علاج تليف الكبد مفصلي في حياة المريض، وإلا سيتفاقم المرض الكبدي ويتحول التليف إلى تشمع ومن ثم الوفاة، تتعدد أسباب مرض تليف الكبد ويكون العلاج حسب هذا السبب.
علاج تليف الكبد
يعد الكَبد أحد أهم الأعضاء في جسم الإنسان والحياة بدون كبد مستحيلة بسبب تعدد المهام التي ينجزها في الجهاز الهضمي وخارجه والتي تتطلب في وقتنا الحديث معملاً كيميائياً ضخماً للقيام بها.
لفهم آلية حدوثِ تليف الكَبد يجب علينا بداية معرفة وظائفه وطريقة عمله، يتكون الكبد تشريحياً عند الإنسان من فصين أيمن كبير وأيسر صغير بينهما الرباط المنجلي.
البنية النسيجية للكبد
نسيجياً يتكون الكبد بنسبة كبيرة من الخلايا الكبدية Hepatocytes بالإضافة لخلايا أخرى تتعدد مهام كل منها، تتجمع هذه الخلايا سويةً مشكلة الوحدة الكبدية Hepatic Unit ذات الشكل السداسي (مسدس الأضلاع).
يتوسط الوحدة الكبدية الوريد المركزي وفي كل زاوية من الشكل السداسي يتوضع ثالوث الباب (شريان، وريد، قناة صفراوية) تجتمع الوحدات الكبدية مع بعضها مشكلة فصوص الكبد.
يتحرك الدَم من الثالوث باتجاه الوريد الكبدي ماراَ بالخلايا الكبدية، تتجه الصفراء باتجاه معاكس للدم لتفرغ في المرارة، ومن خلال هذا النظام يعمل الكبد، لذا أي إعاقة لهذا النظام سوف تعطل عمل الكبد وبالتالي نتوجه نحو مرض قصور الكَبد.
الآلية الإمراضية في الأذية الكبدية
تتعدد مسببات قصور الوظيفة الكبدية لكنها تتفق على تموت الخلايا الكبدية أو تلف وتخريب الشكل السداسي في الوحدات الكبدية وبالتالي يحدث مكان هذه الأذية نسيج ندبي يحوي الألياف فقط (بدون خلايا) فتحدث مقاومة لجريان الدَم بالإضافة لعدم تصفيته من السموم.
يحدث نتيجة لذلك تليف الكبد، والذي يتفاقم مع مرور الوقت مسبباً تشمع الكبد وبالتالي فشل كبدي وهو المرحلة النهائية من مرض الكَبد حيث يصاب المريض بالنهاية باختلاطات عديدة تؤدي لوفاته.
مراحل حدوث الأذية الكبدية
لا يحدث تليف الكبد أو التشمع بين ليلة وضحاها، إنما هو أذية متراكمة لمدة سنين عديدة أدت لحالة المريض الحالية، وإن أذية منطقة صغيرة من الكبد لا تسبب المرض، بل إن المريض قد لا يظهر لديه أي أعراض حتى لو بقي 30% من الوظيفة الكبدية فقط.
تتضمن أذية الكبد أربع مراحل هي: الالتهاب (التشحم)، التليف، التشمع، القصور.
تشحم الكبد (مع التهاب)
وهي حالة تتراكم فيها الشحوم في خَلايا الكَبد مسببة حدوثَ التهاب فيه وهي المرحلة الأولى والسابقة للتليف، تكون هذه الأذية قابلة للعكس أي يمكن للكبد أن يشفى في حال تلقي العلاج المناسب.
تليف الكبد Liver Fibrosis
بِسبب الإلتهاب تتموت بعض الخلايا الكبدية ويحل مكانها نسيج ندبي، يكوِّن هذه الندب ألياف تتجمع مع بعضها معوضة الفراغات الحاصلة مكان الأذية تاركة آثار النسيج الندبي التي يعتمد الأطباء عليها في التشخيص.
ومع تراكم الألياف وكثرة النسيج المتندب يخسر الكَبد وظيفته بالتدريج، علاج تليف الكبد ممكن والأذية قابلة للإيقاف أو العكس (علاج تليف الكبد في هذه المرجلة ضروري جداً).
