تُعد هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث من أبرز التحديات الصحية التي تواجه النساء، نتيجة لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين الذي يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على كثافة العظام. يؤدي هذا الانخفاض إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور، ويُعزز الوعي والتشخيص المبكران من فرص الوقاية وتقليل المضاعفات الصحية المرتبطة بهذه الحالة.
ما علاقة هشاشة العظام بانقطاع الطمث؟
مع اقتراب سن اليأس، تبدأ كثافة العظام بالتراجع تدريجياً بسبب انخفاض الإستروجين، كما تُظهر الإحصائيات أن النساء قد يفقدن ما يصل إلى 10٪ من كثافة عظامهن في السنوات الخمس الأولى بعد انقطاع الطمث، وتشير التقديرات إلى أن واحدة من كل امرأتين فوق سن الستين ستتعرض لكسر واحد على الأقل نتيجة هشاشة العظام.
أسباب هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث
قد يكون انخفاض هرمون الاستروجين ليس عامل الخطر الوحيد لحدوث هشاشة العظام، إذ تعد هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث مرضاً يتأثر بالعديد من العوامل الأخرى، وتشمل ما يلي:
- العرق: حيث تكون النساء القوقازيات والآسيويات أكثر عرضة للإصابة به.
- بنية العظام ووزن الجسم: يمكن أن تتعرض النساء النحيفات والسمينات لخطر أكبر للإصابة بهشاشة العظام.
- التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من هشاشة العظام، فقد يزيد من خطر الإصابة به.
- بعض الأدوية: مثل الستيرويدات التي تستخدم طويلاً إذ يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به.
- بعض الحالات الطبية: مثل السرطان والسكتة الدماغية، التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- التاريخ السابق للكسور
أعراض هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث
تُعرف هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث بأنها المرض الصامت، إذ قد لا تظهر أي أعراض واضحة في المراحل المبكرة، ومع مرور الوقت وتدهور كثافة العظام، تبدأ العلامات في الظهور تدريجياً، وقد تكون أولى المؤشرات حدوث كسر مفاجئ دون سبب واضح، تشمل أبرز الأعراض ما يلي:
- ألم مزمن في الظهر: يُعد من أكثر الأعراض شيوعاً لهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، وينتج غالباً عن كسور انضغاطية صغيرة في فقرات العمود الفقري، قد يكون الألم مستمراً أو يظهر عند الوقوف لفترات طويلة أو حمل أشياء خفيفة.
- قصر القامة تدريجياً: مع تكرار الكسور الصغيرة في الفقرات، يبدأ العمود الفقري بفقدان جزء من طوله، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في القامة بمعدل عدة سنتيمترات بمرور الوقت.
- زيادة القابلية للكسور: حتى الإصابات البسيطة، كالسقوط الخفيف أو الانزلاق، قد تُسبب كسوراً خطيرة في العظام الهشة، خاصة في مناطق مثل الورك، العمود الفقري، والمعصم وغالباً ما تكون هذه الكسور مؤلمة وتحتاج لتدخل جراحي.
- تغير في وضعية الجسم أو انحناء الظهر: بسبب فقدان دعم الفقرات، قد يُلاحظ انحناء تدريجي في الجزء العلوي من الظهر، ما يؤثر على التوازن والمشي، وقد يزيد من خطر السقوط.
في بعض الحالات، قد تُصاحب هذه الأعراض علامات غير مباشرة مثل ضعف القبضة والإرهاق العام أو صعوبة في الحركة اليومية نتيجة الألم المزمن والخوف من الكسور.
أهمية الفحوصات الصحية الوقائية لهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث
نظرًا لأن هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث لا تظهر عليها أعراض مبكرة في كثير من الأحيان، فإن إجراء فحوصات صحية منتظمة أمر ضروري لمراقبة كثافة العظام واكتشاف علامات فقدان العظام في وقت مبكر، يسمح الاكتشاف المبكر بالتدخلات في الوقت المناسب التي يمكن أن تمنع الكسور.
