العقم هو مشكلة صحية تصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء ومن بين حالات العقم التي تم تشخيصها يعاني 50% من الأزواج من مشاكل الخصوبة عند الإناث و 50% عند الذكور و 28% عند كلا الزوجين، هنا تدخل وسائل الإخصاب المساعدة لعلاج المشكلة عند الجنسين والتي تساعد على تجاوز الخلل الموجود ليحدث التلقيح بنجاح، تابع معنا قراءة هذه المقالة لتتعرف على الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري والتي تعد من أشهر الوسائل المستخدمة حديثاً لعلاج مشاكل الخصوبة.
قبل أن يتمكن الحيوان المنوي عند الرجل من تخصيب بويضة المرأة، يجب أن يلتصق رأسه بالجزء الخارجي من البويضة وبمجرد الارتباط يندفع الحيوان المنوي عبر الطبقة الخارجية إلى داخل السيتوربلازما حيث يحدث الإخصاب.
في بعض الأحيان لا تتم هذه العملية لعدة أسباب تتعلق بمشاكل في الحيوان المنوي أو البويضة، عندها يمكن إجراء ما يسمى حقن الحيوانات المنوية داخل السيتوبلازما ICSI جنباً إلى جنب مع التلقيح الصناعي IVF أو ما يُعرف بأطفال الأنابيب للمساعدة في تخصيب البويضة واكتمال عملية التلقيح.
ما هي أطفال الأنابيب؟
يعتبر التلقيح الاصطناعي أو أطفال الأنابيب النوع الأكثر شيوعاً وفعالية من تقنيات الإنجاب المساعدة ART، يتم فيه دمج البويضات بعد استخراجها من المبيضين مع الحيوانات المنوية يدوياَ في المختبر خارج جسم المرأة وبعد عدة أيام من الإخصاب توضع البويضة المخصبة (الجنين) داخل الرحم ليحدث الحمل عند انغراس هذا الجنين في جدار الرحم.
متى يثبت حمل أطفال الأنابيب؟
يحتاج تثبيت الحمل الانتظار لمدة أسبوعين بعد نقل الأجنة إلى الرحم، يمكن اعتبار هذه المدة طويلة بسبب القلق من عدم معرفة نجاح العلاج أم لا إذ يجد البعض أن هذا الجزء هو الأصعب في رحلة العلاج.
ما هو الحقن المجهري؟
الحقن المجهري أو حقن الحيوانات المنوية داخل الهيولى هو شكل من أشكال التخصيب الاصطناعي يلجأ إليه الأطباء بشكل شائع عند وجود مشكلة عقم عند الذكور، يتضمن اختيار الحيوانات المنوية الأقوى والأكثر قدرة على الحركة وحقنها مباشرة في البويضة الخصبة باستخدام إبرة دقيقة خاصة بالتخصيب المساعد وذلك في مختبر مُهيأ ومن ثم نقل الأجنة إلى الرحم.
خطوات الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
سيتم تناول الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري من حيث خطوات كلا الإجراءين:
خطوات علاج أطفال الأنابيب
يمكن تقسيم مراحل التلقيح الاصطناعي إلى ما يلي :
- إيقاف الدورة الشهرية الطبيعية: ذلك بإعطاء حبوب منع الحمل أو هرمون الإستروجين للتحكم في توقيت الدورة الشهرية وإعطاء نتائج أفضل في مرحلة استرجاع البويضات من خلال زيادة عددها.
- تحفيز المبيض: خلال الدورة الطبيعية يتم إنتاج بويضة ناضجة واحدة فقط تكفي للإباضة ولكن في التلقيح الاصطناعي يتم تحفيز مجموعة كاملة من البويضات على النضوج في وقت واحد وبشكل كامل من خلال إعطاء حقنة هرمون FSH (الهرمون المنبه للجريب) لتخضع استجابة المريضة بعدها للمراقبة عن طريق الأمواج فوق الصوتية وكشف مستويات الهرمون في الدم، تستمر معظم عمليات التحفيز مابين 8 حتى 14 يوم وحينما تكون البويضات جاهزة للنضج النهائي يتم إعطاء “طلقة الزناد” وهي حقنة من هرمون HCG مهمتها إنهاء النضوج استعداداً للمرحلة التالية.
- استرجاع البويضات: تُجمع البويضات بعد تخدير المريضة بواسطة إبرة يتم تمريرها عبر المهبل إلى كل مبيض تحت توجيه الموجات فوق الصوتية، يستغرق هذا الإجراء البسيط حوالي 20 دقيقة، قد تعاني فيه بعض النساء كن تشنجات أو نزيف مهبلي.
- تخصيب البويضات: يتم تخصيب جميع البويضات الناضجة التي تم جمعها مع الحيوانات المنوية في المختبر، وهذا يعني أنه سيتم حقن الحيوانات المنوية في كل بويضة ناضجة تستمر البويضات المخصبة بالنمو في المختبر لمدة تصل حتى 6 أيام لتصبح أجنة يمكن نقلها للرحم.
