ينشأ سرطان العظم من التكاثر الخبيث لخلايا العظام ذاتها ويصنف لعدة أنماط، في العقد الأخير تطورت تركيا في مجال علاج السرطانات حيث يتم علاج سرطان العظم بأحدث الطرق.
لمحة عن سرطان العظام
تُشكل العظام بؤرة شائعة للنقائل السرطانية التي تنشأ من سرطانات أُخرى من مختلف أنحاء الجسم وأشيع تلك السرطانات هي سرطان الثدي وسرطان الرئة بالإضافة لسرطان البروستات.
في بعض الحالات ينشأ سرطان العظم بشكل مُباشر على حساب خلايا العظام ذاتها ويُعرف بسرطان العظم البدئي، يُمكن لسرطان العظم البدئي أن يصيب كافة عظام الجسم لكنه يُشاهد في معظم الحالات في عظام الحوض والعظام الطويلة للأطراف العلوية أو السفلية.
يُعتبر سرطان العظم البدئي من السرطانات النادرة نسبياً، لا يقتصر على فئة عمرية محددة ويميل لكونه أكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين وفِئة الشباب.
لمحة سريعة عن الخلايا العظمية
من أجل فهم أنواع السرطان التي تُصيب العظام لا بُد من معرفة أنواع الخلايا الطبيعية الموجودة ب العظام وهي:
- الخلايا البانية للعظم osteoblasts: تُنتج الكولاجين والبروتينات اللازمة لنمو العظام وتقويته.
- الخلايا الهادمة للعظم osteoclasts: تكمن وظيفتها في الإرتشاف العظمي وإذابة الكالسيوم من العظام عند انخفاض تركيز الكالسيوم في الدم.
- الخلايا العظمية osteocytes: تكمن وظيفة الخلايا العظمية في نقل الإشارات اللازمة لبناء أو ارتشاف العظام، فعند الحاجة للخلايا البانية ل العظام تُرسل الخلايا العظمية إشارة لها وعند الحاجة لإرتشاف العظام تُرسل الإشارة إلى الخلايا الهادمة للعظم.
- الخلايا السليفة العظمية osteoprogenitors: تنقسم لتُعطي خلايا تتمايز إلى إحدى الخلايا المذكورة أعلاه.
ما هي أنواع سرطان العظام؟
تم تصنيف سرطان العظم البدئي لعدة أنواع تبعاً لنوع الخلايا العظمية التي نشأ سرطان العظم على حسابها ومن أهم وأشيع أنواع سرطان العظام:
- ساركوما العظام Osteosarcoma: النمط الأكثر شيوعًا من أنواع سرطان العظام، تنشأ الساركوما على حساب الخلايا البانية ل العظام وتصيب الساركوما غالباً نهاية العظام الطويلة وخاصة عظام الساق، تُشاهد الساركوما العظمية بشكل أكثر شيوعاً لدى الأطفال والمراهقين من عمر 10 سنوات إلى 20 سنة.
- الساركوما الغضروفية Chondrosarcoma: النمط الثاني الأكثر شيوعاً من سرطانات العظم بعد ساركوما العظام، ينشأ هذا السرطان على حساب الخلايا الغضروفية في عظم الفخذ، الذراع، الحوض، وبشكل أقل شيوعاً الأضلاع، نادراً ما يُصيب هذا النمط الفئة العمرية تحت 21 سنة ويُشاهد بشكل أكبر عند البالغين من عمر 30 حتى 70 سنة، يُعتبر هذا النمط أفضل إنذاراً من ساركوما العظام.
- ساركوما إيوينغ Ewing sarcoma: من الأنماط النادرة لسرطان العظام، يُشاهد هذا النمط بشكل أكثر شيوعاً في عظام الحوض والعظام الطويلة للأطراف السفلية وبشكل أقل شيوعاً يُصيب الأضلاع بالصدر وقد يصيب أي عظم بالجسم، قد ينشأ سرطان إيوينغ في بعض الحالات من النسيج الرخو حول العظام كالنسيج الغضروفي أو النسيج العضلي.
أعراض سرطان العظام
- الألم العظمي (وهو العرض الأكثر شيوعاً)
- أعراض السرطان العامة كفقدان الشهية وخسارة الوزن
- قد يلاحظ تورُم ساخن على سطح الجلد
- الكسور العظمية المُتكررة بدون سبب مُقنع (سقوط خفيف يُسبب كسر بالعظم)
- صعوبة بالحركة والقيام بالنشاطات الاعتيادية
- التعب العام والحمى
- قد يكون سرطان العظام غير عرضي عند البعض
كيف يتم تشخيص سرطان العظام
عندما يتم الشكَ باحتمال الإصابة بأحد أنواع سرطان العظام يقوم الطبيب بطلب بعض الإستقصائات التصويرية مثل:
- الأشعة السينية X-rays
- طبقي محوري CT
- رنين مغناطيسي MRI
- المسح العظمي Bone scan
- التصوير البوزيتروني PET scan
ويتم تأكيد السرطان ووضع التشخيص النهائي عن طريق إجراء خزعة العظم ورؤية الخلايا السرطانية تحت المجهر.
طُرق علاج سرطان العظم في تركيا
في العقد الأخير تطورت تركيا في مجال علاج السرطان بمختلف أنواعه حتى أصبحت تركيا واحدة من الدول الرائدة في طرق علاج الورم السرطاني الخبيث طبياً بالإضافة إلى تأمين مراكز مُتخصصة ل علاج السرطان بمختلف أنواعه.
تعتمد خيارات علاج سرطان العظم على نوع السرطان وحجمه وفي حال انتشر إلى أماكن أُخرى من الجسم أم لا، ففي طبيعة الحال كُلما تم تشخيص سرطان العظام بمرحلة أبكر زادت فُرص نجاح العلاج والشفاء من السرطان.
