تتنوع أسباب نزيف اللثة وتعد من المشكلات الفموية الشائعة التي قد يلاحظها الأفراد أثناء تنظيف الأسنان أو تناول الطعام. ويُعتبر هذا العرض مؤشراً على وجود اضطراب أو تغير في أنسجة اللثة، سواء كان بسيطاً أو ناتجاً عن عوامل أكثر تعقيداً.
تختلف أسباب نزيف اللثة من شخص لآخر، وقد تتأثر بعوامل تتعلق بالعناية الفموية، أو العادات اليومية، أو حتى بالحالة الصحية العامة. إن فهم العوامل المحتملة وراء هذه المشكلة يُعد خطوة أولى نحو الوقاية منها والحفاظ على صحة الفم والأسنان.
ما هو نزيف اللثة؟
نزيف اللثة هو أهم أعراض التهاب اللثة وأشكال أخرى من أمراض اللثة ويمكن أن يشير أيضاً إلى مشكلات صحية أخرى، بما في نلك التقلبات الهرمونية، ونقص الفيتامينات، واضطرابات تخثر الدم وحتى التوتر النفسي وهي حالة شائعة جداً، ولكن من المهم مراجعة طبيب الأسنان لفحصها والتعامل معها بالشكل المناسب.
أنواع نزيف اللثة
تكون اللثة السليمة وردية اللون ولا تنزف، وتقسم اللثة النازفة إلى نوعين أساسين:
- النزيف الحاد (المؤقت) من اللثة: في هذا النوع، تنزف اللثة أحياناً وبشكل مؤقت قد يكون السبب تناول أطعمة ساخنة أو صلبة أو تحتوي على أطراف حادة، كما أن التنظيف المفرط للأسنان أو استخدام فرشاة خشنة قد يؤدي إلى تهيّج اللثة إلى حد النزيف في هذه الحالة، يُشار إلى المشكلة بأنها ميكانيكية أو ناتجة عن احتكاك، وهي لا تدل على مرض، وغالباً ما تختفي خلال بضعة أيام دون مضاعفات.
- النزيف المتكرر أو المزمن من اللثة: عندما يحدث النزيف بانتظام، فعادة ما يكون السبب هو التهاب اللثة أو التهاب أنسجة اللثة ويحدث ذلك غالباً عندما لا تتم إزالة البلاك (اللويحات الجرثومية) بشكل فعّال أثناء التنظيف، مما يؤدي إلى إضعاف الأنسجة الداعمة للأسنان. وبالتالي، فإن أبسط احتكاك أو ضغط قد يسبب النزيف. وإذا لم يُعالج التهاب اللثة، فقد يتطور إلى التهاب دواعم السن مما يؤدي في النهاية إلى ارتخاء الأسنان أو فقدان.

ما هي أعراض نزيف اللثة؟
وهنالك بعض من أعراض نزيف اللثة الشائعة نذكر منها ما يلي:
- نزيف اللثة عند تفريش الأسنان أو استخدام الخيط
- احمرار وتورم اللثة خاصة عند حواف الأسنان
- شعور بعدم ثبات الأسنان في الحالات المتقدمة
- ألم أو حساسية في اللثة عند اللمس أو المضغ
- رائحة فم كريهة مستمرة
ما هي أسباب نزيف اللثة؟
تتعدد وتتنوع أسباب نزيف اللثة ومنها:
أمراض اللثة
عندما يحدث نزيف اللثة، فقد تكون هذه إشارة إلى مرض اللثة المتقدم (التهاب دواعم السن) قد تبدأ الأسنان بالتحرك أو التباعد، وقد تعاني من:
- رائحة فم كريهة
- طعم غير مستحب في الفم
- لثة حمراء ومتورّمة ومؤلمة
- تغيّر في طريقة إطباق الأسنان عند العضّ
- إذا لم يُعالج مرض اللثة، فقد يؤدي في النهاية إلى فقدان بعض الأسنان
السكري
يمكن أن يكون نزيف أو تورّم اللثة علامة تحذيرية على الإصابة بـالسكري من النوع الأول أو الثاني، عند الإصابة بالسكري، تصبح قدرة الفم على مقاومة الجراثيم أضعف، مما يزيد من خطر الالتهابات مثل أمراض اللثة كما أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يجعل شفاء الجسم أبطأ، مما يؤدي إلى تفاقم أمراض اللثة بمرور الوقت.
