.floating_btn{ display:none !important; } .println-contact-form-button-element{ display:none !important; }
يعد مرض النقرس من اضطرابات المفاصل الشائعة، ويتصف بحدوث نوبات التهابية حادة قد تؤثر على كفاءة الحركة وجودة الحياة، ويمثل هذا المرض جانباً مهماً من الممارسة السريرية نظراً لتأثيره الواضح على الأداء الوظيفي للمفصل، مما يجعله موضوعاً ذا أهمية بحثية وعلاجية متزايدة.
وعلى الرغم من أن مرض النقرس هو أكثر شيوعاً في إصبع القدم الكبير إلا أنّ اصابة الركبتين ليست نادرة، قد تكون الأعراض في نقرس الركبه مخادعة بعض الشيء نظراً لوجود أمراض كثيرة تصيب الركب وتسبب أعراض مشابهة للنقرس.
ما هي أعراض النقرس في الركبة؟
النقرس أو كما يعرف باسم داء الملوك هو حالة التهابية تسبب هجمات مفاجئة لآلام شديدة في المفاصل، أكثر ما تشاهد هذه الهجمات في القدم ولكنها تستطيع أيضاً التأثير بالركبة وبقية مفاصل الجسم، وعادةً لا تظهر الأعراض مباشرةً عند الإصابة بنقرس الركبة فقد يستغرق النقرس فترة أسابيع وقد تصل إلى شهور قبل التظاهر بأية أعراض، ويميل النقرس للكشف عن نفسه بشكل مفاجئ فغالباً ما يستيقظ المريض من نومه وهو يشعر بآلام شديدة وعدم ارتياح على الرغم أنه كان البارحة نشيطاً وبصحة جيدة، وإن أبرز أعراض مرض النقرس في الركبة ما يلي:
- آلام شديدة تزداد عند ضغط أو لمس الركبة
- تورم واحمرار مع سخونة بالركبة
- تيبس مع صعوبة تحريك المفصل
- حكة مع تقشر في الجلد
وكما ذكرنا سابقاً فإن هذه الأعراض تأتي على شكل هجمات، فقد لا يعاني الشخص من أعراض النقرس سوى مرة واحدة إلى مرتين كل سنة، بينما قد تكون الأعراض أكثر تواتراً في الحالات الأشد من النقرس الغير معالج، وعادةً ما تستغرق الهجمة حوالي 5 إلى 7 أيام قبل زوال أعراضها، فكلما ازدادت شدة الإصابة بالنقرس كلما استغرقت الهجمات وقتاً أطول لزوالها، فقد تحتاج النوبات الشديدة فترة شهور حتى تزول.

أسباب مرض النقرس في الركبة
النُقرس هو أحد أشكال التهاب المفاصل التي تصيب أماكن عديدة في الجسم وبشكل خاص إبهام القدم أو الكاحل، وقد تصاب أيضاً إحدى الركبتين أو كلاهما بالمرض، وإنّ سبب حدوث النقرس هو فرط حمض اليوريك uric acid في الدم إما نتيجة زيادة اصطناعه بالجسم أو نقص إطراحه، يؤدي ذلك إلى تراكم بلورات مدببة من هذا الحمض وتجمعها في مفصل الركبة مما يسبب ظهور الألم.
ينتج الجسم حمض اليوريك عبر استقلاب مادة البيورين الموجودة طبيعياً بالجسم أو في بعض الأطعمة، ومن ثم يقوم بطرح الفائض منه عبر الكلى، عند حصول اختلال بهذه الآلية يحدث فرط بالحمض، ومن الأطعمة الغنية بالبيورين، اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية كالسردين، والمشروبات الكحولية، وبعض الخضروات كالقرنبيط والسبانخ بالإضافة إلى الفطور.
كيفية علاج النقرس في الركبة
إنّ الهدف الرئيسي لعلاج نقرس الركبة هو تخفيف أعراض الهجمة من جهة والتقليل من تواتر الهجمات من جهة أخرى، حيث أنّه لا يوجد علاج شافي نهائياً من هذا المرض، كما يعتبر تغيير نمط الحياة خطوة مهمة في العلاج، فاجتماع بعض الأدوية مع إجراء تعديلات صحية على النظام الغذائي يساهم لحدٍ كبير في السيطرة على أعراض النقرس في الركبة.
علاج نقرس الركبة بالأدوية
تكمن فوائد الادوية بكونها تخفف من أعراض مرض النقرس عند حدوثها عبر تسكين الألم وتقليل التهاب المفاصل، وكذلك تفيد في الوقاية من تكرار الهجمات، حيث تتوافر العديد من المجموعات الدوائية التي تستخدم في تدبير النقرس.
مضادات الالتهاب اللاستيروئية NSAIDS
تضم هذه الفئة أنواع عديدة من الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية ومن أهمها الإيبوبروفين المسكن للألم والمضاد للالتهاب، لكن يجب الانتباه إلى أن مرضى قصور الكلية والقرحات الهضمية ممنوعين من أخذ هذه المجموعة بسبب بعض التأثيرات الجانبية.
مركبات الكولشيسين
يفيد هذا الدواء في تدبير ألم نوبة النقرس وتقليل التهاب المفاصل عندما يعطى خلال 24 ساعة من بداية الهجمة، لكنه قد يترافق مع بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالغثيان مع إسهال أو إقياء.
المركبات الخافضة لحمض البول
تهدف هذه الادوية لتقليل مستويات حمض اليوريك في الجسم مما يساهم في الوقاية من أعراض النقرس وتخفيف شدتها، يندرج تحت هذه القائمة كل من الوبيورينول وفيبوكسوستات.
حقن الركبة
حقن بعض المركبات الدوائية كالستيروئيدات القشرية داخل المفصل يساعد في علاج وتخفيف أعراض النقرس في الركبة، لكن قد تحصل تأثيرات جانبية للعلاج مثل تغيرات المزاج أو ارتفاع بالضغط الدموي، كما ظهرت حديثاً تقنية جديدة لعلاج أمراض الركبتين وخشونتها وهي حقن البلازما للركبة، ما تزال الدراسات قائمة حولها إذ لم يثبت بعد فعاليتها الأكيدة في علاج مرض النقرس.
الحمية الغذائية لعلاج نقرس الركبة
يعد النظام الغذائي الصحي قليل البيورين أحد أبرز طرق علاج النقرس في الركبتين وأكثرها فعالية، فكما ذكرنا سابقاً فإن جسم الإنسان يقوم بإنتاج حمض اليوريك عبر تحطيم البيورين، كما يجب تجنب تعاطي الكحول والمشروبات المحلاة بالسكر بالإضافة إلى عدم الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يفيد في تقليل هجمات النقرس في الركبه، وكذلك ممارسة الرياضة بانتظام مع الحفاظ على وزن مناسب يساهم أيضا في الوقاية والعلاج.

