زراعة الشعر هي إجراء طبي يهدف إلى استعادة الشعر في المناطق التي تعاني من الصلع أو الترقق، سواء لأسباب وراثية أو تقدم العمر. تعتبر هذه العملية من أكثر الحلول فعالية لتحسين المظهر وزيادة الثقة بالنفس، حيث تمنح المريض فرصة الحصول على شعر طبيعي وكثيف.
مع ذلك، يطرح الكثير من الأشخاص سؤالاً مهمًا قبل العملية: هل نتائج زراعة الشعر دائمة؟ والإجابة تعتمد على عدة عوامل مثل حالة فروة الرأس، نوعية الشعر الأصلي، العمر، الوراثة، والعناية بالبصيلات بعد الزراعة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على ديمومة زراعة الشعر على المدى الطويل.
ما هي زراعة الشعر؟
يقوم طبيب الجلد أو جراح التجميل بإزالة الشعر من جزء من الرأس به شعر وزرعه في منطقة صلعاء. وتحتوي كل رقعة من الشعر على شعرة واحدة إلى عدة شعرات (الطعوم الدقيقة والطعوم الصغيرة). وفي بعض الأحيان يجري إزالة رقع أكبر من الجلد تحتوي على مجموعات شعر متعددة. ولا يتطلب هذا الإجراء دخول المستشفى، ولكنه مؤلم لذلك تتم عملية زراعة الشعر في تركيا عادةً في مركز طبي تحت تأثير التخدير الموضعي.
التقنيات المستخدمة في زراعة الشعر
تتعدد تقنيات زراعة الشعر حسب حالة المريض ونوع تساقط الشعر الذي يعاني منه، ويُعد اختيار الطريقة المناسبة أمرًا حاسمًا لنجاح العملية وضمان نمو الشعر بشكل طبيعي ودائم. من الضروري أن يُجري الطبيب المختص فحصًا دقيقًا لفروة الرأس لتحديد التقنية المثلى لكل حالة. حاليًا، تُستخدم ثلاث تقنيات رئيسية في عمليات زراعة الشعر: FUT، FUE، DHI
زراعة وحدة البصيلات (FUT)
تُعد تقنية FUT (زراعة الوحدة الجرابية) من أقدم تقنيات زراعة الشعر، وقد بدأت تُستخدم منذ تسعينيات القرن الماضي. تقوم هذه الطريقة على أخذ شريط من الجلد من المنطقة الخلفية للرأس يحتوي على بصيلات الشعر، ثم فصل هذه البصيلات وزراعتها في المنطقة المصابة بالصلع، ورغم أن هذه الطريقة تُتيح إجراء العملية في وقت قصير وبتكلفة منخفضة، إلا أنها تتطلب إجراء شق جراحي وخياطة في منطقة أخذ الشريط، مما قد يؤدي إلى ظهور ندوب دائمة. تُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي، وتستغرق الجلسة من 4 إلى 8 ساعات.
زراعة الشعر بطريقة اقتطاف الوحدات الجُريبية (FUE)
تبدأ العملية بحلق وتعقيم فروة الرأس، ثم تحديد مناطق الصلع، ليتم اقتطاف بصيلات الشعر واحدة تلو الأخرى من المنطقة المانحة باستخدام أدوات دقيقة. تُجمع البصيلات في كؤوس معقمة وتُصنف حسب عدد الجذور، ثم يُرسم خط الشعر الأمامي بدقة، وتُفتح ثقوب صغيرة في المنطقة المستقبِلة مع مراعاة اتجاه نمو الشعر لضمان نتائج طبيعية.
تقنية FUE تُعد الأقل ضررًا لفروة الرأس، ولا تسبب ألمًا أو نزيفًا أو ندوبًا. في معظم الحالات، تُغطي الجلسة الواحدة حتى 85٪ من فروة الرأس، وقد يحتاج بعض المرضى إلى جلسة ثانية. يتمكن المريض من العودة لممارسة أنشطته اليومية في اليوم التالي، مرتديًا قبعة عادية دون الحاجة لضمادات.
زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف المباشر (DHI)
هي تطوير إضافي لطريقة FUE، حيث أنه يتم استخدام أداة خاصة تُسمى Choi Implanter لاقتطاف وزراعة بصيلات الشعر بشكل مباشر، دون الحاجة لفتح قنوات مسبقة. ما يميز هذه الطريقة هو عدم الحاجة لحلاقة الشعر، مما يجعلها مثالية للنساء أو للأشخاص الراغبين في الحفاظ على شكل شعرهم الحالي، ويُجرى هذا النوع من الزراعة تحت تأثير التخدير الموضعي، وتُزرع البصيلات مباشرة بعد اقتطافها، مما يُحسن من فرص نجاح الزراعة وجودة النتائج. تُعد هذه التقنية دقيقة وعالية الكفاءة، وتُعطي مظهرًا طبيعيًا للغاية.
