يعتبر رفض الجسم للكلى المزروعة من أهم الأسباب المؤدية لفشل عملية زراعة الكلى، قد يتمكن الأطباء من كشف احتمال الرفض باكراً بواسطة جهاز الكتروني صغير قابل للزرع.
يسمح هذا الجهاز الصغير المعتمد على نظام بيوالكتروني بمراقبة استجابة الجسم للكلية المزروعة وكشف العلامات الباكرة للرفض مما يتيح إمكانية التداخل الجراحي السريع وتحسين نتائج عملية زرع الكلى وتجنب حدوث مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة المريض أو تؤثر على كفاءة الكلى المزروعة.
ينطوي هذا النظام المتقدم على استخدام أجهزة استشعار حديثة تعمل على مراقبة العلامات الحيوية الخاصة بالمريض كدرجة حرارة الكلية المزروعة، فقد يشير ارتفاع الحرارة الطفيف لاحتمال رفض الجسم للطعم المزروع، تُنقل هذه البيانات لجهاز خارجي يقوم بمعالجة المعلومات وتحليلها باستخدام خوارزميات تكشف وجود أية تغيرات طفيفة قد تنذر باحتمال الرفض.
رفض الجسم للطعم المزروع Transplant rejection قد يحصل مباشرةً بعد عملية الزرع وقد يحدث بعد عدة سنوات من العملية، إذ يمكن لجسم الإنسان أن يبدي علامات الرفض خلال أي وقت بعد العملية، ولذلك فإن هذا النظام المتطور له دور هام في الكشف عن العلامات الباكرة للرفض وتحذير المريض بضرورة مراجعة طبيبه بأقرب وقت ممكن.
يتم زراعة هذا الجهاز الصغير جراحياً بالقرب من الكلية المزروعة ويستطيع التنبؤ باحتمالية الرفض أبكر بحوالي 3 أسابيع من الطرق التقليدية المستخدمة بالوقت الحالي، بالإضافة إلى أن هذه التقنية تعد بديلاً أكثر فعالية عن إجراء خزعة الكلى والتي تعتبر الطريقة المعيارية المستخدمة بالوقت الحالي لكشف الرفض وهذه الطريقة تحمل مخاطر وسلبيات كونها إجراء غازي يعتمد على أخذ عينة من الكلية الجديدة.
وبالنهاية فإن النظام البيوإلكتروني قد يشكل ثورة نوعية فيما يخص عمليات زراعة الكلى، وما تزال الأبحاث قائمة حول كيفية تطوير هذا النظام لجعله أكثر كفاءة بكشف العلامات الباكرة للرفض.