تعد متابعة مراحل سرطان البروستاتا خطوة أساسية لفهم تطور المرض وتحديد أفضل خيارات العلاج. الفهم المبكر للتغيرات المحتملة في البروستاتا يتيح للمرضى والأطباء اتخاذ قرارات علاجية مدروسة، مع تعزيز فرص التحكم في المرض وتقليل المضاعفات المستقبلية. كما يلعب الوعي الصحي والفحوصات الدورية دور كبير في تحسين نتائج الرعاية الطبية.
ما هو سرطان البروستاتا؟
سرطان البروستاتا هو نمو غير طبيعي للخلايا داخل غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة عند الرجال وتحيط بالإحليل، وتلعب دور هام في إنتاج السائل المنوي. يحدث السرطان عندما تبدأ الخلايا البروستاتية في الانقسام بشكل غير مسيطر عليه، مما يؤدي إلى تكوّن ورم يمكن أن يضغط على الأنسجة المحيطة أو ينتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم عبر الغدد الليمفاوية أو الدم.
غالباً ما يكون سرطان البروستاتا بطيء النمو في مراحله المبكرة، وقد لا يسبب أعراض واضحة، مما يجعل الفحوصات الدورية مثل اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) والفحص الرقمي للمستقيم ضرورية للكشف المبكر. ومع تقدم المرض، قد تظهر أعراض مثل صعوبة التبول وألم في أسفل الظهر أو الحوض وانتقال السرطان إلى العظام، مما يستدعي تدخل علاجي متكامل.
التصنيف الأساسي لمراحل سرطان البروستاتا
يُستخدم التصنيف العالمي TNM لتحديد مراحل سرطان البروستاتا، وهو يعتمد على ثلاثة عناصر:
- T (Tumor): حجم الورم وامتداده داخل البروستاتا أو إلى الأنسجة المحيطة.
- N (Nodes): مدى انتشار السرطان إلى العقد الليمفاوية القريبة.
- M (Metastasis): وجود انتقالات بعيدة في العظام أو الأعضاء الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك يتم استخدام مؤشر غلايسون (Gleason) لتقييم درجة الخباثة النسيجية للورم، حيث تشير الدرجة الأعلى إلى ورم أكثر عدوانية وسرعة انتشار.
مراحل سرطان البروستاتا بالتفصيل
المرحلة الأولى من سرطان البروستاتا
صفات المرحلة الأولى من مراحل سرطان البروستاتا:
- لا توجد أعراض واضحة في هذه المرحلة
- درجة غلايسون تكون منخفضة (≤6) عادةً
- يكون الورم صغير ومقتصر على غدة البروستاتا
- غالباً لا يمكن اكتشاف الورم أثناء الفحص البدني ويُكتشف عادةً بالصدفة من خلال فحص مستضد البروستاتا النوعي PSA أو خزعة البروستاتا
غالبية المرضى في المرحلة الأولى من مراحل سرطان البروستاتا يمكن علاجهم بنجاح عبر المراقبة النشطة أو الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
المرحلة الثانية من سرطان البروستاتا
صفات المرحلة الثانية من مراحل سرطان البروستاتا:
- قد يتم اكتشاف الورم أثناء فحص المستقيم
- عادة لا يوجد انتشار للعقد الليمفاوية أو الأعضاء البعيدة
- الورم ما زال محصور في البروستاتا ولكنه أكبر أو ذو خصائص أكثر عدوانية مقارنة بالمرحلة الأولى
- يمكن تقسيم المرحلة الثانية إلى:
- IIA: الورم محدود داخل البروستاتا ودرجة غلايسون منخفضة.
- IIB: الورم محدود داخل البروستاتا لكن درجة غلايسون أعلى، مما يدل على إمكانية نمو أسرع.
في هذه المرحلة، غالباً ما يُوصى بالجراحة (استئصال البروستاتا الجذري) أو العلاج الإشعاعي وقد يُضاف العلاج الهرموني في بعض الحالات ذات الدرجة العالية.
المرحلة الثالثة من سرطان البروستاتا
صفات المرحلة الثالثة من مراحل سرطان البروستاتا:
- عادةً ما يكون الورم أكثر عدوانية (غلايسون ≥7)
- لا توجد عادة انتقالات بعيدة، لكن قد تبدأ بعض العقد الليمفاوية القريبة في التأثر
- يبدأ الورم في الامتداد خارج البروستاتا إلى الأنسجة المحيطة مثل الكبسولة البروستاتية أو القناة المنوية
الجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني يُعتبر شائع في هذه المرحلة. الجراحة قد تكون خيار إذا لم ينتشر الورم بشكل واسع والمراقبة الدقيقة مهمة لتجنب تفاقم الانتشار.
المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا
يُعرف أيضاً بالسرطان المتقدم أو المنتشر. تتضمن صفات المرحلة الرابعة:
- انتشار إلى العقد الليمفاوية البعيدة
- انتقالات بعيدة، غالباً إلى العظام أو الرئة أو الكبد
- امتداد الورم إلى الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو المستقيم
- غالباً ما تكون درجة غلايسون عالية ويُصاحبها ارتفاع كبير في مستويات المستضد البروستاتا النوعي
الهدف الرئيسي للعلاج يكون التحكم في المرض وتحسين جودة الحياة. يشمل العلاج:
- العلاج الكيميائي
- العلاج الهرموني
- العلاج الإشعاعي التلطيفي
- أحياناً الأدوية المستهدفة أو المناعية بحسب الحالة

أهمية التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا
يُعد التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا أحد أهم العوامل التي تؤثر على نجاح العلاج ونتائج المريض طويلة المدى. عند اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، يكون الورم غالباً محدود داخل غدة البروستاتا، مما يزيد فرص الشفاء الكامل ويقلل الحاجة إلى إجراءات علاجية مكثفة مثل الجراحة الكبيرة أو العلاج الكيميائي. كما أن التشخيص المبكر يساعد في تقليل المضاعفات المرتبطة بالمرض المتقدم، مثل انتشار السرطان إلى العظام أو الأعضاء الحيوية الأخرى، وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على نوعية حياة المريض.
لتعزيز فرص الاكتشاف المبكر، يُوصى بإجراء فحوصات مستضد البروستاتا النوعي والفحص الرقمي للمستقيم بشكل دوري، خصوصاً للرجال فوق سن الخمسين أو من لديهم عوامل خطر مثل وجود تاريخ عائلي للمرض مثل العرق (الأفريقي الأمريكي معرض لخطر أعلى) أو تاريخ وراثي مرتبط بالجينات المرتبطة بالسرطان. إضافة إلى ذلك، يمكن للأطباء استخدام تقنيات تصوير متقدمة مثل الرنين المغناطيسي للبروستاتا عند وجود مؤشرات لورم محتمل مما يساعد في تحديد حجم الورم ودرجة عدوانيته بدقة قبل اتخاذ قرار العلاج المناسب.
تقييم مراحل سرطان البروستاتا بدقة يسهم في توجيه الخطط العلاجية وتحسين النتائج على المدى الطويل. من خلال الاهتمام بالكشف المبكر والمتابعة المنتظمة، يمكن الحد من انتشار المرض وتعزيز جودة الحياة، مما يجعل الوعي الفردي والفحوصات الدورية أدوات حيوية في الرعاية الصحية للرجال.
المصادر:
- American Cancer Society. (2023, November 22). Staging of prostate cancer.
- Cancer Research UK. (n.d.). Stages, types and grades of prostate cancer.
