مرض باركنسون هو ثاني أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً بعد الزهايمر، حيث يُصاب أكثر من 60 ألف شخص سنوياً حول العالم بهذا الاضطراب العصبي، ولكن الأمل لا يزال موجوداً، فاتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 30%، وذلك من خلال التركيز على الوقاية من مرض باركنسون، يمكن حماية الخلايا العصبية وتعزيز صحة الدماغ لسنوات قادمة.
ما هو مرض باركنسون
إن مرض باركنسون Parkinson’s disease هو اضطراب تدريجي في الجهاز العصبي المركزي، وتحديداً في منطقة المادة السوداء والنوى القاعدية في الدماغ، حيث أن المادة السوداء تُفرز الدوبامين المهم لعمل النوى القاعدية، وإن تلف منطقة المادة السوداء يؤدي إلى نقص الدوبامين وحدوث خلل في عمل النوى القاعدية، وهذا ما يؤدي للإصابة بمرض باركنسون. إن هذا المرض قد يصيب الرجال والنساء الذين تجاوزوا 40 عاماً، ولكنّه أكثر شيوعاً عند الرجال وتحديداً عند من تجاوزوا 60 عاماً.
أسباب الإصابة بمرض باركنسون
إن سبب الإصابة بمرض باركنسون لا يزال قيد الغموض، ولكنّه مرتبط بأربعة عوامل رئيسية:
- العوامل الوراثية: حيث أن بعض الطفرات الجينية تزيد من فرصة الإصابة بمرض باركنسون.
- العوامل البيئية: إن التعرض المستمر للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية قد يشكل أحد عوامل الخطر للإصابة بمرض باركنسون، إضافةً إلى أن إصابات الرأس المتكررة قد تؤهب لحدوث هذا المرض
- العوامل المرتبط بنمط الحياة: كلما تقدم الإنسان في السن كلّما زادت نسبة إصابته بهذا المرض، كذلك تُشير بعض الأبحاث إلى أن قلة النوم واضطراباته ونقص النشاط البدني قد يكون مؤهباً للإصابة.
- تغيرات في الدماغ: إن تراكم البروتينات داخل أنسجة الدماغ قد يؤدي لحدوث تلف فيها والإصابة بمرض باركنسون.
إن هذه هي الأسباب الرئيسية للإصابة، وقد ينتج المرض بشكل عفوي نتيجة خلل مفاجئ في بعض الجينات.
أعراض مرض باركنسون
تتضمن أشيع أعراض مرض باركنسون ما يلي:
- الثلاثي الكلاسيكي: الرعشة اللا إرادية، والتصلب العضلي، والبطء الحركي
- التعب
- الاكتئاب
- الإمساك
- صعوبة في النوم
- عدم القدرة على التركيز وصعوبة في تذكر بعض الأشياء
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات والمشاكل في التحدث مع الآخرين
هذه الأعراض تؤثر على حياة المريض الاجتماعية والنفسية، وتمنعه من أداء أنشطته المعتادة، وقد ينتهي هذا المرض بالوفاة في حال إهمال المريض لحالته الصحية وتجاهل تعليمات الطبيب المشرف عليه.
ما هي طرق الوقاية من مرض باركنسون
لا توجد طريقة فعالة ومؤكدة للوقاية من مرض باركنسون، وتُجرى الدراسات بشكل مكثف لاكتشاف طريقة للوقاية منه، وفي المجمل تكون الوقاية من مرض باركنسون هي باجتناب مسبباته، واتباع نظام حياة صحي لتجنب الإصابة بمختلف الأمراض العصبية التي قد تؤدي لحدوثه.
تجنب المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية في الوقاية من مرض باركنسون
إن التعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية يرتبط بشكل طفيف بالإصابة بمرض باركنسون، ولذلك فإن اجتنابها قد يخفض بشكل كبير من احتمالية الإصابة.
تناول الخضراوات الطازجة
إن تناول الخضراوات الطازجة هي من العادات الصحية التي تقي الجسم من الأمراض المختلفة، وتعزز سلامة جهازه الهضمي، وتمد الجسم بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة.

ممارسة الرياضة بانتظام
تُحسن الرياضة من صحة الخلايا العصبية عموماً، وتقلل من الالتهابات، كما وأن ممارسة الرياضة المنتظمة لها دور في تأخير الأعراض الحركية المرتبطة بمرض باركنسون.
إدارة التوتر والصحة العقلية
إن التوتر المزمن قد يزيد الالتهاب في الجسم، لذا يمكن تجربة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، وهذا قد يُساعد في الوقاية من مسببات مرض باركنسون.
مركب CoQ10
تحتوي أجسامنا على إنزيم يُسمى CoQ10 هذا الإنزيم تستخدمه الخلايا لتنتج الطاقة اللازمة لها، كما يعمل أيضاً كمضاد للأكسدة، بالتالي هو يحمي الخلايا من التلف، وتُظهر الأبحاث العلمية أن تناول مكملات CoQ10 تقلل من تدهور حالة المرضى المصابين بباركنسون، وتخفف الأعراض.
مصادر مركب CoQ10 هي حيوانية بالأساس مثل الكبد والكلى والقلب ولحوم الأبقار، لكن تحتوي بعض الخضروات على نسب قليلة منه مثل البروكلي والسبانخ والقرنبيط. ويُفضل اعتماد المصادر الحيوانية لأنها تحتوي على دون صحية والتي تعزز من فوائد CoQ10 وذلك من خلال المساهمة في امتصاصه.

باختياراتنا اليومية، يمكننا تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون أو تأخير ظهور أعراضه. إن اتباع نظام حياة متوازن يظل حجر الأساس في الوقاية من مرض باركنسون، لكن في حال احتجت إلى استشارة متخصصة، فإن مركز بيمارستان الطبي يقدم رعاية شاملة بفريق من الخبراء في طب الأعصاب، مع خطط علاجية مخصصة لضمان أفضل النتائج. لا تتردد في حماية صحتك بدعم من أفضل الكوادر الطبية.
المصادر:
- National Institute on Aging. (2021). Parkinson’s disease: Prevention strategies. National Institutes of Health. Retrieved from
- Harvard Medical School. (2021). Can you reduce your risk of Parkinson’s disease? Harvard Health Publishing. Retrieved from