اللوكيميا
قد يكون نزيف اللثة أحد أعراض سرطان الدم (اللوكيميا) إذ إن الصفائح الدموية هي التي تساعد الجسم على إيقاف النزيف، وعند الإصابة باللوكيميا، يكون عدد الصفائح منخفضًا، مما يجعل النزيف يستمر بسهولة في أماكن مختلفة من الجسم، بما في ذلك اللثة.
قلة الصفائح الدموية
إذا استمر نزيف اللثة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة ولم يتوقف تلقائيًا، يكون السبب نقص الصفائح الدموية في هذه الحالة، لا يمتلك الجسم ما يكفي من الصفائح لتكوين خثرة دموية، مما يؤدي إلى نزيف مفرط في أماكن متعددة، منها اللثة.
الهيموفيليا (فون فيليبراند)
إذا كنت تعاني من نزيف في اللثة أو نزيف غزير بعد جرح بسيط أو علاج أسنان، فقد يكون السبب اضطرابًا في تخثر الدم مثل الهيموفيليا أو مرض فون فيليبراند في هذه الحالات، لا يتجلط الدم بشكل طبيعي، مما يجعل اللثة أكثر عرضة للنزيف وهو من أسباب نزيف اللثة الشائعة لدى الكثير من المرضى.
نقص فيتامين c
يساعد فيتامين c الجسم على نمو الأنسجة وتجديدها، كما يساهم في شفاء الجروح وتقوية العظام والأسنان إذا كان الجسم يعاني من نقص في هذا الفيتامين، يحدث شعور بالضعف والعصبية، ومع مرور الوقت قد تظهر اللثة المتورمة والنازفة.
الإسقربوط
وهي حالة نادرة تنتج عن نقص حاد في فيتامين c بسبب سوء التغذية تسبب الضعف العام، وفقر الدم، والنزيف تحت الجلد، ويُعد نزيف اللثة أحد العلامات المميزة للإسقربوط.
نقص فيتامين k
إذا لاحظ المريض نزيفًا متكرّرًا من اللثة، فقد يكون السبب نقص فيتامين K، وهو الفيتامين المسؤول عن تخثر الدم بشكل طبيعي وتقوية العظام وعندما لا يحصل الجسم على كميات كافية منه، أو لا يمتصه جيدًا، يمكن أن تظهر مشكلات في النزيف.
تنظيف الأسنان بقوة زائدة
في أثناء تنظيف الأسنان، قد يحدث التنظيف بقوة مفرطة لكن يجب معرفة أن اللثة نسيج حساس، والتنظيف الخاطئ قد يؤذيها ويتلفها سواء تم استخدام فرشاة يدوية أو كهربائية، يجب اختيار الفرشاة بعناية بشعيرات ناعمة من النايلون ذات أطراف مستديرة، فحتى إن وُجدت فراشٍ بشعيرات متوسطة أو خشنة، إلا أنها قد تتلف ميناء الأسنان أو تسبب احمرارًا وتورما في اللثة، عند تنظيف الأسنان، يجب استخدم حركات دائرية لطيفة لتدليك اللثة وتنظيفها، وتجنب الحركات الأفقية (ذهابًا وإيابًا) لأنها قد تُهيّج اللثة وتجعلها أكثر عرضة للنزيف.نعلم جميعًا أهمية استخدام خيط الأسنان يوميًا لإزالة البلاك(اللويحة الجرثومية) من المناطق التي لا تصلها الفرشاة.

الأدوية المميّعة للدم
تُضعف الأدوية المميعة للدم قدرة الدم على التجلط، مما يجعل النزيف أكثر سهولة وقد يشكل ذلك خطرًا أثناء إجراءات الأسنان التي تسبب نزيفًا مثل:
- خلع الأسنان
- التنظيف العميق
- زراعة الأسنان
الحمل
حوالي نصف النساء الحوامل يعانين من تورم واحمرار وحساسية في اللثة، مع نزيف أثناء تنظيف الأسنان أو استخدام الخيط يحدث هذا بسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل التي تؤثر في استجابة الجسم للبكتيريا المسببة لأمراض اللثة وللوقاية، يجب الاهتمام بنظافة الفم عبر تنظيف الأسنان مرتين يومياً بمعجون يحتوي على الفلورايد واستخدام الخيط يومياً.
