يُعتبر الورم الأنسوليني نوعاً نادراً من أورام البنكرياس الناشئة من خلايا بيتا المُنتجة للإنسولين، مما يؤدي إلى إفراز زائد ومستمر للإنسولين بشكل لا يتناسب مع مستويات السكر الطبيعية لهذا السبب يظهر انخفاض حاد في سكر الدم مع أعراض نقص السكر المختلفة، لذا يصبح التدخل المبكر وعلاج الورم الأنسوليني خطوة أساسية لتفادي المضاعفات الصحية الخطيرة.
ما هو الورم الأنسوليني؟
الورم الأنسولوني هو ورم نادر في البنكرياس ينشأ من خلايا بيتا التي تفرز الإنسولين، وهو من ضمن الأورام العصبية الصماوية للبنكرياس، تُمثل هذه الأورام حالة مميزة نظراً لأنها تفرز الإنسولين بطريقة مستقلة عن تركيز السكر في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض حاد بمستوى السكر وحدوث أعراض مثل الدوار والارتعاش والتعرق وعلى الرغم من أن معظم هذه الأورام حميدة ولا تنتشر خارج البنكرياس فإنه في حالات قليلة قد تظهر قدرة على الانتشار إلى العقد اللمفاوية أو الكبد، يعتمد التشخيص على تحليل مستويات السكر والإنسولين إلى جانب استخدام تقنيات التصوير الطبي، ويعتبر التدخل الجراحي الطريقة الأمثل لعلاج الورم الأنسوليني وتحسين جودة الحياة لدى المرضى ويختلف علاج الورم الأنسوليني عن الأورام البنكرياسية الاخرى بطريقة العلاج.

أعراض الورم الأنسوليني المرتبطة بانخفاض السكر
تكون الأعراض أكثر شيوعاً عند الصيام أو تخطي أو تأخير وجبة وقد تشمل الأعراض ما يلي:
- القلق أو تغيرات السلوك أو الارتباك
- التشوش الذهني وتغيم الرؤية
- فقدان الوعي أو الغيبوبة
- التشنجات أو الرعاش
- الدوخة أو الصداع
- الجوع بين الوجبات؛ زيادة الوزن أمر شائع
- سرعة ضربات القلب أو الخفقان
- التعرق
تشخيص الورم الأنسوليني
- اختبارات الدم والصيام الطويل: يعتمد تشخيص الورم الأنسوليني على تحليل مستويات الدم خلال اختبار صيام مطول يصل إلى 72 ساعة خلال هذه الفترة يتم مراقبة انخفاض مستوى السكر في الدم مع قياس مستويات الإنسولين والبروإنسولين وC-peptide، مما يساعد في الكشف عن فرط إفراز الإنسولين غير الطبيعي الذي يشير إلى وجود الورم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد موقع الورم داخل البنكرياس وتقييم حجمه بدقة، يُعتبر هذا الاختبار من الأدوات الفعالة في استكشاف الأورام في الحالات التي لا تظهر بوضوح باستخدام تقنيات تصوير أخرى.
- التصوير المقطعي (CT scan): يُعد التصوير المقطعي خياراً مهماً لتصوير البنكرياس وتحديد مكان الورم، حيث يساهم في استبعاد الأورام الأخرى وتوفير معلومات تفصيلية عن بنية وأنسجة البنكرياس المحيطة.
- استخدام تقنيات PET وOctreoscan: تُستخدم تقنيات التصوير المتقدمة مثل PET وOctreoscan لتحديد الأورام التي تُعبر عن مستقبلات السوماتوستاتين، على الرغم من أن Octreoscan يمكن أن يكون أكثر حساسية لبعض الأورام العصبية، إلا أنه قد لا يكون الأدق في الكشف عن الورم الأنسوليني مقارنة بالتصوير بالرنين أو المقطعي.
طرق علاج الورم الأنسوليني
الجراحة: الخيار العلاجي الأول
- استئصال الورم في البنكرياس: تُعتبر الجراحة الخيار الأساسي لعلاج الورم الأنسوليني، حيث يتم استئصال الورم بشكل مباشر من البنكرياس، سواء عبر الإزالة المحددة للورم (enucleation) أو بإجراء استئصال جزئي للبنكرياس عند الحاجة.
- نسب النجاح والمضاعفات: عادةً ما تكون معدلات النجاح عالية عند استئصال ورم مفرد وغير منتشر، لكن هناك مخاطرة ببعض المضاعفات مثل النزيف أو تلف الأنسجة المجاورة، مما يستدعي متابعة دقيقة بعد الجراحة.
