يُعد الناسور الشرجي من الأمراض الشائعة التي تصيب منطقة الشرج والمستقيم، وينتج عادة عن التهابات مزمنة تؤدي إلى تكوّن قناة غير طبيعية بين فتحة الشرج والجلد المحيط بها. تسبب هذه الحالة آلاماً مزمنة، وإفرازات مزعجة وقد تؤثر على الجلوس أو ممارسة الأنشطة اليومية، مما يجعل العلاج ضرورياً لتجنب المضاعفات.
بفضل التقدم الطبي الكبير، أصبح استئصال الناسور الشرجي بالمنظار من أحدث الطرق وأكثرها فعالية في العلاج، حيث توفر هذه التقنية رؤية دقيقة للناسور من الداخل واستئصاله دون الحاجة إلى جرح خارجي كبير، مما يقلل الألم وفترة التعافي بشكل واضح.
وفي تركيا، شهدت المراكز الطبية والجراحية تطوراً ملحوظاً في هذا المجال، إذ يتم إجراء عمليات استئصال الناسور الشرجي بالمنظار باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات الجراحية على يد أطباء متخصصين ذوي خبرة عالية. تتميز تركيا بتوفير رعاية طبية متكاملة بأسعار تنافسية مقارنة بالدول الأوروبية، مما جعلها وجهة مفضلة للمرضى من مختلف أنحاء العالم الباحثين عن علاج فعّال وآمن للناسور الشرجي بأحدث الأساليب الطبية.
ما هو الناسور الشرجي؟
يُعرَّف الناسور الشرجي بأنه قناة ضيقة تصل بين فتحة خارجية في الجلد قرب الشرج وفتحة داخلية في القناة الشرجية. يمكن أن يظهر حول الشرج أو في منطقة الأرداف، ويبدو عادةً على شكل تورم أحمر مليء بالصديد، يحدث الناسور الشرجي عادةً نتيجة عدوى مزمنة في منطقة الشرج. يُقسَم الناسور الشرجي إلى نوعين رئيسيين:
- الناسور الشرجي المعقد: يمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة؛ فقد يكون عميقاً أو يسلك مساراً متعرجاً بين الفتحة الداخلية والخارجية أو يمتلك فتحة داخلية واحدة تتفرع إلى عدة مسارات وفتحات خارجية، مما يجعل علاجه أكثر صعوبة وتعقيداَ.
- الناسور الشرجي البسيط: يكون سطحياً نسبياً ويمر بشكل طفيف عبر العضلة العاصرة الشرجية، مما يجعل علاجه بسيطاً وغير معقد.
- .الناسور المتشعب: يحتوي على أكثر من قناة واحدة، وغالباً ما يكون ناتجاً عن التهابات مزمنة أو عمليات سابقة.
الأسباب الشائعة لظهور الناسور الشرجي
السبب الأكثر شيوعاً للناسور الشرجي هو الخراج الشرجي المتكرر، حيث يترك الخراج غير المعالج قناة متصلة بين الداخل والخارج، والذي يتكون عادةً فوق غدة شرجية مصابة. مايلي أسباب الناسور الشرجي ما يلي:
- التهاب الغدد العرقية القيحي: وهو مرض جلدي التهابي مزمن يُسبب خراجات في الغدد العرقية، أحيانًا في منطقة الشرج.
- العدوى البكتيرية: التي تؤدي إلى تكوّن خراج يتحول لاحقاً إلى ناسور.
- الالتهابات المزمنة: مثل داء كرون أو التهابات القولون التقرحية.
- الجراحات أو الإصابات السابقة في منطقة الشرج
- العلاج الإشعاعي لسرطان منطقة الحوض
- الأمراض المنقولة جنسياً في الشرج
أعراض الناسور الشرجي التي تستدعي مراجعة الطبيب
قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن أكثرها شيوعاً:
- ألم متكرر حول فتحة الشرج، غالباً ما يكون شديداً ونابضاً. يزداد عند الجلوس أو التبرز
- خروج إفرازات أو قيح من فتحة صغيرة قرب الشرج
- ارتفاع في درجة الحرارة في حال وجود التهاب نشط
- حمى وحكة أو تهيّج في الجلد المحيط بالشرج
- انتفاخ أو تورم متكرر في نفس المكان
- صعوبة في حبس البراز
- ألم عند التبول
عند ظهور هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص لتشخيص الحالة بدقة وتحديد طريقة العلاج الأنسب، والتي قد تشمل استئصال الناسور الشرجي بالمنظار في الحالات التي تتطلب تدخلاً دقيقًا وأقل ألماً.
