العقم عند النساء هو حالة شائعة تؤثر على الكثير من النساء، لكن هناك أمل! مع التقدم الكبير في مجالات التشخيص والعلاج أصبح من الممكن التغلب على هذه التحديات. اكتشفي معنا الأسباب وطرق العلاج المتاحة لتحصلي على الدعم الذي تحتاجينه في رحلتك نحو الأمومة.
ما هو العقم عند النساء؟
العقم عند النساء هو حالة طبية تعني عدم قدرة المرأة على الحمل بعد ممارسة الجماع بشكل منتظم لمدة عام كامل دون استخدام وسائل منع الحمل. يُصنف العقم إلى نوعين:
- العقم الأولي: حيث لم يحدث حمل سابق مما يعني أن المرأة لم تحمل أبداً.
- العقم الثانوي: حيث حدث حمل سابق ولكن لم يحدث حمل لاحق، وهذا قد يكون نتيجة لعدة عوامل تؤثر على الخصوبة.
تُعتبر نسبة العقم عند النساء حوالي 10-15% في معظم المجتمعات مما يجعلها قضية صحية عامة هامة. العقم يمكن أن يؤثر على النساء في أي مرحلة من حياتهن وليس فقط في سنوات الإنجاب.
الأسباب الشائعة للإصابة بالعقم عند النساء
تختلف أسباب العقم عند النساء بشكل كبير وتندرج تحت العديد من التصنيفات
مشاكل الإباضة
- اضطرابات الهرمونات: تؤثر اختلالات الهرمونات على عملية الإباضة مما قد يؤدي إلى عدم إطلاق البويضات، يمكن أن تكون هذه الاضطرابات ناتجة عن عوامل مثل الإجهاد أو الوزن الزائد أو مشاكل صحية أخرى.
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS): حالة شائعة تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة مستويات الأندروجينات مما يؤثر سلباً على الخصوبة.
- فشل المبيض المبكر: يحدث عندما تتوقف المبايض عن العمل قبل سن الأربعين مما يؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر.
مشاكل في الرحم أو قنوات فالوب
- انسداد الأنابيب: يمكن أن يمنع انسداد قنوات فالوب البويضات من الوصول إلى الرحم مما يمنع حدوث الحمل، يمكن أن يكون هذا نتيجة لالتهابات سابقة أو جراحة.
- الالتصاقات أو بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): تؤدي هذه الحالة إلى نمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارجه مما يسبب الألم والعقم، تعتبر هذه الحالة من الأسباب الرئيسية للعقم الثانوي.
- الأورام الليفية: يمكن أن تؤثر الأورام الليفية على الحمل من خلال تغيير شكل الرحم أو تأثيرها على تدفق الدم مما يؤدي إلى صعوبة في الحمل.

العوامل الهرمونية
- اضطرابات الغدة الدرقية: تؤثر على التوازن الهرموني مما يؤثر على الإباضة. إن كل من قصور الغدة الدرقية وفرط نشاطها إلى سوف تسبب مشاكل في الخصوبة.
- ارتفاع هرمون الحليب: يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين عدم انتظام الدورة الشهرية ويؤثر على الخصوبة.
أسباب أخرى
- العوامل النفسية: القلق والتوتر يمكن أن يؤثران على الصحة الإنجابية. الدراسات تشير إلى أن الضغط النفسي قد يؤثر على التوازن الهرموني ويعيق الإباضة.
- الوزن الزائد أو النحافة الشديدة: تؤثر على التوازن الهرموني وتقلل من فرص الحمل. النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو نقص الوزن قد يواجهن صعوبة في الحمل.
- العمر المتقدم: تزداد صعوبة الحمل مع تقدم العمر بشكل خاص بعد سن 35، حيث تقل جودة البويضات ويزداد خطر المشاكل الصحية.
كيف يتم تشخيص العقم عند النساء؟
تشمل طرق تشخيص العقم عدة خطوات:
- الفحص السريري: يشمل تقييم التاريخ الطبي والفحص الجسدي حيث يقوم الطبيب بتقييم الصحة العامة للمرأة.
