً في العديد من المجالات الطبية من ضمنها جراحة اليد المجهرية، بفضل التقدم في الأدوات الطبية والتقنيات الجراحية الحديثة، جعلت من المجهر الجراحي جزءاً رئيسياً في إجراء العمليات الدقيقة، حيث يُمكن الجراح من رؤية الأنسجة والأوعية والأعصاب بأبعاد مكبرة ودقة عالية، يمكن الاستفادة من هذه التقنية عند مجموعة واسعة من المرضى، خصوصاً الذين يعانون من إصابات دقيقة أو يحتاجون إلى ترميم الأوعية أو الأعصاب الصغيرة، مما يضمن نتائج علاجية أفضل وتحسين في الوظيفة الحركية.
ما المقصود بجراحة اليد المجهرية؟
هي نوع من العمليات الجراحية التي تتفرع من جراحة اليد، يتم فيها استخدام تقنيات وأدوات غاية في التقدم والتطور، كما يتم استخدام مجاهر ذات تكبير عالي ودقة غاية في الوضوح، لإجراء عمليات جراحية حساسة في اليد والأطراف العلوية لمعالجة الأنسجة الدقيقة جداً مثل الأعصاب الدقيقة والأوعية الدموية والأوتار.
الفرق بينها وبين الجراحة التقليدية:
الفرق الجوهري هنا هو الانتقال من التعامل مع الهياكل الكبيرة والواضحة في الجراحة التقليدية، إلى التعامل مع أدق وأصغر الأنسجة في جراحة اليد المجهرية.
- الجراحة التقليدية: تتم الرؤية عادة ًباستخدام العين المجردة أو عدسات مكبرة، كما يتم أستخدام أدواة جراحية أكبر حجماً وقوةً من الأدوات المجهرية، تتعامل الجراحة التقليدية الأجزاء الكبيرة والواضحة من اليد مثل العظام والأوتار الرئيسة والمفاصل الكبيرة.
- الجراحة اليد المجهرية: فالمجهر يتيح تكبير المناطق الصغيرة جدًا لتسهيل العمل الدقيق وتقليل الأضرار على الأنسجة المحيطة، كما تكون الشقوق أصغر بكثير مقارنةً بالجراحة التقليدية.
كيف تُجرى جراحة اليد المجهرية باستخدام الميكروسكوب؟
يتم وضع المريض تحت تخدير مناسب، ويستخدم الجراح مجهراً جراحياً ذو قدرة تكبير عالية، بفضل التكبير يستطيع الجراح فصل الأنسجة الرقيقة بدقة وتوصيل الأعصاب والأوعية وإجراء التداخلات المعقدة.
الحالات المناسبة لجراحة اليد المجهرية
- إصابات الأعصاب الدقيقة: مثل قطع أو تلف أعصاب اليد الدقيقة التي تؤثر على الإحساس أو الحركة.
- ترميم الأوعية الدموية: إصلاح الأوعية الدموية الدقيقة لمنع فقدان الدم وتحسين تدفق الدم إلى الأنسجة.
- ربط الأوتار الصغيرة: مثل إصابات أو تمزقات أوتار اليد التي تتطلب دقة عالية لإعادة الحركة.
- التهاب الأوتار: في الحالات الشديدة قد يتم اللجوء للجراحة المجهرية.
- زراعة الأطراف المبتورة: في حالات بتر الأصابع أو اليد، تُستخدم الجراحة المجهرية لإعادة توصيل الأعصاب والأوعية لضمان بقاء الطرف المزرع ووظائفه.
كيف يتم التحضير للعملية؟
- فحوصات وتحاليل: يتم إجراء فحص شامل لتقييم صحة المريض مثل تحاليل الدم وصور الأشعة السينية والرنين المغناطيسي وتأكيد جاهزيته للتخدير والعملية.
- تجهيز غرفة العمليات: يتم تعقيم وتنظيف غرفة العمليات والأدوات وفق بروتوكولات تعقيم صارمة وارتداء الطاقم للملابس المخصصة، كما يتم ضبط الإضاءة والمجهر الجراحي، وترتيب الأدوات وتجهيز يد المريض.
- الأدوات المستخدمة: يتم استخدام أدوات غاية في الدقة مثل الملقط والمقص وإبر وخيوط جراحية مجهرية بالغة الدقة مصممة خصيصاً لهذه العمليات الحساسة.
ما هو الهدف من جراحة اليد المجهرية؟
تهدف إلى استعادة الوظيفة وتخفيف الألم وتحسين المظهر لليد المتضررة، وقد أحدثت ثورة في علاج الإصابات المعقدة لليد.
مراحل العملية الجراحية
- التخدير: عادةً ما يتم استخدام التخدير الموضعي أو الناحي، لكن في بعض الحالات مثل العمليات المعقدة والطويلة وفي حالة الأطفال أو المرضى غير المتعاونين يتم اللجوء للتخدير العام.
- استخدام المجهر الجراحي: باستخدام المجهر المثبت فوق طاولة العمليات يتم توجيه المجهر وعين الجراح لمنطقة الإصابة.
- إصلاح الأنسجة التالفة: يتم في هذه الخطوة إصلاح الأنسجة التالفة عبر التدخل المناسب سواءً كان ترميم الأعصاب أو إصلاح الأوتار أو توصيل الأوعية الدموية أو زراعة أنسجة إن لزم الأمر.
- فحص الدورة الدموية: يجب فحص الدورة الدموية ليتم التأكد من عودة الجريان للمنطقة.
- إغلاق الجرح
- النقل إلى الغرفة ليصحو المريض
مزايا جراحة اليد المجهرية
- الدقة العالية: حيث تتميز الجراحة المجهرية بأنها ذات دقة عالية، وتكون نسبة الخطأ فيها منخفضة.
- تحسّن أكبر في نتائج الحركة والإحساس
- ندبات صغيرة وشكل تجميلي أفضل
تحديات ومخاطر محتملة
تتميز جراحة اليد المجهرية بدقتها العالية ونتائجها الممتازة، إلا أنه لا بد من وجود بعض التحديات التي تواجه المريض والفريق الطبي، من أبرز هذه التحديات:
- طول مدة العملية
- الحاجة لخبرة عالية
- احتمالات فشل التروية أو ضعف التعافي
أخيراً، أصبحت الجراحة المجهرية بشكل عام وجراحة اليد المجهرية بشكل خاص من أهم العمليات المجراة على اليد بفضل التقدم في الأدوات الطبية والتقنيات الجراحية الحديثة، ونظراً لما تقدمه من دقة عالية ومعدل مضاعفات منخفض مقارنةً بالجراحة التقليدية، لذلك لاتتردد في التواصل مع مركز بيمارستان الطبي للحصول على كافة التفاصيل والمعلومات.
المصادر:
- Koshima, I., Yamamoto, T., Narushima, M., Mihara, M., & Iida, T. (2014). Microsurgery in the urgent and emergent management of the hand. Hand Clinics, 30(2), 251–260
- Lee, W. P., & Lin, C. H. (2011). Soft tissue reconstruction of the hand using microsurgery: An algorithm for the selection of the optimal flap. Hand Clinics, 27(2), 219-231