تشمع الكبد Liver Cirrhosis
وهو المرحلة التالية لتليف الكبد، الأذية غير قابلة للعكس ولا يوجد علاج للتشمع، خسارة الوظيفة الكبدية كبيرة والأعراض تكون واضحة لدى المريض مثل التعب العام، المريض هنا معرض لخطر الإصابة بسرطان الخلية الكبدية (سرطان الكَبد).
فشل الكبد المزمن
المرحلة الأخيرة من مرض الكَبد، تعطل كامل وظائف الكبد بِسبب تخرب مجمل النسيج الكَبدي وحالة سيئة جداً للمريض العلاج الوحيد هو زراعة الكَبد من متبرع حي، وإلا فإن المريض قد يعيش ساعات قليلة فقط بِسبب تراكم السموم في الجسم المسببة لحدوث الإصابة في الدماغ.
أسباب تليف الكبد
تتنوع مسببات الإِصابة بتليف الكبد ويختلف علاج تليف الكبد حسب السبب، تتراوح هذه الأسباب بين السموم والانتانات والاضطرابات الاستقلابية في الجسم، أيضاً قد يكون بعضها وراثي وتلعب المناعة الذاتية دوراً أحياناً، ومن هذه المسببات:
- التهاب الكبد الفيروسي: بنوعيه (B و C) وهو من أشيع الأسباب حيث ينتقلان عن طريق الجنس أو عبر التماس الوثيق مع دم شخص مصاب أو استخدامِ فرشاة الأسنان الخاصة به أو شفرة حلاقته.
- يوجدُ لقاح من أجل الوقاية من إلتهاب الكبد B يعطى للعاملين في المجال الصحي ذوي التماس المباشر مع دم المرضى، أما فيروس التهاب الكبد سي فلا يوجدُ له لقاح إلى وقتنا الحالي.
- إدمان الكحول: يسبب شرب كميات كبيرة من الكحول لمدة سنين عديدة أذية دائمة في الكَبد تُؤدي لحدوث التليف ومن ثم التشمع وانتهاءاً بالفشل الكبدي وهو أشيع أسباب التليف الكَبدي عند الغرب.
- المرض الكبدي الشحمي غير الكحولي NAFLD: وهي حالة أذية كبدية دون إِدمان كحولي تحدث هذه الحالات عند الأشخاص بِسبب ارتفاع شحوم الدَم لوجود السمنة لدى المريض أو الداء السكري.
- انسداد الطريق الصفراوي: يُؤدي التهاب الطرق الصفراوية والانسداد فيها إلى أذية كبدية شديدة وحدوث التليف في الكَبد بِسبب تراكم الصفراء فيه،قد يكون السبب حصيات من المرارة التي تكون ملتهبة ويتوجب هنا استئصال المرارة.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي: وهو وجود أجسام مضادة يصنعها جسم الإنسان ضد الخلايا الكبدية لحدوث خلل معين في جهاز المناعة مما يؤدي لتخرب الكَبد، ويتم العلاج هنا بمثبطات المناعة.
- الأمراض الوراثية والاضرابات الإستقلابية: حيث أنه يُؤدي عوز بعض الأنزيمات في الكَبد لتراكم المواد فيه مسببة التندب وتليف الكَبد، من أشهرها تراكم الحديد في الكَبد، داء ويلسون (تراكم النحاس) وعوز أنزيم أنتيتريبسين، مما يؤثر على عمل الكبد.
- الأدوية السامة للكبد: استخدام بعض الأدوية ذات السمية الكبدية في معالجة أمراض لمدة طويلة قد يُؤدي لضرر شديد في الكَبد ويسبب التليف وتشمع الكَبد ومن هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (الإبوبروفين) والأوغمنتين والكيتوكونازول.
أعراض تليف الكبد
تختلف الأعراض حسب حسب شدة الأذية الكبدية، في البداية يكون المرض غير عرضي ويستطيع الكَبد العمل بكفاءة عالية رغم الضرر الذي لحق به بِسبب قدرته على المعاوضة.
