كيس الدرق اللساني هو تورم خلقي شائع يظهر في العنق وقد يسبب أعراضاً مزعجة أو يتعرض للالتهاب المتكرر ويمثل حوالي 70% من جميع الكتل الخلقية في خط منتصف الرقبة ويُصاب الكيس بالتهاب في حوالي 20%–40% من الحالات قبل التشخيص أو الاستئصال.
ما هو كيس الدرق اللساني؟
هو كيس خلقي يظهر في منتصف الرقبة نتيجة عدم اختفاء قناة الدرق اللسانية أثناء تطور الجنين. غالباً ما يُكتشف لدى الأطفال أو اليافعين، ويبدو ككتلة طريّة متحركة عند إخراج اللسان. كيس الدرق اللساني ليس ورماً سرطانياً في الغالب لكنه قد يصاب بالعدوى أو نادراً ما يتطور إلى ورم سرطاني لذلك يُنصح باستئصاله جراحياً لتجنب تكرار العدوى أو المضاعفات.
أعراض كيس الدرق اللساني
تشمل أهم أعراض كيس الدرق اللساني ما يلي:
- كتلة أو تورم في منتصف الرقبة: وجود تضخم في قاعدة اللسان الخلفية بسبب كتلة صلبة في منتصف خط الرقبة وتكون ناعمة وغير مؤلمة عادة إلا إذا التهبت.
- ألم عند البلع أو ألم عند تحريك الرقبة: من أولى العلامات وأكثرها وضوحاً، ويُطلق على هذا العرض طبياً اسم “عسر البلع”، ويمكن أن يظهر بشكل ألم أو شعور بالضيق أثناء البلع أو شعور بوجود شيء عالق في الحلق.
- حركة الكتلة مع حركة اللسان: تعد من العلامات السريرية المميزة حيث تتحرك الكتلة إلى الأعلى عند إخراج اللسان فتساعد في التشخيص عن الكتل الأخرى.
- احمرار أو دفء في الجلد فوق الكيس: يدل على وجود التهاب.
- ظهور فتحة جلدية مع إفرازات في حال الالتهاب المزمن

لماذا يُفضل استئصال كيس الدرق اللساني؟
السبب الرئيسي الذي يجعل الأطباء يوصون باستئصال كيس الدرق اللساني جراحياً هو أنه غالباً ما يُصاب بالعدوى، وفي حالات نادرة قد يتحول الكيس إلى سرطان، فالجراحة تمنع تكرار الالتهابات وتقلل من خطر تكون الخراج أو المضاعفات. تعرف الجراحة باسم جراحة سسترنك (Sistrunk Procedure)، وتشمل إزالة الكيس مع جزء من العظم اللامي.
خطوات عملية استئصال كيس الدرق اللساني
في كثير من الأحيان يكتشف الأطباء هذا النوع من السرطان أثناء علاج حالات طبية أخرى، وإذا اشتبهوا في أن الكيسة قد تكون سرطانية، فقد يستخدمون الفحوصات التالية لتأكيد التشخيص الأولي:
- لتصوير المقطعي المحوسب (CT): يستخدم هذا الفحص سلسلة من الأشعة السينية مع الحاسوب لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للبلعوم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): هو فحص غير مؤلم يستخدم مغناطيساً كبيراً وموجات راديوية وجهاز كمبيوتر لإنتاج صور دقيقة وواضحة للبلعوم.
يتضمن إجراء سيسترنك استئصال الكيسة تحت التخدير العام كجراحة ليوم واحد فقط بالإضافة إلى مسار القناة وتفرعاتها ويُستأصل الجزء المركزي من العظم اللامي لضمان إزالة المسار بالكامل وتنتهي بغلق الجرح واستخدام مصارف عند الحاجة، وقد استند هذا الإجراء إلى الفهم التشريحي والجنيني لكيسة القناة الدرقية اللسانية مما أدى إلى تحسين كبير في النتائج وباستخدام إجراء سيسترنك لعلاج كيسة القناة الدرقية اللسانية ينخفض معدل الانتكاس من 50% إلى 4%. من غير المرجح اليوم حدوث انتكاس بعد هذه العملية.
نصائح ما بعد جراحة استئصال كيس الدرق اللساني
يتوجب على المريض الراحة لعدة أيام بعد العملية لضمان عدم فشل العملية. يمكن للمريض استئناف نظامه الغذائي المعتاد دون أي قيود، وقد يشعر العديد من المرضى بألم أو خشونة في الحلق خلال اليومين الأولين، ويفضلون تناول الأطعمة اللينة في هذه الفترة، ويُسمح بممارسة الأنشطة الخفيفة إلى المتوسطة حسب التحمل، ويمكن للمريض تحريك رأسه يميناً ويساراً والنظر لأعلى وأسفل دون القلق المفرط بشأن الغرز مع تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو الإجهاد أو ممارسة التمارين الشاقة لمدة لا تقل عن أسبوع واحد بعد الجراحة.
من المتوقع حدوث ألم وتيبس في الرقبة وقد يصف الطبيب مسكناً مخدراً (ناركوتيك) يمكن استخدامه حسب الحاجة في حالات الألم الشديد ويمكن استخدام أسيتامينوفين (تايلينول) أو إيبوبروفين (أدفيل، موترين) لتسكين الألم الخفيف إلى المتوسط مع الانتباه إلى أن المسكنات المخدرة قد تسبب الإمساك. يجب التواصل مع الطبيب في حال ظهور احمرار أو تورم متزايد أو ألم متزايد في موقع الجراحة ويمكن للمريض الاستحمام بشكل طبيعي ويمكن تبليل الجرح.
مع تطور الجراحة الدقيقة أصبح علاج كيس الدرق اللساني آمناً وسريعاً. هو كيس صغير في الرقبة قد يبدو غير مقلق لكنه قد يسبب مشكلات لاحقاً، فلا تهمل فحصه لأن العلاج الجراحي بسيط وفعّال.
المصادر:
- Children’s Hospital of Philadelphia. (n.d.). Thyroglossal Duct Cyst
- Kumar, L. K. S., Kurien, N. M., Jacob, M. M., Menon, P. V., & Khalam, S. A. (2015). Lingual thyroid. Annals of Maxillofacial Surgery