يُعد الناسور الشرجي من الحالات الشائعة التي تصيب حوالي 1 إلى 3 من كل 10,000 شخص سنوياً، وتُسجَّل الإصابة بشكل أكبر لدى الرجال، خصوصاً في العقدين الثالث والرابع من العمر. ينشأ غالباً نتيجة خراج شرجي لم يُعالج بالكامل، مسبباً قناة غير طبيعية بين الشرج والجلد. على مر السنوات، تطورت طرق العلاج من الجراحة التقليدية إلى تقنيات أكثر دقة مثل LIFT ونترات الفضة والليزر والغراء الحيوي، ومع ذلك لا تزال بعض الطرق تحمل خطر السلس أو التكرار.
في السنوات الأخيرة، برزت تركيا كوجهة رائدة لعلاج الناسور، بفضل خبرتها الطبية وتطور تقنياتها، ومن أبرز الابتكارات الحديثة فيها هو استخدام نترات الفضة بتركيز 30% كخيار غير جراحي.
ما هو الناسور الشرجي؟
الناسور الشرجي هو نفق غير طبيعي يتطور بين فتحة الشرج والجلد المحيط بها ويُعرف أحياناً باسم الناسور حول الشرج (Perianal Fistula). عادةً ما يتشكل في الجزء العلوي من فتحة الشرج حيث توجد الغدد الشرجية. عند إصابة هذه الغدد بالخراج فإن تسرب القيح الخارج من الخراج قد يسبب تشكل قناة صغيرة بين الشرج والجلد هي الناسور.
تتسبب هذه الحالة في أعراض غير مريحة مثل الشعور بالألم وتهيج الجلد. عادةً لا تتحسن من تلقاء نفسها ولا تندمل بدون تدخل طبي، يُوصى بالجراحة في معظم الحالات لعلاج الناسور الشرجي بشكل فعال.
كيف يبدو شكل ناسور الشرج؟
يبدو الناسور الشرجي كثقب في الجلد بالقرب من منطقة الشرج، يعد هذا الثقب (الفتحة الخارجية) لنفق يمتد إلى الداخل (الفتحة الداخلية) وقد يتسرب منه إفرازات مثل الدم أو البراز خاصةً عند لمس الجلد المحيط به، وقد تغلق الفتحة الخارجية للنواسير القديمة بينما يظل باقي النفق موجود، مما يسبب الألم والتورم ريثما يعاد فتح الناسور للسماح بخروج الإفرازات.

ما هي أسباب الناسور الشرجي؟
تتعدد أسباب الناسور الشرجي، وتتراوح بين الإصابة المباشرة في المنطقة الشرجية إلى أمراض مزمنة، من أهم أسباب الناسور الشرجي ما يلي:
- انسداد الغدد الشرجية: يؤدي إلى تكوّن خراج يمكن أن يتطور إلى ناسور، وهو السبب الأشيع.
- داء كرون والأمراض الالتهابية المعوية: تساهم هذه الأمراض في التهاب الأنسجة في الجهاز الهضمي مما يزيد من احتمالية حدوث الناسور.
- الإشعاع: عند معالجة سرطان الشرج باستخدام الإشعة.
- الرضوض والإصابات: الإصابات المباشرة في منطقة الشرج أو الجراحة السابقة يمكن أن تكون سبباً في تكوّن الناسور.
- الأمراض المنقولة جنسيًا: قد تتسبب العدوى المنقولة جنسياً في حدوث الناسور الشرجي.
- مرض السل: قد يؤدي إلى تكوّن ناسور في منطقة الشرج.
- التهاب الرتوج: بسبب أكياس صغيرة تتشكل في الأمعاء تؤدي إلى التهاب مما قد يسبب الناسور.
- التهاب الغدد العرقية القيحي: حالة جلدية تؤدي إلى الخراجات والندبات، ويمكن أن تحدث في منطقة الشرج أيضاً.