مع تقدم تليف الكَبد تبدأ الأَعراض بالظهور ثم تتفاقم بالتدريج إلى أن تنكسر معاوضة الكَبد ويدخل بحالة القصور أو الفشل ومن ثم وفاة المريض، ومن هذه الأَعراض:
- التعب العام
- فقدان الشهية
- الغثيان
- تشوش الذهن
- فقدان الوزن وضعف العضلات
في حال تدهورت حالة المريض أكثر تظهر أعراض تشمع الكبد الآتية:
- اليرقان (تحول لون الجلد وبياض العين إلى اللون الأصفر)
- الحبن (كبر حجم البطن وامتلائها بالسوائل الزائدة)
- وذمة معممة بالأطراف
- حكة في الجلد
- سهولة حدوثِ النزف
- إقياء دموي (قد يكون مهدداً للحياة وذلك بِسبب نزيف دوالي المريء)
- فقدان الرغبة الجنسية
- أَعراض عصبية بِسبب اعتلال الدماغ
علاج تليف الكبد في تركيا
بما أن تليف الكَبد أذية قابلة للعكس فإن علاج تليف الكبد يحد من التلف الكَبدي وتطور المَرض ويكون بعلاج السبب الذي أدى لحدوث التليف، إذاً لعلاج تليف الكبد سوف نستخدم أحد الأساليب العلاجية الآتية:
الأدوية المضادة للفيروسات
أدوية للعلاج من التهاب الكبد الوبائي (B و C) في حال تم الكشف عن الإصابة بأحدهما أو كليهما مبكراً قبل مرحلة تشمع الكَبد، ومن هذه الأَدوية دواء الإنترفيرون غاما، (أخذ اللقاح للوقاية من الالتهابات الكبدية ضروري للعاملين في المجالِ الصحي).
العلاج في الإدمان الكحولي
يتم علاج الإدمان على استهلاك الكحول من أجل الحد من تطور تليف الكبد وذلك عبر مركبات دوائية تعالج الإدمان إضافة لاستخدام مواد منفرة للكحول تجعل حتى شم رائحة الكحول أمراً لا يطاق لدى المريض.
العلاج في ارتفاع شحوم الدم
سبب ارتفاع الشحوم والكوليسترول في الدَم هو النظام الغذائي غير المتوازن، يسبب الداء السكري أيضاً ارتفاعات مرضية في شحوم الدَم، يُؤدي ذلك لحدوث تليف الكَبد.
يتضمن علاج تليف الكبد هنا السيطرة على الوَزن وذلك عبر التمارين الرياضية والغذاء الصحي، ضبط مستويات السكر في الدَم ضروري أيضاً لمرضى الداء السكري للتحكم بهذا المرض، قد يحتاج المريض لعملية البدانة في تركيا كي ينخفض مستوى الشحوم لديه (نعالج الأسباب للوقاية من الإِصابة بمرض تليف الكَبد).
العلاج عبر عملية زراعة الكبد في تركيا
وهو علاج تليف الكبد المتقدم في حال وصل المريض لمرحلة تشمع الكَبد Liver Cirrhosis ولم يتم علاج تليف الكبد لديه سابقاً سوف يتضطر إلى إجراء عملية زراعة الكبد في تركيا، والتي تعد من أشيع عمليات زراعة الأعضاء.
يتطلب العلاج في عملية زراعة الكبد جزءاً من كبد المتبرع وليس كامل كبده، الجزء الباقي لديه سوف يعوض الجزء الذي تم أخذه، أيضا لدى مريض الزرع فإن جزء الكَبد الذي تمت زراعته لديه سوف ينمو كذلك بشكل تعويضي ليكفي حاجته (وهي ميزة الكَبد عن باقي أعضاء الجسم).
تواصل معنا في حال أردت علاج تليف الكبد في تركيا، سيرشدك أطباء مركز بيمارستان الطبي لتلقي طريقة العلاج الأنسب لحالتك كي تعيش حياة طبيعية سعيدة مع صحة أكثر.
وفي حال كان لديك أية أعراض لاتتردد في التواصل معنا للتعرف على تليف الكبد ومعرفة أعراضه وأسبابه بشكل تفصيلي أكتر.
المصادر: