يُعدّ الجنف أحد الاضطرابات الشائعة في العمود الفقري، وقد يؤدي في الحالات المتقدمة إلى مشاكل وظيفية وتشوهات جسدية ملحوظة. جراحة الجنف تُستخدم كخيار علاجي فعّال في الحالات التي لا تستجيب للعلاج المحافظ، وتهدف إلى تصحيح الانحناء واستقرار الفقرات. شهدت جراحة الجنف تطورات كبيرة في التقنيات والأساليب، مما حسّن من نتائجها وسلامتها. تستعرض هذه المقالة الجوانب الأساسية لجراحة الجنف، من مؤشرات التدخل إلى الطرق الجراحية والمضاعفات المحتملة.
ما هو الجنف ومتى تُوصى الجراحة كحل علاجي؟
الجنف هو انحناء جانبي غير طبيعي في العمود الفقري، وغالباً ما يُشخَّص بعد سن العاشرة أو خلال سنوات المراهقة المبكرة. يمكن أن يظهر الانحناء في أي جزء من الظهر، ويتخذ شكل منحني نحو اليمين أو اليسار على هيئة حرف “C” أو “S”، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لمعظم حالات الجنف لدى الأطفال لا يزال غير معروف، فإن أغلبها يُعدّ من النوع الخفيف الذي لا يتطلب تدخل علاجي إلا أن بعض الانحناءات قد تزداد سوءاً مع نمو الطفل، مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم أو صعوبة في التنفس نتيجة ضغط الانحناء الشديد على الرئتين.
يراقب الأطباء الأطفال المصابين بالجنف الخفيف خلال فترة النمو عن طريق زيارات دورية تتضمن عادةً فحص بدني وصور شعاعية لتقييم تطور الانحناء، وفي حين لا يحتاج الكثير من المصابين إلى علاج، قد يُوصى بارتداء دعامة للحد من تفاقم الانحناء في بعض الحالات، بينما تتطلب حالات أخرى تدخل جراحي لتصحيح التشوه وضمان استقرار العمود الفقري.
أنواع الجنف
توجد عدة أنواع من الجنف تختلف في أسبابها وتوقيت ظهورها، ويُعدّ الجنف مجهول السبب (Idiopathic Scoliosis) النوع الأكثر شيوعاً، حيث يُمثل نحو 80٪ من الحالات، ويظهر خلال فترة المراهقة، رغم إمكانية ظهوره في مراحل الطفولة المبكرة أو حتى في الرضاعة، يُطلق عليه “مجهول السبب” نظراً لعدم تحديد سبب واضح له حتى الآن، إلا أن الأبحاث تشير إلى وجود ارتباط وراثي محتمل، دون أن تستبعد مساهمة عوامل أخرى لا تزال قيد الدراسة. يصنَّف الجنف مجهول السبب بحسب سن التشخيص إلى: جنف الأطفال (أقل من 3 سنوات)، جنف الأحداث (من 4 إلى 10 سنوات)، جنف المراهقين (من 11 إلى 18 عام)، وجنف البالغين مجهول السبب (بعد سن 18 عام، مع اكتمال نمو الهيكل العظمي).
أما الجنف الخلقي (Congenital Scoliosis)، فهو نوع نادر ينشأ نتيجة تشوهات في تطور الفقرات داخل الرحم، وقد يُكتشف عند الولادة أو في الطفولة المبكرة. تؤثر هذه التشوهات على بنية العمود الفقري منذ البداية، وغالباً ما تتطلب الجراحة لتصحيح الانحناء. في المقابل، يظهر الجنف العصبي العضلي (Neuromuscular Scoliosis) لدى مرضى يعانون من اضطرابات في الأعصاب أو العضلات مثل الشلل الدماغي أو ضمور العضلات أو السنسنة المشقوقة ويحدث نتيجة ضعف العضلات التي تدعم العمود الفقري أو فقدان التوازن العضلي، وغالباً ما يتفاقم في الحالات التي يعجز فيها المرضى عن المشي.