- استخدام الجراحة الروبوتية (minimally invasive): تساعد التقنيات الروبوتية على تقليل حجم الجرح وألم الفترات التالية للعملية مع تقليل فترة الاستشفاء، دون التأثير على دقة إزالة الورم.
العلاجات الدوائية
- ديازوكسيد (Diazoxide): يُستخدم هذا الدواء للحد من إفراز الإنسولين من الورم، مما يساعد على السيطرة على حالات نقص سكر الدم لدى المرضى الذين لا يُعتبرون مرشحين للجراحة أو قبل التدخل الجراحي.
- أوكتريوتايد (Octreotide) ومشتقاته: تُساعد هذه العقاقير على تقليل إفراز الإنسولين، على الرغم من أن فعاليتها قد تكون متفاوتة، وتستخدم في إدارة أعراض نقص السكر.
- الميتفورمين في بعض الحالات: قد يُضاف لتنظيم مستويات السكر في الدم، مع ضرورة متابعة دقيقة لضبط الجرعات بناءً على استجابة الجسم.
- أهمية المتابعة الدقيقة أثناء العلاج الدوائي: تضمن المتابعة المستمرة ضبط الجرعات والتعامل السريع مع أي مضاعفات محتملة، مع مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دوري.
العلاج الموجه والكيماوي في الحالات النادرة
- عند تحوّل الورم إلى خبيث أو انتشار المرض: تُستخدم خيارات العلاج الموجه والكيماوي في الحالات التي يظهر فيها الورم سلوكًا غير محصور أو انتشاري، مما يستدعي علاجًا أكثر شمولاً.
- استخدام Everolimus (Afinitor): يُعتبر من الأدوية الموجهة التي تُثبط نمو الخلايا السرطانية، ويستخدم خصيصًا في الحالات المتقدمة أو المقاومة للعلاجات التقليدية.
- حالات العلاج التجريبي تحت إشراف طبي: في بعض الحالات الصعبة أو المتقدمة، تتم تجربة علاجات جديدة تحت إشراف دقيق من الفريق الطبي لتقييم الفعالية ومراقبة المضاعفات بشكل مستمر
طرق علاج الورم الأنسوليني
الجراحة: الخيار العلاجي الأول
- استئصال الورم في البنكرياس: تُعتبر الجراحة الخيار الأساسي لعلاج الورم الأنسوليني، حيث يتم استئصال الورم بشكل مباشر من البنكرياس، سواء عبر الإزالة المحددة للورم (enucleation) أو بإجراء استئصال جزئي للبنكرياس عند الحاجة.
- نسب النجاح والمضاعفات: عادةً ما تكون معدلات النجاح عالية عند استئصال ورم مفرد وغير منتشر، لكن هناك مخاطرة ببعض المضاعفات مثل النزيف أو تلف الأنسجة المجاورة، مما يستدعي متابعة دقيقة بعد الجراحة
- استخدام الجراحة الروبوتية (minimally invasive): تساعد التقنيات الروبوتية على تقليل حجم الجرح وألم الفترات التالية للعملية مع تقليل فترة الاستشفاء، دون التأثير على دقة إزالة الورم.
العلاجات الدوائية
- ديازوكسيد (Diazoxide): يُستخدم هذا الدواء للحد من إفراز الإنسولين من الورم، مما يساعد على السيطرة على حالات نقص سكر الدم لدى المرضى الذين لا يُعتبرون مرشحين للجراحة أو قبل التدخل الجراحي.
- أوكتريوتايد (Octreotide) ومشتقاته: تُساعد هذه العقاقير على تقليل إفراز الإنسولين، على الرغم من أن فعاليتها قد تكون متفاوتة، وتستخدم في إدارة أعراض نقص السكر.
- الميتفورمين في بعض الحالات: قد يُضاف لتنظيم مستويات السكر في الدم، مع ضرورة متابعة دقيقة لضبط الجرعات بناءً على استجابة الجسم.
- أهمية المتابعة الدقيقة أثناء العلاج الدوائي: تضمن المتابعة المستمرة ضبط الجرعات والتعامل السريع مع أي مضاعفات محتملة، مع مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دوري.
العلاج الموجه والكيماوي في الحالات النادرة
- عند تحوّل الورم إلى خبيث أو انتشار المرض: تُستخدم خيارات العلاج الموجه والكيماوي في الحالات التي يظهر فيها الورم سلوكاً غير محصور أو انتشاري، مما يستدعي علاجاً أكثر شمولاً
- استخدام Everolimus (Afinitor): يُعتبر من الأدوية الموجهة التي تُثبط نمو الخلايا السرطانية، ويستخدم خصيصاً في الحالات المتقدمة أو المقاومة للعلاجات التقليدية.
