يُعَدّ علاج الديسك بالأوزون من التقنيات الحديثة التي أثبتت فعاليتها في تخفيف آلام الظهر والرقبة الناتجة عن الانزلاق الغضروفي، حيث يعمل الأوزون على تقليص حجم الغضروف وتحسين تدفق الأكسجين في الأنسجة. تشير الدراسات إلى أن هذه الطريقة قد تُخفف الألم لدى أكثر من 70% من المرضى دون الحاجة إلى تدخل جراحي، مما يجعلها خياراً آمناً وفعّالاً للعديد من الحالات. ومع تزايد الإقبال على العلاج بالأوزون، أصبح يُستخدم اليوم في مراكز طبية متقدمة حول العالم كبديل للجراحة التقليدية.
ما هو علاج الديسك بالأوزون وكيف يعمل؟
إن علاج الديسك بالأوزون هو إجراء طبي غير جراحي يهدف إلى تخفيف الألم الناتج عن الانزلاق الغضروفي بين فقرات العمود الفقري، ويعمل من خلال حقن مزيج من غاز الأكسجين والأوزون داخل القرص الغضروفي المنفتق أو حوله بجرعات دقيقة ومحسوبة، مما يؤدي إلى تقليص حجم النواة الغضروفية الضاغطة على الأعصاب والنخاع الشوكي، ومنه تقليل الضغط الميكانيكي على هذه الأجزاء. إن آلية عمل الأوزون وقدرته على علاج الانزلاق الغضروفي تتلخص في:
- يُحسن الأوزون تدفق الأكسجين إلى الأنسجة
- يُحفّز الأوزون عمليات الشفاء الطبيعية داخل الجسم
- يمتلك الأوزون تأثيراً مضاداً للالتهاب ومطهّراً يمنع الالتهابات البكتيرية
تُساعد هذه التأثيرات على تقليل الألم والتشنج العضلي واستعادة مرونة العمود الفقري تدريجياً دون الحاجة إلى تدخل جراحي.

الحالات التي يناسبها علاج الديسك بالأوزون
رغم أن علاج الديسك بالأوزون يمكن أن يُعد خياراً مثالياً في نظر بعض المرضى، إلا أنه لا يناسب جميع المرضى، بل يتم اختيار المرضى المرشحين لإجراءه بعناية بناءً على عدد من العوامل، وتتلخص أهم الحالات التي يكون فيها العلاج بالأوزون هو الخيار الأمثل:
- يُعدّ علاج الديسك بالأوزون خياراً فعالاً في المراحل المبكرة والمتوسطة من الانزلاق الغضروفي، وذلك عندما تكون الأعراض لا تزال ناتجة عن ضغط جزئي على الأعصاب دون تمزّق كامل في القرص الغضروفي
- يُنصح باستخدام الأوزون في حالات آلام أسفل الظهر أو الرقبة المزمنة والتي لم تستجب للعلاج الدوائي والطبيعي، وخاصةً إذا كانت مصحوبة بأعراض تنميل أو وخز خفيف في الأطراف دون ضعف عضلي شديد
- يُستخدم علاج الديسك بالأوزون لتخفيف الألم الناتج عن التهاب المفاصل الفقرية أو تضيق القناة الفقرية البسيط
- يُستخدم في الحالات التي لا يستطيع فيها المريض الخضوع لعمل جراحي بسبب بعض الأمراض المزمنة أو عوامل خطر أخرى
أما في حالات الانزلاق الغضروفي الكبير، أو في حالات فقدان السيطرة على الحركة أو الإحساس فيفضّل اللجوء إلى الجراحة بدلاً من الأوزون.
خطوات إجراء علاج الديسك بالأوزون
تنقسم مراحل علاج الديسك بالأوزون إلى ثلاث مراحل رئيسية تبدأ بالتحضير قبل جلسة الحقن، ومن ثم مرحلة الإجراء، وتنتهي بخروج المريض من المستشفى مع المتابعة الدورية.
التحضير قبل الجلسة
تبدأ خطوات التحضير بتقييم حالة المريض من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك لمعرفة موقع الانزلاق بدقة، وتحديد مدى ضغط القرص الغضروفي على الأعصاب.
طريقة حقن الأوزون
يُجرى علاج الديسك بالأوزون في غرفة معقمة ضمن بيئة إشعاعية آمنة، وذلك تحت إشراف طبيب مختص في علاج آلام العمود الفقري، وتبدأ العملية بتخدير الجلد موضعياً في المنطقة المستهدفة، ومن ثم يُدخل الطبيب إبرة دقيقة موجّهة بالأشعة المقطعية أو التنظير الفلوري للوصول مباشرةً إلى القرص الغضروفي المصاب، وتستغرق الجلسة حوالي 20-30 دقيقة فقط.
ما بعد الجلسة
يتميّز هذا الإجراء بأنه يسمح للمريض بمغادرة المستشفى فوراً في اليوم نفسه دون الحاجة إلى الإقامة، ولكن يُنصح المريض بتجنّب الجهد البدني الشديد لبضعة أيام بعد الإجراء، ويبدأ بالتحسّن التدريجي من ناحية الألم والحركة خلال أسابيع قليلة بعد العلاج.
