تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن 50% من النساء يعانين من ضعف عضلات الحوض عند الحوامل خلال مرحلة ما من حياتهن، مع ارتفاع النسبة إلى 65% بعد الولادات المتكررة. هذه المشكلة الصحية تؤثر بشكل كبير على النشاطات اليومية وتزيد من مخاطر المضاعفات طويلة الأمد، ولكن لحسن الحظ، فإنه يمكن حل هذه المشكلة بالتمارين الصحية والرعاية المناسبة.
ما وظيفة عضلات الحوض عند الحوامل؟
تساعد عضلات قاع الحوض في دعم الرحم والمثانة والأمعاء وهي معرضة لضغط متزايد في حالة الحمل، وذلك بسبب نمو الجنين، حيث إن عضلات الحوض تمنع تسرب البول أو البراز، فتقلل من مشاكل سلس البول في أثناء الحمل وبعد الولادة، كما وتساعد هذه العضلات في عملية الولادة الطبيعية، حيث تلعب دوراً أساسياً في دفع الجنين عبر قناة الولادة، فتسهل بذلك الولادة الطبيعية، وتقي من خطر التمزقات التي قد تحصل.
أسباب ضعف عضلات الحوض عند الحوامل
توجد العديد من العوامل التي قد تضعف عضلات الحوض عند الحوامل، حيث إن التغيرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث في جسم الأنثى نتيجة الحمل تؤثر كثيراً في إضعافها، وإن لزيادة حجم الجنين وزيادة ضغطه على هذه العضلات دوراً في نقص قوتها.
تكون عضلات الحوض أضعف عند النساء اللواتي خضنَ ولادة سابقة أو تعدد الولادات، وذلك بسبب الضغط المزمن على هذه العضلات، كما ويكون للإمساك المزمن دور في إضعاف هذه العضلات، لأن تراكم البراز في الأمعاء والمستقيم يجعل عضلات الحوض تحمل عبئًا إضافياً، وإن الضغط الناتج من ضغط الحجاب الحاجز على البطن ومنه على الحوض بسبب السعال المتكرر يُشكل كذلك عاملاً ضعف عضلات الحوض.
أعراض ضعف عضلات الحوض عند الحامل
تكون أعراض ضعف عضلات الحوض ظاهرة بشكل واضح عند المرأة الحامل، ومن أهم هذه الأعراض:
- سلس البول عند السعال او الضحك مما يسبب للمريضة مشاكلاً اجتماعيةً ونفسيةً
- الشعور بثقل أو ضغط في المهبل يجعل المريضة تحس بعدم الراحة دائماً
- صعوبة في التحكم بالغائط أحياناً
- ألم في أسفل الظهر أو الحوض، والذي يظهر بسرعة ويؤدي إلى إحساس المريضة الدائم بالتعب والإرهاق
إن هذه الأعراض تسبب مشكلة حقيقية للمرأة الحامل المصابة، حيث أنها تسبب لها مشاكل نفسية أو اجتماعية تُفقدها ثقتها بنفسها، مما قد يؤثر على تطور الجنين الذي تحمله في داخلها.
طرق تشخيص ضعف عضلات الحوض أثناء الحمل
يمكن تشخيص ضعف عضلات الحوض عند الحوامل بالعديد من الطرق، والتي تحتاج لطبيب متخصص في الأمراض النسائية، وأهم طرق التشخيص:
- الفحص السريري: يسأل الطبيب عن الأعراض مثل سلس البول أو الألم أو الإحساس بالثقل في الحوض، وينظر إلى تقرير المريضة ليرى إذا كان هناك حالات حمل سابقة، وقد يقوم بفحص قوة عضلات قاع الحوض عن طريق الفحص المهبلي، حيث يطلب من المريضة الضغط على عضلات الحوض لكي يقيّمها.
- الاستبيانات الخاصة بأعراض السلس: لتشخيص سلس البول الإجهادي أو الإلحاحي، حيث يقوم الطبيب بملء المثانة بمحلول معين ويراقب تسرب البول تحت الضغط، وفي حالات نادرة جداً قد يحتاج الطبيب للقيام بتنظير المثانة.
- فحص قاع الحوض بالموجات فوق الصوتية إن لزم: يُستخدم هذا الإجراء لفحص وضع الأعضاء الحوضية كالمثانة والرحم، ومراقبة حركتها أثناء الانقباض، وقد يُستخدم السونار المهبلي أوالشرجي في بعض الحالات لتقييم حالة عضلات الحوض بدقة.
علاج ضعف عضلات الحوض عند الحوامل
يعتمد علاج عضلات الحوض عند الحوامل على شدة الحالة والأعراض الظاهرة، ويهدف العلاج إلى تقوية العضلات الحوضية، وتخفيف الأعراض الناتجة عن ضعفها.
التمارين العلاجية
طريقة طبيعية دون تدخل جراحي أو دوائي، وتتمثل في تمارين كيجل للحامل، وفي هذه التمارين تقوم المريضة بدايةً بأخذ نفس عميق وتسترخي، ثم تقبض عضلات الحوض كما لو انها تمنع البول أو خروج الغازات لمدة 3-5 ثوان، ثم تسترخي تماماً لمدة 5-10 ثواني، ومن ثم تعيد هذه الحركات وتكررها 10-15 مرة، خلال 3 مرات يومياً. يمكن أيضاً اللجوء إلى العلاج الفيزيائي المتخصص بقاع الحوض إلى جانب تمارين كيجل.

تغييرات نمط الحياة
يجب على المرأة الحامل أن تتجنب رفع الأوزان الثقيلة، وأن تقوي عضلات البطن والحوض بإشراف مدرب متخصص، ويجب أن تُعالج الإمساك لأنه سبب من أسباب ضعف عضلات الحوض عند الحوامل.
العلاج بالموجات الكهربائية (إن لزم بعد الحمل)
يُستخدم كأحد العلاجات غير الجراحية لتقوية عضلات الحوض، وخاصةً عند النساء اللواتي يعانين من ضعف شديد أو صعوبة في أداء التمارين وتغيير نمط الحياة.
هل يمكن الوقاية من ضعف عضلات الحوض أثناء الحمل؟
نعم، يمكن للمرأة أن تقي نفسها من ضعف عضلات الحوض، حيث إن بدء تمارين كيجل منذ الأشهر الأولى للحمل يُسهم في تقوية عضلات الحوض عند المرأة، ويُجهزها لاستيعاب زيادة وزن جنينها، كما ويجب الحفاظ على وزن صحي أثناء الحمل حتى لا تزيد الضغط على عضلات الحوض، ويُفضل المتابعة مع أخصائي فيزيائي إن ظهرت الأعراض، وذلك لتجنب تفاقمهما، ولكي تحظى بحمل وإنجاب سليمين.
ختاماً، تُعد مشاكل قاع الحوض مثل سلس البول وهبوط الأعضاء من التحديات الشائعة أثناء الحمل، لكن الوقاية والعلاج المبكر يحدثان الفرق. في مركز بيمارستان الطبي، نقدم حلولاً متخصصة بفريق طبي خبير وتقنيات حديثة لراحتكِ واستعادة قوتكِ. لأن صحتكِ تستحق الأفضل، نحن هنا لرعايتكِ بتميز.
المصادر:
- American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG). (2021). Pelvic floor disorders.
- National Institute of Child Health and Human Development (NICHD). (2020). Pelvic floor muscle training during pregnancy and delivery.