تشخيص الناسور الشرجي
يعتمد تشخيص الناسور الشرجي على مجموعة من الفحوصات لتحديد مساره وامتداده بدقة. يبدأ الطبيب عادةً بالفحص البدني، حيث يقوم بفحص المنطقة الشرجية للكشف عن أي خراج أو قناة غير طبيعية تشير إلى وجود ناسور. في بعض الحالات قد تكون الفتحة الخارجية مغلقة مما يستدعي فحوصات إضافية لتحديد وجود الفتحة الداخلية داخل فتحة الشرج. إذا كان الفحص مؤلم للغاية بالنسبة للمريض، حينئذٍ يمكن إجراء تخدير الموضعي أو عام، وفي بعض الحالات داخل غرفة العمليات لضمان راحة المريض والحصول على تقييم دقيق لرسم خطة العلاج.
الفحوصات التشخيصية المتقدمة
الفحص السريري غالباً ما يكون كافياً لتحديد وجود الناسور وشكله العام، خصوصاً في الحالات البسيطة والواضحة، ومع ذلك، في الحالات المعقدة أو الناسور العميق، قد لا يكون الفحص السريري وحده كافياً لتقييم مدى امتداد الناسور وعلاقته بالعضلات المحيطة في مثل هذه الحالات، يتم اللجوء إلى الفحوصات التصويرية مثل:
- المنظار الشرجي أو منظار المستقيم: يُستخدم لمعاينة القناة الداخلية للناسور، حيث يوفر رؤية مباشرة لمكان الإصابة ومدى انتشارها.
- الموجات فوق الصوتية: تساعد في تحديد عمق الناسور وأبعاده بدقة، مما يسهل التخطيط للعلاج.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم في حالات الناسور المعقدة، حيث يوفر صوراً عالية الدقة للمسار الكامل للناسور وعلاقته بالأنسجة المحيطة.
- الموجات فوق الصوتية بالمنظار: تُعد خياراً بديلاً للتصوير بالرنين المغناطيسي، حيث يتم إدخال مسبار مزود بكاميرا مضاءة داخل فتحة الشرج للحصول على صور تفصيلية.
- حقن بيروكسيد الهيدروجين: يتم حقنه في الفتحة الخارجية للناسور، مما يساعد على تحديد موقع العدوى حيث يتفاعل مع القيح ويُنتج رغوة تُظهر مسار القناة.
- تصوير الناسور بالأشعة السينية: يتم خلاله حقن صبغة خاصة داخل الناسور، مما يُبرز مساره بوضوح عبر الأشعة السينية.
قد يُوصى بإجراء تنظير القولون أو تنظير القولون السيني لفحص القولون والأمعاء في حال الاشتباه بوجود مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي.
يعد تحديد مسار الناسور وامتداده خطوة أساسية لاختيار الخطة العلاجية المناسبة، حيث يُصنَّف بناءً على اتجاهه ومدى تأثيره على الأنسجة المحيطة، مما يساعد الطبيب في تحديد الإجراء العلاجي الأكثر فاعلية.
ما هو الفرق بين الناسور الشرجي والشق الشرجي؟
الشق الشرجي هو تمزق صغير أو جرح في بطانة فتحة الشرج، يحدث غالباً بسبب الإمساك المزمن أو الإسهال أو أمراض مثل داء كرون، يسبب ألماً حاداً أثناء وبعد التبرز، وقد يصاحبه نزيف وحكة وتورم. أما الناسور الشرجي هو قناة أو نفق غير طبيعي يربط بين داخل فتحة الشرج والجلد المحيط بها، وينشأ غالباً نتيجة عدوى في الغدد الشرجية أدت إلى تكوّن خراج ثم ناسور، يصاحبه ألم مستمر أو متقطع مع خروج قيح وتورم واحمرار وحكة.
أما بالنسبة للعلاج فإن علاج الناسور الشرجي غالباً يتطلب تدخلاً جراحياً لإزالة النفق أو إغلاقه، إلى جانب مكافحة العدوى، بينما علاج الشق الشرجي قد يشمل استئصال العضلة العاصرة الداخلية الجانبية في الحالات المزمنة أو المقاومة للعلاج، بالإضافة إلى استخدام مضادات حيوية واتباع نظام غذائي ملين.

