يعتبر التهاب المثانة المزمن عند النساء من الأمراض التي تؤثر سلباً على النشاط اليومي لذلك لا بد من التشخيص والعلاج الدقيق للتخفيف من الأعراض وتحسين نوعية الحياة.
يعرف التهاب المثانة المزمن بأنه عبارة عن التهاب طويل الأمد ومصدره غالباً من جراثيم المجاري البولية وهو أشيع عند النساء، على الرغم من صعوبة علاجه إلّا أنه يمكن السيطرة على أعراضه بشكل كبير.
أسباب التهاب المثانة المزمن عند النساء
يعد التهاب المثانة المزمن عند النساء شائعاً بسبب قصر الإحليل وقطره الواسع وانفتاحه على منطقة غير نظيفة بشكل دائم، إليك ما يلي أهم الأسباب التي تؤدي لحدوثه:
- العدوى المتكررة في الطرق البولية أو ما يسمى التهاب المسالك البولية (جرثومي غالباً)
- التغيرات الهرمونية مثل انخفاض مستوى الاستروجين بعد انقطاع الطمث (الدورة الشهرية) في سن الضهي (اليأس)
- اضطرابات في مناعة الجسم مثل الإصابة بالداء السكري
- اضطراب وظيفة المثانة مثل فرط نشاط المثانة والمثانة العصبية
- العلاج الشعاعي على منطقة الحوض
- المحفزات الكيميائية مثل الأصبغة ومنتجات المنظفات وبعض الأدوية كالسيكلوفوسفاميد Cyclophosphamide
أعراض التهاب المثانة المزمن عند النساء
تختلف أعراض التهاب المثانة المزمن عند النساء بشكل كبير من مريضة لأخرى ومن وقت لأخر وذلك تبعاً للمسبب الذي أحدثه، ما يلي أشيع الأعراض التي تصيب المرضى:
- ألم وانضغاط في منطقة المثانة والحوض
- ألم حارق أثناء التبول والجماع
- تبول متكرر وإلحاح (أي رغبة شديدة في التبول)
- ارتفاع خفيف في درجة الحرارة
- بيلة دموية (كريات دم حمراء في البول) أو بيلة عكرة (جراثيم أو كريات دم بيضاء في البول)
تشخيص التهاب المثانة المزمن عند النساء
لا يمكن تأكيد تشخيص التهاب المثانة المزمن عند النساء بواسطة تحليل أو اختبار معين وإنما يتم ذلك بمجموعة من الإجراءات التي تنفي سرطان المثانة والتهاب المجاري البولية الأخرى كما يلي:
- معرفة التاريخ الطبي للمريضة والأعراض التي تعاني منها مثل الألم وطبيعة التبول وغيرها
- الفحص الجسدي للمريضة الذي يتضمن بشكل خاص فحص منطقة الحوض لتحري وجود كتلة ما أو لكشف موقع الألم بدقة في حال وجوده
- فحص البول: يتم جمع عينة من منتصف التبول بعد مباعدة الشفرين وتنظيف مدخل المهبل وصملاخ الإحليل، يتضمن الفحص كلاً مما يلي: تحليل عينة من البول لتحديد وجود أي علامات على التهاب المثانة مثل وجود خلايا الدم البيضاء أو الحمراء أو الجراثيم
- الفحص العياني: لون وصفاء البول حيث قد يدل البول العكر إلى وجود كريات دم بيضاء فيه مما يدل على عدوى في السبيل البولي
- الفحص الكيميائي: معرفة حامضية البول PH مفيد جداً ففي حال كان أكبر من 7.5 قد يدل على العدوى بالجراثيم الشاطرة للبولة مثل Proteus mirabilis، نتحرى فيه أيضاً عن وجود الخلايا الدموية في البول بالإضافة إلى السكر والبروتين فيه
- الفحص الخلوي: نكشف فيه تحت المجهر عن وجود أي خلايا غريبة في البول مثل الجراثيم كالزوائف والطفيليات كالمشعرة المهبلية والمنشقة الدموية
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكوغرافي) لتحديد شكل وحجم المثانة ووجود أي تغيرات فيها
- تنظير المثانة Cystoscopy حيث يتم إدخال منظار مرن أو صلب من خلال القناة البولية لفحص جدار المثانة والكشف عن أي تغييرات فيه
- يتم اللجوء إلى تصوير المثانة والإحليل أثناء التبول Voiding cystourethrogram في حال الشك بوجود تشوه في الطرق البولية مثل الجزء المثاني الحالبي
علاج التهاب المثانة المزمن عند النساء في تركيا
