تعد جراحة الثدي من العمليات الشائعة سواءً لأغراض علاجية أو تجميلية، وقد تشعر المريضة بألم بعد الجراحة، في هذا المقال نناقش أسباب الألم بعد جراحة الثدي، أنواعه، ومدته، وكيفية التخفيف منه.
ما هو الألم بعد جراحة الثدي؟
يعد الألم بعد جراحة الثدي وأحياناً يعرف بمتلازمة الألم بعد استئصال الثدي (Postmastectomy Pain Syndrome – PMPS)، وهي تشخيص سريري يشير إلى الألم المزمن الذي يستمر بعد جراحة استئصال الثدي في موقع العملية أو بالقرب منه، ويدوم لأكثر من ثلاثة أشهر بعد الجراحة، وتعد حالة مميزة بحد ذاتها، ولا ينبغي الخلط بينها وبين متلازمة الألم الإقليمي المعقد أو ألم الثدي الشبحي.
يمكن أن تؤثر الأعراض على الجزء الأمامي من الصدر، والجانب الجانبي لجدار الصدر، وتحت الإبط، والذراع العلوية، ومع ذلك، فإنّ الألم المزمن بعد جراحة الثدي لا يقتصر على استئصال الثدي فقط، بل قد يعد من مضاعفات أنواع أخرى من جراحات الثدي، بما في ذلك استئصال الورم أو إعادة البناء بعد الاستئصال، أو جراحات التجميل مثل تصغير أو تكبير الثدي.
ويعد من الطبيعي الشعور بألم بعد جراحة الثدي وخاصةً في العمليات الجراحية التي تزال فيها الأنسجة في الجزء العلوي الخارجي من الثدي أو من منطقة الإبط، ويعتقد أنّ السبب في الألم بعد جراحة الثدي هو تضرر الأعصاب أثناء الجراحة، كما يمكن أن يكون الألم حاد أو خفيف أو حارق.

الأسباب الشائعة للألم بعد جراحة الثدي
عادةً ما ينتج الألم بعد جراحة الثدي نتيجة تهيج في إحدى الأعصاب أو أكثر في جدار الصدر، والتي قد تكون محصورة داخل نسيج ندبي أو تم قطعها أثناء الجراحة، كما يمكن أن يسبب الألم العوامل التالية:
- الشقوق الجراحية
- تجمع السوائل أو الدم
- التورم والشد العضلي في عضلات الصدر أو الكتف أو الذراع
- تكون كتلة مؤلمة من الأعصاب تنمو في نهاية العصب المقطوع
- إجراءات إضافية كتركيب المصرف الجراحي أو الغرسات
- كما يمكن للعوامل النفسية أن تلعب دوراً في تطور الألم
المدة المتوقعة للألم بعد جراحة الثدي
تختلف مدة الألم بعد جراحة الثدي، حسب نوع الجراحة وحسب الحالة الصحية للمريض، إذ يتميز الألم بعد جراحة من 3 إلى 7 أيام بأنّه حاد ويكون واضحاً ويعالج بالمسكنات مثل الباراسيتامول و مضادات الالتهاب، وفي بعض الحالات بالأفيونات الخفيفة، ويبدأ الألم بالتحسن التدريجي خلال 2 – 4 أسابيع ولكن يبقى انزعاج أو شعور بالشد، بينما يستمر الألم في 20-30% من الحالات ويتحول إلى ألم مزمن ويستمر لأشهر وحتى سنوات وخاصةً بعد استئصال الغدد اللمفاوية أو العلاج الإشعاعي، ولكنه يخف تدريجياً أو يزول بالعلاج المناسب.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينصح بمراجعة الطبيب عند وجود علامات خطر مثل:
- ألم يزداد تدريجيًا
- احمرار شديد أو حرارة في المنطقة
- إفرازات غير طبيعية
- تنميل دائم
- ارتفاع الحرارة الموضعية
متى يُعتبر الألم بعد جراحة الثدي علامة على مضاعفة؟
يعتبر الألم بعد جراحة الثدي طبيعياً في الأيام أو الأسابيع الأولى، ولكن يكون علامة على مضاعفات إذا كان:
- ألم حارق أو واخز بعد أسابيع إلى أشهر من العملية
- ألم مع صعوبة في تحريك الذراع أو الكتف
- ألم مفاجئ مع كتلة تحت الجلد
- ألم مصحوب بعلامات التهاب
كيف يمكن التعامل مع الألم بعد جراحة الثدي؟
يمكن علاج الألم بعد جراحة الثدي إما بالعلاج الدوائي، وتشمل الخيارات الدوائية ما يلي:
- مسكنات بسيطة (باراسيتامول، مضادات التهاب)
- أدوية خاصة بالأعصاب في حالات الألم العصبي مثل الأدوية المضادة للصرع