طرق علاج الناسور الشرجي
لعلاج الناسور الشرجي طرق عدة ويتم اختيار الطريقة الأنسب وفقاً لنتائج الفحوصات التي تم إجراها، حيث تتنوع طرق العلاج بين الجراحة التقليدية والتنظيرية انتقالاً للتقنيات الأكثر حداثة في علاج الناسور الشرجي مثل استخدام نترات الفضة و LIFT والتي تُعد طفرة في هذا المجال. كما يعتمد علاج الناسور الشرجي على عدة عوامل مثل مدى تعقيده وعدد المسارات والتفرعات وموقع الفتحة الداخلية ومدى تضرر العضلة العاصرة.
علاج الناسور الشرجي عبر الجراحة التقليدية
تُعد الجراحة الحل الأكثر شيوعاً لعلاج الناسور الشرجي، حيث يقوم الجراح بفتح الناسور جراحياً وتفريغه وتركه مفتوحاً للشفاء من الداخل إلى الخارج. تُجرى عملية الناسور غالباً لعلاج الناسور البسيط الذي لا يؤثر بشكل كبير على العضلات العاصرة الشرجية، لذا قد يكون هذا الخيار مناسباً فقط للناسور الذي لا يمر عبر الكثير من عضلات العاصرة الشرجية، وذلك لتقليل من مضاعفات الإجراء مثل خطر سلس البراز.
علاج الناسور الشرجي عبر نترات الفضة
تعتبر هذه التقنية ثورة في مجال علاج الناسور الشرجي، حيث يقوم الطبيب بعد تحديد موقع الناسور (الفتحة الخارجية) بدقة بتطهير المنطقة، من ثم يدخل قثطرة دقيقة أو إبرة عبر الفتحة الخارجية ليقوم بضخ محلول نترات الفضة (ذو تركيز 30%) داخل مسار الناسور، تؤدي نترات الفضة إلى تآكل الأنسجة الملتهبة وتحفيز الالتئام، ثم تترك الفتحة الخارجية مفتوحة مما يسمح بتصريف القيح، قد تعاد العملية عدة مرات بحسب نوع وحالة الناسور. يعد علاج الناسور الشرجي عبر نترات الفضة علاج ناجح وآمن وفقاً لمجلة Turkish Journal of Colorectal Disease الرسمية تصل نسبة نجاح العملية 90%.
لماذا علاج الناسور الشرجي عبر نترات الفضة؟
يعد علاج الناسور الشرجي عبر نترات الفضة من أفضل الخيارات لما تتميز به هذه الطريقة، من أهم ميزات علاج الناسور الشرجي عبر نترات الفضة:
- إجراء غير جراحي: لا يتطلب الأمر إجراء أي شقوق.
- لا تتطلب التخدير: في أغلب الحالات لا يتطلب الإجراء أي تخدير حيث قد يشعر المريض بألم بسيط.
- الأمان العالي: حيث أن الإجراء لا يؤثر على العضلات العاصرة، مما يقلل خطر حدوث سلس شرجي.
- يمكن القيام بعلاج الناسور الشرجي عبر نترات الفضة في العيادات الخارجية ولا يتطلب الأمر غرفة عمليات أو البقاء في المستشفى
- تعد تكلفة علاج الناسور الشرجي عبر نترات الفضة منخفضة مقارنةً مع غيرها من الطرق
علاج الناسور بالليزر
يُعد الليزر من أحدث التقنيات المستخدمة في علاج الناسور الشرجي، حيث يتم إدخال مسبار ليزر داخل مسار الناسور، مما يؤدي إلى إغلاقه وتعزيز التئام الأنسجة دون الحاجة إلى استئصال جزء من العضلات. يُعتبر الليزر خيارًا مناسبًا للحالات التي تحتاج إلى تدخل أقل ضرراً على العضلات الشرجية. مع ذلك، قد يؤذي الليزر الأنسجة المحيطة إذا لم يُستخدم بحذر، مما قد يسبب التهاباً أو تلفاً في الأنسجة.