ما هي تقنية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار؟
تُعد تقنية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار من أحدث الطرق المتقدمة في علاج الناسور الشرجي، وتعتمد على إدخال منظار جراحي صغير مزوّد بكاميرا دقيقة لإزالة القناة الناسورية من الداخل دون الحاجة إلى فتح جرح خارجي. تهدف هذه التقنية إلى تنظيف الناسور وإغلاقه من الداخل بدقة عالية، مع الحفاظ على العضلات العاصرة للشرج لتجنّب أي مضاعفات مثل سلس البراز، مما يجعلها خياراً آمناً وفعّالاً مقارنة بالجراحة التقليدية.
الفرق بين الجراحة التقليدية والجراحة بالمنظار
| المقارنة | الجراحة التقليدية | استئصال الناسور الشرجي بالمنظار |
|---|---|---|
| طريقة الإجراء | فتح خارجي لإزالة القناة بالكامل | استخدام منظار داخلي دقيق عبر فتحة صغيرة |
| الألم بعد العملية | متوسط إلى شديد | خفيف إلى متوسط |
| مدة التعافي | 3 – 6 أسابيع | 1 – 2 أسبوع فقط |
| الندوب الخارجية | واضحة أحيانًا | شبه معدومة |
| احتمال تأثر العضلات العاصرة | وارد في بعض الحالات | نادر جدًا |
| احتمال تكرار الناسور | متوسط | منخفض للغاية |
بفضل هذه المزايا، أصبحت عمليات استئصال الناسور الشرجي بالمنظار شائعة في مراكز الجراحة الحديثة في تركيا والعالم، لما توفره من نتائج ممتازة وتعافٍ سريع للمريض.
كيف يتم إجراء عملية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار؟
تُجرى عملية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار تحت تخدير نصفي أو عام حسب حالة المريض ونوع الناسور، ويُحدد الطبيب الخيار الأنسب لضمان راحة المريض أثناء الإجراء.
خطوات عملية تقنية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار
تتضمن عملية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار عدة مراحل دقيقة تضمن تنظيف الناسور وإغلاقه بأمان تام، مع الحفاظ على سلامة العضلات المحيطة. فيما يلي شرح خطوات عملية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار من البداية حتى التأكد من نجاحه الكامل.
- تحديد مسار الناسور باستخدام المنظار تحت رؤية مباشرة
- تحديد الفتحة الداخلية للناسور الشرجي
- تنظيف القناة الناسورية من الداخل لإزالة الخلايا الميتة والإفرازات
- إغلاق الفتحة الداخلية للناسور داخل القناة الشرجية بخيوط دقيقة أو طاقة حرارية موجهة
- كيّ بطانة القناة من الداخل لتسهيل التئام الأنسجة ومنع تكرار الالتهاب
- التحقق من إغلاق المسار من خلال غسله بمحلول ملحي تحت مراقبة المنظار
- التقييم بعد العملية للتأكد من عدم وجود مسارات ثانوية أو بقايا عدوى
مدة الإجراء ونسبة النجاح
تستغرق العملية عادة من 30 إلى 60 دقيقة فقط، وغالباً يمكن للمريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم. تتراوح نسبة نجاح استئصال الناسور الشرجي بالمنظار بين 85% إلى 95% حسب نوع الناسور وخبرة الجراح، مع انخفاض واضح في نسب التكرار مقارنة بالجراحة التقليدية.
مميزات استئصال الناسور الشرجي بالمنظار
أثبتت تقنية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار فعالية عالية في علاج الناسور الشرجي مع تقليل المضاعفات والآلام التي عادةً ما ترافق الجراحة التقليدية. تتميّز هذه التقنية بمجموعة من الفوائد التي جعلتها الخيار المفضل في كثير من المراكز الجراحية الحديثة:
- أقل ألم بعد العملية: نظراً لأن المنظار يُستخدم عبر فتحة صغيرة دون الحاجة إلى شق جراحي كبير، فإن الألم بعد العملية يكون خفيفًا جدًا، مما يقلل الحاجة إلى المسكنات ويسمح للمريض بالراحة سريعاً.
