تعد كسور الفخذ من الإصابات الشائعة والخطيرة لدى كبار السن، وتمثل عبئاً صحياً واجتماعياً كبيراً نظراً لارتفاع معدلات المضاعفات والوفاة المرتبطة بها، غالباً ما تنتج هذه الكسور عن السقوط البسيط بسبب هشاشة العظام، وانخفاض الكتلة العضلية، وضعف التوازن كما تشكل هذه الإصابات تحدياً طبياً يتطلب تدخلاً سريعاً وفعّالاً لتقليل الألم واستعادة القدرة الوظيفية، والحد من المضاعفات مثل الجلطات الوريدية، العدوى، وفقدان الاستقلالية.
تلعب الجراحة الدور الأساسي في علاج كسور الفخذ عند كبار السن، حيث تهدف إلى تثبيت العظم المكسور واستعادة الحركة في أسرع وقت ممكن. تعتمد خطة العلاج على نوع الكسر، الحالة الصحية العامة للمريض، والأمراض المصاحبة، حيث توفر الجراحة فرصاً لتحسين جودة الحياة، تقليل فترة الإقامة في المستشفى، والحد من المضاعفات طويلة الأمد، مما يجعل التدخل الجراحي خياراً مفضلاً في أغلب الحالات لتسريع التعافي وضمان سلامة المرضى.
أسباب كسر الفخذ عند كبار السن
غالباً ما يتطلب كسر الفخذ تعرض لصدمة شديدة، ومن أكثر الأسباب شيوعاً هي السقوط من وضعية الوقوف وحوادث السيارات أو إصابة أثناء ممارسة الرياضة، ولكن توجد أسباب أخرى وعاومل خطر تزيد من أحتمالية الكسر الفخذ عند كبار السن مثل:
- هشاشة العظام: إذ مع التقدم في العمر تضعف العظام وتصبح أكثر عرضة للكسر.
- مشاكل الغدة الدرقية: حيث يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى هشاشة العظام.
- ضعف التوازن أو الرؤية: بسبب بعض الأمراض مثل داء السكري وباركنسون والاعتلال العصبي المحيطي، كما أنّ انخفاض سكر الدم أو الضغط قد يسهمان في زيادة هذا الخطر.
- اضطرابات الأمعاء: حيث تؤدي الحالات التي تقلل من امتصاص فيتامين D والكالسيوم إلى هشاشة العظام.
- بعض الأدوية: مثل الكورتيزون الذي يضعف العظام عند استخدامه لفترات طويلة، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تسبب دوخة مثل أدوية النوم ومضادات الذهان والمهدئات.
أعراض كسر الفخذ عند كبار السن
يعد التعرف المبكر على أعراض كسر الفخذ أمرًا بالغ الأهمية لتقديم العلاج المناسب وتقليل المضاعفات المحتملة، غالباً ما تظهر الأعراض فور حدوث الكسر أو بعد السقوط المفاجئ، وقد تختلف شدتها حسب حالة العظام والصحة العامة للمريض، من أهم هذه الأعراض:
- ألم شديد في منطقة الفخذ أو الورك: يحدث الألم عادةً مباشرة بعد السقوط ويزداد عند محاولة الحركة أو الوقوف.
- تورم وكدمات: تظهر في المنطقة المصابة نتيجة النزيف الداخلي حول العظم المكسور.
- تشوه أو ميلان الساق المصابة: قد يبدو الطرف أقصر أو مائلاً للخارج مقارنة بالساق السليمة، وهو دليل واضح على كسر مفصلي أو عنق الفخذ.
- صعوبة أو استحالة المشي والحركة: يفقد المريض القدرة على الوقوف أو المشي دون دعم، وقد يحتاج إلى مساعدة فورية.
- أعراض مصاحبة عامة: مثل الغثيان، الدوخة، أو صدمة خفيفة، خاصة عند كبار السن الذين يعانون أمراضاً مزمنة.