علاج الناسور الشرجي عبر المنظار
تعتبر هذه الطريقة هي أكثر الطرق تطور من حيث التقنية لعلاج الناسور الشرجي والتي تتطلب جراح ذو خبرة عالية، تعتمد هذه الطريقة على إدخال المنظار عبر الناسور، وهو أنبوب طويل ورفيع مزود بكاميرا في طرفه يسمح لرؤية الناسور بوضوح. بعد تحديد المسار الدقيق للناسور، يتم استخدام أدوات صغيرة داخل المنظار لإجراء العملية. في بعض الحالات، يتم استخدام القطب الكهربائي أو تقنيات أخرى لإغلاق الناسور بشكل فعال.
تتميز هذه الطريقة لعلاج الناسور الشرجي بعدد من الفوائد:
- عملية قليلة التداخل
- ألم أقل بعد العملية
- رؤية مباشرة للمسار
- دقة عالية في الإجراء
- فترة تعافي أقصر من الجراحة التقليدية
- أقل تعرضاً للعدوى أو المضاعفات التي قد تحدث في الجراحة التقليدية
لكن، ورغم دقتها العالية إلا أن هذه التقنية قد تكون مناسبة فقط لبعض الحالات البسيطة التي يكون فيها الناسور بعيداً عن العضلات.
علاج الناسور الشرجي عبر حقن الخلايا الجذعية
يُعد العلاج بحقن الخلايا الجذعية من التقنيات الطبية الحديثة في علاج الناسور الشرجي، خصوصاً في الحالات المعقدة أو التي لم تستجب للعلاجات التقليدية. تعتمد هذه التقنية على استخدام خلايا جذعية (خلايا ذات قدرة عالية على التجدد والتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا) مأخوذة من جسم المريض نفسه مثل نخاع العظم، حيث تتميز هذه الخلايا بقدرتها الكبيرة على التجدد والشفاء، بعد استخراج هذه الخلايا، يتم تجهيزها وحقنها مباشرة داخل مسار الناسور أو حوله. تعمل الخلايا الجذعية على تحفيز نمو وتجديد الأنسجة التالفة، وتقليل الالتهاب، مما يساعد على إغلاق الناسور وتعزيز التئام الأنسجة بشكل طبيعي دون الحاجة إلى جراحة كبيرة قد تؤثر على عضلات الشرج.
يُعتبر هذا العلاج خياراً مناسباً نظراً لقلة المضاعفات واحتمالية الحفاظ على وظيفة العضلة العاصرة، لكنه لا يزال في مرحلة البحث والتطوير، ولا تتوفر حتى الآن بيانات طويلة المدى حول معدل نجاحه مقارنة بالعلاجات الجراحية التقليدية.
علاج الناسور الشرجي عبر ربط مسار الناسور بين العضلات (LIFT)
تُستخدم هذه التقنية لعلاج الناسور المعقد الذي يمر بين عضلات العضلة العاصرة، حيث يقوم الجراح بربط منتصف مسار الناسور عند هذا المستوى، مما يؤدي إلى قطع الاتصال بين الفتحة الداخلية والخارجية ومنع استمرار الإفرازات، من ثم يتم التعامل مع الفتحة الخارجية إما بتركها مفتوحة لتلتئم تلقائياً أو بتصريفها موضعياً إذا لزم الأمر، وذلك لضمان التئام الجرح بشكل صحيح.
تتميز هذه الطريقة بكونها أقل خطورة على العضلات العاصرة مقارنة بالجراحة التقليدية، إذ تحافظ على وظيفة التحكم الشرجي وتُقلل من خطر السلس، لقد حققت هذه التقنية نتائج واعدة منذ إدخالها، وتُعد خياراً مناسباً للناسور العابر للعضلات، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات طويلة الأمد لتقييم فعالية هذه الطريقة على المدى البعيد ومعدلات النكس المحتملة.