- تحاليل الهرمونات: مثل FSHو LH و TSH وProlactin لتقييم مستويات الهرمونات وتحديد ما إذا كانت هناك أي اضطرابات هرمونية قد تؤثر على الإباضة.
- تصوير الرحم والمبايض: مثل السونار واختبار HSG لتحديد حالة الرحم وقنوات فالوب ويمكن أن تكشف هذه الفحوصات عن أي مشاكل هيكلية.
- تنظير الرحم أو البطن: لإجراء تقييم دقيق للحالة الداخلية من خلال رؤية الأعضاء التناسلية بشكل مباشر.
ما هي خيارات علاج العقم عند النساء؟
تختلف خيارات العلاج الشائعة بشكل كبير وتندرج تحت العديد من التصنيفات
العلاج الدوائي
- تحفيز الإباضة: يستخدم الكلوميفين أو الجونادوتروبينات لتحفيز الإباضة، هذه الأدوية تساعد في زيادة فرص الحمل عن طريق تحفيز المبايض لإنتاج بويضات أكثر.
- معالجة الأسباب الهرمونية: استخدام الأدوية لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية أو ارتفاع هرمون الحليب حيث تساعد هذه العلاجات في إعادة التوازن الهرموني.
التدخل الجراحي
- إزالة الالتصاقات: يمكن أن يساعد في تحسين فرص الحمل. بعض النساء قد يحتاجن إلى جراحة لإزالة الأنسجة غير الطبيعية أو التصاقات.
- علاج بطانة الرحم المهاجرة: يتضمن إجراءات جراحية لإزالة الأنسجة غير الطبيعية مما قد يحسن من فرص الحمل.
وسائل الإخصاب المساعدة
- التلقيح الصناعي (IUI): يتم إدخال الحيوانات المنوية مباشرة إلى الرحم مما يزيد من فرص التخصيب.
- أطفال الأنابيب (IVF): يتم تخصيب البويضات خارج الجسم ثم نقلها إلى الرحم، تعتبر هذه الطريقة فعالة جداً للنساء اللواتي يعانين من مشاكل خطيرة.
- الحقن المجهري (ICSI): يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة مما يزيد من فرص التخصيب في حالات العقم الشديد.
هل يمكن الوقاية من العقم عند النساء؟
يمكن تقليل خطر الإصابة بالعقم من خلال:
- نصائح لتقليل المخاطر: الحفاظ على نمط حياة صحي من خلال التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام.
- الفحص المبكر: يساعد في اكتشاف المشاكل الصحية مبكراً مما يسهل العلاج.
- الحفاظ على الوزن: يساعد في الحفاظ على توازن الهرمونات.
- تجنب التدخين: حيث يؤثر سلباً على الخصوبة ويزيد من خطر العقم.
متى يجب زيارة طبيب العقم؟
يجب على المرأة زيارة طبيب العقم في الحالات التالية:
- تأخر الحمل: لأكثر من سنة أو 6 أشهر في حالة النساء فوق سن 35 حيث تزداد المخاطر مع تقدم العمر.
- وجود مشاكل هرمونية أو طبية معروفة: مثل اضطرابات الدورة الشهرية أو وجود حالات طبية سابقة تؤثر على الخصوبة.
- الإجهاض المتكرر: مما قد يشير إلى مشاكل صحية تحتاج إلى تقييم. يُعتبر الإجهاض المتكرر علامة على وجود مشاكل قد تتطلب تدخلاً طبياً.
العقم ليس نهاية الطريق، بل هو بداية رحلة جديدة نحو الأمومة. يمكن للنساء استعادة الأمل وتحقيق حلمهن مع توفر خيارات العلاج المتقدمة والدعم النفسي. لا تترددي في استشارة الأطباء المتخصصين للحصول على الدعم الذي تحتاجينه، فكل خطوة تقربك من تحقيق حلمك في الأمومة.
المصادر:
- Better Health. (n.d.). Infertility in women. Retrieved
- NHS. (n.d.). Infertility. Retrieved
- National Center for Biotechnology Information. (n.d.). Infertility. Retrieved