كما يمكن علاج الألم بعد جراحة الثدي بالعلاجات غير الدوائية، وتشمل:
- حجب الأعصاب وهو علاج يوفر راحة مؤقتة وسريعة من الألم من خلال حقن مخدر موضعي في الأعصاب المتضررة
- العلاج الفيزيائي من خلال تمارين التقوية والتدليك المنتظم
- الوخز بالأبر
- اليوغا
- كمادات باردة
- الراحة ووضعية النوم
- الدعم النفسي والتثقيف
هل الألم بعد جراحة الثدي يختلف باختلاف نوع الجراحة؟
يختلف الألم بعد جراحة الثدي باختلاف الجراحة بشكل واضح، إذ يكون الألم خفيف إلى متوسط في الاستئصال الجزئي للورم ويتركز في مكان الورم أو الجرح ويزول خلال 2 – 4 أسابيع في معظم الحالات، ونادراً ما يسبب ألماً عصبي مزمن، بينما يكون الألم متوسط إلى شديد في الاستئصال الكامل وخاصةً في الأيام الأولى، يمتد الألم ليشمل الصدر، وقد يمتد إلى الإبط والذراع، وقد يستمر لأكثر من 3 أشهر.
وفي حال إجراء إعادة بناء للثدي وزرع غرسات فقد تشعر المريضة بألم ضاغط أو شد بسبب تمدد الجلد والأنسجة، ويعتمد على موقع الغرسة وحجمها، ونادراً ما يسبب ألم مزمن، أما بالنسبة لاستئصال العقد اللمفاوية فهي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ألم مزمن بعد جراحة الثدي، كما تسبب ألم حارق أو واخز في الإبط والذراع.
الألم العصبي بعد جراحة الثدي
يعد الألم العصبي بعد جراحة الثدي الذي يعرف بمتلازمة الألم بعد استئصال الثدي (PMPS) هي متلازمة ألم مزمن ناتجة عن تلف الأعصاب بعد جراحة سرطان الثدي، وتستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، يمكن أن يحدث تلف الأعصاب أثناء الجراحة بسبب قطع الأعصاب، أو شدها، وتعد الأعصاب الوربية في الجزء العلوي الخارجي من الثدي الأكثر عرضة للإصابة.
ولتشخيص متلازمة الألم بعد استئصال الثدي (PMPS)، يقوم الطبيب عادةً بإجراء فحص سريري ومراجعة التاريخ الطبي للمريضة، وقد يطلب من المريضة وصف مكان الألم وشدته، بالإضافة إلى أي أعراض أخرى، وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص، وتشمل:
- فحوصات التصوير مثل الأشعة السينية (X-ray)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) ، لتقييم الثدي والأنسجة المحيطة بحثا عن أي شذوذ أو إصابات قد تكون سببا للألم.
- اختبارات توصيل الأعصاب (Nerve conduction studies) التي تقيس سرعة وقوة الإشارات العصبية للمساعدة في تحديد وجود تلف عصبي.
- التقييم النفسي قد يتم استشارة أخصائي في الصحة النفسية لتقييم الحالة النفسية للمريضة ومدى تأثير العوامل النفسية على الألم.
نصائح للتقليل من الألم بعد جراحة الثدي وتسريع التعافي
يجب اتباع النصائح التالية من أجل تقليل الألم بعد جراحة الثدي:
- الحركة المبكرة الخفيفة
- تمارين التنفس وتمارين الكتف
- التغذية الجيدة
- المتابعة الطبية المنتظمة
في النهاية، يعد الألم بعد جراحة الثدي شعور شائع يمكن السيطرة عليه بوسائل متعددة، ومعظم الحالات تتحسن بمرور الوقت، يبقى التواصل مع الطبيب أمراً أساسياً لمراقبة سير التعافي وتجنب المضاعفات.
المصادر:
- Bamford, C., Thomas, J., Bond, M., Leonard, R., Ferguson, S., & Dyson, S. (2005). Pharmacological and other interventions for post-mastectomy pain syndrome in adults. Cochrane Database of Systematic Reviews, 4, CD003174.
- Scottish Cancer Network. (n.d.). Post-breast-surgery pain. In Scottish cancer network clinical management pathways: Breast supportive care. Retrieved July 10, 2025,