- حالات العلاج التجريبي تحت إشراف طبي: في بعض الحالات الصعبة أو المتقدمة تتم تجربة علاجات جديدة تحت إشراف دقيق من الفريق الطبي لتقييم الفعالية ومراقبة المضاعفات بشكل مستمر.
هذه الخيارات تعكس التنوع في استراتيجيات علاج الورم الأنسوليني وتُبرز أهمية التقييم الشامل لاختيار النهج العلاجي الأنسب لكل حالة.
علاج الورم الأنسوليني أثناء الحمل
- التحديات الخاصة: تواجه الأم والطفل تحديات خاصة عند تناول علاج الورم الأنسوليني أثناء الحمل، إذ يجب تحقيق توازن دقيق بين السيطرة على إفراز الإنسولين وسلامة الجنين، مما يستدعي مراقبة دقيقة ووضع خطة علاجية فردية.
- دور الأدوية الآمنة مثل أوكتريوتايد: تُعدّ الأدوية مثل أوكتريوتايد خياراً آمناً نسبياً لتقليل إفراز الإنسولين أثناء الحمل، مع ضرورة متابعة مستويات السكر والتأكد من عدم تأثيرها سلباً على الجنين.
- توقيت الجراحة في الحمل إن لزم الأمر: قد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات، حيث يتم اختيار التوقيت بعناية مع تفضيل تأجيلها إلى مرحلة آمنة من الحمل أو حتى بعد الولادة وفقاً لحالة المريضة واستقرارها.
النصائح الغذائية لمرضى الورم الأنسوليني
- توزيع الكربوهيدرات على مدار اليوم: يُنصح بتناول الكربوهيدرات بشكل منتظم على مدار اليوم للمساعدة في استقرار مستويات السكر.
- وجبات صغيرة متكررة: تناول وجبات خفيفة وصغيرة على فترات متقاربة يساهم في تجنب تقلبات سكر الدم المفاجئة.
- تجنب الصيام: يجب تجنب فترات الصيام الطويلة حيث إن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض حاد في سكر الدم ويزيد من أعراض المرض.
- دور النظام الغذائي في تحسين جودة الحياة: يعد اتباع نظام غذائي متوازن وغير صارم مفتاحاً لتحسين مستوى الطاقة والجودة العامة للحياة، مع دعم الاستقرار السكري وتقليل المضاعفات.
هل يعود الورم الأنسوليني بعد العلاج؟
- نسب الانتكاس: رغم نجاح العلاجات في كثير من الحالات، توجد احتمالية نادرة لعودة الورم الأنسوليني بعد العلاج.
- أهمية المتابعة المستمرة: المتابعة الدورية مع الفريق الطبي تعتبر أساسية للكشف المبكر عن أي علامات على انتكاس الورم ومعالجة أي تغييرات.
- الفحوصات الدورية: تُستخدم الفحوصات الدموية والتصوير الطبي كأدوات أساسية لمراقبة الحالة ومنع تطور أي انتكاسات محتملة.
- الوقاية من انخفاض السكر بعد الشفاء: يجب على المرضى اتباع نظام غذائي مناسب ومراقبة دقيقة لمستويات السكر حتى بعد الشفاء لمنع حدوث انخفاضات حادة قد تؤثر على الصحة العامة.
في الختام، يُظهر علاج الورم الأنسوليني تنوعاً كبيراً في الخيارات المتاحة، حيث يشمل التدخل الجراحي المباشر والعلاجات الدوائية الحديثة، يعتمد علاج الورم الأنسوليني على تقييم الحالة بدقة ومراقبة مستويات السكر لتجنب المضاعفات كما يُوصى دائماً بالتعرف على أحدث التقنيات واستخدام أفضل الوسائل في علاج الورم الأنسوليني لضمان فعالية الإجراء وتخفيف أعراض المرض، نظرًا للحساسية والتعقيد في إدارة الحالة فمن الضروري استشارة الطبيب المختص لتحديد الخطة الأنسب في علاج الورم الأنسوليني، إذ يُعد علاج الورم الأنسوليني خياراً متكاملاً يتطلب متابعة دقيقة لتأمين أفضل النتائج الصحية.
المصادر:
- Zhuo F, Menon G, Anastasopoulou C. Insulinoma. . In: StatPearls . Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025 Jan
- MedlinePlus. (n.d.). Pancreatic tumors. Retrieved June 14, 2025