أنواع كسور الفخذ الشائعة في كبار السن
توجد أنواع عدة لكسر الفخذ عند كبار السن بحسب موضع الكسر وتختلف هذه الكسور بالنسبة لخطورتها وشيوعتها، أهمها:
كسر عنق الفخذ
تعد كسور عنق الفخذ من أكثر الإصابات شيوعاً عند كبار السن، وغالباً ما تنتج نتيجة حادث بسيط مثل التعثر في الرصيف، وتزيد هشاشة العظام من خطر الإصابة بهذا الكسر، ويسبب ألماً حاداً وطاعناً في الورك فور السقوط، وفي بعض الحالات لا يحدث انقسام كامل بالعظم، حيث تحافظ العضلات القوية في الفخذ على تماسك أجزاء العظم المكسور، وبالنسبة لكبار السن يعد هذا الكسر خطير ويرتبط بارتفاع خطر المضاعفات أثناء فترة التعافي، وغالباً ما تتراجع القدرة على الحركة والاستقلالية بشكل كبير بعد الإصابة.
الكسر بين المدورين
إذا حدث كسر بين النتوئين العظميين في الجزء العلوي من عظم الفخذ، يسمى كسر بين المدورين، ويشكل هذا الكسر نصف حالات كسور الفخذ، وغالباً ما يحدث لدى كبار السن بعد السقوط أثناء الوقوف.
الكسر تحت المدور
هو كسر يقع بين المدور الصغير والمنطقة الواقعة على بعد 5 سم تحته، ويعد من أقل الكسور شيوعاً عند كبار السن، وغالباً يحدث بسبب السقوط خاصةً مع وجود هشاشة عظام.

متى تحتاج كسور الفخذ إلى الجراحة؟
أحياناً يعالج كسر عظم الفخذ باستخدام جبيرة تغطي الساق بالكامل وتمتد حتى الورك، وذلك كإجراء مؤقت لتخفيف الألم وتثبيت العظم المكسور، وقد يستخدم الشد العظمي كخيار للعلاج، حيث يتم تثبيت شريط حول الكاحل وتوصيل أوزان بإطار وبكرة لتمارس ضغطاً لطيفاً على عظم الفخذ، ولكن معظم الحالات تعالج بجراحة كسر الفخذ عند كبار السن، نتيجة الحالات الآتية:
- عدم إمكانية التئام الكسر بالعلاج المحافظ نتيجة ضعف التعافي عند كبار السن
- تضرر إمدادات الدم إلى رأس الفخذ بسبب إصابة الأوعية الدموية
- ألم شديد أو فقدان القدرة على الحركة
أنواع جراحة كسر الفخذ عند كبار السن
توجد عدة أنواع لجراحة كسر الفخذ عند كبار السن وتختلف معايير اختيار نوع الجراحة حسب عمر المريض، ونوع الكسر، والحالة العامة.
تثبيت الكسر بواسطة صفائح ومسامير
وتعرف بعملية الرد المفتوح والتثبيت الداخلي (ORIF)، إذ يقوم الجراح بإدخال براغي أو دبابيس أو صفائح أو قضيب معدني داخل عظم الفخذ لتثبيت أجزاء العظم في مكانها أثناء عملية الشفاء، وبعض الأشخاص يعيشون بهذه المثبتات داخل أجسامهم مدى الحياة، بينما يحتاج آخرون إلى إزالتها بعد التئام الكسر.
استبدال جزئي أو كامل لمفصل الورك
عادةً ما يحتاج كبار السن إلى استبدال مفصل الورك الكامل أو استبدال مفصل الورك الجزئي بعد الكسر، إذ يقوم الطبيب بإزالة رأس عظم الفخذ وجوف عظم الورك واستبدالهما بمفصل صناعي من المعدن، ويعد استبدال الورك الحل الأفضل في معظم الحالات.