- تعافٍ أسرع وعودة مبكرة للحياة الطبيعية: غالباً ما يستطيع المريض العودة إلى أنشطته اليومية خلال أسبوع واحد فقط بعد استئصال الناسور الشرجي بالمنظار، في حين أن الجراحة التقليدية قد تحتاج إلى أسابيع طويلة للشفاء التام.
- لا تترك ندوباً أو آثاراً خارجية: يتم الإجراء بالكامل من داخل القناة الشرجية، ما يجعل النتيجة الجمالية أفضل ولا يترك أي ندبات أو آثار واضحة على الجلد.
- الحفاظ على العضلات العاصرة للشرج: من أهم مزايا هذه التقنية أنها تحافظ على العضلات المسؤولة عن التحكم في البراز، وبالتالي تقل احتمالية الإصابة بسلس شرجي.
- تقليل احتمالية عودة الناسور: بفضل الإغلاق الدقيق للفتحة الداخلية وتنظيف القناة بالكامل، فإن احتمال تكرار الناسور منخفض جداً مقارنة بالطرق التقليدية، خاصة عند تنفيذ العملية في مراكز متخصصة.
- دقة عالية في التشخيص والعلاج: المنظار يتيح للطبيب رؤية المسار الداخلي للناسور بدقة فائقة، مما يساعد على استئصال كامل القناة الناسورية دون ترك بقايا قد تؤدي إلى عودة المشكلة مستقبلاً.
من هو المرشح المناسب لعملية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار؟
ليست كل حالات الناسور الشرجي تحتاج إلى نفس نوع العلاج، فاختيار الطريقة المناسبة يعتمد على موقع الناسور وعمقه وحالة العضلات المحيطة. ومع ذلك، يُعتبر استئصال الناسور الشرجي بالمنظار خياراً مثالياً لفئة واسعة من المرضى الذين تتوافر لديهم الشروط التالية:
- مرضى الناسور البسيط أو المتوسط العمق: تُعطي هذه التقنية أفضل النتائج في الناسور ذي المسار البسيط أو المتوسط الذي لا يمتد عبر جزء كبير من العضلة العاصرة.
- الحالات التي لم تستجب للعلاج الدوائي أو التصريف التقليدي: في حال تكرار الالتهاب أو فشل الخراجات السابقة في الالتئام، يكون الاستئصال بالمنظار حلاً فعالاً وآمنًا دون الحاجة إلى شقوق جراحية كبيرة.
- المرضى الذين يبحثون عن تعافٍ سريع وألم أقل: تُناسب العملية المرضى الذين يرغبون في علاج فعال بأقل ألم، مع عودة سريعة إلى العمل والنشاط اليومي خلال فترة قصيرة.
- الأشخاص الذين لديهم قلق من مضاعفات الجراحة التقليدية: مثل سلس البراز أو تشوه منطقة الشرج بعد الجراحة. إذ يوفّر المنظار علاجاً دقيقاً يحافظ على سلامة العضلات والأنسجة المحيطة بالناسور.
- الحالات التي يُحدد فيها الطبيب أن العضلة العاصرة ما زالت سليمة: فكلما كانت العضلة العاصرة في حالة جيدة، كانت نسبة نجاح استئصال الناسور الشرجي بالمنظار أعلى، والمضاعفات أقل.
مَن قد لا يكون مناسباً لعملية استئصال الناسور الشرجي بالمنظار؟
- المرضى المصابين بأمراض مزمنة غير مستقرة مثل داء كرون النشط أو ضعف المناعة
- الأشخاص الذين يعانون من ناسور معقّد جدًا أو متشعب في أكثر من مسار
- الحالات التي تتطلب جراحة ترميمية موسعة أو إعادة بناء للعضلة
فترة التعافي بعد استئصال الناسور الشرجي بالمنظار
تُعد فترة التعافي بعد استئصال الناسور الشرجي بالمنظار أقصر بكثير مقارنة بالجراحة التقليدية، نظراً لأن الإجراء يتم من داخل القناة الشرجية دون الحاجة إلى شقوق واسعة أو جروح سطحية. معظم المرضى يشعرون بتحسن واضح خلال أيام قليلة، ويمكنهم العودة إلى حياتهم اليومية بسرعة كبيرة.
المدة المتوقعة للتعافي
- في العادة، تستغرق فترة الشفاء الكامل من 7 إلى 14 يوماً فقط، بينما في الجراحة التقليدية قد تمتد من 4 إلى 6 أسابيع
- يتمكن أغلب المرضى من العودة إلى العمل خلال أسبوع واحد، بشرط الالتزام بتعليمات الطبيب والعناية بالمنطقة جيداً
- قد يستمر خروج إفرازات بسيطة من فتحة الناسور خلال الأيام الأولى، وهو أمر طبيعي ويزول تدريجيًا مع التئام الأنسجة
العناية بعد العملية
خلال فترة التعافي بعد استئصال الناسور الشرجي بالمنظار، يُنصح المريض باتباع الإرشادات التالية لضمان أفضل نتائج ممكنة:
- الحفاظ على نظافة المنطقة الشرجية باستخدام الماء الدافئ بعد كل تبرز وتجفيفها بلطف
- تناول الأدوية الموصوفة من مضادات حيوية أو مسكنات لتقليل الألم والالتهاب
- تجنّب الجلوس لفترات طويلة أو حمل أوزان ثقيلة في الأيام الأولى بعد العملية
- الالتزام بنظام غذائي غني بالألياف لتجنب الإمساك، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة
- شرب كميات كافية من الماء (لا تقل عن 2 لتر يومياً) لتسهيل حركة الأمعاء
- في حال ظهور احمرار، ألم شديد، أو إفرازات غير طبيعية، يجب مراجعة الطبيب فوراً
يحدد الطبيب موعد المراجعة الأولى عادة بعد أسبوع واحد من العملية لتقييم التئام الجرح الداخلي. في بعض الحالات، تُجرى جلسة متابعة ثانية بعد 3 إلى 4 أسابيع للتأكد من اختفاء الأعراض نهائياً وعدم وجود أي قناة متبقية. تتميز فترة التعافي بعد استئصال الناسور الشرجي بالمنظار بأنها قصيرة وسهلة نسبيًا مقارنة بالطرق التقليدية، مع ألم خفيف ونتائج تجميلية ممتازة.
أخيراً، يعد استئصال الناسور الشرجي بالمنظار خياراً متقدماً وآمناً للكثير من المرضى الذين يعانون من الناسور الشرجي، خاصة لمن يبحثون عن إجراء طبي بآلام أقل ونتائج أسرع مقارنة بالجراحة التقليدية. ومع التطور الكبير في التقنيات الطبية خلال السنوات الأخيرة، أصبح هذا النوع من العلاجات متاحاً على نطاق أوسع، مع ارتفاع نسب النجاح وانخفاض احتمالية عودة الناسور مجدداً.
ورغم فعالية الإجراء، إلا أن اختيار الجراح المناسب والمركز الطبي المجهز يظل خطوة أساسية لضمان الحصول على أفضل نتيجة ممكنة. كما يُنصح المرضى بعدم تأجيل العلاج لتجنب المضاعفات المحتملة مثل الالتهابات أو تطور الناسور إلى درجات أكثر تعقيداً. وللباحثين عن رعاية موثوقة وتجربة علاجية آمنة في تركيا، يمكن التواصل مع مركز بيمارستان الطبي الذي يساعد المرضى في الوصول إلى أفضل الأطباء المتخصصين في جراحة القولون والمستقيم، ويقدم استشارات مدروسة لضمان اختيار أنسب خطة علاجية لكل حالة.
المصادر:
- Garg P, Singh P. Video-Assisted Anal Fistula Treatment (VAAFT) in Cryptoglandular fistula-in-ano: A systematic review and proportional meta-analysis. Int J Surg. 2017 Oct;46:85-91
- Siddique S, Changazi SH, Bhatti S, Afzal B, Hyidar Z, Rehman A, Ahmad QA, Ayyaz M. Outcomes in High Perianal Fistula Repair Using Video-Assisted Anal Fistula Treatment Compared With Seton Use: A Randomized Controlled Trial. Cureus. 2022 Feb 13;14(2):e22166
- Mohammed Korany, M. A., Ismail Amer, S. M. M., Imam, U. S., Shawky, K. A., Abdul-Hassib, A. R., & Abdelhalim Ali, A. M. (2025). Evaluation of effectiveness and safety of video assisted anal fistula treatment. Journal of Neonatal Surgery, 14(32S), 3332–3341