- تحاليل الدم: مثل الكالسيوم والفوسفور وفيتامين D وهرمون TSH وهرمونات الغدد جارات الدرق.
- الأشعة السينية: يكشف مشاكل مثل الكسور أو الأوضاع غير الطبيعية للعظام أو أمراض العظام.
- اختبار كثافة العظام (DEXA): يُعد الفحص الأهم لتشخيص هشاشة العظام ويقيس كثافة المعادن في العظام، خاصة في الورك والعمود الفقري، يُوصى به لجميع النساء بعد سن الخمسين، أو قبل ذلك في حال وجود عوامل خطر.
- محلل تكوين الجسم: بالإضافة إلى نسبة الدهون في الجسم، فإنه يقيس الكتلة الخالية من الدهون (كتلة العضلات والعظام والأعضاء والماء) وهو أمر مهم لصحة الجهاز العضلي الهيكلي بشكل عام.

خيارات علاج هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث
تتعدد خيارات علاج هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، وتشمل:
العلاجات الدوائية
- البيسفوسفونات: هي الأدوية الأكثر شيوعًا لعلاج هشاشة العظام، مثل ألندرونات وريزدرونات .
- العلاج بالهرمونات البديلة: يساعد هذا العلاج في تعويض هرمون الإستروجين الذي يقل بعد انقطاع الطمث، وهو مهم للحفاظ على صحة العظام.
- أدوية جديدة مثل دينوسوماب أو الرالوكسيفين
العلاج الغذائي والمكملات
- تعزيز تناول الكالسيوم وفيتامين D: الكالسيوم هو المكون الرئيسي للعظام، وفيتامين D يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل فعال.
- النظام الغذائي: الخضروات توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة العظام، والبروتين ضروري لبناء أنسجة العظام والعضلات.
التمارين الرياضية
- تمارين المقاومة: تساعد على تحفيز نمو العظام وتقويتها، كما تزيد من قوة العضلات المحيطة.
- المشي: يعتبر نشاطًا بسيطًا وفعالًا يحسن كثافة العظام ويعزز التوازن، مما يقلل من خطر السقوط والكسور.
- اليوغا: تساعد على تحسين المرونة، التوازن، وتقليل التوتر، وهي مهمة جدًا لتجنب الحوادث المرتبطة بالسقوط.
نصائح للوقاية من هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث
توجد العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها للوقاية من هشاشة العظام، وخاصةً مع بلوغ مرحلة انقطاع الطمث عند المرأة، لذا قد يساعد اتباع النصائح التالية على الحفاظ على قوة العظام، والعضلات، وتقليل فقدان الكثافة العظمية أو التعرض للكسور:
- الكشف الدوري للتحقق من صحة العظام: بمجرد وصول المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث، يوصي بزيارة الطبيب المختص بانتظام لتقييم صحة العظام وخطر الإصابة بالكسور.
- ممارسة التمارين الرياضية : تعد التمارين الرياضية وسيلة فعالة لتقوية العظام والعضلات، والحد من فقدان الكثافة العظمية.
- العادات: من المعروف أن التدخين والإفراط في تناول الكحوليات يساهمان في فقدان العظام.
- التعرض الكافي لأشعة الشمس: التعرض لأشعة الشمس يساعد الجسم على إنتاج فيتامين د، الذي يعزز امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام، مما يقلل من خطر هشاشة العظام.
هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث حالة شائعة لكنها قابلة للسيطرة والوقاية، تكمن أهمية الكشف المبكر ونمط الحياة الصحي في تقليل مخاطر الكسور والحفاظ على جودة الحياة، لا تترددي في زيارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض مقلقة أو إذا كنتِ معرضة لعوامل خطر تؤثر على صحة العظام.
المصادر:
- Better Health Channel. (n.d.). Menopause and osteoporosis. Victorian Government
- Zhang, Y., Zeng, Y., Wang, M., Tian, Q., Xue, Y., & An, N. (2015). Primary osteoporosis in postmenopausal women. Chronic Diseases and Translational Medicine, 1(1), 9–13