تتنوع أمراض القلب الوعائية بين البسيطة والمهددة للحياة، ومن أبرزها تمدد الشريان الأورطي (الأبهري) الذي يصيب تقريبا 4.8% من البالغين فوق 65 سنة، لعلاج هذه الحالة الخطيرة دون مضاعفات الجراحة، يُعد إصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة تطورًا طبيًّا فريدًا يغني عن الجراحة المفتوحة، حيث يعتمد على تقنية متقدمة تتيح نتائج فعّالة مع تعافٍ سريع، خاصة لكبار السن وذوي الحالات الصحية الحرجة.
ما المقصود ب إصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة؟
إصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة (EVAR) هو إجراء طبي طفيف التوغل يعتمد على إدخال قسطرة عبر الشريان الفخذي لإصلاح التمدد (أم الدم) في الشريان الأبهري، حيث أنه يستخدم بشكل أساسي لعلاج أم الدم الأبهرية البطنية أو الصدرية، ويتميز بكونه بديلاً فعالاً للجراحة التقليدية، حيث يمكن إتمامه دون الحاجة إلى فتح الصدر أو البطن.

من هم المرشحون لهذا الإجراء؟
يمكن أن يكون إصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة خيارًا مناسبًا للمرضى الذين يعانون من تمدد في الشريان الأبهري في الحالات التالية:
- المرضى الذين لديهم تمدد في الشريان الأبهر أكبر من 5.5 سم.
- المرضى غير المناسبين للجراحة المفتوحة بسبب العمر أو وجود أمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو السكري.
- المرضى الذين خضعوا لجراحات بطنية أو صدرية كبرى سابقاً.
- المرضى الذين يُعانون من حالات صحية حرجة تجعل الجراحة المفتوحة أكثر خطورة.
خطوات إجراء الإصلاح بالقسطرة
ما قبل الإجراء
بدايةً سيقوم الطبيب بسؤال المريض عن تاريخه الطبي وإجراء فحص بدني كامل، ثم سيقوم بإجراء تخطيط القلب الكهربائي (ECG) لقياس النشاط الكهربائي للقلب، بعدها سيقوم باختبارات الاجهاد مثل اختبار تمرين القلب والرئة (CPEX) أو اختبارات إجهاد أخرى لتحديد صحة القلب والرئتين، سيقوم الطبيب أيضاً بإجراء الفحوصات التصويرية مثل CT أنجيو أو MRI لتحديد مكان التمدد بدقة، بالإضافة إلى وقف أدوية معينة ومراقبة ضغط الدم.
أثناء الإجراء
في بداية إصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة يتم تخدير المريض تخدير عام أو موضعي مع تهدئة لضمان عدم شعوره بالإنزعاج خلال العملية، بعدها يقوم الطبيب بإدخال إبرة بالقرب من المنطقة الإربية عبر الجلد والأنسجة الرخوة نحو الشريان الفخذي ثم يدخل قسطرة تحمل دعامة مغلفة (stent graft) قابلة للتوسع عبر الشريان الفخذي ثم توجه القسطرة عبر الشرايين باستخدام صور الأشعة السينية المتحركة حتى تصل إلى موقع التمدد، حيث يقوم الطبيب بعدها بفتح الدعامة لتتوسع فتشكل مسار جديد للدم لتضمن عدم وصول الدم إلى أم الدم فتمنع التمزق ويتم تثبيتها بدقة بواسطة هيكلها المعدني.
فترة النقاهة والتعافي
بعد الانتهاء من العملية يتم نقل المريض إلى وحدة العناية (ICU) لعدة ساعات، حيث تُراقب العلامات الحيوية (نبض القلب، الضغط، التنفس، مستوى الأكسجين)، وقد يحتاج المريض للاستلقاء مسطحاً لساعات للوقاية من النزيف مع تلقي مسكنات الألم، بعد ذلك يتم نقله إلى غرفة عادية ويبقى في المستشفى من يوم إلى ثلاثة أيام حسب حالته، ثم يبدأ بالعودة الى النشاط اليومي في غضون أسبوع مع تجنب حمل أشياء ثقيلة لمدة 4-6 أسابيع وتجنب القيادة حتى زوال الألم من المنطقة الأربية حيث أن التعافي الكامل قد يستغرق أيامًا إلى شهور، ويجب على المريض تناول الأدوية الموصوفة مع التركيز على ضرورة المتابعة المنتظمة كل 6–12 شهراً بفحص تصويري لمراقبة نجاح العلاج.
ما هي المخاطر أو المضاعفات المحتملة؟
على الرغم من أن إصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة يعتبر أقل خطورة من الجراحة المفتوحة، إلا أنه لا يخلو من مخاطر ومضاعفات محتملة، قد تشمل هذه المخاطرإصابة الأوعية الدموية أو الأعضاء المجاورة أثناء العملية، أو حدوث نزيف وعدوى في موضع إدخال القسطرة (عادة في المنطقة الأربية) كما يُحتمل تشكل جلطات دموية قد تعيق تدفق الدم إلى الساقين أو القدمين أو الأمعاء، بالإضافة الى خطر تسريب الدعامة، إذ يُعد تسريب الدعامة (Endoleak) أحد أبرز المخاطر المرتبطة بزرع الدعامة الوعائية، حيث يتسرب الدم حولها أو من أطرافها إلى كيس التمدد الوعائي الأصلي. وقد يؤدي إلى استمرار تمدد الشريان أو تمزقه لاحقًا إذا لم يُعالج.
من المضاعفات الشائعة لإصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة أيضا تدهور وظيفة الكلى (غالبا يكون مؤقت) ويعزى بشكل رئيسي إلى تأثير صبغة الأشعة المستخدمة أثناء الإجراء بالإضافة إلى احتمالية الاصابة بالخُثار الوريدي العميق (DVT) كما يعتبر انسداد الشرايين الفرعية النابعة من الشريان الأبهر من المخاطر المحتملة ولكنها نادرة.
مقارنة بين القسطرة والجراحة المفتوحة
العام | القسطرة | الجراحة المفتوحة |
نوع التخدير | عام أو موضعي | عام |
مدة الإقامة بالمشفى | 1–3 أيام | 5–10 أيام |
مدة التعافي | أسبوع تقريبًا | 4–6 أسابيع |
مستوى الخطورة | أقل نسبيًا | أعلى للمصابين بأمراض مزمنة |
احتمالية الفتح مجدداً | موجودة بنسبة ضئيلة | نادرة إن تمت بدقة |
في الختام، يمثل إصلاح الشريان الأورطي بالقسطرة نقلة نوعية في علاج تمدد الشريان الأبهري، خصوصاً لكبار السن والمرضى الذين يصعب عليهم الخضوع للجراحة المفتوحة، فهو يوفر خياراً آمناً وفعالاً يقلل من مخاطر الجراحة ويعجل بفترة التعافي، وبينما يبقى هذا الإجراء خيارًا مثاليًا للعديد من المرضى، تبقى المتابعة المنتظمة والتقييم المستمر من العوامل الأساسية لضمان نجاح العلاج واستقرار الحالة على المدى الطويل.
المصادر:
- Torsello, G. F., & Guglielmo, R. (2013). Endovascular repair of aortic aneurysms: Current status and future perspectives. Journal of Vascular Surgery, 57(6), 1534-1544.
- Society for Vascular Surgery. (n.d.). Endovascular repair of abdominal aortic aneurysms.