عملية قسطرة البروستاتا هي إجراء بسيط يهدف لتقليص حجم غدة البروستات المتضخمة دون اللجوء للجراحة من أجل تحسين الأعراض البولية لدى مريض ضخامة البروستات الحميدة.
نجري هذا الإجراء لمرضى ضخامة البروستات الحميدة PBH الذين يعانون من أعراض بولية متوسطة أو شديدة مع عدم رغبتهم بالخضوع للعلاج الجراحي تجنباً لآثاره الجانبية المزعجة. تابع هذه المقالة لتتعرف معنا بشكل مفصل عن عملية قسطرة البروستاتا، متى تجرى؟ ما هي فوائدها وتأثيراتها الجانبية؟ وهل نفضلها على الجراحة التقليدية؟
ما هي عملية قسطرة البروستاتا؟
عملية قسطرة البروستاتا هي إجراء بسيط (قليل التداخل Minimally Invasive)، أي أنها ليست جراحة بحد ذاتها ولا تحتاج لتخدير عام أو إجراء شق جراحي أثناء العملية، يهدف هذا الإجراء إلى سد بعض الشرايين المغذية لغدة البروستات المتضخمة، مما يؤدي إلى قلة تروية في النسيج البروستاتي فيموت وينكمش، يؤدي ذلك لتقليل الضغط على الإحليل (ممر البول والذي تكون غدة البروستات محيطة به، وحينما تتضخم تسده).
ولتحقيق ذلك يجب إدخال قثطار ظليل على أجهزة التصوير في أحد الشرايين المحيطية (كالشريان الفخذي أو الشريان الكعبري في المعصم)، ويتم إدخاله ومراقبة مساره باستخدام التصوير الشعاعي ومن هنا جاءت تسمية الطريقة باسم الأشعة التداخلية، بعدها نمرر القثطار عبر الشرايين حتى نصل إلى تلك المغذية لغدة البروستاتا، نقوم حينها بحقن مواد معينة هدفها سد هذه الشرايين ومنع مرور الدم فيها.
يتموت جزء من البروستاتا نتيجة لذلك (وليس كامل الغدة بسبب تعدد مصادر ترويتها)، يقوم الجهاز المناعي للجسم بعدها بإزالة الخلايا التالفة وتشكيل نسيج الندبة، فتنكمش عندها البروستات وتتحسن الأعراض البولية لدى مريض ضخامة البروستاتا الحميدة خلال عدة أشهر.
يعتمد مبدأ عملية قسطرة البروستاتا على إجراء يدعى إصمام الشريان البروستاتي Prostatic Artery Embolization واختصاراً PAE، ويعد هذ الإجراء ضمن اختصاص الأشعة التداخلية، وهو يختلف عن علاج سرطان البروستاتا بالإشعاع الروبوتي (السايبر نايف).
مميزات عملية إصمام الشريان البروستاتي
تتميز هذه العملية بنسب نجاحها العالية حيث يشعر 80% من الذين أجريت لهم عملية قسطرة البروستاتا بالتحسن بشكل كبير وزوال الأعراض البولية لديهم بالإضافة لقلة الأعراض الجانبية بعد العملية، وتكون هذه النسبة أعلى في حال إجرائها من قبل الأطباء ذوي الخبرة العالية في مجال الأشعة التداخلية في تركيا. ومن أهم مميزاتها:
- الحد الأدنى من الآثار الجانبية الجنسية
- انخفاض خطر الإصابة بسلس البول
- يتخرج المريض في نفس يوم العملية من المشفى
- استشفاء سريع ووقت تعطل قليل
متى نجري عملية قسطرة البروستاتا؟
تجرى القسطرة لعلاج ضخامة البروستات الحميدة في حال حصول أعراض بولية مزعجة بشدة لدى المريض مع عدم تحقيق الفائدة المرجوة من العلاج الدوائي، وتتضمن الأعراض البولية التي تعالجها عملية قسطرة البروستاتا بالأشعة التداخلية ما يلي:
- صعوبة البدء بالتبول
- تيار بولي ضعيف
- الحاجة المتكررة والملحة للتبول
- تقطير البول في نهاية عملية التبول (سلس بولي)
- عدم إفراغ المثانة بشكل كامل بعد التبول
إن عدم علاج ضخامة البروستات الحميدة سوف يؤدي لاختلاطات كثيرة أهمها إنتان السبيل البولي المتكرر وعدم القدرة على التبول في المراحل المتقدمة، ويفضل العديد من المرضى تجنب إجراء عمل جراحي لعلاج PBH لتجنب التأثيرات الجانبية وخاصة التي تؤثر على العملية الجنسية منها (كضعف الانتصاب والقذف الراجع إلى المثانة، إضافة لأعراض بولية مثل سلس البول والنزيف).