ارتداء أطقم أسنان غيرمناسبة
قد تؤدي الأطقم السنية غير الملائمة إلى نزيف اللثة إذا كانت تسبب خدوشًا أو تقرحات في أنسجة اللثة كما أن عدم إزالة الطقم ليلاً يزيد من خطر النزيف ومن المهم كذلك تنظيف الأسنان والأطقم يوميًا لمنع تراكم البلاك والتهاب اللثة.
العلاج الكيميائي
يمكن أن يؤدي العلاج الكيميائي إلى مجموعة من الآثار الجانبية غير المريحة، بما في ذلك تورم اللثة وألمها ونزيفها، يعاني العديد من الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان من التهاب الفم وهو حالة تسبب تقرحات مؤلمة على اللثة وفي أنحاء الفم كافة.

منتجات التبغ
إن استخدام السجائر ومنتجات التبغ الأخرى يمكن أن يكون ضارًا جدًا باللثة الأشخاص الذين يدخنون أكثر عرضة بكثير للإصابة بأمراض اللثة وقد تلاحظ أن عادة التدخين تسبب لك العديد من مشاكل اللثة، مثل اللثة الحساسة التي تنزف بسهولة أو القروح المؤلمة.
الهرمونات
تلاحظ بعض النساء مشكلات في اللثة خلال مرحلة البلوغ، أو الدورة الشهرية، أو الحمل، أو سن اليأس في مرحلة البلوغ، يؤدي ارتفاع الهرمونات إلى زيادة تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها حمراء ومتورمة وحساسة في حالة التهاب اللثة المرتبط بالدورة الشهرية، تصبح اللثة حمراء ومتورمة وأكثر عرضة للنزيف قبل بدء الدورة مباشرة، وغالبًا تتحسن بعد بدايتها.
أما التهاب اللثة أثناء الحمل فيبدأ عادةً في الشهر الثاني أو الثالث من الحمل ويستمر حتى الشهر الثامن، ويسبب ألمًا وتورمًا ونزيفًا في اللثة كذلك، فإن استخدام موانع الحمل الفموية قد يسبب مشكلات مشابهة في اللثة وفي حالات نادرة، قد تلاحظ بعض النساء في سن اليأس أن لثتهن تصبح جافة جدًا ومؤلمة وسهلة النزف
أسباب نزيف اللثة لدى الأطفال
تتعلق أسباب نزيف اللثة عند الأطفال بعديد من العوامل:
- التغيرات الهرمونية أثناء البلوغ: خلال مرحلة البلوغ، تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها أكثر حساسية وانتفاخًا وسهلة النزيف، عادةً ما تتحسن الحالة مع العناية الفموية الجيدة مثل التفريش المنتظم واستخدام الخيط.
- الإصابات والصدمات الفموية: قد يؤدي عضّ الخد بالخطأ أو الإصابة أثناء اللعب أو الرياضة إلى نزيف في اللثة أو داخل الفم ونظرًا إلى أن الأنسجة اللثوية غنية بالأوعية الدموية، يمكن أن يحدث النزيف حتى من جروح بسيطة أو خدوش صغيرة.
- المرحلة المبكرة من أمراض اللثة: إذا لم تتم إزالة البلاك بانتظام من خلال التفريش والخيط، فإنه يتحول إلى جير صلب (تكلسات)، مما يجعل اللثة منتفخة وحساسة وسهلة النزيف.
- التنظيف القوي أو استخدام فرشاة قاسية: كثير من الأطفال يظنون أن الضغط الشديد أثناء التنظيف يجعل الأسنان أنظف، لكن العكس صحيح.
- عدم الانتظام في استخدام خيط الأسنان: إذا كان الطفل قد بدأ مؤخراً باستخدام خيط الأسنان أو لا يستخدمه بانتظام، فقد تلاحظ نزيفًا في اللثة.
- نقص الفيتامينات: إذا كان نظام الطفل الغذائي يفتقر إلى هذه الفيتامينات، فقد يكون ذلك أحد أسباب النزيف.