العلاج الجراحي
إنَ الهدف من العملية الجراحية هو إزالة الورم بشكل كامل بالإضافة إلى حواف أمان من النسيج السليم حول الورم، يُمكن إجراء إصلاح أو إعادة تصنيع للعظم المُستأصل عبر طعوم عظمية صنعية أو عن طريق طعوم طبيعية مأخوذة من أماكن أُخرى من الجسم.
في بعض الحالات في حال انتشار الورم الكثيف حول العظام يتم إجراء عملية بتر للطرف المُصاب، لكن تراجعت الحاجة لإجراء عملية البتر في الآونة الأخيرة.
قد يتم إعادة الجراحة في حال لم يتم استئصال الورم بشكل كامل وذلك من أجل استئصال ما تبقى من الورم.
في حال أعطى سرطان العظام نقائل لأماكن أُخرى من الجسم كالرئتين او الكبد تكون الجراحة غالباً غير فعالة ولا حاجة لها، يجب في هذه الحالة مُناقشة خيارات العلاج التلطيفية.
العلاج الشعاعي
يتم تسليط حزمة عالية من الأشعة الموجهة بواسطة أجهزة حديثة باتجاه الورم من أجل قتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الورم، قد يتم اللجوء للعلاج الإشعاعي قبل الجراحة وذلك لتقليص حجم سرطان العظام قدر الإمكان من أجل استئصاله بشكل كامل خلال العمل الجراحي.
يُمكن أيضاً أن يتم اللجوء ل العلاج الإشعاعي عند المرضى الذين لا يستطيعون خوض عملية جراحية لاستئصال الورم.
ويُستخدم العلاج الإشعاعي أيضاً بعد استئصال السرطان عبر الجراحة وذلك لقتل الخلايا السرطانية المُتبقية في حال وجودها، اقرأ أكثر عن العلاج الإشعاعي.
بعض الآثار الجانبية عن العلاج الإشعاعي:
- احمرار والتهاب بالجلد
- التعب
- تساقط الشعر بشكل مؤقت
- تصلب المفاصل والعضلات
- قد تؤثر على الخصوبة وتُسبب عقم
- نشوء سرطان بمكان آخر بالجسم
العلاج الكيميائي
هذا النمط من العلاج يعتمد على أخذ أدوية إما عن طريق الفم أو عن طريق حقن الادوية بالوريد، تعمل هذه الأدوية على قتل خلايا سرطان العظام، يُمكن أن يتم مُشاركة العلاج الكيميائي مع الجراحة و العلاج الإشعاعي معاً.
في الواقع إنََ فعالية العلاج الكيميائي تعتمد إلى حدٍ كبير على نمط السرطان، ففي حال الساركوما الغضروفية يكون العلاج الكيميائي ذو فعالية ضعيفة، بينما يكون العلاج الكيميائي فعالاً وأساسياً في علاج ساركوما العظام و سرطان إيوينغ.
يُمكن أيضاً أن يتم اللجوء للعلاج الكيميائي في تدبير النقائل السرطانية، تعرف أكثر عن العلاج الكيميائي في تركيا.
يحمل العلاج الكيميائي لمرضى السرطان آثار جانبية ومنها:
- التعب
- تساقط الشعر
- ضعف المناعة وزيادة التعرض للإنتانات
- فقر دم
- غثيان وإقياء وإمساك
العلاج الهدفي
تُعتبر أدوية العلاج الهدفي من الادوية التي تساعد في علاج سرطان العظم، تعمل هذه الأدوية عن طريق استهداف الجينات أو البروتينات أو الأوعية الدموية التي تُغذي السرطان والمسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية مما يؤدي إلى إضعاف نمو سرطان العظام وانتشاره.
غالباً يتم مشاركة أدوية العلاج الهدفي مع العلاج الكيميائي أثناء علاج السرطان. يُطلق على هذه الادويه المستخدمة في علاج سرطان العظم مثبطات الكيناز ومن الأمثلة عنها: Imatinib، Sunitinib.
عوامل الخطورة للإصابة بسرطان العظام
- قصة عائلية للإصابة ب السرطان أو الإصابة بمتلازمات وراثية سرطانية نادرة
- التعرض للإشعاع يزيد خطر تطور الخلايا السرطانية، على سبيل المثال يُمكن أثناء علاج سرطان الثدي شعاعياً أن تتطور خباثة في مكان آخر بالجسم ك سرطان العظام.
- مرض باجت الذي يصيب العظام Paget disease، يُسبب هذا المرض تشكُل نسيج عظمي غير طبيعي ضعيف ينكسر بسهولة، يوجد خطر تحول ل سرطان العظام ولكنهُ ضئيل.
- إجراء زرع لنقي العظام سابقاً من أجل علاج مُشكلة دموية.
- التدخين.
- الإصابة ب أورام سليمة في العظام قد تحمل خطر التحول لخباثة.
إحصائيات عن سرطان العظام
وفقاً للداراسات يُعتبر سرطان العظم من السرطانات النادرة نسبياً حيث يُشكل أقل من 1% من السرطانات، وتحتل ساركوما العظم المرتبة الأولى بين أنواع سرطان العظام الأخرى.
لكن تُعتبر النقائل السرطانية في العظام شائعة وخاصةً من سرطان الثدي حيثُ يشكل سرطان الثدي السرطان الأكثر إنتشاراً عند الإناث، حيثُ تم تخصيص شهر كامل من كل سنة للتوعية حول أهمية الكشف المُبكر عن سرطان الثدي لدى السيدات.
المصادر: