تُعدّ التهابات المسالك البولية من أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعاً بين النساء ومن الممكن أن تصيب أي جزء من الجهاز البولي. يعتبر علاج التهاب المسالك البولية عند النساء أمر أساسي لتفادي المضاعفات كعدوى الكلية المزمنة أو تجرثم الدم. سنتعرف في هذا المقال عن كل ما تحتاج معرفته عن التهاب المسالك البولية عند النساء.
ما هو التهاب المسالك البولية؟
إن التهاب المسالك البولية هو عبارة عن عدوى تصيب جزء أو أكثر من الجهاز البولي الذي يتضمن:
- الكليتين
- الحالبين
- المثانة
- الإحليل
تحدث العدوى عندما تدخل البكتيريا من الجهاز الهضمي (غالباً) من خلال فتحة الإحليل إلى المسالك البولية، حيث أن E. coli هي السبب الأكثر شيوعاً بنسبة أكثر من 80% من الحالات.

أنواع التهابات المسالك البولية عند النساء
هناك العديد من أنواع التهاب المسالك البولية عند النساء، والتي تتضمن:
- التهاب الإحليل: قد يكون ناتج عن انتقال جنسي أو تهيج ميكانيكي أو كيميائي.
- التهاب المسالك البولية المصاحب للحمل: يتطلب علاج خاص لتجنّب التأثير على الأم والجنين.
- التهاب المثانة:إن التهاب المثانة هو النوع الأكثر شيوعاً وينتج عن البكتيريا الصاعدة من الإحليل غالباً.
- التهاب الحويضة والكلية: هي عبارة عن عدوى خطيرة تُصيب الكلية وقد تتطلب العلاج داخل المستشفى.
- التهاب المسالك البولية المتكرر: عندما تصاب الأنثى بالالتهاب مرتين أو أكثر خلال ستة أشهر أو 3 مرات أو أكثر خلال سنة.
أعراض التهاب المسالك البولية عند النساء
قد تترافق الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند النساء بظهور عدة أعراض مختلفة، وهي:
- دم في البول
- حرقة أو ألم أثناء التبول
- بول عكر أو كريه الرائحة
- ألم في أسفل البطن أو الظهر
- إحساس بالحاجة الملحة للتبول
- تكرار التبول مع خروج كميات قليلة
- حمى وارتعاش (في حالات العدوى الكلوية)

تشخيص التهاب المسالك البولية عند النساء
يعتمد التشخيص الدقيق لالتهاب المسالك البولية عند النساء على الخضوع للعديد من الإجراءات والتحاليل الضرورية، مثل:
- السوابق السريرية والأعراض
- تحليل البول (وجود كريات دم بيضاء ونتريت)
- زرع البول لتحديد نوع الجرثومة والمضاد الحيوي المناسب
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية في حالات الالتهاب المعقد
علاجات التهاب المسالك البولية عند النساء
هناك العديد من أشكال علاج التهاب المسالك البولية عند النساء، ويمكن تصنيفها لـ:
العلاج بالمضادات الحيوية
إن المضادات الحيوية هي الخيار الأساسي والأكثر فعالية لعلاج التهاب المسالك البولية عند النساء، ويتم تحديد نوع المضاد وفقاً لنوع البكتيريا واستجابتها للمضادات. يمكن توضيح المضادات الحيوية الفموية من خلال الجدول التالي:
المضاد الحيوي | الجرعة المعتادة | مدة العلاج | ملاحظات |
Nitrofurantoin (ماكرودانتين) | 100 ملغ مرتين باليوم | 5 أيام | جيد لالتهاب المثانة وغير فعال ضد التهاب الكلية |
Fosfomycin (فوزفوميسين) | 3 غرام مرة واحدة | جرعة وحيدة | مريح وسهل الاستخدام |
Trimethoprim-sulfamethoxazole (باكتريم) | قرص كل 12 ساعة | 3-5 أيام | يجب تجنب استخدامه إذا كانت المقاومة البكتيرية مرتفعة |
Ciprofloxacin أو Levofloxacin | 250-500 ملغ مرتين باليوم | 3-7 أيام | فعال ضد التهاب الحويضة والكلية وهو للحالات المعقدة |
Amoxicillin-clavulanate (أوغمنتين) | 500-875 ملغ كل 12 ساعة | 5-7 أيام | بديل في حال الحمل |
هناك أنواع أخرى من المضادات الحيوية التي يتم إعطاؤها وريدياً في حالات التهاب الحويضة والكلية أو العدوى المعقدة مثل:
- Ceftriaxone
- Piperacillin-tazobactam
- Ertapenem (في حال وجود بكتيريا متعددة المقاومة)
يستمر علاج التهاب المسالك البولية عند النساء بالمضادات الحيوية من 3 إلى 5 أيام في العدوى الخفيفة، ويستمر حتى 14 يوم في الحالات الشديدة أو المعقدة.
علاج الأعراض المرافقة لالتهاب المسالك البولية عند النساء
قد يتم اللجوء إلى علاج الأعراض المرافقة بشكل مباشر، مثل:
- المسكنات لتخفيف الحمى والألم. مثل:
- Paracetamol
- Ibuprofen
- مضادات التشنج البولي: مثل Phenazopyridine الذي يُستخدم فقط لأيام معدودة لتقليل الإحساس بالحرقة.
العلاج غير الدوائي والداعم
هناك بعض أنواع العلاج لالتهاب المسالك البولية عند النساء التي لا تعتمد على استعمال الأدوية، مثل:
- شرب كميات وفيرة من الماء: حيث يساعد الماء في طرد البكتيريا وتقليل تركيز البول.
- تعديل نمط الحياة:
- تفريغ المثانة بعد الجماع
- تجنب استخدام المنتجات المهبلية المهيجة
- النظافة الشخصية من الأمام إلى الخلف
- استخدام ملابس داخلية قطنية
علاج التهاب المسالك البولية المتكرر
في حال تكرار الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند النساء يتم اللجوء إلى:
- العلاج الوقائي طويل الأمد بالمضادات الحيوية بجرعة منخفضة قبل النوم وجرعة وحيدة بعد الجماع للنساء اللواتي يحدث لديهن الالتهاب بعد العلاقة الزوجية، مثل:
- Nitrofurantoin
- TMP-SMX
- العلاج الذاتي عند ظهور الأعراض المبكرة بعد تشخيص موثوق
- العلاج بالأستروجين المهبلي للنساء بعد سن اليأس حيث يُعيد التوازن الجرثومي ويحسن دفاعات الغشاء المخاطي
العلاجات الطبيعية والمكملات
هناك بعض الأغذية التي قد تساعد في علاج التهاب المسالك البولية عند النساء، مثل:
- التوت البري: يحتوي على مركبات تمنع التصاق البكتيريا بجدار المثانة. قد يُفيد في الوقاية، لكن ليس بديلاً عن العلاج بالمضادات.
- البروبيوتيك: تُساهم في استعادة الفلورا المهبلية والوقاية من الالتهاب المتكرر.
- فيتامين C: يساعد على زيادة حموضة البول مما يُعيق نمو بعض أنواع البكتيريا.
علاج التهاب المسالك البولية عند النساء أثناء الحمل
يُعد التهاب المسالك البولية عند النساء الحوامل حالة طبية هامة تتطلب العلاج حتى لو لم تكن هناك أعراض. يتم استخدام مضادات حيوية آمنة مثل:
- Amoxicillin
- Cephalexin
- Nitrofurantoin (مع الحذر في الثلث الأول والثالث)
العلاج الجراحي أو التدخلي
يتم اللجوء للعلاج الجراحي أو التدخلي في حالات خاصة مثل وجود تشوهات هيكلية أو انسداد في الجهاز البولي حيث يتم:
- وضع قثطرة بولية مؤقتة
- تفتيت حصيات بولية
- توسيع الإحليل
متى يجب مراجعة الطبيب بشكل فوري؟
يجب طلب العناية الطبية العاجلة في حال:
- ارتفاع حرارة الجسم لأكثر من 38.5°C
- ألم خاصرة شديد أو مستمر
- غثيان أو إقياء غير مسيطر عليه
- بول دموي ظاهر
- ضعف عام أو ارتعاش
- أعراض لا تتحسن بعد 48 ساعة من العلاج
الوقاية من التهاب المسالك البولية عند النساء
يُعد الالتزام بإجراءات الوقاية أمر هام لتقليل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند النساء. تشمل التدابير الوقائية النقاط التالية:
- الحفاظ على النظافة الشخصية: يُنصح بتنظيف المنطقة التناسلية بشكل يومي بالماء الدافئ وتجنّب استخدام الصابون المعطر أو الغسولات المهبلية التي قد تُحدث خلل في التوازن البكتيري الطبيعي.
- الإكثار من شرب الماء: تناول كميات كافية من السوائل يساعد في تعزيز إدرار البول مما يساهم في طرد البكتيريا من المثانة وتقليل فرصة تكاثرها.
- عدم حبس البول لفترات طويلة: يُفضّل التبول عند الحاجة وعدم تأجيله لتقليل ضغط المثانة وتجنب ركود البول الذي يهيئ البيئة المناسبة لنمو الجراثيم.
- التبول بعد الجماع: يُوصى بالتبول بعد العلاقة الجنسية للمساعدة في إزالة الجراثيم التي قد تنتقل إلى الإحليل خلال الجماع.
- تجنّب الملابس الضيقة أو المصنوعة من الألياف الصناعية: يُفضل ارتداء ملابس داخلية قطنية قابلة للتهوية لتقليل الرطوبة والحرارة التي تساهم في نمو البكتيريا.
- الابتعاد عن استخدام القساطر البولية غير الضرورية: لأن القساطر تُعد من أكثر مسببات العدوى البولية المرتبطة بالرعاية الصحية.
- الاهتمام بمعالجة الحالات المرضية المزمنة: مثل داء السكري أو ضعف المناعة حيث إن التحكم في هذه الأمراض يساهم في تقليل معدل تكرار العدوى.
الفرق بين التهاب المسالك البولية عند النساء والتهاب المهبل
قد لا يستطيع المرضى في كثير من الحالات التفريق ما بين التهاب المسالك البولية عند النساء والتهاب المهبل، جدول يوضح الفرق:
الميزة | التهاب المسالك البولية عند النساء | التهاب المهبل |
مكان العدوى | المسالك البولية | المهبل |
الأعراض | حرقة عند التبول وألم أسفل البطن وحمى | حكة وإفرازات مهبلية ورائحة كريهة |
وجود حمى | ممكن | نادر |
العلاج | مضاد حيوي | مضاد فطري أو بكتيري موضعي |
يُعد التهاب المسالك البولية عند النساء من المشكلات الصحية الشائعة التي تتطلب اهتمام وعلاج مبكر لتفادي المضاعفات. إن الفهم الدقيق لأسبابه وأنواعه وطرق الوقاية منه يمكن أن يُحدث فرق كبير في تقليل تكرار الإصابة. لا تترددي في مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض، فالتشخيص المبكر هو الخطوة الأولى نحو الشفاء. حافظي على نمط حياة صحي واتبعي الإرشادات الوقائية لتحصين جهازك البولي.
المصادر:
- Office on Women’s Health. (n.d.). Urinary tract infections. U.S. Department of Health & Human Services. Retrieved August 8, 2025.
- National Library of Medicine. (n.d.). Urinary tract infections. MedlinePlus Medical Encyclopedia. Retrieved August 8, 2025.