العلاج والعناية بأسباب نزيف اللثة
نصائح للعناية اليومية بالفم:
- بعض أنواع الغسول تحتوي على الكحول، لذا يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها
- استخدام خيط الأسنان مرتين يوميًا لمنع تراكم البلاك الذي قد يتحول إلى جير صلب (تكلسات)
- تنظيف الأسنان بلطف باستخدام فرشاة ناعمة الشعيرات مرتين يوميًا على الأقل، ومن الأفضل بعد كل وجبة
- نمط الحياة والتغذية:اتباع نظام غذائي متوازن وصحي تجنب تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، والتقليل من تناول الكربوهيدرات
- القيام بزيارة طبيب الأسنان مرة واحدة على الأقل كل 6 أشهر لإزالة البلاك (الترسبات السنية)، واتباع تعليمات الطبيب الخاصة بالعناية المنزلية
- قد ينصح الطبيب بالمضمضة بـ محلول ملحي أو محلول من الماء والأكسجين (بيروكسيد الهيدروجين)، أو باستخدام غسول فم مخصص لعلاج التهاب اللثة
نصائح إضافية للمساعدة في تقليل أسباب نزيف اللثة
- استخدم جهاز ري الفم على إعداد منخفض لتدليك اللثة
- القيام بإجراء فحص اللثة (الفحص الدوري لأمراض دواعم السن)
- إذا تم التشخيص بـ نقص فيتامينات، فيجب تناول مكملات الفيتامين الموصى بها
- إيقاف نزيف اللثة بوضع قطعة شاش مبللة بماء بارد أو ثلج مباشرة على المنطقة النازفة
- تجنب استخدام التبغ، لأنه يزيد من نزيف اللثة، كما يمكن أن يخفي مشاكل أخرى تسبب النزيف
- مراجعة طبيب الأسنان إذا كانت أطقم الأسنان أو التركيبات السنية غير مناسبة جيدًا أو تسبب تقرحات في اللثة
- إذا كانت أدوية معينة تسبب نزيف اللثة كأثر جانبي، فاستشر الطبيب لتبديلها ولا يجب تغير أي دواء دون استشارة
الوقاية من أمراض وأسباب نزيف اللثة
هناك عدة خطوات يمكنك اتباعها للوقاية من أمراض و أسباب نزيف اللثة: تحدث أمراض اللثة نتيجة تراكم البلاك (الترسبات) على الأسنان إذا لم تتم إزالة البلاك من الأسنان عن طريق التفريش والتنظيف المنتظم بين الأسنان، فسيتراكم ويسبب تهيج اللثة والتهابها ،حيث ما يجب فعله:
- استبدال فرشاة الأسنان كل 1 إلى 3 أشهر
- تنظّف الأسنان بمعجون يحتوي على الفلورايد مرتين يوميًا على الأقل
- بصق المعجون بعد التنظيف وعدم القيام بالمضمضة بالماء بعده مباشرة
- يجب التنظّيف بين الأسنان يومياً باستخدام خيط الأسنان أو فرشاة ما بين الأسنان
- عدم التدخين ،فالتدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض و أسباب نزيف اللثة ويؤخر عملية الشفاء
- عدم استخدام غسول الفم مباشرة بعد تنظيف الأسنان، لأن ذلك قد يزيل الفلورايد الذي يحمي الأسنان
- القيام بزيارة طبيب الأسنان وأخصائي تنظيف الأسنان بانتظام، خصوصًا إذا كان المريض حاملًا أو مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني
- عندما تستمر أعراض وأسباب نزيف اللثة أو تتكرّر دون تفسير واضح، فإنه من الحكمة استشارة أخصائي متخصص قبل تفاقم الوضع. في ذلك السياق، يُعد مركز بيمارستان الطبي مكاناً مثالياً للتشخيص المتخصص والعلاجات المتكاملة التي تجمع بين الفحص الشامل والعناية الفموية. اعتماد هذا المسار العلاجي يمنح المريض فرصة لاستعادة صحة اللثة والأسنان وتقليل المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتهابات الفم المزمنة.
المصادر:
- American Dental Association. (2023). Gum disease and bleeding gums: Causes and treatment.
- Centers for Disease Control and Prevention. (2023). Oral health conditions: Gum disease.
- National Institute of Dental and Craniofacial Research. (2024). Periodontal (gum) disease.