التحضير لجراحة كسر الفخذ عند كبار السن
قبل إجراء جراحة كسر الفخذ عند كبار السن يجب إجراء بعض الفحوصات والتحضيرات لضمان سلامة المريض وحمايته من المضاعفات، ما يلي بعض من الفحوصات:
- تقييم الحالة القلبية والتنفسية: يجرى تخطيط كهربائي للقلب (ECG) بالإضافة لتحاليل الدم لتقييم الحالة القلبية، كما يجرى تقييم سريري لوظائف التنفس وقد يطلب صورة صدر أو اختبارت وظائف الرئة إذا كان المريض مصاباً بأمراض مزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- السيطرة على الأمراض المزمنة: إنّ تحسين السيطرة على الأمراض المزمنة قبل الجراحة يقلل خطر المضاعفات.
- مناقشة مخاطر التخدير والجراحة مع الفريق الطبي: حيث يجري الفريق الطبي تقييماً مشتركاً حول مخاطر التخدير حسب الحالة الصحية وإخبار المريض وعائلته بالمخاطر المحتملة والخطة الجراحية ومدة الاستشفاء.
مرحلة ما بعد جراحة كسر الفخذ عند كبار السن
عادةً ما يبقى المريض بعد جراحة كسر الفخذ عند كبار السن في المشفى لفترة تتراوح من 4 إلى 7 أيام وذلك حسب الحالة الصحية للمريض وعند وجود مضاعفات وحسب مدى قدرة المريض على البدء بالمشي بعد الجراحة، كما سيبدأ المريض في خطة العلاج الفيزيائي بعد الجراحة بفترة قصيرة، وقد يحتاج المريض للعلاج الفزيائي لعدة أشهر لاستعادة القدرة على الحركة والمشي، كما سيعطي الأخصائي بعض تمارين التقوية للمريض لتقوية عضلات الورك، وقد تستمر التحسنات حتى سنة من الجراحة.
المضاعفات المحتملة بعد جراحة كسر الفخذ عند كبار السن
لا يخلو أي عمل جراحي من بعض المضاعفات والمخاطر، وتشمل مضاعفات جراحة كسر الفخذ عند كبار السن ما يلي:
- النخر اللاوعائي: وهو موت العظم نتيجة انقطاع تدفق الدم إليه لفترة طويلة.
- عدم الالتئام: قد لا يلتئم العظم بشكل كامل أو لا يلتئم إطلاقاً.
- الالتئام الخاطئ: يحدث عندما لا تصطف أجزاء العظم المكسور بشكل صحيح أثناء الشفاء.
- عدوى العظم (التهاب العظم والنقي): إذا كان الكسر مفتوحاً (خروج العظم من الجلد) يزداد خطر الإصابة بعدوى بكتيرية.
- الجلطات الدموية: بعد الجراحة قد تؤدي قلة الحركة إلى تكون جلطة دموية.
- التهابات الجرح أو المفصل: يمكن أن تدخل البكتريا أثناء أو بعد الجراحة وتسبب التهاب في الجرح أو المفصل إذا تم استبداله.
- تراجع الحركة أو الألم المزمن: بعض المرضى قد يعانون من صعوبة في استعادة الحركة الكاملة أو يستمر لديهم الألم لفترة طويلة بعد الجراحة.
ولكن يعمل الفريق الطبي على الوقاية من مضاعفات جراحة كسر الفخذ عند كبار السن من خلال اختيار أفضل التقنيات الجراحية من أجل تثبيت جيد للعظم وضمان تدفق جيد للدم واستخدام أدوات تثبيت دقيقة والمتابعة بالأشعة بالإضافة لإعطاء المضادات الحيوية قبل وبعد الجراحة وتعقيم صارم في غرفة العمليات لضمان سلامة المريض والوقاية من المخاطر.