هل نتائج زراعة الشعر دائمة؟
نعم، إن نتائج زراعة الشعر دائمة النمو مثل الشعر العادي المأخوذ من المنطقة المانحة المقاومة للصلع، حيث أن البصيلات المزروعة تستمر بالنمو بعد أن تدخل فترة النقاهة وتلتئم فروة الرأس، بمعنى أنها تبقى دائمًا بعد الزرع الناجح،ولكن هناك بعض العوامل التي تؤثر على ديمومة زراعة الشعر وتشمل:
- العمر والعوامل الوراثية: المرضى الأصغر سنًا أو من لديهم أنماط وراثية لشعر كثيف لديهم غالبًا عملية نمو أسرع وأكثر فعالية بعد الزراعة.
- حالة فروة الرأس: وجود التهابات أو تهيجات في فروة الرأس نتيجة بعض الأمراض الجلدية مثل الثعلبة قد يؤدي إلى تأخير أو ضعف في نمو الشعر المزروع.
- الالتزام بتعليمات ما بعد الزراعة: مثل تجنب التعرض لأشعة الشمس، وتجنب حك فروة الرأس، وغسل الشعر بشكل مناسب، واستخدام بخاخ المينوكسيديل لدعم البصيلات وتعزيز النمو.
- خبرة الطبيب ومهارة الفريق الطبي: رغم التطورات التقنية، لا تزال نتائج الزراعة تعتمد بشكل كبير على الجراح. من الضروري اختيار طبيب متخصص يفهم آليات تساقط الشعر ويتمتع بخبرة واسعة في عمليات زراعة الشعر للحصول على نتائج طبيعية.
- نوعية الشعر الأصلي وكثافة المنطقة المانحة: فكلما كانت المنطقة المانحة تحتوي على شعر كثيف وقوي، كلما زادت فرص نجاح العملية. أما إذا كانت المنطقة المانحة ضعيفة أو تعاني من تساقط الشعر، قد يؤثر ذلك سلبًا على النتائج النهائية.
متى تبدأ نتائج زراعة الشعر بالظهور؟
يوضح الجدول التالي الفترة الزمنية لكل مرحلة بعد زراعة الشعر
| الفترة الزمنية | التفاصيل |
|---|---|
| الأسبوع الأول | قد تكون فروة الرأس متورمة أو حمراء ومؤلمة خلال الأسبوع الأول، وتتشكّل قشور حول البصيلات المزروعة، التي غالبًا ما تسقط خلال 7 إلى 10 أيام. ينصح بغسل الشعر بلطف بعد 48 ساعة ويبدأ التورم والاحمرار بالتراجع مع نهاية الأسبوع. |
| الأسبوع 2–4 | تُعرف بمرحلة “تساقط الصدمة”، حيث يتساقط معظم الشعر المزروع خلال هذه الفترة. وهي مرحلة طبيعية ناتجة عن دخول البصيلات في مرحلة الراحة. |
| الشهر 2–3 | يبدأ الشعر الجديد في النمو من البصيلات المزروعة، وعادةً ما يكون رقيقًا وعديم اللون في البداية، ثم يصبح أكثر كثافة وقوة بمرور الوقت حيث أنه يبدأ تدفق الدم في تغذية البصيلات مما يهيئها للنمو، ويوصي الطبيب بتناول المكملات لدعم النمو. |
| الشهر 6–9 | يصبح الشعر أكثر كثافة، ويبدأ بتغطية الفراغات بوضوح، وتزداد خيارات التصفيف. يفضل الالتزام بروتين العناية بالشعر للحصول على نتائج أفضل وأسرع. |
| الشهر 12–18 | يصل معظم الأشخاص إلى الكثافة النهائية، ويحصل الأشخاص على المظهر النهائي الطبيعي. |

هل يحتاج المريض لجلسات إضافية؟
نعم، قد يحتاج المريض إلى جلسات إضافية بعد عملية زراعة الشعر، خاصة في الحالات التي تتطلب تحسين الكثافة أو معالجة مساحات صلع واسعة، حيث أنه تساهم الجلسات الإضافية في زيادة كثافة الشعر المزروع، مما يعزز من مظهره الطبيعي. تُستخدم تقنيات مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) والميزوثيرابي لتحفيز نمو الشعر وتعزيز صحة البصيلات المزروعة. هذه الجلسات تساعد في تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس وتغذية البصيلات، مما يزيد من فرص نجاح العملية ويحسن النتائج النهائية ومن الحالات التي قد تتطلب جلسات إضافية للحفاظ على ديمومة زراعة الشعر:
- المساحات الواسعة: عندما تكون المنطقة المصابة بالصلع كبيرة، قد تكون الجلسة الأولى غير كافية لتغطية المساحة بالكامل. في هذه الحالة، يتم تحديد عدد الجلسات بناءً على حجم المنطقة وكثافة الشعر المطلوبة.
- تقدم العمر: مع تقدم العمر، قد يصبح الشعر أكثر ضعفًا وتعرضًا للتساقط. لذلك، قد تكون الجلسات الإضافية ضرورية لتحسين كثافة الشعر وضمان استمراريته.
- استمرار الصلع: في بعض الحالات، قد يستمر الصلع في التقدم بعد العملية الأولى. لذا، قد يُنصح بجلسات تكميلية لمواكبة هذا التقدم والحفاظ على مظهر طبيعي ومتناسق.
الفرق بين الشعر المزروع والشعر الأصلي
الشعر الأصلي هو الذي قد يستمر في التساقط مع مرور الوقت، خاصةً في المناطق التي تتأثر بتأثيرات الهرمونات مثل DHT، هذا التساقط يمكن أن يكون تدريجيًا ويؤثر على كثافة الشعر ومظهره العام، أما الشعر المزروع يُؤخذ عادةً من المنطقة الخلفية أو الجانبية من فروة الرأس، وهي مناطق مقاومة لهرمون الديهدروتستوستيرون (DHT) المسؤول عن تساقط الشعر. لذلك، فإن الشعر المزروع يحتفظ بمقاومته لهذا الهرمون حتى بعد زراعته في مناطق أخرى، مما يجعله أقل عرضة للتساقط بمرور الوقت.

أهمية الأدوية المساعدة في الحفاظ على ديمومة زراعة الشعر
هناك العديد من الأدوية التي تحافظ على ديمومة زراعة الشعر وتضمن استمراره ومن أهمها:
- مينوكسيديل: يتوفر المينوكسيديل المتاح دون وصفة طبية في شكل سائل ورغوة وشامبو. ولكي يصبح أكثر فعالية، يُوضع المنتج على جلد فروة الرأس مرة واحدة يوميًا للنساء ومرتين يوميًا للرجال. تساعد المنتجات التي تحتوي على المينوكسيديل على تحفيز بصيلات الشعر المزروع وزيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يساعد على تعزيز نمو الشعر المزروع والحفاظ على كثافته. استخدام المينوكسيديل بانتظام بعد الزراعة يساهم في تقليل التساقط المستقبلي للشعر ويزيد من ديمومة زراعة الشعر على المدى الطويل، مع الحفاظ على نتائج العملية الطبيعية.
- فيناسترايد: دواء يحتاج غالباً وصفة طبية متوفر على هيئة حبوب ويؤخَذ يوميًّا. يقلل من تأثير هرمون DHT المسؤول عن تساقط الشعر، مما يحمي الشعر الأصلي والمزروع من التساقط المستقبلي. الاستمرار في استخدام الفيناسترايد وفق تعليمات الطبيب يساعد على الحفاظ على كثافة الشعر المزروع ويضمن استمرار نموه الطبيعي، وبالتالي تعزيز ديمومة زراعة الشعر والحفاظ على النتائج لفترة أطول.
نصائح للحفاظ على ديمومة زراعة الشعر
يجب الالتزام بعدة تعليمات وإجراءات مفيدة للحفاظ على ديمومة زراعة الشعر
- شرب كميات كافية من الماء
- تناول نظام غذائي غني بالبروتين
- حماية فروة الرأس من أشعة الشمس
- تجنّب أدوات تصفيف الشعر الحرارية
- استخدام شامبو مناسب بحسب نوع الشعر
- تجنب التدخين الذي يقلل من تدفق الدم إلى فروة الرأس
- تجنب الإجهاد المستمرالذي قد يؤثر سلباً على نمو الشعر
- اتباع جميع تعليمات الطبيب والقيام بالمتابعة الطبية الدورية
- أخذ المكملات الغذائية التي تدعم صحة الشعر مثل فيتامين د، الحديد، والزنك والبيوتين
بشكل عام، تعطي زراعة الشعر نتائج دائمة في معظم الحالات، إلا أن مدى نجاح العملية وديمومة زراعة الشعر مرتبط بالعوامل الفردية لكل شخص، مثل الوراثة، عمر المريض، نوعية الشعر، وحالة فروة الرأس، بالإضافة إلى الالتزام بتعليمات ما بعد العملية. لذلك، من الضروري استشارة طبيب مختص قبل اتخاذ القرار لضمان أفضل النتائج والحفاظ على الشعر المزروع على المدى الطويل.
المصادر:
- U.S. National Library of Medicine. (2025, August 2). Hair transplantation. In StatPearls. StatPearls Publishing.
- U.S. National Library of Medicine. (2025, February 5). Hair transplant. MedlinePlus.
