القناة الشرجية عبارة عن أنبوب قصير محاط بعضلات في نهاية المستقيم. الشقوق الشرجية شائعة للغاية، ولكن غالباً ما يتم الخلط بينها وبين حالات الشرج الأخرى مثل البواسير.
إن الشق الشرجي مشكلة شائعة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، وتؤثر على حوالي ثمانية من كل 10 أطفال. تميل قابلية الشخص للإصابة بالشق الشرجي إلى الانخفاض مع تقدم العمر. تلتئم حوالي نصف الحالات من تلقاء نفسها بالعناية الذاتية المناسبة وتجنب الإمساك.
ما هو الشق الشرجي؟
الشق الشرجي هو تمزق في بطانة القناة الشرجية وهو سبب شائع لألم الشرج ونزيف المستقيم وخاصة أثناء حركة الأمعاء (التبرز). عادةً ما تسبب الرضوض الشرجية شقوق. يمكن أن تحدث الشقوق الشرجية فجأة أو تدريجياً ويمكن أن تلتئم أيضاً بسرعة أو ببطء.
تعتبر الشقوق الشرجية شائعة ولا تشكل خطورة عادةً، ولكنها قد تسبب الكثير من الألم. تلتئم معظم الشقوق الشرجية في غضون بضعة أيام إلى أسابيع مع القليل من العناية الذاتية. لكن بعض الشقوق الشرجية أكثر تعقيداً وقد تقاوم الشفاء التلقائي.
أسباب الشق الشرجي
تشكل الصدمة أو الرض أهم سبب لحدوث الشق الشرجي وذلك نتيجة فرق التمدد والإجهاد في بطانة الشرج. يتعلق حدوث هذا التمزق بالشكل التشريحي لفتحة الشرج، حيث تكون البطانة المخاطية أرق وأكثر حساسية من الجلد الطبيعي، مما يجعلها أسهل للتمزق، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال، وتشمل الأسباب الشائعة للشقوق الشرجية ما يلي:
- خروج براز كبير أو صلب
- الإمساك والإجهاد أثناء التبرز
- متلازمة التغوط الانسدادي (ODS)
- الإسهال المزمن
- الجماع الشرجي
- الولادة
تشمل الأسباب الأقل شيوعاً للشقوق الشرجية ما يلي:
- مرض كرون أو التهاب الأمعاء التقرحي
- سرطان الشرج
- فيروس نقص المناعة البشرية والسل والزهري
أعراض الشق الشرجي
تسبب الشقوق الشرجية عادةً ألماً حاداً يبدأ مع مرور البراز. وقد يستمر هذا الألم من عدة دقائق إلى بضع ساعات. ونتيجة لذلك، قد يحاول العديد من المرضى عدم التبرز لمنع الألم.
يلاحظ المريض المصاب بالشق الشرجي الحاد بعدة أعراض تتضمن:
- تمزق واضح في فتحة الشرج
- ألم أثناء التبرز
- دم على ورق التواليت بعد المسح
- دم على سطح البراز
- نزيف يغير لون مياه التواليت
- إفرازات ذات رائحة كريهة
يمكن أن تشمل العلامات التي تشير إلى أن الشق أصبح مزمناً ما يلي:
- حركات أمعاء مؤلمة بدون نزيف
- حكة وتهيج الجلد حول فتحة الشرج
- زائدة جلدية في نهاية الشق
تشخيص الشقوق الشرجية
يسأل الطبيب العام عن الأعراض التي يعاني منها المريض ويطلب منه وصف نوع الألم الذي يشعر به، ويسأل أيضاً عن حالة الخروج (الإمساك والإسهال).
ييكون الطبيب قادر على رؤية الشق الشرجي عن طريق المباعدة بين أرداف المريض برفق. غالباً لا داعي لإجراء الفحص الشرجي الرقمي (حيث يقوم الطبيب العام بإدخال إصبعه المغطى بالقفاز والمُزلق في مؤخرة المريض لتمييز التشوهات الحاصلة) لأنه من المحتمل أن يكون مؤلماً.