أهمية الدعم الأسري والتأهيل النفسي
يعد الدعم الأسري والتأهيل النفسي جزءاً أساسياً من رحلة التعافي بعد جراحة كسر الفخذ عند كبار السن، حيث الدعم المعنوي للمريض من قبل أسرته يساعد على رفع الحالة المعنوية والنفسية للمريض ويقلل مشاعر العزلة والإحباط التي قد تعيق الشفاء، كما يجب تشجيع المريض على الحركة المبكرة مما يساهم في تسريع استعادة قدرة المريض على الحركة، بالإضافة إلى ذلك تلعب برامج الرعاية المنزلية طويلة الأمد دوراً مهماً في تقديم العلاج الطبيعي مما يعزز جودة الحياة ويقلل من احتمالية الانتكاس أو الحاجة إلى دخول المستشفى مرة أخرى.
الوقاية من كسور الفخذ مستقبلاً
قد لا يتمكن المريض الوقاية من الكسور الفخذ في جميع الأوقات لأنّها غالباً ما تحدث نتيجة سقوط مفاجئ أو إصابات لا يمكن التنبؤ بها، ومع ذلك يمكن تقليل خطر السقوط أو الكسور من خلال:
- إجراء اختبار كثافة العظام وعلاج هشاشة العظام في حال وجودها
- التأكد من أنّ المنزل ومكان العمل خالي من الفوضى والعوائق التي تسبب التعثر
- اتباع نظام غذائي يساعد في الحفاظ على سلامة العظام
- ممارسة تمارين التوازن
مزايا علاج كسر الفخذ عند كبار السن في تركيا
توفر تركيا بيئة علاجية متقدمة لكبار السن المصابين بكسر الفخذ، تجمع بين جودة الرعاية وتكاليف مناسبة، مع مراكز طبية متخصصة وتجهيزات حديثة، من أهم هذه الميزات:
- تكلفة علاجية منخفضة مقارنة بالدول الغربية: توفر المستشفيات التركية خدمات جراحية بأسعار أقل بكثير مع الحفاظ على معايير الجودة العالية.
- مستشفيات مجهزة بأحدث التقنيات: تعتمد المراكز على أجهزة تصوير حديثة وتقنيات جراحة دقيقة، مما يقلل من المضاعفات ويسرّع التعافي.
- أطباء وجراحون ذوو خبرة عالية: يمتلك الجراحون المتخصصون خبرة واسعة في علاج كسور الفخذ لكبار السن، مع القدرة على التعامل مع الحالات المعقدة والأمراض المصاحبة.
- رعاية متكاملة للمرضى الدوليين: تشمل خدمات الترجمة، النقل، الإقامة، والمتابعة الطبية بعد العملية لتسهيل رحلة العلاج للمرضى من الخارج.
- فترة انتظار قصيرة لإجراء الجراحة: بالمقارنة مع بعض الدول، تقدم تركيا مواعيد سريعة، ما يقلل خطر المضاعفات الناتجة عن التأخير في العلاج.
تشكل جراحة كسر الفخذ عند كبار السن التدخل الأمثل لتقليل الألم، استعادة القدرة الحركية، والحد من المضاعفات المرتبطة بالكسور مثل الجلطات أو العدوى، يعتمد نجاح العملية على اختيار التقنية الجراحية الأنسب لنوع الكسر والحالة الصحية للمريض، إضافة إلى المتابعة الطبية الدقيقة والدعم التأهيلي بعد الجراحة. يسهم الالتزام بخطة العلاج والمتابعة المستمرة في تحسين نوعية الحياة، تقليل مدة الإقامة في المستشفى، وتعزيز استقلالية المريض بعد التعافي، مما يجعل الجراحة خياراً فعّالاً وضرورياً لمعالجة هذه الإصابات الشائعة والخطرة في كبار السن.
المصادر:
- MedlinePlus. (n.d.). Hip fracture. U.S. National Library of Medicine. Retrieved July 9, 2025
- American Academy of Orthopaedic Surgeons. (n.d.). Hip fractures. Ortholnfo. Retrieved July 9, 2025