بالإضافة إلى ذلك، يُشخّص الجنف أحياناً في سن البلوغ، ويُعرف حينها إما بجنف البالغين مجهول السبب، إذا كان موجوداً منذ المراهقة ولم يُكتشف، أو بالجنف التنكسي (Degenerative Scoliosis)، يحدث الجنف التنكسي في العمود الفقري القطني (أسفل الظهر) وتصيب هذه الحالة من الجنف بشكل أكثر شيوعاً الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، غالباً ما يكون هذا النوع من الجنف مصحوباً بضيق في العمود الفقري أو تضيق في القناة الشوكية مما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب الشوكية.
قد يكون الجنف في حالات نادرة ناتجاً عن أورام أو آفات في العمود الفقري، خاصةً عندما يصاحبه ألم أو أعراض عصبية مثل الخدر أو ضعف الأطراف، في مثل هذه الحالات يلجأ الأطباء إلى الفحوصات التصويرية المتقدمة كالتصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب الخطيرة الكامنة وراء الانحناء.
متى تُوصى جراحة الجنف كحل علاجي؟
عندما يتجاوز انحناء العمود الفقري 45 إلى 50 درجة، تزداد احتمالية تفاقمه حتى بعد اكتمال النمو الهيكلي، مما قد يؤدي إلى تشوهات واضحة في القوام وقد يؤثر سلباً في كفاءة وظائف الرئة. في مثل هذه الحالات، يُوصى عادةً بجراحة الجنف لتصحيح الانحناء ومنع تطوره.
أما في الحالات التي يتراوح فيها الانحناء بين 40 و50 درجة لدى الأطفال في طور النمو، فتُعدّ هذه الحالات ضمن ما يُعرف بالمنطقة الرمادية، حيث لا يكون القرار الجراحي واضحاً تماماً، وتعتمد التوصية بالعلاج الجراحي على عوامل متعددة، مثل نمط تطور الانحناء ومعدل نمو الطفلو والأعراض المصاحبة. لذا، من الضروري مناقشة هذه الجوانب بشكل مفصل مع الجراح المختص لتحديد الخيار الأنسب لكل حالة على حدة.
أنواع جراحة الجنف وتقنياتها الحديثة
شهدت جراحة الجنف تطوراً كبيراً في العقود الأخيرة، وتنوّعت أساليبها بحسب نوع الانحناء وشدته وعمر المريض. تشمل الإجراءات الجراحية الشائعة تقنيات الدمج الفقري وتصحيح الانحناء باستخدام القضبان والمسامير، إلى جانب تقنيات أحدث مثل الجراحة بمساعدة الروبوت والتثبيت بدون دمج عند بعض الأطفال. تهدف هذه التطورات إلى تحسين نتائج التصحيح، وتقليل المضاعفات، وتسريع التعافي.
دمج الفقرات (Spinal Fusion)
تُعد جراحة دمج الفقرات من الإجراءات الشائعة في علاج الجنف، وتهدف إلى تصحيح انحناء العمود الفقري من خلال دمج فقرتين أو أكثر لتثبيتهما في وضعية سليمة. يُلجأ إلى هذا النوع من جراحة الجنف في حالات الانحناءات الشديدة التي تتجاوز 45 درجة، أو عندما يكون الانحناء مصحوباً بالألم أو يزداد سوءاً بمرور الوقت، كما يُستخدم بشكل خاص في حالات الجنف العصبي العضلي الناتج عن اضطرابات في العضلات أو الأعصاب.
خلال الجراحة، يقوم الطبيب بإجراء شق في منطقة الظهر لكشف الفقرات المنحنية، ثم يثبتها باستخدام طعوم عظمية أو قضبان معدنية لإعادة محاذاتها بشكل مستقيم. بعد ذلك، يُغلق الشق وتبدأ مرحلة التعافي. يوفر هذا النوع من جراحة الجنف فوائد متعددة، من بينها تصحيح التشوه، منع تفاقم الانحناء، تحسين وضعية الجسم والتوازن، وتخفيف الألم. ويختلف وقت التعافي من شخص إلى آخر حسب شدة الحالة ونوع التدخل، وغالباً ما يكون العلاج الطبيعي عنصراً أساسياً في استعادة القوة والمرونة. قد يحتاج بعض المرضى إلى استخدام دعامة ظهر لفترة محددة بعد العملية، وعلى المدى الطويل يحقق معظم المرضى تحسناً كبيراً في الأعراض ووضعية العمود الفقري.