مميزات علاج الديسك بالأوزون مقارنة بالجراحة والعلاج الطبيعي
| المقارنة | علاج الديسك بالأوزون | الجراحة التقليدية للديسك | العلاج الطبيعي للديسك |
|---|---|---|---|
| طريقة العلاج | حقن غاز الأوزون في الغضروف لتقليص حجمه وتخفيف الضغط على الأعصاب | استئصال جزء من الغضروف أو استبداله جراحياً | تمارين علاجية وجلسات فيزيائية لتقوية العضلات وتحسين المرونة |
| نوع التدخل | غير جراحي (حقن بإبرة دقيقة) | جراحي بالكامل | غير جراحي |
| نوع التخدير | موضعي | عام | لا يحتاج إلى تخدير |
| مدة الإجراء أو البرنامج | 20–30 دقيقة لجلسة واحدة | 1–2 ساعة للعملية | عدة جلسات على مدى أسابيع |
| الإقامة في المستشفى | لا تتطلب إقامة (الخروج في نفس اليوم) | إقامة 2–4 أيام بعد الجراحة | لا تحتاج إقامة |
| فترة التعافي | قصيرة (3–5 أيام) | طويلة (4–6 أسابيع) | متوسطة (2–4 أسابيع) |
| نسبة النجاح | 70–80% في الحالات المتوسطة | 85–90% في الحالات الشديدة | 50–60% حسب شدة الحالة |
| المضاعفات المحتملة | نادرة وخفيفة (ألم مؤقت أو التهاب بسيط) | محتملة (نزف، التهاب، تلف أعصاب) | نادرة جداً (تعب عضلي أو ألم بسيط) |
| النتائج طويلة الأمد | مستقرة غالباً عند الالتزام بالتوصيات | فعّالة لكنها تحتاج وقت تعافٍ أطول | مفيدة في الحالات الخفيفة فقط |
| العودة للنشاط اليومي | بعد بضعة أيام | بعد عدة أسابيع | تدريجياً حسب الاستجابة |

الآثار الجانبية المحتملة لعلاج الديسك بالأوزون
رغم أن علاج الديسك بالأوزون يُعد إجراء آمن نسبياً وقليل المخاطر نظراً لكونه إجراء غير جراحي ويُجرى تحت توجيه الأشعة، إلّا أن هناك عدداً من الآثار الجانبية النادرة والتي قد يُعاني منها المريض بعد الإجراء، وغالباً ما تكون مؤقتة وقابلة للعلاج بسهولة، ومن بعض الآثار الجانبية الشائعة:
- ألم خفيف أو انزعاج مؤقت في مكان الحقن يختفي عادةً خلال أيام قليلة
- إحساس بالحرارة أو التنميل في المنطقة المحقونة نتيجة تحفيز الأعصاب
- تصلب بسيط في العضلات المحيطة بالعمود الفقري كردّ فعل طبيعي مؤقت
كما أن هناك أعراضاً أخرى قد تكون أشد خطورة ولكنّها نادرة جداً، ومن أهمها:
- التهاب موضعي إذا لم تُتبع معايير التعقيم الصارمة، ويُعالج بسهولة بالمضادات الحيوية
- دوار أو غثيان مؤقت نتيجة التفاعل مع غاز الأوزون، وغالباً ما يزول خلال ساعات
- تفاقم بسيط للألم في الأيام الأولى قبل أن يبدأ التحسن التدريجي، وهو أمر طبيعي ناتج عن تفاعل الجسم مع الأوزون
إن التزام الطبيب بالجرعة الدقيقة ومعايير التعقيم الحديثة يجعل هذه المضاعفات نادرة جداً، مما يجعل علاج الديسك بالأوزون خياراً آمناً وفعّالاً للمرضى الذين يرغبون في تجنّب الجراحة.
نتائج علاج الديسك بالأوزون وتقييم فعاليته
أظهرت العديد من الدراسات السريرية أن علاج الديسك بالأوزون يحقق معدلات نجاح مرتفعة تتراوح بين 70% إلى 80% في تخفيف الألم وتحسين القدرة الحركية لدى المرضى الذين يعانون من انزلاق غضروفي بسيط أو متوسط، ويعود ذلك إلى قدرة الأوزون على تقليص حجم الغضروف وتخفيف الضغط عن الأعصاب بشكل فعّال دون اللجوء إلى الجراحة.
تبدأ نتائج العلاج عادة بالظهور خلال أسابيع قليلة من الجلسة، حيث يلاحظ المريض انخفاضاً تدريجياً في الألم وتحسناً ملحوظاً في مرونة الظهر أو الرقبة، كما وأظهرت المتابعة طويلة الأمد أن معظم المرضى حافظوا على تحسّنهم لأكثر من عام عند الالتزام بتمارين تقوية العضلات وتجنب الإجهاد الزائد، واليوم، يُقيّم الأطباء فعالية العلاج من خلال مقاييس الألم والحركة والتصوير الشعاعي، وقد بيّنت الأبحاث أن العلاج بالأوزون يُقلل الالتهاب ويُحسّن تروية الأنسجة بشكل ملحوظ، ولذلك، يُعتبر هذا العلاج خياراً مثالياً للحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي وتحتاج إلى حل فعّال دون جراحة.
يمثل علاج الديسك بالأوزون نقلة نوعية في مجال علاج آلام العمود الفقري، فهو يوفّر راحة سريعة دون الحاجة إلى جراحة أو فترة نقاهة طويلة. بفضل نتائجه الإيجابية وأمانه العالي، أصبح خياراً مفضلاً لدى الكثير من المرضى الباحثين عن حل فعّال لمشكلاتهم المزمنة. يُقدّم مركز بيمارستان الطبي في تركيا هذا النوع من العلاجات بأحدث الأجهزة وتحت إشراف أطباء مختصين لضمان أفضل النتائج العلاجية.
المصادر:
- Spine-health. (2023). Ozone therapy for herniated disc pain relief.
- National Center for Biotechnology Information. (2023). Ozone therapy in low back pain: Mechanisms and clinical evidence.