عوضاً عن ذلك، يفضل كثير من المرضى علاج ضخامة البروستات الحميدة بدون جراحة عبر عملية قسطرة البروستاتا بالأشعة التداخلية لأنها لا تحتاج إلى تخدير عام ولقلة الاختلاطات والتأثيرات الجانبية بعد العملية مقارنة بالخيارات العلاجية الأخرى.
من هم المرضى الأكثر استفادةً من قسطرة البروستات؟
ما زالت الدراسات جارية في الوقت الراهن لتحديد المرضى الأكثر استفادةً من إجراء القسطرة بالأشعة التداخلية من أجل علاج تضخم البروستات، لكن بشكل عام تتضمن شروط إجراء عملية قسطرة البروستاتا عند تضخم الغدة ما يلي:
- أعراض بولية شديدة أو متوسطة الشدة حاصلة بسبب ضخامة غدة البروستات
- حجم غدة البروستات أكبر من 40 مل
عموماً حتى الآن لم يتم تحديد حجم معين لإجراء هذه العملية ولكن في حال كون الضخامة شديدة أي أن حجم البروستاتا أكبر من 100 مل يجب عندها اللجوء إلى العلاج الجراحي وليس القسطرة، وقد يحتاج المريض لإزالة غدة البروستات، ومن الخيارات المفضلة والمتوفرة في تركيا لمثل هذه الحالات يمكنكم إجراء عملية استئصال البروستات بواسطة الروبوت للحصول على نتائج أفضل.
وللعلم لا يمكن إجراء عملية القسطرة وإصمام الشريان البروستاتي PAE دائماً لجميع المرضى، إذ يجب بداية تقييم الحالة من قبل طبيب الجراحة البولية كي يحدد الخيار العلاجي الأمثل والأفضل للمريض، وتتضمن الحالات التي لا يجب عندها إجراء عملية قسطرة البروستاتا ما يلي:
- المرضى المصابين بورم خبيث
- مرضى القصور الكلوي
- وجود رتج كبير أو حصوات في المثانة
- الإصابة بالمثانة العصبية
- ضعف عضلات المثانة الطارحة للبول
- تضيق مجرى البول
- التهاب مجرى البول أو التهاب البروستات
- تصلب الشرايين (في بعض الحالات)
نلجأ في هذه الحالات إلى علاجات أخرى أكثر فاعلية لتحسين أعراض المريض البولية، مثل علاج تضخم البروستاتا بالليزر هولميوم.
لمعرفة المزيد عن طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد، اقرأ عن أفضل طرق علاج تضخم البروستاتا في تركيا.
قبل عملية قسطرة البروستاتا
يخضع المريض قبل إجراء عملية الأشعة التداخلية في البروستات إلى مجموعة استقصاءات مخبرية وشعاعية للتأكد من عدم وجود أي مضاد استطباب للقسطرة.
أيضاً يتم إجراء تصوير شعاعي لمنطقة الحوض باستخدام الرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري أو الأشعة السينية لتحديد الشرايين المروية لغدة البروستات.
بناءً على نتيجة التصوير الشعاعي يتم تحديد الشرايين المناسبة التي سيتم إغلاق مجراها لتحقيق أفضل فائدة مع أقل تأثيرات جانبية من عملية قسطرة البروستاتا.
لا تتطلب القسطرة لإصمام الشريان البروستاتي التخدير العام، ويقتصر الأمر خلال العملية فقط على الأدوية المهدئة والمركنة ويبقى المريض واعياً خلال إجراءها، كما أنها عملية غير مؤلمة ولا يوجد فيها جراحة.
أثناء عملية قسطرة البروستاتا
كما أسلفنا تعتبر العملية بسيطة ولا تتضمن التخدير العام وهي عبارة عن إدخال ابرة صغيرة في المعصم أو الفخذ، يمرر بعد ذلك سلك معقم يدعى القثطار عبر مجرى الشريان وأثناء ذلك يُعطى المريض مجموعة أدوية تهدف إلى تركينه في حال كان قلقاً، إضافة لأدوية الوقاية من الانتان ومضادات الالتهاب لضمان عدم حصول أي مضاعفات للعملية.
ثم يستمر تمرير القسطرة حتى تصل إلى شرايين المنطقة الحوضية، حينها يقوم طبيب الأشعة التداخلية الذي يجري العملية بحقن مادة ظليلة على الأشعة ترسم مسار الشريان بعد منطقة الحقن.
قد يتم استخدام قثطار بولي يتم تركيبه عبر الإحليل إلى المثانة كي يساعد طبيب الأشعة على تحديد الأعضاء بشكل أوضح على الصورة الشعاعية، وباستخدام وسائل التصوير الشعاعي نستطيع التفريق بين الشرايين المروية لغدة البروستات والشرايين المروية للأعضاء الأخرى.
ثم نستمر بإدخال القثطار حتى نصل إلى شريان يروي غدة البروستاتا وحدها فقط ولا شيء غيرها، وبالتالي فإن إغلاق أحد هذه الشرايين سوف يؤدي لإنقاص حجم البروستات فقط، ومن ثم يتم إغلاق مجرى الشريان عبر حقن مواد معينة تعمل على سد مجراه وعدم السماح للدم بالمرور عبره، كما يكرر نفس الإجراء على شرايين الطرف المقابل للغدة.
توجد العديد من المواد المحقونة أثناء قسطرة البروستاتا وأهمها:
- جسيمات الكحول بولي فينيل غير الكروية
- كريات الجيلاتين المجهرية
- كرات الهيدروجيل المجهرية
يتعلق الأمر بحجم الكريات أكثر من نوعها ومع ذلك يترك الأمر للطبيب المختص لاختيار النوع الأمثل منها للمريض. سيرشدك مركز بيمارستان الطبي لأفضل أطباء الأشعة التداخلية لعلاج ضخامة البروستات الحميدة في تركيا.
بعد عملية قسطرة البروستاتا
بما أن عملية قسطرة البروستاتا هي من العمليات البسيطة فإن المريض يكون قادراً على العودة إلى منزله في نفس يوم العملية، يساعد ذلك في تحسن الأعراض البولية بشكل أسرع لأن المريض لازال قادراً على الحركة والمشي بحرية بعد العملية مباشرةً.
يتوقع بدء تحسن المريض بعد الإجراء بعدة أسابيع (لأن العملية ليست جراحية فالتحسن لا يكون فورياً) حيث يستمر تحسن المريض تدريجياً بعد العملية حتى 6 أشهر.
قد يشعر ببعض الألم في الحوض لفترة قصيرة بعد الإجراء ولكنه يزول بسرعة، وتستمر متابعته خلال هذه الفترة وبعدها من قبل الطبيب المختص.
مضاعفات قسطرة البروستاتا
تعتبر عملية إصمام الشريان البروستاتي بالأشعة التداخلية من العمليات الآمنة جداً، وتكون الاختلاطات الناتجة عنها نادرة وغير خطيرة، ومن أهم اختلاطات قسطرة الشريان البروستاتي ما يلي:
- تموت الأنسجة المجاورة للبروستات (يتم تلافي ذلك بتحديد الشريان المراد سد مجراه بدقة بحيث يكون لا يروي إلا غدة البروستات)
- دم في السائل المنوي، البول أو البراز
- تسرب الدم من مكان إدخال القثطار في المعصم أو في الفخذ
- غثيان، إقياء وحمى
- ألم في الحوض
- التبول المؤلم والمتكرر
تزول غالب هذه الأعراض بعد عدة أيام من إجراء PAE ولا تستمر كثيراً ويعود المريض لحياته الطبيعية بسرعة، خصوصاً عندما تجرى العملية بيد أطباء ذوي خبرة كبيرة في مجال عملية قسطرة البروستاتا.
يمكن اعتبار عملية قسطرة البروستاتا PAE من العمليات الواعدة جداً في تركيا لعلاج تضخم البروستات بالأشعة التداخلية حيث توفر ميزات كبيرة عن عملية تجريف البروستات عبر الإحليل TURP من حيث مدة التعطل والآثار الجانبية ودرجة تحسن الأعراض بعد العملية.
تبدأ أسعار عملية قسطرة البروستاتا في تركيا من 3800 دولار أمريكي، تواصل معنا نحن مركز بيمارستان الطبي واحصل على استشارة مجانية وخطة علاج اولية لنرشدك لأمهر أطباء الأشعة التداخلية في تركيا.
آخر ما توصل اليه العلم في علاج البروستاتا
يشهد مجال علاج البروستاتا تقدماً مستمراً، مع ظهور خيارات علاجية جديدة إلى جانب العلاجات التقليدية. إليك بعض أحدث التطورات:
العلاج بالبخار المائي:
- تقنية غير جراحية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد (BPH).
- يتم إدخال منظار عبر مجرى البول، ويتم استخدام بخار الماء لتقليص حجم البروستاتا.
- تُظهر الدراسات نتائج فعالة مع تحسن الأعراض بشكل ملحوظ وقلة الآثار الجانبية مقارنة بالجراحة.
- مميزات:
- قلة التدخل الجراحي.
- تعافي أسرع.
- نتائج طويلة الأمد.
- عيوب:
- قد لا تكون مناسبة لجميع الحالات.
- تكلفة عالية نسبياً في بعض الأماكن.
العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة (HIFU):
- تقنية أخرى غير جراحية لعلاج BPH.
- تستخدم الموجات فوق الصوتية لتسخين وتدمير أنسجة البروستاتا المتضخمة.
- يتم العلاج عادةً في عيادة الطبيب.
- مميزات:
- فعالية جيدة في تخفيف الأعراض.
- قلة الآثار الجانبية.
- مناسبة لبعض الحالات التي لا يستجيب فيها المريض للأدوية.
- عيوب:
- قد لا تكون مناسبة لجميع الحالات.
- تكلفة عالية نسبياً في بعض الأماكن.
العلاجات الدوائية الجديدة:
- يتم تطوير أدوية جديدة بشكل مستمر لعلاج BPH.
- تشمل بعض الأدوية الجديدة مثبطات 5-alpha reductase وحاصرات ألفا.
- تعمل هذه الأدوية على تقليل حجم البروستاتا وتحسين تدفق البول.
- مميزات:
- خيارات علاجية غير جراحية.
- فعالة في تخفيف الأعراض لدى بعض المرضى.
- عيوب:
- قد تستغرق بعض الوقت لتظهر نتائجها.
- قد تسبب بعض الآثار الجانبية.
العلاج المناعي:
- نهج جديد قيد البحث لعلاج سرطان البروستاتا.
- يعمل العلاج المناعي على تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة خلايا السرطان.
- أظهرت الدراسات الأولية نتائج واعدة في بعض المرضى.
- مميزات:
- نهج علاجى مستهدف.
- قد يكون فعالاً في علاج الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
- عيوب:
- لا يزال قيد البحث والتطوير.
- قد لا يكون مناسباً لجميع المرضى.
- قد تسبب بعض الآثار الجانبية.
المصادر:
- Prostatic Artery Embolisation (PAE) for Benign Prostatic Hyperplasia, Courtesy of Boston Scientific
- Prostatic Artery Embolization (PAE), UNC Health Care
- Prostate Artery Embolization, NCBI