استخدام القضبان والمسامير (metal rods and nails)
في جراحة الجنف، تُستخدم أدوات تثبيت معدنية مثل القضبان والبراغي (ومنها البراغي العنقية أو براغي السويقة) للمساعدة في تصحيح انحناء العمود الفقري وتثبيته أثناء إجراء دمج الفقرات. تُثبت هذه القضبان على امتداد العمود الفقري وتُربط بالبراغي التي تُدخل بدقة داخل الفقرات، مما يوفر دعامة قوية تساعد على تثبيت العمود الفقري في وضعية أكثر استقامة. الغرض الأساسي من هذه الغرسات هو الحفاظ على العمود الفقري ثابتاً في أثناء عملية الشفاء، حيث تتيح للطُعم العظمي المستخدم في الدمج أن يندمج تدريجياً مع الفقرات لتكوين عظم واحد مستقيم، كما تساهم القضبان والبراغي في تصحيح الانحناء وتثبيت الوضعية الجديدة إلى أن يكتمل الالتئام العظمي.
عند التعامل مع الأطفال الذين لا يزالون في طور النمو وبحتاجون إلى جراحة الجنف، قد تُستخدم قضبان خاصة قابلة للتعديل تُعرف باسم “قضبان النمو”، وهي مصممة لتواكب التغيرات التي تطرأ على الطول مع مرور الوقت. كذلك، يجري في بعض الحالات استخدام قضبان ذاكرة الشكل، وهي قضبان يمكن تشكيلها مبدئياً ثم استعادة شكلها الأصلي عند تعريضها للحرارة، مما يُسهم في تحسين تصحيح الانحناء بدقة أكبر. أما براغي السويقة، فهي تُثبت في الجزء العظمي القوي من الفقرة وتُعد خياراً شائعاً لما توفره من ثبات وأمان أثناء تثبيت القضبان.

الجراحة بدون دمج (VBT – Vertebral Body Tethering) للأطفال:
ربط جسم الفقرة (VBT) هونوع من جراحة الجنف حديث يُستخدم في علاج الجنف مجهول السبب لدى الأطفال الذين لا يزالون في مرحلة النمو، خاصةً عندما يستمر تطور الانحناء على الرغم من استخدام الدعامات. وقد تمت الموافقة على هذا الأسلوب العلاجي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في أغسطس 2019.
يعتمد هذا النوع من جراحة الجنف على مبدأ “تعديل النمو”، حيث يتم توجيه نمو العمود الفقري تدريجيًا نحو وضعية أكثر استقامة. لتحقيق ذلك، يثبت الجراح مثبتات معدنية على الفقرات الواقعة على الجانب الخارجي من الانحناء، ويتم توصيل هذه المثبتات بحبل مرن يوضع تحت شدّ محدد. ومع نمو الطفل واستطالة عموده الفقري، يعمل هذا الحبل على إبطاء نمو الجانب المحدب من الانحناء، مما يسمح للجانب المقابل بالنمو بمعدل طبيعي، وبالتالي تقويم العمود تدريجيًا مع مرور الوقت.
يُعد هذا الإجراء خيارًا بديلًا لجراحة دمج الفقرات لدى بعض المرضى، إذ يتيح تصحيح الانحناء مع الحفاظ على مرونة العمود الفقري واستمرارية نموه. تبقى المثبتات والحبل في مكانها ما لم تظهر مضاعفات تتطلب التدخل لإزالتها. وغالبًا ما يكون هذا العلاج مناسبًا للأطفال المصابين بالجنف مجهول السبب غير المصحوب بحالات عصبية أو تشوهات خلقية أو إصابات أخرى.
من هم المرضى المرشحون لجراحة الجنف؟
يتخذ قرار الخضوع للجراحة بعد دراسة الحالة بشكل فردي، حيث تؤخذ بعين الاعتبار عوامل متعددة مثل درجة الانحناء، وتطور الأعراض، ومدى استقرار الحالة أو احتمال تفاقمها. الانحناءات الشديدة أو سريعة التدهور، خاصة في فترات النمو النشط، تمثل إشارات تدفع نحو الجراحة بهدف الوقاية من مزيد من التشوهات أو المضاعفات. كما قد يُوصى بالجراحة عندما تؤثر الحالة سلبًا على جودة حياة المريض، أو عندما لا تنجح العلاجات التحفظية مثل استخدام الدعامات أو العلاج الطبيعي في وقف تطور الجنف أو التخفيف من أعراضه.
إلى جانب ذلك، تؤثر الصحة العامة للمريض على القرار الجراحي، إذ يجب أن يكون قادراً على تحمل العملية الجراحية من حيث البنية الجسدية والقدرة على التعافي. بالتالي، فإن جراحة الجنف لا تُعتمد إلا بعد تقييم دقيق للتوازن بين المخاطر المحتملة والفوائد المرجوة، بما يتناسب مع طبيعة كل حالة.
التعافي والتأهيل بعد جراحة الجنف
يمثل التعافي بعد جراحة الجنف عملية طويلة نسبياً، تمتد غالباً من ستة أشهر إلى سنة، وتتطلب التزاماً دقيقاً بخطة علاجية تهدف إلى استعادة الوظيفة وتحقيق الشفاء الكامل. يمر المريض خلال هذه الفترة بمراحل مختلفة، تبدأ بالتعافي الأولي في الأسابيع الأولى بعد العملية، حيث يُبقي في المستشفى لعدة أيام لتلقي الرعاية اللازمة، وتُعطى أدوية لتسكين الألم، ويُشجع على الحركة المبكرة تدريجيًا، مثل المشي لمسافات قصيرة وممارسة تمارين خفيفة، مع العناية بموضع الجرح للحفاظ على نظافته ومنع العدوى. كما تلعب الراحة والدعم الأسري دورًا مهمًا خلال هذه المرحلة.
مع تقدم الوقت، وتحديداً خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يبدأ المرضى بزيادة النشاط تدريجياً بإشراف طبي، مع التركيز على تقوية العضلات وتحسين المرونة من خلال برنامج علاج طبيعي مخصص. في هذه المرحلة، يجب الاستمرار في تجنب الأنشطة الشاقة التي قد تجهد العمود الفقري، مثل الركض أو رفع الأثقال، أما في المرحلة المتقدمة من التعافي، التي تمتد من الشهر السادس وحتى نهاية العام الأول، فيُسمح تدريجيًا بالعودة إلى الأنشطة اليومية المعتادة، بما في ذلك ممارسة الرياضة، مع مراعاة تجنب الرياضات التي تتطلب احتكاكاً جسدياً مباشراً. المتابعة الدورية مع الطبيب خلال هذه الفترة تُعد ضرورية لرصد مدى التقدم، ومتابعة أي تطورات أو مضاعفات محتملة.
من الجدير بالذكر أن التعافي يختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة الجراحة وحالة المريض الصحية. لذلك، فإن الالتزام بتعليمات الفريق الطبي، والمتابعة المنتظمة، وإدارة الألم بشكل فعال، بالإضافة إلى الدعم النفسي والعلاج الطبيعي، كلها عناصر جوهرية تضمن تعافياً ناجحاً وسليماً بعد جراحة الجنف.

المضاعفات المحتملة لجراحة الجنف
تُعد جراحة الجنف إجراءً دقيقاً ينطوي على عدد من المخاطر المحتملة التي يجب فهمها جيداً قبل الخضوع للعملية. فيما يلي أبرز المضاعفات الممكنة وطرق الوقاية منها.
- لنزيف: تتضمن جراحة العمود الفقري خطر حدوث نزيف غير مُتوقع. خلال الجراحة، يتحكم الأطباء في النزيف عن طريق كيّ الأوعية الدموية وإعادة أي دم مفقود إلى المريض في نهاية العملية.
- العدوى: يُعدّ خطر العدوى أمراً في جراحة الجنف ولتقليل هذا الخطر، يُوصى بغسل الجرح بصابون مطهر قبل الجراحة، وأثناء الجراحة يُعطى المرضى المضادات الحيوية قبل وبعد العملية، كما تُتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان تعقيم غرفة العمليات.
- إصابات الأعصاب: إصابات الأعصاب تتراوح من البسيطة مثل الخدر الناتج عن ضغط العصب، إلى الحالات الخطيرة مثل الشلل. مع أن احتمال الإصابة بإصابة عصبية خطيرة أثناء جراحة الجنف منخفض، إلا أنه ليس معدومًا. يراقب الطاقم الطبي نشاط العصب الكهربائي أثناء الجراحة، مما يساعد الجراح على اتخاذ الإجراءات المناسبة لتقليل هذا الخطر.
- تمزق الجافية: قد يحدث في جراحة الجنف تمزق في النسيج الذي يحمل السائل الشوكي والأعصاب (الجافية)، مما يؤدي إلى تسرب السائل الشوكي. في هذه الحالات، قد يحتاج المريض إلى الراحة في الفراش، وفي حالات نادرة قد تتطلب الحالة إصلاحًا جراحيًا.
- فشل الاندماج (عدم الالتئام): قد يستغرق الاندماج وقتًا طويلاً، وتظهر النتائج بعد أشهر أو حتى سنوات. إذا فشل الاندماج، يمكن أن يؤدي إلى ألم مستمر في الظهر أو الجنف أو فشل الزرعة، وقد يحتاج المريض إلى جراحة تصحيحية.
- مضاعفات التخدير: تتطلب معظم حالات جراحة الجنف تخديرًا عامًا، وقد يعاني بعض المرضى من مشاكل ناتجة عن ردود فعل تحسسية أو حالات طبية أخرى. قد يتسبب التخدير في مشاكل تنفسية مثل التهابات الرئة أوكشاكل هضمية مثل الغثيان والقيء، كما قد يسبب إدخال الأنبوب التنفسي ألمًا في الحلق بعد الجراحة أو تلفًا في الأحبال الصوتية في حالات نادرة.
- الوقاية من جلطات الأوردة العميقة (DVT): تُعدّ الوقاية من تجلط الأوردة العميقة أمراً بالغ الأهمية، حيث أن جلطات الدم التي تتكون في أوردة الساق يمكن أن تتسبب في انسداد رئوي قد يكون مهددًا للحياة. يتم اتخاذ تدابير ميكانيكية وطبية للوقاية من هذه الجلطات، مثل تحريك الساقين لزيادة تدفق الدم، واستخدام الجوارب النابضة لتحفيز الدورة الدموية، وكذلك استخدام الأدوية التي تبطئ عملية تخثر الدم، مثل الهيبارين وLovenox.
نتائج جراحة الجنف على المدى الطويل
تُعدّ النتائج طويلة المدى لجراحة الجنف مشجعة في الغالب، إذ يُلاحظ معظم المرضى تحسن ملموس في محاذاة العمود الفقري، وانخفاضاً في الألم، وتحسن عام في جودة الحياة. تهدف هذه الجراحة بشكل أساسي إلى تصحيح الانحناء غير الطبيعي للعمود الفقري، مما يؤدي إلى وضعية جسدية أكثر توازناً واستقامة، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على المظهر الخارجي والثقة بالنفس. بالإضافة إلى تحسين المظهر، يشعر كثير من المرضى بتخفيف واضح في آلام الظهر الناتجة عن انحناء العمود الفقري، حيث تساعد الجراحة في معالجة السبب الأساسي للألم، مما يسهم في تحسين الراحة الجسدية على المدى الطويل.
من النتائج المهمة أيضاً، تحسن القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية. بعد الجراحة، يتمكن العديد من المرضى من استعادة مرونتهم ومشاركتهم في أنشطة كانوا يجدون صعوبة في ممارستها بسبب الألم أو القيود الحركية التي يفرضها الجنف. كما يؤدي التحسن الجسدي العام إلى آثار نفسية إيجابية، حيث يشعر بعض المرضى بزيادة في تقدير الذات والثقة بالنفس، خاصةً مع تحسن مظهر الجسم وانخفاض الشعور بالإعاقة أو الألم المزمن.
ورغم هذه الفوائد، يجب الانتباه إلى أن هناك مضاعفات وآثاراً جانبية محتملة قد تظهر على المدى البعيد، مثل فشل الاندماج، أو استمرار الألم، أو الحاجة إلى جراحات إضافية. لذا، من الضروري الحفاظ على المتابعة الطبية المنتظمة بعد الجراحة لمراقبة تطور الحالة وضمان الاستفادة القصوى من النتائج الإيجابية للجراحة.
المصادر:
- American Academy of Orthopaedic Surgeons. (n.d.). Surgical treatment for scoliosis. OrthoInfo.
- National Health Service. (n.d.). Scoliosis. NHS.