علاج الناسور الشرجي عبر غراء الفيبرين (Fibrin Glue)
يُعتبر غراء الفيبرين علاجًا أقل تدخلاً يستخدم كخيار بديل للجراحة التقليدية لعلاج الناسور الشرجي، خاصة في الحالات التي يمر فيها الناسور عبر عضلات العاصرة الشرجية، حيث يكون استئصال الأنسجة خطيرًا بسبب احتمال الإضرار بالعضلات وحدوث سلس البراز. تبدأ العملية بتنظيف مسار الناسور جيدًا لإزالة أي قيح أو نسيج ملتهب، ثم يُحقن غراء خاص مكون من مواد طبيعية تشبه في تركيبها الدم المتجلط داخل مسار الناسور. يعمل الغراء على سد التجويف وتعزيز التصاق جدران الناسور، مما يساعد على إغلاقه وتحفيز التئام الأنسجة بشكل طبيعي.
يتميز هذا الإجراء بأنه غير جراحي ولا يتطلب قطع أو استئصال لأي جزء من العضلات أو الأنسجة المحيطة، مما يقلل من مخاطر المضاعفات ويُسرع من فترة التعافي. رغم هذه المميزات، فإن فعالية غراء الفيبرين أقل من الجراحة التقليدية، يُعتبر غراء الفيبرين خياراً مناسباً للناسور البسيط أو للمريض الذي يفضل تجنب الجراحة، لكنه قد يتطلب إعادة علاج أو تدخل جراحي لاحق في حال فشل الإغلاق.
علاج الناسور الشرجي عبر خيوط سيتون
عند وجود عدوى أو عندما يكون الناسور معقدًا ويمر عبر نسبة كبيرة من عضلات العضلة العاصرة، يتم استخدام خيط جراحي يسمى “سيتون”، وهو خيط من الحرير أو اللاتكس يُدخل في مسار الناسور ليسمح بتصريف العدوى تدريجيًا. في بعض الحالات، يتم شد السيتون ببطء على مدى فترة زمنية طويلة لفتح مسار الناسور دون الإضرار بالعضلات، مما يقلل من خطر سلس البراز. تستدعي بعض الحالات إبقاء السيتون لعدة أسابيع أو أشهر لمساعدته على الشفاء والتحضير لعملية جراحية لاحقة، حيث يُستخدم كجزء من علاج متعدد المراحل.
علاج الناسور الشرجي عبر سديلة المستقيم (عبر الرقعة)
علاج الناسور الشرجي عبر سديلة المستقيم (عبر الرقعة) تُستخدم هذه التقنية لعلاج الناسور الذي يمر عبر نسبة كبيرة من عضلات العضلة العاصرة، حيث يقوم الجراح باستئصال الفتحة الداخلية للناسور ثم تغطيتها بشريحة من الأنسجة السليمة المأخوذة من المستقيم. تساعد هذه الطريقة في تقليل الأضرار التي قد تصيب العضلات الشرجية، لكنها تتطلب مهارة جراحية عالية، وتصل نسبة فعاليتها إلى حوالي 70% فقط، يُعد خياراً مناسباً للناسور المعقد أو الناسور العميق.
من مميزات علاج الناسور الشرجي عبر سديلة المستقيم المحافظة على وظيفة العضلة العاصرة، وبالتالي يقلل من مضاعفات السلس، كما يقلل من احتمالية تكرار الناسور مقارنة ببعض التقنيات الأخرى.
علاج الناسور الشرجي عبر سدادة الناسور الشرجي (Anal Fistula Plug)
سدادة الناسور الشرجي (Anal Fistula Plug) لعلاج الناسور الشرجي في هذه التقنية، يتم إدخال سدادة خاصة مصنوعة من مواد بيولوجية متوافقة مع الجسم في مسار الناسور لإغلاقه وتعزيز التئام الأنسجة. تُعد هذه الطريقة أقل عدوانية من الجراحة التقليدية، لكنها تحتاج إلى متابعة دقيقة لضمان نجاحها، وقد تتطلب أحيانًا إعادة تدخل في حال عدم نجاح الإغلاق الكامل.