نظراً لعدم وجود علاج معروف ومحدد إلى الآن فإن علاج التهاب المثانة المزمن عند النساء يعتمد على خصائص الحالة وشدتها والأعراض المصاحبة، قد يشمل العلاج عدة خطوات مما يلي:
أدوية علاج التهاب المثانة المزمن عند النساء
يشمل العلاج الدوائي العديد من العقاقير، منها ما هو آمن ولا يحتاج لوصفة طبية ومنها ما هو خطر في حال الاستعمال الخاطئ وبالتالي لا يوصف إلّا بموجب وصفة طبية من الطبيب المختص، أهم الأدوية المستعملة هي:
- مسكنات الألم العادية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين
- مضادات الاكتئاب أميتريبتلين والجابابنتين في حال عدم تحسن الألم
- تولتيرودين والميرابيغرون للتقليل من الإلحاح البولي (الرغبة الشديدة بالتبول)
- بنتوزان متعدد كبريتات الصوديوم في حال الألم المعند على العلاجات السابقة
يمكن أن يتم اللجوء في عدد من الحالات إلى حقن أو تقطير المواد مباشرةً داخل المثانة عن طريق إدخال القثطار عبر الإحليل إلى المثانة، بعض هذه المواد هي:
- مخدر موضعي مثل الليجنوكائين لتخفيف الألم
- الستيروئيدات من أجل تقليل الوذمة والالتهاب
- المضادات الحيوية في حال العدوى بالجراثيم
- حمض الهيالورونيك الذي يساعد ترميم بطانة المثانة
إجراءات أخرى في علاج التهاب المثانة المزمن عند النساء
غالباً ما يتم تحسن الأعراض بشكل جيد على الأدوية ولكن في بعض الحالات قد نلجأ إلى بعض الطرق الأخرى بهدف تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة لدى المرضى، من هذه الطرق هي:
- العلاج الفيزيائي: يمكن أن يكون مفيداً في تقوية عضلات الحوض وتحسين التحكم في المثانة بالإضافة لتخفيف الألم
- تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد: يتم وضع جهاز صغير على الجلد يقوم بإرسال إشارات كهربائية للتحكم بالألم
- حقن السم البوتولينوم (البوتوكس) مباشرةً في جدار المثانة للتقليل من الرغبة الشديدة بالتبول وأيضاً يقلل الألم بمقدار كبير
- استئصال المثانة في حال عدم التحسن لأي من الإجراءات السابقة ويتم اللجوء إليها في حالات نادرة جداً
الوقاية من التهاب المثانة المزمن عند النساء
يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية والتغييرات في نمط الحياة للمحافظة على صحة المثانة وتقليل خطر التهاب المثانة المزمن، تشمل الوقاية من التهاب المثانة المزمن عند النساء ما يلي:
- شرب كمية كافية من الماء
- تجنب الإفراط في الكافيين والكحول والتدخين
- عدم تأجيل التبول وحبس البول مدة طويلة
- تجنب الإصابة بالإمساك
- الحفاظ على نظافة منطقة الحوض لتجنب العدوى
- ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة
مضاعفات التهاب المثانة المزمن عند النساء
يمكن أن يؤدي اتهاب المثانة المزمن عند النساء إلى مجموعة متنوعة من المضاعفات التي تؤثر على جودة الحياة وسلوك المرضى، من بين هذه المضاعفات:
- عدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية نتيجة الألم والتبول الكثير
- مشاكل في الوظيفة الجنسية نتيجة الألم
- اضطرابات النوم والقلق والاكتئاب
- مشاكل مع احترام الذات والحرج الاجتماعي
- التأثير على العلاقات الشخصية
في الختام، على الرغم من أن التهاب المثانة المزمن عند النساء يعتبر حالة صحية متعبة ومؤلمة إلّا أنه باستخدام المعرفة المتقدمة والتكنولوجيا المبتكرة وبالتعاون بين المريضات والأطباء يمكن تحسين جودة حياة النساء المتأثرات بهذه الحالة، يمكننا أيضاً من خلال التوعية واتباع الإجراءات الوقائية المناسبة المساهمة في تقليل انتشار هذا المرض المزمن والحد من معاناة النساء حول العالم.
المصادر: