تُعد جراحة اليد إحدى فروع الجراحة الدقيقة التي تهدف إلى علاج الإصابات أو التشوهات أو المشكلات التي تؤثر على اليد، سواء من الناحية الوظيفية أو الجمالية، تعد اليد من أكثر الأعضاء استخدامًا في الجسم، فنحن نعتمد عليها في كل شيء من الكتابة وتناول الطعام إلى ارتداء الملابس والعمل. لذلك، أي إصابة أو خلل فيها قد يُعيق القدرة على أداء الوظائف اليومية بشكل كبير.
ما هي جراحة اليد؟
جراحة اليد هي أحد فروع الجراحة الدقيقة التي تُعنى بعلاج الإصابات والتشوهات والأمراض التي تصيب اليد والمعصم وأحياناً الساعد بهدف استعادة الحركة والوظيفة وتحسين الشكل الخارجي عند الحاجة، تشمل هذه الجراحة التعامل مع العظام والأوتار والأعصاب والأوعية الدموية والمفاصل، باستخدام تقنيات متطورة تُعرف بالجراحة المجهرية (Microsurgery).
ما الفرق بينها وبين العلاج التحفظي؟
العلاج التحفظي يشمل الوسائل غير الجراحية مثل الراحة والجبائر والأدوية والعلاج الطبيعي ويُستخدم عادة في الحالات البسيطة أو القابلة للتحسن دون تدخل جراحي، أما جراحة اليد فتُستخدم عند فشل العلاج التحفظي أو في الحالات التي تتطلب إصلاحاً مباشراً ودقيقاً مثل التمزقات الكاملة والكسور المعقدة أو إصابات الأعصاب.
ما مكانة جراحة اليد في التخصصات الطبية؟
تُعد جراحة اليد تخصصاً فرعياً مشتركاً بين عدة مجالات، منها:
- جراحة العظام
- جراحة التجميل
- جراحة الأعصاب الطرفية
ويخضع الأطباء المتخصصون في هذا المجال لتدريب إضافي مكثف في التعامل مع تعقيدات اليد الدقيقة، ما يجعل هذا التخصص من أكثر التخصصات تطوراً وتنوعاً في الجراحة.
ما هي الحالات التي تستدعي جراحة اليد؟
نلجأ إلى جراحة اليد عندما تفشل العلاجات غير الجراحية أو عندما تكون الإصابة معقدة، بهدف استعادة الوظيفة الطبيعية وتحسين المظهر قدر الإمكان، من المشكلات الشائعة التي يُعالجها جرّاح اليد:
- مشكلات تحتاج غالباً إلى جراحة (حالات جراحية):
- كسور اليد المعقدة التي لا يمكن علاجها بالجبيرة وحدها
- الأوتار المقطوعة نتيجة إصابات حادة أو جروح
- إصابات الأعصاب التي تُفقد اليد الإحساس أو الحركة
- أورام اليد سواء كانت كيسية أو صلبة
- التشوهات الخلقية مثل الأصابع الزائدة أو التحام الأصابع
- مشكلات طبية أو إصابات قد تُعالج جراحياً أو تحفظياً (يمكن أن تشمل علاج غير جراحي):
- متلازمة النفق الرسغي
- التهاب الأوتار
- آلام الرسغ
- إصابات اليد والمعصم الرياضية
- إصبع الزناد (Trigger finger)
- التهاب المفاصل
هل كل من يزور جرّاح اليد يحتاج إلى جراحة؟
ليس بالضرورة، في كثير من الحالات لا تكون الجراحة هي الخيار الأول، فقد يُوصي جرّاح اليد بالعلاجات غير الجراحية مثل:
- الأدوية لتخفيف الالتهاب أو الألم
- الجبائر لتثبيت المفصل أو الإصبع المصاب
- العلاج الطبيعي لتحسين الحركة والقوة
- الحقن الموضعية لعلاج الالتهاب أو تخفيف الأعراض مؤقتاً
هذه الخيارات تُستخدم غالباً كعلاج أولي أو عندما تكون الحالة لا تستدعي تدخلاً جراحياً مباشراً.
أنواع جراحة اليد
توجد العديد من أنواع الجراحة التي يمكن إجراؤها في اليد، ويعتمد ذلك على نوع وسبب المشكلة، ومن بين هذه الإجراءات:
- ترقيع الجلد عبر جراحة اليد: يُستخدم لاستبدال الجلد المفقود نتيجة الحروق أو الإصابات، حيث يُؤخذ الجلد من منطقة أخرى بالجسم ويُزرع في موضع الإصابة.
- سدائل الجلد عبر جراحة اليد: تشبه الترقيع، لكنها تشمل أيضاً الأوعية والأنسجة الداعمة، وتُستخدم في الحالات التي تعاني من ضعف التروية الدموية.
- الرد المغلق والتثبيت عبر جراحة اليد: لإعادة العظام إلى وضعها الطبيعي بعد الكسر، باستخدام أسلاك أو جبائر أو دعامات.
- إصلاح الأعصاب: إذا لم يلتئم العصب تلقائياً، يمكن إجراء الجراحة خلال 3–6 أسابيع، ويشمل أحياناً نقل أو ترقيع أعصاب من أماكن أخرى بالجسم.
- بضع اللفافة: يُستخدم لعلاج متلازمة الحيز الضاغط، ويهدف لتخفيف الضغط داخل العضلات لتفادي تلف الأنسجة.
- التنظيف أو التصريف الجراحي: لعلاج الالتهابات أو الخُراجات، ويتضمن إزالة الصديد أو الأنسجة الميتة.
- استبدال المفاصل: يُجرى في حالات التهاب المفاصل الشديد، ويُستبدل المفصل بمفصل صناعي من السيليكون أو المعدن.
- إعادة الزرع: عملية دقيقة جداً لإعادة وصل أصبع أو يد تم بترها، باستخدام أدوات مجهرية.
- إصلاح الأوتار عبر جراحة اليد: يُجرى لعلاج القطوع أو التمزقات.

ما الذي يحدث في فترة النقاهة؟
خلال فترة النقاهة بعد الجراحة، يُعد العلاج الطبيعي جزءًا أساسياً من خطة التعافي، حيث يساعد على استعادة مرونة اليد وقوتها، ويمنع التيبس أو التليف، تختلف مدة الشفاء حسب نوع العملية، لكنها غالباً ما تتراوح بين 4 إلى 12 أسبوعًا، ويمكن للمريض العودة تدريجياً إلى النشاطات اليومية بعد أسابيع قليلة من الجراحة، مع الالتزام ببعض القيود حتى اكتمال التعافي.
ما هي مخاطر جراحة اليد؟
تنطوي معظم العمليات الجراحية على مخاطر مرتبطة بالتخدير والنزيف. وهناك مخاطر أخرى تعتمد على نوع الجراحة المُجرى، ومنها:
- تيبس المفاصل أو انخفاض مدى الحركة
- الإصابة بالعدوى
- عدم اكتمال التئام الجرح
- فقدان الإحساس أو الحركة في اليد أو الأصابع
- تشكل جلطات دموية
أخيراً، إذا كنت تعاني من مشكلة في اليد تؤثر على حياتك اليومية، لا تتردد في زيارة مركز بيمارستان الطبي، يُقدم لك المركز استشارات دقيقة وعلاجاً متقدماً على يد أطباء متخصصين في جراحة اليد، لمساعدتك على استعادة وظيفتها وحركتها بأمان وفعالية.
المصادر:
- American Academy of Orthopaedic Surgeons. (n.d.). What is a hand surgeon? OrthoInfo
- Johns Hopkins Medicine. (n.d.). Hand surgery