علاج الناسور الشرجي عبر الأدوية
في بعض الحالات، وخاصةً إذا كان الناسور مرتبطًا بأمراض التهابية مزمنة مثل داء كرون، يُستخدم العلاج الدوائي بمثبطات المناعة مثل “إنفليكسيماب” أو أدوية بيولوجية أخرى لتقليل الالتهاب وتحفيز التئام الناسور. على الرغم من ذلك، لا يُعتبر هذا العلاج فعالًا في جميع الحالات، وغالبًا ما يُستخدم كجزء من خطة علاج شاملة أو كتمهيد قبل التدخل الجراحي.
مخاطر جراحة الناسور الشرجي
رغم أن الجراحة تُعد علاج الناسور الشرجي الأكثر فاعلية، إلا أنها قد تحمل بعض المخاطر، فيما يلي أهم المخاطر لجراحة الناسور الشرجي:
- العدوى المتكررة ونكس الناسور من المضاعفات المعروفة، خاصة إذا لم يلتئم الناسور بشكل كامل بعد العملية
- سلس البراز الجزئي هو أحد المخاطر الهامة التي تتعلق بتأثر عضلات العاصرة أثناء الجراحة، وهو سبب رئيسي للقلق عند المرضى والجراحين
- خبرة الجراح تلعب دوراً كبيراً في تقليل المضاعفات وتحقيق نتائج أفضل
مضاعفات الناسور الشرجي إذا لم يُعالج
إذا لم يتم علاج الناسور الشرجي فإنه لن يشفى من تلقاء نفسه، مما قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد، منها:
- استمرار الإنتان: قد يظل الناسور الناتج عن خراج أو عدوى نشطاً، مما يسمح باستمرار العدوى في المنطقة. في بعض الحالات قد يبدو أن العدوى قد اختفت لكنها تعود لاحقاً لتشكيل خراج جديد يسبب ألماً متجدداً. أحياناً قد يغلق الناسور مؤقتاً عند الفتحة الخارجية، لكنه يعاود الانفتاح نتيجة للعدوى المتكررة مما يؤدي إلى دورة مستمرة من الالتهاب والتصريف.
- امتداد الناسور: في حالات نادرة قد يتطور الناسور المزمن ويمتد في اتجاهات جديدة، مكوناً قنوات متفرعة وفتحات إضافية في الجلد مما يزيد من تعقيد الحالة ويجعل العلاج أكثر صعوبة.
- خطر الإصابة بالسرطان: في بعض الحالات الأقل شيوعاً قد يرتبط الناسور الشرجي المزمن والمستمر لسنوات طويلة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الشرج. يُعتقد أن الالتهاب المزمن والتآكل المستمر في الأنسجة من العوامل التي قد تسهم في ذلك.
أخيراً، يعد علاج الناسور الشرجي مجالًا يتطور باستمرار مع تقدم التقنيات الطبية الحديثة، من الجراحة التقليدية إلى العلاجات الأقل تدخلاً مثل نترات الفضة والليزر وحتى حقن الخلايا الجذعية. إن اختيار العلاج الأنسب يعتمد على نوع الناسور وتعقيده، مع مراعاة الحفاظ على وظيفة العضلة العاصرة وتقليل المضاعفات.
للحصول على تشخيص دقيق وعلاج متخصص يناسب حالتك، ننصح بزيارة مركز بيمارستان الطبي، حيث يتوفر فريق طبي مختص بأحدث الأساليب والتقنيات لعلاج الناسور الشرجي بأعلى معايير الجودة والرعاية الشخصية.
المصادر:
- Gaertner, W. B., Burgess, P. L., Davids, J. S., Lightner, A. L., Shogan, B. D., Sun, M. Y., Steele, S. R., Paquette, I. M., & Feingold, D. L.; Clinical Practice Guidelines Committee of the American Society of Colon and Rectal Surgeons. (2022). Clinical practice guidelines for the management of anorectal abscess, fistula‑in‑ano, and rectovaginal fistula. Diseases of the Colon & Rectum, 65(8), 964–985
- Tüney, D., Yalçın, M. Ş., & Çetinkaya, Z. A. (2023). Effect of 30% Silver Nitrate Treatment in Anal Fistulas: A Pilot Study. Turkish Journal of Colorectal Disease, 33(1), 1–6