مضاعفات نقرس الركبة
قد تتطور بعض الاختلاطات للنقرس في حال إهمال العلاج وبعضها يشكل خطراً على حياة المصاب، لذا يجب على المريض الالتزام بخطة العلاج المحددة من قبل الطبيب، ومن بين التأثيرات والمضاعفات التي قد يسببها مرض النقرس ما يلي:
- تشكل كتل تحت جلد الركبة تدعى بالتوفات tophis وهي عبارة عن تراكم لبلورات حمض البول
- قد تؤدي حصوات حمض البول للإصابة بقصور الكلى وقد تصل لمرحلة الفشل الكلوي
- قد يحصل تشوه شكلي بالمفصل بسبب الالتهاب والتورم المزمن وتشكل التوفات
- تتراكم حصيات بالكلية نتيجة انتقال بلورات النقرس وتجمعها بالسبيل البولي
- يعاني البعض من أعراض نفسية مثل الاكتئاب
قد تؤدي أعراض النقرس الشديد مع مرور الوقت لتضرر مفصل الركبه مما قد يستدعي الحاجة لإجراء عملية لتغيير المفصل الركبة.
عوامل الخطورة للإصابة بنقرس الركبة
يوجد بعض العوامل التي من الممكن أن تساهم بارتفاع خطر إصابة الفرد بمرض النقرس وتزيد من تواتر وشدة الأعراض ومنها:
- الخضوع لعملية جراحية أو التعرض لحادث رضي قد يحرض نوبة النقرس
- بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري أو القصور الكلوي
- غالباً ما يُصيب النقرس الفئة العمرية من 30 لـ 50 سنة
- الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس من النساء
- وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالنقرس
- بعض الأدوية كالأسبرين وأدوية الضغط
- حمية غذائية غنية بالبيورين
- البدانة وزيادة الوزن

تشخيص النقرس في الركبة
يقوم الأطباء في كثير من الأحيان بتشخيص مرض النقرس اعتماداً على أعراض الإصابة وشكل المفصل المُصاب مع فحصه عيانياً، قد يتم طلب بعض الاختبارات للتأكد من التشخيص ومنها:
بزل السائل المفصلي
يُجرى باستخدام ابرة سحب عينة سائل من داخل إحدى المفاصل المصابة بالنقرس، ثم يفحص السائل تحت المجهر بحثاً عن وجود أية تشكلات من بلورات اليوريك.
معايرة حمض البول بالدم
يتم أخذ عينة دم لقياس نسبة اليوريك أسيد بالدم، تشير النسبة المرتفعة إلى احتمال وجود إصابة بمرض النقرس لكنها ليست مؤكدة، فبعض الأشخاص يكون لديهم نسب عالية بدون وجود إصابة بالنقرس والبعض الآخر يعاني من أعراض وعلامات النقرس على الرغم من أن مستوى الحمض طبيعي بالجسم.
التصوير الشعاعي
يتم عبر استخدام الصورة الشعاعية استبعاد الأسباب الأخرى في منطقة الركبة والتي تتظاهر بأعراض مشابهة لمرض النقرس كالفصال العظمي والكسور، وقد يستخدم الإيكو أو الرنين المغناطيسي في هذ السياق لاستبعاد وجود التهاب أوتار الركبة.
في الختام، يعد مرض النقرس من الأمراض المزمنة التي تؤثر على حياة الفرد وتقلل من جودة الحياة، حيث يجب على المريض عدم إهمال صحته والتوجه إلى المركز الطبي المناسب من أجل علاج حالته، حيث يعد اختيار المركز الطبي المناسب الخطوة الأولى في مرحلة العلاج.
المصادر:
- University of Missouri. (n.d.). Gout . University of Missouri School of Medicine
- National Institute for Health and Care Excellence (NICE). (2022, June 9). Gout: Diagnosis and management (NICE guideline NG219) . NICE.