يتم إحالة المريض إلى الطبيب المتخصص للحصول على التقييم المناسب في حال الشك بوجود سبب خطير وراء حدوث الشق الشرجي.
في بعض الأحيان، قد يتم قياس ضغط العضلة العاصرة الشرجية للشقوق التي لم تستجب للعلاجات البسيطة.
مضاعفات الشق الشرجي
تلتئم العديد من الشقوق الشرجية من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة ولكن يمكن أن تتطور المضاعفات عندما لا تلتئم بشكل جيد. قد تشمل مضاعفات الشق الشرجي ما يلي:
- فشل الشفاء والنكس
- الألم وعدم الراحة
- امتداد التمزق إلى العضلات المحيطة
- الصعوبة في التبرز وتضيق الشرج
- حركات الأمعاء غير المنضبطة وتشكل الغازات
- الناسور الشرجي
أنواع الشق الشرجي
يختلف النهج المتبع في علاج الشق الشرجي باختلاف المدة التي استمر فيها ظهور هذا الشق.
الشق الشرجي الحاد
يسمى الشق الذي في غضون 6 أسابيع بالشق الشرجي، وغالباً ما يستجيب للعلاج المحافظ ويختفي عند البعض عند علاج الإمساك ولا يحتاج للعمل الجراحي غالباً
الشق الشرجي المزمن
تُسمى الشقوق الشرجية التي تستمر لمدة 6 أسابيع أو أكثر بالشقوق الشرجية المزمنة وتفشل هذه الشقوق في العلاج المحافظ وتحتاج إلى نهج جراحي أكثر عدوانية.
قد يعاني الأشخاص الذين لا تلتئم عندهم الشقوق الشرجية من خلل في الضغط الشرجي يمنع الدم من الدوران بشكل طبيعي عبر الأوعية الدموية حول فتحة الشرج، وهذا التدفق المنخفض للدم يحد من القدرة على الشفاء. قد تساعد الأدوية وحقن البوتوكس وحتى بعض العلاجات الموضعية على تحسين تدفق الدم وتسريع الشفاء.
علاج الشق الشرجي
معظم الشقوق الشرجية تختفي من تلقاء نفسها وتكون شقوق شرجية حادة ومؤقتة ولا تحتاج إلى أي علاج على الإطلاق، أو قد تحتاج فقط إلى كريم بوصفة طبية لتسكين الألم المؤقت مثل الليدوكايين.
عندما يكون الشق من النوع المزمن فإن العلاج الطبي يركز على إرخاء العضلة العاصرة الشرجية التي تحيط بالقناة الشرجية.
أدوية الشق الشرجي
تتضمن أدوية الشقوق الشرجية ما يلي:
- مرهم النيتروجليسرين: وهو موسع للأوعية الدموية. عند وضعه على شكل كريم يمكن استعادة تدفق الدم ومساعدة العضلة العاصرة الشرجية على الاسترخاء.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: مثل الديلتيازيم أو النيفيديبين، وهي طريقة بديلة لإرخاء الأوعية الدموية وعضلات الشرج. قد تنجح هذه الأدوية إذا لم ينجح النيتروجليسرين.
- البوتوكس: يستخدم كملاذ أخير، حيث يمكن أن يساعد حقن البوتوكس في العضلة العاصرة الشرجية على إرخائها. تستمر آثار البوتوكس لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، مما يمنح الشق وقتاً للشفاء.
- الملينات السائبة: لا يحتاج كل من يعاني من الإمساك إلى الملينات، ولكن هذه الأدوية يمكن أن تساعد إذا كان البراز صلباً جداً مما يسبب ضغطاً إضافياً على الشق الشرجي. تعمل الملينات السائبة على سحب السوائل إلى الأمعاء مما يساعد في تليين البراز.
العلاج الجراحي
على الرغم من أن معظم الشقوق الشرجية لا تتطلب إجراء جراحة، إلا أن الشقوق المزمنة يصعب علاجها وقد تكون الجراحة هي أفضل علاج للشق الشرجي. إن الهدف من الجراحة هو مساعدة عضلات العضلة العاصرة الشرجية على الاسترخاء مما يقلل من الألم والتشنجات ويسمح بتدفق الدم للشق ويسرع عملية الشفاء. يتم إجراء الجراحة عن طريق استئصال العضلة العاصرة الداخلية الوحشية.