- نقل الأجنة: يتم نقل الأجنة بعد أيام قليلة من تخصيب البويضات باستخدام أنبوب رفيع (قسطرة) يتم تمريره إلى المهبل، تعتبر هذه العملية أبسط من جمع البويضات لذا لا تحتاج إلى تخدير عادةً.
خطوات الحقن المجهري
نفس طريقة التلقيح الاصطناعي يتم جمع الحيوانات المنوية والبويضات من الشركاء ليتم التلقيح في المختبر.
الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري هو الطريقة التي يتم فيها تخصيب البويضات.
يقوم الطبيب في الحقن المجهري بحقن كل بويضة بالحيوانات المنوية بشكل فردي وهذا يتجاوز مرحلة التلقيح الصناعي التي يخترق فيها الحيوان المنوي بشكل طبيعي.
ما هي مخاطر الحقن المجهري؟
يحمل الحقن المجهري بعض المخاطر مثله كبقية علاجات الخصوبة الأخرى؛ تشتمل على ما يلي:
- تعرض البويضات للتلف عند تنظيفها أو حقنها بالحيوانات المنوية
- عدد قليل جداً من الأطفال الذين يولدون باستخدام هذه التقنية لديهم بعض العيوب الوراثية ومع ذلك فإن المشاكل المرتبطة بالحقن المجهري قد تكون ناجمة عن الهقم الأساسي وليس العلاج نفسه.
كم تستغرق عملية الحقن المجهري؟
عادةً ما تستغرق دورة الحقن المجهري حوالي 4 – 6 أسابيع، بدءاً من الفحص البدني وإجراء اختبار الدم لقياس مستويات الهرمون وتحفيز المبيض واستخراج البويضات وجمع الحيوانات المنوية تليها زرع الأجنة في مختبر علم الأجنة.
ما الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري؟
في التلقيح الصناعي يتم وضع آلاف الحيوانات المنوية بجوار البويضة في طبق المختبر فالأمر متروك للصدفة في تخصيب البويضة أما في الحقن المجهري فيتم تعزيز الإخصاب من خلال الحقن المباشر لحيوان منوي واحد في بويضة واحدة.
كما يكمن الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري في كونهما يعالجان العقم تبعاً لتوضع مشاكل الخصوبة عند الذكر أو الأنثى.
إذ يمكن اللجوء إلى تقنية أطفال الأنابيب لعلاج مشكلة الإباضة عند المرأة الناجمة عن متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو اضطراب وراثي أو تلف أو انسداد قناة فالوب.
في الحقن المجهري وبسبب حقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضات يعد ذو أهمية عندما يتعلق الأمر بمشكل الخصوبة عند الرجال.
كما يعد الحقن المجهري ممكناً أيضاً في حال تجميد الحيوانات المنوية أو إزالتها جراحياً من البربخ أو الخصية.
من أفضل الحقن المجهري أم أطفال الأنابيب؟
يعتبر الحقن المجهري و تقنية أطفال الأنابيب من إجراءات التلقيح الصناعي الفعالة التي تمكّن الأزواج الذين يعانون من العقم من إنجاب الأطفال.
يحدد طبيب الخصوبة أفضل حل للتلقيح الاصطناعي لكل زوجين بناءَ على نتيجة اختبار الإباضة وقوة الحيوانات المنوية والبويضات ذات القشرة السمكية وبالتالي يكون الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري من حيث الأفضلية متبوعاً بحالة كل زوجين على حدة.
متى يكون أطفال الأنابيب والحقن المجهري ضرورياً؟
يلجأ الأطباء لتقنية الحقن المجهري لعلاج العقم عند الذكور لوجود عائق يمنع اختراق الحيوان المنوي للبويضة مثل الحالات التالية:
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية
- وجود عدد كبير من الحيوانات المنوية المشوّهة
- ضعف حركية الحيوانات المنوية
- عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي، وبالتالي استخراجها من البربخ أو الخصيتين جراحياً
- وجود جسم مضاد للحيوانات المنوية لدى الشريكة
- استخدام البويضات أو الحيوانات المنوية المجمدة
أما الأسباب الشائعة التي تدفع الأطباء لاختيار تقنية أطفال الأنابيب تتضمن وجود أحد هذه المشاكل عند المرأة:
- انسداد قناة فالوب
- الأورام الليفية الرحمية
- عمر الأم فوق 35 عاماً
- الإجهاض المتكرر
في النهاية يكمن الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري بشكل أساسي بتقنية الإخصاب ويعتبران من التقنيات المتطورة للمساعدة في الإنجاب إلا أن كلاً منهما يشتمل على مزايا وعيوب، يجب على الأزواج استشارة الطبيب لتحديد الخيار الأفضل بالنسبة لحالتهم الصحية وتاريخهم الطبي.