إن عملية استئصال العضلة العاصرة الداخلية الجانبية هي عملية تُجرى في العيادات الخارجية، مما يعني أنه يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
يقوم الجراح أثناء هذه العملية بعمل شق جانبي صغير في العضلة العاصرة الشرجية الداخلية. الهدف هو تقليل الضغط المستمر بنسبة 20% إلى 50%، يجب أن يمنع هذا التشنجات ويحسن تدفق الدم مما يسمح للشق بالشفاء. يتم تحديد مكان الشق باستخدام منظار الشرج، ثم يستخدم الجراح مشرطاً كهربائياً لتسليخ العضلة الموجودة تحته. يستغرق هذا الإجراء حوالي 30 دقيقة، وقد تستغرق العملية بكاملها مع التجهيز والتخدير من ساعتين إلى ثلاث ساعات.
يوجد بعض الآثار الجانبية للعمل الجراحي والتي تختفي خلال الأسبوعين التاليين بشكل كامل:
- الألم بعد الجراحة: يستمر لبضعة أيام ويجب أن يكون مستجيباً للمسكنات.
- الإفرازات الشرجية: تستمر لبضعة أيام أيضاً وتتضمن السوائل وكميات صغيرة من النزيف.
- ضعف حركة الأمعاء: يمكن أن تسبب الجراحة والتخدير الإمساك لبعض الوقت.
علاج الشق الشرجي في المنزل
يمكن أن يؤدي اتباع بعض النصائح إلى التسريع في الشفاء خاصةً إذا كان حديث ولم يتطور إلى الشكل المزمن بعد:
شرب السوائل
لأن معظم حالات الشقوق الشرجية تحدث لدى الأشخاص المصابين بالإمساك. توصي الأكاديمية الوطنية للطب بتناول 13 كوب من الماء للذكور و9 أكواب يومياً للإناث.
وجدت دراسة أجريت عام 2018 حول تقليل الإمساك بعد الجراحة أن زيادة تناول السوائل والألياف تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالإمساك.
اتباع نظام غذائي غني بالألياف
أظهرت الدراسات أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف عالج بفعالية 87% من الشقوق الشرجية الحادة في غضون 3 أسابيع، كما أن الاستمرار في اتباع النظام الغذائي لمدة عام منع النكس.
يمكن أن يساعد تناول 20 إلى 30 جراماً من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان في منع الإمساك. تضيف الألياف القابلة للذوبان حجماً إلى البراز.
الفرق بين الشق الشرجي والبواسير
تتشابه أسباب وأعراض البواسير والشقوق الشرجية ومن السهل الخلط بينهما. يمكن أن يحدث كلا الأمرين عند بذل جهد كبير أثناء التبرز وكلاهما يمكن أن يسبب نزيفاً مستقيمياً وألماً وحكة شرجية.
في حين أن البواسير هي المرض الأكثر شيوعاً في الشرج، فإن الشقوق الشرجية هي السبب الأكثر شيوعاً للألم الشرجي، حيث أن البواسير لا تسبب الألم دائماً، لكن 90٪ من الشقوق تسبب ألم حاد.
في حال حدوث الألم في البواسير فإنه يكون بشكل مستمر، بينما الألم الناتج عن الشق يأتي عادةً على شكل نوبات.
تكلفة جراحة الشق الشرجي في تركيا
تتراوح تكلفة جراحة الشق الشرجي في تركيا من 1500 إلى 3500 دولار أمريكي، حيث تقدم تركيا أسعار علاجية تنافسية بجودة لا تقل عن تلك المقدمة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. لا تتردد في طلب الاستشارة الطبية المجانية من أخصائيي مركز بيمارستان.
يجب الانتباه إلى ضرورة المتابعة مع الطبيب المختص عند رؤية دم في البراز أو عند الشعور بألم أثناء التبرز وذلك للحصول على التشخيص الصحيح ومن ثم تقديم العلاج المناسب.
المصادر: